[[b]size=24]لان ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة "(عب 13 : 14)[/b[/color[/size]]]
[[size=24]color=darkblue]دعوة للتفكير والعمل من أجل الأجر الأبدى[/size]
[color=darkred]تدعونا إرادة الله للتركيز على الأجر السماوى والميراث الأبدى لا التعلق بالزمنيات وأمور هذا الدهر الباطلة ، فالعديد من الوصايا والتعاليم التى صدرت عن السيد له كل المجد تدعونا للاهتمام بهذا الميراث السماوى لا بغيره ، وهذا واضح تماماً من تعاليم السيد له كل المجد ، والمتأمل لتعاليم السيد المسيح يلاحظ ذلك تماماً ، ومن بين الأقوال التى قالها السيد له كل المجد فى هذا الصدد :[/color]
[color=red]+ " من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي ياخذ و من يقبل بارا باسم بار فاجر بار يأخذ " (مت 10 : 41)
+ " و من سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره " (مت 10 : 42)
+ " افرحوا في ذلك اليوم و تهللوا فهوذا أجركم عظيم في السماء لان آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء " (لو 6 : 23)
+ " بل أحبوا أعداءكم و احسنوا و اقرضوا و انتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما و تكونوا بني العلي .. " (لو 6 : 35)
+ "فقال لهم الحق اقول لكم ان ليس احدا ترك بيتا او والدين او اخوة او امراة او اولادا من اجل ملكوت الله.إلا و يأخذ في هذا الزمان أضعافا كثيرة و في الدهر الأتي الحياة الأبدية " (لو 18 : 30)
+ " اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية .. "(يو 6 : 2[/color]
بل أن مضمون رسالته الخلاصية كانت تهدف تماماً لإعطاء الإنسان حياة أفضل ، أى أمجاد باقية وأجر سمائي لا ينطق به "و اما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل "(يو 10 : 10) .
وهناك المزيد من أقوال السيد المسيح ، يعوزنا الوقت والصفحات إن ذكرنها مضمونها ، والتى تحثنا على الاهتمام بالأجر السماوى والاجتهاد فى طلبه .
]b]
و بنفس الفكر والمنهج خدم أباؤنا الرسل الأطهار ، كانت لهم كل حين إرادة الرب فى أن تسلك الرعية بفكر نقى ومقدس فى الحق والأبدية السعيدة ، مفتكرين كل حين فى الأجر السماوى القادر أن يجعل كل إنسان فى سمو وارتفاع ، بل فى ارتقاء دائم وملحوظ فى نعمة المسيح ومعرفته .
فها هوذا بولس العظيم فى الرسل لا يفوته وإن يلفت انتباه الكنائس لطلب الأجر السماوي والانشغال بالأبديات والأجر السماوى ، ويتبين لنا هذا وبوضوح فى كل رسائله المفعمة بالنعمة ورغبة الروح المخلصة فى إيجاد هذا السلوك المقدس لدى الكل ، أى الاهتمام بالأجر الأبدي والإكليل السمائي ، حيث نقرأ كثيراً فى رسائلة ما يدعو لذلك ، و من بين العبارات التى قالها الطوباوى بولس فى ترسيخ هذا السلوك داخل أذهان المؤمنين ما يلى :
[/b]+ لان ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة (عب 13 : 14)
+ لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا (2كو 4 : 17)
+ و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فابدية (2كو 4 : 18)
+ فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله (كو 3 : 1)
اهتموا بما فوق لا بما على الارض (كو 3 : 2)
و صار أيضاً باقى آباء كتاب الإنجيل فى كتاباتهم بنفس المنهج والفكر أبان التبشير و خدمة الإنجيل ، فإيصاء الرعية بالفكر المقدس والدائم فى الأبديات والأجر السماوي عملاً لم يبرح حياتهم ولا تعاليمهم ولا كتاباتهم ، كما نلاحظ ذلك من خلال هذه الشواهد : ( يع 1 : 12 ، 2 بط 1 : 3 ، 2بط 2 : 13 ، 1 يو 3 2 ) ، وغيرها من الشواهد التى يمكن للقارىء الرجوع إليها والتامل فيها والتى تؤكد حرص الآباء الإنجيليون على بث روح الاهتمام بالأبديات فى نفوس الرعية والمؤمنين .وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :
+ من الأهمية بمكان أن تكون اهتماماتنا كل حين مقدسة و حسب الحق وإرادة الإنجيل ، وهذا من شأنه أن يخفف عن كاهل الإنسان المزيد من الأتعاب والضيقات التى قد يتعرض لها فى رحلة الحياة مع المسيح والصراع مع أجناد الشر الروحية ، لأنه كلما تحرر الإنسان من الاهتمام بالمادة و الزمنيات ، كلما دفعه هذا التحرر نحو الانشغال بالأبديات والأجر السمائي .
+ لا يمكن لأحد التوفيق بن رغبات الجسد ورغبات الروح ، فأما أن يبغض الإنسان أعمال الجسد ويسعي لاقتناء الأجر السمائى والفوز بالأكاليل ويكون أهلاً للنجاة وينال مواعيد الحياة الأبدية السعيدة وأما أن يستسلم لإرادة الجسد ورغباته الشريرة ويحصد كل ندم أبدى وخسارة لا تعوض ، وخير للإنسان أن يجعل هدفه هو الرب فى كل حين وسعيه كل حين لاقتناء الميراث الأبدي وأمجاد الحياة الدائمة والسعيدة .
+ التنازل عن بعض أمور هذه الحياة ربما يحمل فى طياته وفى تنفيذه العديد من الصعوبات والتحديات والمعوقات ، ولكن اهتمام الإنسان بالأجر الأبدي والإكليل السماوى يخفف كثيراً من صعوبة هذا التنازل ، بل من شأن هذا الاهتمام أن يزيد الإنسان إيماناً وقوة ورجاء ، فالضرورة موضوعة على كل من يرغب فى الاجر الدائم والأبدي أن يقدم كل يوم مزيداً من التنازلات عن كل ما يعطل عمل روح الله فيه ، لأنه فى ذلك فرصة للروح لكى تنطلق وللجسد لكى يتطهر ومجال مبارك لتحرير نفس الإنسان من زناها و شرها وفسادها .
+ من الحكمة والعقل أن لا ينتظر الإنسان من يوجهه ويرشده ويقنعه بعظمة الأجر الأبدي والإكليل السماوي فهذه أمور لا يمكن التغاضي عنها ولا الاستهانة بها ، لأن من فضل أمجاد هذا العالم الزائل على سعادة الحياة الأبدية لا شك أنه أعمى قصير البصر فاقد للحكمة ولروح التمييز ، والله قادر أن يحقق وعده الذى قال فيه : " كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف و يرث الحياة الأبدية " (مت 19 : 29) ، وهو وقادر أيضاً أن يعطى لمن يتخلى عن كل شىء فى حياته من أجل التبشير باسمه و تبعيته بالروح والحق إلى النفس الأخير أمجاد لا يعبر عنها ومجيدة " و لكن متى جاء ابن الإنسان العله يجد الإيمان على الأرض "(لو 18 : 8) .
.
+ الإنسان المؤمن والذى يسلك بالروح يفرح بالتجربة والمحنة والخسارة والألم وبالظلم والاضطهاد بل و كل ما يقبل عليه من ضيقات تسلبه راحته وسعادته وما يتلذذ به قلبه من أمور دنيوية باطلة ، لأن يحمل فى داخله روح المكتوب " لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا و نحن غير ناظرين الى الأشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فأبدية"(2كو 4 : 17 ، 18) ، فليكن فيك هذا الإيمان الذى ستكافأ عليه بكل مدح ومجد وكرامة عند استعلان يسوع المسيح ، وما لا فلا .
صديقى ليس هذا هو وطننا الباقى ، بل وطننا الباقى والأفضل فى السماء ، مع المسيح والملائكة والمفديين ، ولكن يستلزم دخولك هذا الوطن مزيد من الأتعاب والضيقات التى تؤهلك لملكوت الله والأجر الأبدي، لأنه إن لم يكن لنا ما يؤهلنا للأجر الأبدى فحتماً سنخسر سعادة غامرة وأبدية مقدسة وأفراح لا تنتهى ، لك القرار والمصير .