وقف يسوع نفسه في وسطهم، وقال لهم: سلامٌ لكم!.. ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكارٌ في قلوبكم؟ انظروا يديَّ ورجليَّ: إني أنا هو! ( لو 24: 36 - 39)
يا لها من محبة مترفقة من جانب الرب يسوع لتلاميذه. لقد قال لهم: « سلامٌ لكم » ولمس بعواطفه الرقيقة أن اضطرابًا يدب في قلوبهم، وأن أفكارًا غريبة تخطر فيها. وكيف يمكن، بأي شكل من الأشكال، أن يتسرب إلى القلوب شك في هذه المحبة العميقة الصادقة؟! لقد أحبهم حتى الموت، وبذل جسده من أجلهم على الصليب، وسفك دمه لأجل غفران خطاياهم ومحوها، وكبديل عنهم مات موت اللعنة، موت الصليب لأجلهم، البار من أجل الأثمة. واحد منهم أنكره، والباقون تركوه. أما الآن فقد قام الله من الأموات لأجل تبريرهم، وتم قصد الله الأزلي، وكمل الفداء، وأفعم قلبه الكامل بفرح لا يُنطق به، فنطق بتلك الكلمات العزيزة والثمينة « سلامٌ لكم ». فكيف يحتمل إذًا أن أقل شك أو اضطراب يخيّم على قلوب أولئك الذين أحبهم إلى المنتهى.
هل تؤمن أيها العزيز أن موت الإهانة والعار الذي ذاقه ابن الله الذي بلا عيب على صليب الجلجثة، إنما كان لأجل خطاياك، وإذ احتمل أقصى عقوبة تستحقها آثامك، أقامه الله من الأموات لأجل تبريرك؟ وهذا أمر صحيح بالنسبة لكل خاطئ يؤمن.
وإن كنت تؤمن الآن بيسوع المسيح، فهذا يكون صحيحًا بالنسبة لك أيضًا، ولك كُتبت هذه الكلمات. إن ربنا يسوع المسيح بقلب لا تزال تملأه المحبة، يقول لك: « سلامُ لك ». ومثل بطرس، ربما تكون قد أنكرته، أو مثل الباقين ربما تكون قد تركته، لكن انظر إليه واستمع لكلماته. ويا لها من كلمات كلها محبة، محبة لا تحتمل الشك مطلقًا، وهذه الكلمات هي « ما بالك مضطربًا، ولماذا تخطر أفكارٌ في قلبك؟». فكيف تُجيب على هذه الكلمات؟ هل تقول إنك خاطئ جدًا؟
اسمعه يقول لك: "انظر يديَّ ورجليَّ"، فانظر إليها جميعًا، فماذا ترى في تلك الجروح الظاهرة في جسده المُقام؟
هلا تنطق تلك الجروح بسلام إلى قلبك المضطرب وإلى ضميرك المُتعب؟ « دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ). نعم أيها العزيز .. إن يسوع المسيح يشعر شعورًا مُرهفًا بكل فكر متشكك يخطر في قلبك. ليتبارك اسمك أيها الرب يسوع. لقد أكملت العمل فنلنا نحن كرامة وحصلنا على سلام ...
سلام لا ينتهي.
نانووووووووووو