mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الروح القدس الناري والخدمة النار الأحد 29 أبريل 2012 - 15:04 | |
|
الروح القدس الناري والخدمة النارية السبت 28 ابريل 2012 - 12:08 م
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
الحرارة الإلهية التي من الروح القدس توقد في القلب نارا وتشعله بالحب... الله محبة1يو4:16والمحبة نارمياه كثيرة لاتستطيع أن تطفئها نش8:7لذلك كل من يحيا بالروح يمتليء قلبه بالحب
الحرارة الإلهية التي من الروح القدس توقد في القلب نارا وتشعله بالحب... الله محبة1يو4:16والمحبة نارمياه كثيرة لاتستطيع أن تطفئها نش8:7لذلك كل من يحيا بالروح يمتليء قلبه بالحب ويكون الحب في قلبه نارا.تشتعل في قلبه من جهة محبته للناس والسعي إلي خلاصهم. مثله مثل النار التي نراها في شموع الكنيسة التي تذوب لكي تضيء للآخرين أو كالنار التي تجعل حبة البخور تحترق وتبذل ذاتها لكي تقدم رائحة زكية تصعد إلي فوق..إنها نار الحب الإلهي الذي يشتعل في القلب ويقدمه كمحرقة, كرائحة بخور, رائحة سرور للربلا1:17,13,9... إن كان الروح القدس يعمل فيك فعلامة ذلك أنك تصير شعلة من نار. تصير كلك نارا وهذه النار تأكل فيك كل شهوة ورغبة عالمية كما أنها تشعل محبة الله في قلبك ,ألست هيكلا لله1كو3:16؟هل خلا هيكل الله يوما من النار المقدسة التي فيه؟!. قد يسأل البعض عنفلانمن الخدام,فيقال إنه شعلة من نار.. فما معني هذه العبارة؟معناها أن الروح القدس يعمل فيه كنار...حسنا قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح إنهيعمدكم بالروح القدس ونارلو3:16. وحرارة الروح كما تكون في الكلمة تكون أيضا في الصلاة وفي العبادة... عندما صلي مكسيموس ودوماديوس رأي القديس مقاريوس الكبير صلاتهما كأنها أشعة من نار تخرج من شفاههما وعندما كان يصلي القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين-حتي في صغره-كانت أصابعه تبدو وكأنها شموع متقدة وهكذا كانت الحرارة لاتشمل الروح فقط وإنما الجسد أيضا.. إننا نصلي ولكن هل في صلواتنا نار البندكستي؟ هل في صلواتنا حرارة يوم الخمسين؟إن الصلاة الحارة تنبع من عمق القلب وتكون ألفاظها حارة, حتي الجسد نفسه يكون ساخنا مثلما تكون الروح حارة أيضا. الحرارة في الخدمة: لنأخذ مثالين من الحرارة في الخدمة:العصر الرسولي, والقرن الرابع: الحرارة العجيبة التي خدم بها آباؤنا الرسل حتي أنهم في حوالي35 سنة فقط أمكنهم أن ينشروا المسيحية في أورشليم وكل اليهودية والسامرة وكل إقليم سورية وقبرص وآسيا الصغري وبلاد اليونان وروما, وساروا غربا إلي إسبانيا وامتدوا شرقا إلي العراق وإلي الهند ونزلوا جنوبا إلي مصر وليبيا بأصوام وأسهار بتعب وكد2كو4بعمل الروح الناري فيهم هؤلاءالذين لا صوت لهم ولا كلام إلي أقطار المسكونه بلغت أقوالهممز19. وكمثال خادم كبولس الرسول الذي كتب 14 رسالة وتعب أكثر من جميع الرسل1كو15:10. كان نارا مشتعلة حيثما انتقل...حتي وهو في السجن كانت النار المقدسة داخله يكتب رسائل وهو في السجن ويبشر سجان فيلبيأع16:32...بينما رجلاه مربوطتان في المقطرة وهو ملقي في السجن الداخلي ولكنه مع ذلك يصلي ويسبح ويبشر. انظروا أيضا إلي القرن الرابع من شقيه العقيدي والرهباني: من جهة العقيدة يوقدها القديس أثناسيوس دفاعا عن لاهوت الابن وتنتشر حتي تصبح المجالات اللاهوتية في الطرقات, يضيف إليها مارأفرام السرياني لهيبا بتراتيله اللاهوتية التي ينشدها الناس...ومن الناحية الروحية انتشار عجيب للرهبنة بكل روحياتها يقوده القديس أنطونيوس والقديس باخوميوس والقديس مقاريوس...وكل آباء برية شيهيت..جو يموج بالحركة والبركة وعمل الروح القدس...ومن يشعله الروح لايهدأ حتي يبني ملكوت الله... الخادم الناري الإنسان العادي قد يركز كل هتمامه في خلاص نفسه أما الإنسان الروحي الذي التهب قلبه بالنار المقدسة فإنه يهتم بخلاص كل من يدفعه الله إلي طريقه. يلتهب قلبه بمحبة الله وملكوته وعندما يصلي قائلاليأت ملكوتكإنما يقولها من كل قلبه وعمق مشاعره ولايصلي فقط من أجل الملكوت وإنما يعمل أيضا بكل جهده من أجل هذا الغرض الروحي المسيطر عليه ويبدأ في أن يعطي للخدمة كل وقت فراغه. ثم تتدرج به حرارته في الخدمة نحو التكريس. إنه في حرارة الروح يريد أن يعطي لله كل وقته وكل عمره متأكدا في أعماقه أن كل وقت يقضيه خارج الخدمة يحسب بلا شك. ومن أجل التهاب قلبه نحو خلاص الناس يفضلهم علي نفسه قائلا مع القديس بولس الرسولإن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لاينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسدرو9:3,2. يهتم أولا بمن يريد التوبة ثم يهتم بمن لايريد . بكل حماس روحي يتعامل مع الحالات التي تصل إليه من الخاطئين, لكي يقودهم إلي الإيمان وإلي التوبة ثم يتدرج إلي البحث عن الضالين الذين لايهتمون بأنفسهم والذين لايهتم بهم أحد, يجول باحثا عن النفوس الضالة بكل تعب وجهد وبكل حرارة وحب. وهذه الحرارة في الخدمة,تقوده إلي الحرارة في الصلاة لأجل الخدمة. شاعرا أنه بدون معونة من الروح القدس لايستطيع أن يخدم فيسكب نفسه أمام الله ليعطيه القوة التي يخدم بها والحكمة التي يخدم بها والكلمة التي يقولها. ويصلي أيضا لكي يعمل روح الله في القلوب ويعطيها استعدادا لقبول الكلمة. فينخس الروح قلوبهم من الداخل في الوقت الذي تنخس فيه الكلمة آذانهم من الخارج. وهكذا ينتقل من حرارة إلي حرارة أخري. حرارة محبة الله والناس تنقله إلي حرارة الخدمة وحرارة المحبة تنقله إلي الحرارة في التكريس وتنقله إلي حرارة الصلاة وهذه تنقله إلي حرارة الإيمان... فكلما يصلي بحرارة قلب ويري عمل الله معه في الخدمة ؟؟؟؟؟ ويثق أن الله الذي عمل معه في ؟؟؟؟؟ الذي بارك في ذلك الزمان سيبارك أيضا الآن وكل أوان وكلما تقابله مشكلة في الخدمة يقول في قلبه وللناس بكل إيمان إن الله لابد سيحل هذه المشكلة أنا واثق بذلك من كل قلبي. والحرارة في الخدمة تدفعه إلي مزيد من الجهد والتعب. كلما ازدادت حرارته يعتبر الراحة كسلا ويقول مع داود النبي ...إني لا أدخل إلي مسكن بيتي ولا أصعد علي سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوما ولا لأجفاني نعاسا ولا راحة لصدغي إلا أن أجد موضعا ومسكنا لإله يعقوبمز132:3-5. ويقصد بهذا موضعا للرب في قلب كل أحد.... حقا إن كثيرين يخدمون ولكن من منهم حار في خدمته. من منهم تخرج خدمته عن حدود الرسميات والشكليات والروتين إلي حرارة الحب وحرارة العمل وحرارة الروح وقبل الكل تكون الخدمة بشركة الروح القدس...كم من الخدام يخرج من نطاق مواعيده المحددة للخدمة إلي الحرارة الروحية التي تخدم في كل وقت ومع كل أحد كالشمعة التي تضيء باستمرار لكل أحد وتظل تضيء وتضيء حتي تذوب تماما... ألسنا جميعا نتكلم في عظاتنا بكلمة الرب؟ولكن هل نحن نتكلم بألسنة نارية؟! وهل تخرج كلماتنا من قلوب ملتهبة فتلهب السامعين؟هكذا ينخسون في قلوبهمأع2:37وتقودهم إلي التوبة؟...هذا هو المقياس الذي نقيس به خدمتنا ومدي تأثيرها في الناس.نعم هل أخذنا نار الخمسين وخبأناها في قلوبنا؟كما كان شعب الله يحتفظ بالنار المقدسة ويحرص عليها... انتقال الحرارة الروحية. من خصائص النار أيضا:أنها إذا سرت في شيء تحوله إلي نار مثلها... إذا اشتعلت في خشب يصير الخشب نارا إذا اشتعلت في قطن يصير القطن نارا إذا اشتعلت في ورق يصير الورق نارا...هكذا الإنسان الروحي الذي تسري فيه نار يوم الخمسين. إذا اتصل بأحد يشعله أيضا ويجعله نارا مثله. وكمثال لذلك إنسان روحي ملتهب في خدمته يدخل إلي كنيسة ليخدم فيها ولو إلي حين- تري حرارته قد انتقلت منه إلي سائر الخدام واشتعلت الكنيسة كلها. هكذا كانت الكنيسة أيضا في أيام آبائنا الرسل كان الروح القدس يعمل بكل قوة فإذا بحرارة آبائنا الرسل تنتقل إلي تلاميذهم وإلي باقي الخدام وكل الشعب. والحرارة الروحية التي كانت في الرهبنة في القرن الرابع...انتقلت من مصر إلي سائر بلاد العالم وأنشئت رهبانيات في تلك البلاد...بل انتقلت الفضائل الرهبانية حتي إلي السائحين والزوار فكتبوا عنها كتبا وكان لها تأثير واسع في كل مكان وانتقلت الروحانية إلي العلمانيين أيضا...وحرارة القديس أثناسيوس الإسكندري في الدفاع عن الإيمان..انتقلت أيضا إلي كل أساقفة وكهنة وخدام الكنائس بل انتقلت إلي كل الشعب أيضا وأصبح الحماس من أجل الإيمان يجري في دماء الناس... وهكذا حرارة كاهن واحد في خدمته يمكن أن تجعل شعبه كله في نشاط روحي وحرارة خادم أو أمين خدمة يمكن أن تسود كل خدام الفرع وينتقل الروح من شخص إلي آخر. إن كان لك الروح الناري فكل إنسان يقابلك ستشعله وكل مكان تحل فيه ستشعله. فهكذا طبع النار:لاتبقي حرارتها وحدها إنما تشعل كل ما يلمسها حتي الهواء المحيط بها يصير حارا... ليس المهم إذن في عدد الخدام إنما المهم هو ما يسكبه الروح القدس في قلوبهم من محبة لله وللناس وحماس للخدمة وغيرة علي بناء ملكوت الله. فالرسل كانوا اثني عشر فقط ومع ذلك لامتلائهم بالروح أمكنهم أن يلهبوا العالم كله...والقديس بولس الرسول كان فردا واحدا,ولكنه من أجل عمل الروح فيه بكل حرارة كان التهابه بالغيرة المقدسة سبب بركة للعالم كله.... | |
|