الشخصية الناجحة

الشخصية الناجحة

بماذا يرتبط النجاح في أذهاننا..؟ قد يرتبط بالمال الوفير، أو بالشُهرة، أو بالنفوذ والسلطة، أو بالالتحاق بإحدى كليات القمة (كما تُسمى في بلدنا فقط).
ولكن اسمحوا لي أن أُناقش مع حضراتكم بعض النِقاط الهامة التي يُمكن أن تُساهِم في تحقيق النجاح على كافة المستويات، سواء نجاح شخصي، أو نجاح أسرة، أو نجاح خدمة، أو نجاح مجتمع بأكمله.

{ أن تعرف إمكانياتك وقدراتك، وتحاول أن تنجح وتتفوق وتُبدع في حدود هذه الإمكانيات والقدرات، وهنا تظهر مشكلتين:
1. شخص لا يعرف ما هي إمكانياته أو قدراته، فيضع أهداف فوق هذه القدرات والإمكانيات ولا يعرف الوصول إلى هذه الأهداف، فيُصاب بالاحباط واليأس، أو أنه لا يرى في نفسه أية إمكانيات أو قدرات فيصل إلى نفس الإحباط واليأس.
2. شخص يعرف إمكانياته وقدراته ولكنه يُهمل ولا يجتهد في المتاجرة بهذ القدرات ويدفنها كما فعل صاحب الوزنة الواحدة .
{ أن تعرف أن تَعمل وتُنجز وتَنجح مع الآخرين (Team work)، لأن الشخص الذي يعمل بمفرده يستفيد من إمكانياته وخبراته فقط، أما الذي يعرف أن يتعاون مع الآخرين، فهو يُضيف إلى قدراته وخبراته، قدرات وخبرات الآخرين، فيكون الإنجاز والنجاح عند الحدود القصوى له.
{ ألا تهرب من المسؤلية، بل إذا وُضع على عاتقك مسئولية ما، تحاول وتجتهد أن تقوم وتتحمل بتبعات هذه المسؤلية، ولا تخاف من الفشل.
{ أن تعرف أن تختار الوقت المناسب لكل شيء، الكلام والصمت، التمسك بالمبدأ وإنكار الذات، الحزم والحنو.
{ أن تعترف بأخطائك في أسرع وقت، وتعمل على تصحيحها، ولا تخجل أن تُعلن عدم المعرفة، لأن الشخص الذي يدّعي المعرفة وهو لا يعرف، ولا يعترف بذلك، يظل دائمًا لا يعرف.
{ أن لا تتكبر ولا تغتر، ولا تشعر بأنك الأفضل، وبأنك قد وصلت إلى القمة، بل يكون لديك دائمًا استعداد للتعلم المستمر، والاستفادة من خبرات الآخرين، حتى ولو كانوا أصغر سنًا، أو أقل خبرة.
{ أن تكون شخصية مُنَظمة تضع أهداف و تسعى لتحقيقها في خطوات مُحددة، بالتعاون مع الآخرين، تعمل على متابعة تنفيذ الخطوات، وبالتالي الوصول إلى الهدف.
{ أن تكون ممتليء من الروح القدس باستمرار، فيكون روح الله هو المُرشد والمُعلّم وهو الذي يُعطي الحكمة والإفراز.. هو الذي يجعلك تطلب الله في كل أمر صغير وكبير في حياتك فتقول مع نحميا: "يا سيد، لتكن أُذنك مصغية إلى صلاة عبدك وصلاة عبيدك الذين يريدون مخافة اسمك، وأعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمة أمام هذا الرجل"(نح11:1)
وروح الله يجعلك تُدرك أن النجاح هو عطية من الله فتقول مع نحميا أيضًا"إن إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني"(نح20:2).

القس كيرلس فتحي