كيف نستفيد روحيًا من الآلام؟
إن الذي لا يستفيد روحيًا في أسبوع الآلام، من الصعب أن يستفيد في الأيام العادية، لأن الآلام هي أعمق تأثيرًا في النفس.
مشاعر الفرح قد تكون سطحية، ولكن مشاعر الألم عميقة، وتصل إلى داخل الإنسان، وتمس القلب والشعور والعاطفة والإحساس. فهل نستفيد نحن في أسبوع الآلام؟
كم أسبوع آلام مر علينا في الحياة؟ وخرجنا منه كما نحن؟ فيا ليتنا نستفيد من روحانية هذه الأيام المقدسة، لتكون نقطة تحوُّل في حياتنا أو قوة تدفعنا إلى قُدّام.
فما هي النصائح التي نقدمها في هذا الموضوع؟
+ السلوك خارج الكنيسة كما في داخلها:
داخل الكنيسة ستائر سوداء، ألحان حزينة، قراءات لها طابع معين، تركيز في آلام المسيح، خشوع... وربما خارج الكنيسة، ضحك وفرح ولهو وفكاهات.. والذي نبنيه داخل الكنيسة، نهدمه خارجها. نضيع كل ما استفدناه..! والتأثرات الروحية التي تحدث لنا داخل الكنيسة نفقدها خارج الكنيسة تمامًا.
+ داخل الكنيسة لا نفكر إلا في آلام المسيح:
فلنعش في أسبوع الآلام خارج المحلة.. خارج الوسط.. المحيط بنا... وهذا يدفعنا إلى الاعتكاف، وهو قمّة التركيز في التفرغ الكامل للتأمل في آلام الرب.
+ إتبع خطوات المسيح:تتبع حياة المسيح في هذا الأسبوع خطوة خطوة. ولتكن لك تأملاتك في كل أيام البصخة بما يناسبها.
+ أهتم بقدسية هذا الأسبوع:لتكن أيامه أيامًا روحانية غير عادية بتدقيق شديد في سلوكك وبمشاعر قلبية تليق بمن وضع آلام الرب عنه أمام عينيه.
+ ادخل في شركة آلامه:إن الرسول الذي دخل في شركة آلامه قد قال:"حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع... الموت يعمل فينا.. نسلم دائمًا للموت من أجل يسوع" (2كو10:4-12).
+ الشعور بلذة الألم:كل ألم تحمله لأجل الرب اشعر بلذته وبركته وإكليله.
+ النسك:إن الألم بطبيعته لا يتفق مع شهوة الأكل، لذلك إن ضغط عليك الجوع بسهولة... اعرف أنك لم تدخل في مشاعر الآلام كما ينبغي، وإن حاربتك نفسك بالطعام فلا تطاوعها.
+ القراءة المناسبة: القراءة غذاء للروح. ولأسبوع الآلام قراءات تناسبه.. المهم أن تكون القراءة بفهم وعمق واستفادة روحية.
+ الألحان:لأسبوع الآلام ألحانه الخاصة المملوءة عمقًا وتأثيرًا. ليتكم تعيشون في بيوتكم في جو ألحان أسبوع الآلام.
+ الصلاة:استخدموا الصلوات الخاصة القلبية العميقة وأيضًا تسبحة البصخة بدلاً من الأجبية، صلوا أيضًا الصلوات القصيرة المتكررة.
نريد رصيدًا روحيًا وخزينًا لأيام الخماسين المقدسة، يقينًا أن الذي يفتر روحيًا في أيام الخماسين، هو شاهد على نفسه أنه لم يخزِّن روحيات كافية في الصوم الكبير وفي أسبوع الآلام.
[من كتاب (تأملات في أسبوع الآلام)
لقداسة البابا شنودة الثالث]