mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: أحبوا أعداءكم مت 5 : 44 الإثنين 8 أكتوبر 2012 - 15:28 | |
|
أحبوا أعداءكم مت 5 : 44
قال السيد الرب في عظته علي الجبل:
السبت 06 اكتوبر 2012 - 03:11 م
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث سمعتم أنه قيل:تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم:أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم ,وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات فإنه يشرق شمسه علي سمعتم أنه قيل:تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم:أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم ,وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات فإنه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين ويمطر علي الأبرار والظالمين لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟وإنم سلمتم علي إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟!أليس العشارون يفعلون هكذا؟مت5:44-47تحب قريبكعبارة وردت في الشريعةتحب قريبك كنفسكلا19:18لكن عبارةتبغض عدوكلم ترد في الشريعة إنها مفهوم بشري خاطيء قد علم السيد المسيح بعكسه وذلك لسببين: أولهما: إن الرب لا يأمر بالبغضة في شريعته بل بالحب. ثانيهما:لأن الحب والبغضة لايجتمعان في قلب واحد. كما يقول الرسول لاشركة للنور مع الظلمة2كو6:14. فالسيد الرب يدعو إلي الحب حتي للأعداء فعدوك لايكفي أن تحتمله, بل بالأكثر أن تحبه.. هذه درجة سامية. نلاحظ في قول الرب:أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم....إلخ إنه يوجد أعداء ولاعنون ومبغضون ومسيئون وطاردون. ويوجد أيضا الذين لايسلمون علينا إذن الطريق ليس مفروشا كله بالورود,بل يوجد مقاومون بل كما قال الرب في موضع آخر:وتكونون مبغضين من الجميع لأجل اسميمت10:22. فما موقفنا نحن من كل هؤلاء؟وكيف نتعامل معهم؟ وكيف يمكننا عمليا أن نطبق عبارةأحبوا أعداءكم؟ التطبيق العملي: 1- يجب أولا أن ننقي القلب من كل مشاعر البغضة نحوهم. أنهم-في كل عداوتهم لنا-مجرد ضحايا للشيطان عدونا وعدوهم وعلينا بقدر الإمكان أن ننقذهم من العداوة التي يعاملوننا بها,لا أن نزيدها بتبادل العداء وعلي قول الرسولإن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباءرو12:19,18 2- لاتتكلم بالسوء عمن قد أساء إليك. لأنه يحدث كثيرا أن المساء إليه لايتكلم حسنا عن الذي أساء إليه بل قد يخوض في سمعته ويدينه ولو من باب تبريره لنفسه وأنه كان ضحية لذلك المسيء ..وقد يصل عداوته لك وتكون قد خسرته بالأكثر وفي نفس الوقت قد خسرت نفسك. 3- إن أتعبتك خطايا المسيء إليك فقل لنفسكوأنا أيضا خاطيءفشعورك بأنك خاطيء لايجعلك تبغض غيرك وهكذا فعل السيد المسيح مع الذين كانوا يريدون رجم المرأة الخاطئة المضبوطة في ذات الفعل,إذ قال لهم:من كان منكم بلاخطية فليرمها بأول حجريو8:7. وفي شعورك بأنك أيضا خاطيء :قل لنفسك لا أريد أن تتسبب أساءة هذا الإنسان في إدخال البغضة إلي قلبي كما لا أريد أيضا أن تتسبب خطاياي في إدخال البغضة في قلوب الناس من جهتي. 4- أيضا لاتضر عدوك ولاتعامله بالمثل,بل احتمله . علي أن الرب لايقول فقطاحتماله بل أحسن إليه. أحسنوا إلي مبغضيكموالإحسان إلي المبغضين هو عمل إيجابي أقوي بكثير من مجرد الاحتمال وبالإحساس إليهم يمكن أن نكسبهم وأن نغير قلوبهم من جهتنا وهكذا ينطبق قول الرسوللايغلبنك الشر,بل أغلب الشر بالخيرإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار علي رأسهرو12:20,21لأنه سوف لايستطيع أن يحتمل إحسانك إليه ويجد أنه مثقل بالخير الذي فعلته معه... لذلك إن وجدت مبغضك في ضيقة حاول أن تساهم في فك ضيقته إن وجدته مريضا يمكنك أن تزوره وتطلب له الشفاء بل وتقدم له هدية أيضا وثق إن كل هذا سيترك في نفسه أثرا ويغير شعوره من نحوك فلايستمر في عداوته لك. 5- كذلك تحسن إلي مبغضك بالصلاة من أجله. وصلاتك من أجله ستجعله لايخطيء إليك في المستقبل ويتدخل الله في حياته فيغيره علي أن تكون هذه الصلاة مخلصة من قلبك تكون بها قد نفذت وصية الرب القائلةصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكممت5:44سواء كانت هذه الصلاة بينك وبين الله أو كانت كلمة دعاء من قلبك ترجو بها له الخير . 6- ومن أفضل الوسائل أن تنسي إساءة مبغضك إليك. إن استمرار تذكرك للإساءة يقسي قلبك من نحوه ويجعلها لاصقة بفكرك علي الدوام..أما محاولة نسيان إساءته فإنها تصفي القلب من الداخل وتصفي الفكر أيضا وتساعد بمرور الوقت علي عودة المحبة. 7-مهما أصابك من أعدائك قل في إيمانكله للخير وهكذا قال يوسف الصديق لإخوته الذين عادوا وباعوهأنتم قصدتم لي شرا أما الله فقصد به خيرا..ليحيي شعبا كثيراتك50:20وليكن عندك هذا الإيمان:أن الله يمكنه أن يحول الشر إلي خير وأنيخرج من الجافي حلاوةقض14:14وبهذا الشعور يزول التأزم من قلبك بسبب الإساءة ولاتكون مصدرا لبغضه في القلب. 8- قاوم كل شعور رديء في قلبك من جهة المسيء. قل لنفسك باستمرار لابد أن أحتفظ بنقاوة قلبي وبالسلام والهدوء داخل قلبي ولا أجعل مشاعر البغضة تعكر صفاء ذهني وطهارة قلبي..وإن كانت إساءات الناس تحاربني من الخارج فإن مقابلتها بالبغضة وبالضيق والتأزم إنما تفقدني سلامي من الداخل بل وتفقدني أيضا علاقتي مع الناس وسلامي مع الله. فالأفضل لي أن أطلب الخير لهذا المسيء وبهذا أهدأ من الداخل ومن الخارج تتحسن علاقتي معه وبالوقت يتحول هدوئي إلي محبة. نلاحظ أن السيد المسيح الذي أعطانا هذه الوصية في محبة الأعداء قد نفذها علي نفسه بمغفرته لصالبيه. بقوله وهو في عمق الألم علي الصليبيا أبتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون.لو23:34ولم يطلب لهم المغفرة فقط بل أيضا أوجد لهم عذرا وبنفس المشاعر الطيبة قال للص المصلوب معهالحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوسلو23:43. وأظهر لليهود محبة الأعداء في مثل السامري الصالح. وكيف أن هذا السامري قد فعل خيرا مع رجل يهودي جريح ملقي بين حي وميت وأحسن إليه واهتم به وتحنن وضمد جراحاته..لو10:34,33بينما كان اليهود لايعاملون السامريينيو4:9. وكذلك انتهر تلميذيه اللذين طلبا منه أن ينزل نارا من السماء لتفني قرية من السامريين رفضت أن تقبله وقال لهمالستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلصلو9:54-56وعمل الرب علي خلاص السامرة وإيمانهايو4:39-42. نلاحظ أيضا أن السماء سوف تشهد محبة الأعداء. أو ستشهد محبة الأبرار لمن كانوا من قبل أعداء لهم. إن شاول الطرسوسي كان راضيا بقتل القديس أسطفانوس أول الشمامسةأع8:1ولاشك أنهما تلاقيا في السماء بكل محبة. وكذلك كان شعور الشهداء في السماء بالنسبة إلي مضطهديهم الذين عادوا وآمنوا ثم شعور كثير من الشهداء الذين تعذبوا علي يد أريانوس والي أنصنا وبأمره قطعت رؤوسهم ثم آمن أريانوس فيما بعد واستشهد وقابله في السماء بكل حب الشهداء الذين قتلهم. كذلك علينا أن نحب مضطهدينا كما أحب أولئك الشهداء مضطهديهم الذين تقابلوا معهم بعد حين في السماء. 9- ويجب أن نتمني الخير لأعدائنا ولانفرح بشر يصيبهم,وإن رأينا شيئا حسنا في حياتهم نمتدحهم عليه. ونفعل هذا بكل صدق متأكدين إن كل إنسان مهما كان خاطئا قد توجد في حياته بعض نقاط بيضاء يستحق عليها المديح. مثال ذلك مثلا وكيل الظلم فلاشك أنه قد ظلم سيده حينما جعل المدينين له يخفضون استحقاقاته عليهم ومع ذلك يقول الكتاب فمدح السيد وكيل الظلم لأنه بحكمة فعلولأنه صنع له أصدقاء من مال الظلملو16:9,8وهكذا اهتم بمستقبل حياته. وضرب الرب قصة وكيل الظلم كمثال يقتدي به. كذلك فإن المرأة السامرية الخاطئة التي عاشت مع خمسة رجال وجد لها الله فضيلة يمتدحها عليها فقال لهاحسنا قلت ليس لي زوج هذا قلت بالصدقيو4:18,17لهذا إن وجدت في عدوك فضيلة امتدحها لا عن ملق ولانفاق بل بصدق وثق أن هذا سيترك أثرا طيبا في قلبه. ملاحظة هامة: علي أن هناك نقطة هامة في محبة الأعداء نقولها وهي: قال الرب أحبوا أعداءكم ولم يقلأحبوا أعداء الله. فإن عدوك إذ تحبه وتغفر لههذه مسألة شخصية معك أما أعداء الله فيجب أن يكون لك موقف حاسم معهم وأولهم الشيطان الذي يقول عنه القديس بطرس الرسول:إبليس خصمكم كأسد يزأر يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان1بط5:9,8 ويقول القديس يعقوب الرسولقاوموا إبليس فيهرب منكميع4:7ولاتفعل مثلما فكر أحد الهراطقة الذي قال بخلاص الشيطان بعكس تعليم الكتاب إذ يقول إبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا إلي أبد الآبدينرؤ20:10. وكذلك قال الرب للذين يقفون علي اليسار في يوم الدينونة اذهبوا عني يا ملاعين إلي النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكتهمت25:41فيمضي هؤلاء إلي عذاب أبديمت25:46. كذلك -في محبة الأعداء-لانقول نحب الهراطقة والمبتدعين محبة هؤلاء تكون بإنقاذهم من هرطقاتهم وليس مع بقائهم فيها. كل محبة ينبغي أن تكون داخل محبة الله. ولايمكن أن نحب الأعداء وهم يحاربون الله أو الإيمان أو الكنيسة.ونحن في أوشية الاجتماعات نقول أعداءبيعتك المقدسة مثل كل زمان حل تعاظمهم وعرفهم ضعفهم سريعا أبطل حسدهم وسعايتهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا بدد مشورتهم يا الله الذي بدد مشورة أخيتوفلنحن لانطلب الشر لهم بل أن ينجينا الله من شرهم. أو بمعني آخر نطلب أن ينجيهم الله من شرهم فننجو نحن أيضا من هذا الشر إذ تستقيم تصرفاتهم. إن عبارة أحبوا في هذه الوصية ليست عبارة مطلقة. فكل محبة تبعدنا عن الله يجب أن نبتعد عنها.. سواء في ذلك محبة القريب أو محبة العدو كل محبة ضد محبة الله,ليست محبة حقيقية وكل محبة أكثر من محبة الله هي محبة مرفوضة وزائفة فهو الذي قالمن أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني مت10:27فكم بالحري إذن من أحب عدوا!! بل من أجل الله-يكون أعداء الإنسان أهل بيتهمت10:36. ينقسم الأب علي الابن والابن علي الأب والأم علي الابنة والابنة علي الأم..لو12:53ولايستطيع الرقيب أن يحب قريبه إن كان ذلك ضد الإيمان وإن كانت فيه عداوة لله. إذن فلنفهم عبارةأحبوا أعداءكم في حدودها التي لاتتعداها بحيث لاتتعارض مع محبة الله وعموما فإن المحبة نحو الإنسان الخاطيء تكون في افتقاده روحيا وإنقاذه مما يعوق أبديته. أمور لاتعارض المحبة: إن المحبة لاتتعارض مع التوبيخ أو العقوبة أو التأديب. يمكن أن توبخ غيرك دون أن تصبح عدوا له بل من أجل الله تفعل ذلك في محبة ونلاحظ أن القديس بولس الرسول قد وبخ القديس بطرس الرسول وقال في ذلك قاومته مواجهة لأنه كان ملوماغل 2:11إذ كان والبعض معه لايسلكون باستقامة حسب حق الإنجيلغل2:14 نلاحظ أيضا أن القديسة دميانة وبخت أباها حينما ضعف وأنكر الإيمان. ومن جهة التأديب قيل في الرسالة إلي العبرانيين لأن الذي يحبة الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأي ابن لايؤدبه أبوه؟!ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لابنونعب12:6-8. وواضح أن التأديب لايتعارض مع المحبة حتي إن وصل إلي العقوبة فالله يحبنا فيما يعاقبنا ويؤدبنا وبهذا التأديب يكون قد أحسن إلينا فيما نحن نسيء إليه بكسرنا لوصاياه. واعتزال الشر ليس ضد المحبة فقد قيل في المزمور الأولطوبي للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلسمز1:1. كذلك البعد لأجل التفرغ لله,كما يفعل المتوحدون والسواح وقد قيل إن إنسانا جري وراء متوحد ليتحدث معه فهرب منه المتوحد فقال له ذلك الشخص من أجل الله قف لي لأتحدث معكفرد المتوحد عليه قائلا وأنا من أجل الله أهرب منك. مستوي رفيع يشابه الآب. إن وصايا الرب في محبة الأعداء والإحسان إلي المسيئين إنما ترفعنا إلي مستوي عال فوق العادي بأن نحب الذين لايحبوننا ونسلم علي الذين لايسلمون علينا ويقول الرب في ذلك. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات. فالمفروض في الابن أن يشبه أباه والآب السماوي يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين ويمطر علي الأبرار والظالمينمت5:45فكونوا أنتم هكذا لكي تشبهوا الآب السماوي في صلاحه وكما يقول الرسولنظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس 1بط:16,15لا11:45,44 وهكذا تكونون أبناء أبيكم الذي في السموات إن كانت لكم صورته ومثاله في هذا يقول القديس يوحنا الرسولبهذا أولاد الله ظاهرون1يو3:10ولأن البنوة لله ليست مجرد لقب بلكل من ولد من الله لايخطيء بل المولود من الله يحفظ نفسه,والشرير لايمسه1يو5:18 ويقول الرسول أيضا إن علمتم أنه بار هو فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه1يو2:29 فإن كنت تفعل مشيئة الآب, تدل علي أنك ابن له. فالسيد المسيح يقول من هي أمي؟ومن هم إخوتي؟من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأميمت12:48-50. نحن نصلي كل يوم ونقول أبانا الذي في السمواتولكن هل بالحقيقة نسلك كأبنا للآب السماوي؟هل نحن مثله نحب الأعداء ونحسن إلي المسيئين ونغفر للصالبين؟لقد ترك لنا مثلا لكي نتبعه وحقا هو علي مستوي عال, مستوي الكمال وقد قال لنا فيه: كونوا أنتم أيضا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل مت5:48. | |
|