sallymessiha عضو سوبر ستار
عدد الرسائل : 585 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: الروح القدس إلهام الشجاعة للجندى فى الجي السبت 14 سبتمبر 2013 - 3:27 | |
| سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين (10) الروح القدس إلهام الشجاعة للجندى فى الجيش "فحل الروح على عماساى رأس الثوالث. فقال: لك نحن يا داود، ومعك نحن يا ابن يسى. سلام سلام لك، وسلام لمساعديك، لأن إلهك مُعينك. فقبلهم داود وجعلهم رؤوس الجيوش." (1اى18:12) عماساى هذا كان ضابطاً كبيراً رئيساً على ثلاث فرق، حل عليه روح الله، ودفعه لينضم إلى جيش داود لتثبيت مملكته، من بعد موت شاول، وذلك لقمع المتمردين على داود من الأسباط المتخاذلة التى كانت موالية لشاول. والجديد فى الأمر أن نعرض كيف يحل روح الله على جندى محارب؟ هل يمكن؟ ثم يلهمه الكلمة الشجاعة والخطة الناجحة؟ من هذه الحادثة نعلم أن أولاد الله، الله معهم، أينما كانوا، وأينما حلوا، حتى ولو قام عليهم جيش، أو ساروا فى وسط وادٍ يُخيم عليه ظل الموت!! وفرق بين جندى يستمد شجاعته من قساوة القلب ووحشية قوته، وبين جندى يستمد شجاعته من إلهام الروح، حيث ترتفع كفاءته ولياقته الحربية فوق كل قوة العدو، ومهما كان سلاحه متفوقاً وفتاكاً! لأن روح الله عندما يُعطى الشجاعة، يُعطيها كالتزام، وكواجب، ينبعان من الاحساس بأن الدافع على الحرب صحيح، فيستمد الجندى يقين النصرة من الله، مع عمق السلام الداخلى، الذى يجعل الإنسان يرتفع فوق الأحداث، ويسخر من تعظيم عدوه، وكثرة سلاحه، كما سخر الفتى داود من جليات الجبار، إذ بضربة واحدة بحصاة ملساء (زلطة)، من المقلاع الصغير (نبلة)، قضى داود على جليات، فخر جيوش الأعداء. إذن، فـ"لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود." (زك6:4) ولكن لكى نميز الشجاعة التى يبثها الروح فى قلب المحارب من الشجاعة التى تستثيرها الغرائز فيه، ينبغى أن نبحث معها عن السلام وعن الله وعن احترام الروابط. فشجاعة الروح لابد وأن تفيض فى القلب سلاماً، وتلهم مواقع الله وتحركاته معنا، وتزيد حساسيتنا تجاه إخوتنا من بنى الإنسان فى كل مكان: "فحل الروح... فقال: ... سلام سلام لك، وسلام لمساعديك، لأن إلهك مُعينك". فإذا نجح الروح فى تلقيننا شجاعة القتال، مع توفير الروابط الإنسانية التى تربطنا بكافة الأجناس البشرية، تنقّت الروح الحربية، وارتفعت أساليب القتال إلى مستوى النضال الشريف، من أجل القيم البشرية، والحرية والأخلاق. فيا روح المسيح، الذى يستطيع أن يجعل الحرب وسيلة للنضال من أجل سمو الإنسان، وتدعيم الحرية، ونصرة الأخلاق؛ أعطنى، وأعط كل جندى على خط النار مثل هذه الشجاعة الروحية. وأسس فىّ، بالإلهام، أساليب القتال الشريف الذى لا يعرف الخوف، ولا يميل إلى التهرب من الواجب، كما غرسه الله فى الوجود الإنسانى؛ حتى بالجهاد والنضال الذى يفرضه الواجب علينا، نصفى مصادر القوة الظالمة، ونقضى على التجبّر والوحشية الآدمية، فى كل صورها المكشوفة والمخادعة، التى سلبت الإنسان منذ البدء، وحتى اليوم، إحساسه بالإخاء والحب والسلام، وحرمته أغلى وأثمن عنصر فى كيانه، ألا وهو الحرية. وإن كنت، يا روح الله، تستطيع أن تجعل من شجاعة الحرب والقتال، على مستوى النفس والإرادة تجاه الخطيئة، لأنى إن عشت طاهراً لك، فسأكون درعاً مستتراً لأمتى، أصد عنها النكسة، وأفديها حتماً من الهزيمة، لأن "البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطيئة." (أم34:14) | |
|