انظروا الىّ ( ابونا متى المسكين )

انظروا الىّ ( ابونا متى المسكين )

معروف فى العهد القديم قوة النظر الى الحية النحاسية لكل وقع فريسة الحية واصابته بعضتها المسمومه
فنحن الان امام اعظم سر من اسرار الالتجاء الى المسيح حينما نقع نهباً لاحدى هجمات العدو القاتلة

فى هذا السر الاستعلانى انجدة المسيح لكل من وقع غنيمة للعدو فى اى وضع وصار بلا رجاء امام ضربة الموت الاكيدة للعدو ، هنا لا يطلب المسيح من الذين وقعوا غنيمة للعدو إلا ان يرفعوا قلوبهم وعيونهم الى المسيح حيث يكون حضور المسيح وبالتالى يكون الانقاذ من قبضة الموت لحظياً وفى الحال

ماذا يعنى هذا ؟

معناه اننا فى هذا العالم غرباء ولكن محسوبون فى دائرة الحفظ الالهى الفورى وكل مخاطرنا توضع امام المسيح فى الحال وفى الحال ايضاً يمارس المسيح فداءه لان الحقيقة الفدائية هى ان المسيح اقتبل فى جسده عضة الشيطان القاتلة واقتبل ان تسرى فيه حتى الموت وذلك من اجل وعن كل من عضته الحية بسمها واحس انه قد تعرض لعضة مميته من اى نوع ولكن لما اقتبل المسيح عضة الموت من اجلنا افرز فى الحال القوة المضادة للسم والموت فغلب لنا السم والموت واعطانا حياة جديدة وقوة نعمته وهكذا عوض الالام والموت وهبنا نعمة وقوة الحياة الجديدة

وهكذا يذكرنا المسيح فى كل مرة نقع فيها فى براثن العدو من اى نوع ان علينا فقط ان ننظر اليه عالمين انه يذخر لنا الغلبة والحياة

فالنظر الى المسيح وقت المحنة والخطر تعنى استعلان وجوده وحضوره الحى هنا عمل الايمان المسيحى مطلوب جداً اذ يلزم للانسان المجرب ان يمارس قوة الايمان المسيحى الذى يتلخص فى الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى

ويجب ان نفهم تماماً ان قول المسيح : " انظروا الىّ " هو طلب رفع القلب اليه والاعتماد عليه بدون قلق او اى شك

نقلا من كتاب
مع المسيح ج 1

الاب متى المسيح