* اعياد .. وامجاد *

*** اعياد ... وامجاد ***

تنفرد كنسيتنا القبطية الآرثوذكسية منذ نشأتها بكثرة اعيادها فلا يمر يوم من ايام السنة , الا وقد غمرها فرح وجمع شعبها عيد ...

وبالرغم من طريق الآلام الذى سارت فيه الكنيسة الآرثوذكسية منذ ايامها الآولى , الا ان فرحنا الدائم هو تجسيد حى لقول الرب

" افرحوا كل حين - 1 تس 5 : 16 " ...

فالآلم هو وثيقة العبور الى المجد الابدى , لآنه هبة من الله " لآنه قد وهب لكم لآجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط , بل ايضا ان تتألموا لآجله - فى 1 : 29 " ...

والآلم هو تشبه برب المجد , الذى لولا انه تألم ومات وقام , ماكان لنا خلاص وقيامة وميراث فى المجد السماوى ...

ولكن .. العلها مصادفة ؟؟ ام ترتيب سماوى ...

أن تمتزج احتفالاتنا بقيامة رب المجد , وصعوده , وحلول الروح القدس - فى هذا الشهر - بأحتفالاتنا بثلاثة قديسين عاشوا من اجل الرب , متشبهين به فى صفاته , وساروا معه فى طريق الجلجثة , حتى استحقوا ان يشاركوه مجده .. ؟ ...

ففى اليوم الآول من الشهر التالى للعيد يطل علينا عيد الشهيد العظيم , امير الشهداء ومقدم الشجعان جاؤرجيوس ...

وفى اليوم الثامن منه نحتفل بكاروز الديار المصرية ناظر الاله الانجيلى القديس العظيم مامرقس الرسول ...

وفى الخامس عشر نعيش مع عيد القديس العظيم البابا اثناسيوس الرسولى , واضع قانون الايمان وقاضى المسكونة ...

ثلاثة رجال , لا تبرح اسماؤهم حديثا روحيا , ولا يخلو قداس من ذكرهم , ولا تجدى تعزية دون الاشارة الى ماتحملوه فى الرب ... ولا تطوى صفحات كتاب من الكتب المعتمدة للبيعة الا ذكروا فيه جميعا او منفردين ...

ثلاثة رجال اختلف عطاء كل منهم , ولكن جمعهم طريق واحد هو طريق الرب .. وهدف واحد هو اعلاء كلمته ...

لقد واجه الشهيد جاؤرجيوس اكبر طاغية فى التاريخ , وواجه الشهيد مارمرقس شعبا بأكمله , وواجه البابا اثناسيوس رفاق الامس , واخوة الدين بعد ان نزعوا عنهم رداء الحق وارتدوا عباءة الشيطان ...

قال بولس الرسول " من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ اشدة ام ضيق ام اضطهاد ؟ ام جوع أم عرى ام خطر ام سيف ؟ كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار - رو 8 : 35 - 36 " .. فرددت قلولهم هذه الكلمات حتى صارت هذيذ صلواتهم ..

وقال رب المجد " فى الدنيا سيكون لكم ضيق , ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم - يو 16 : 33 " .. فرأوا كل ضيق ملكوتا سماويا متسعا بلا نهاية ..فرحوا بهذا الضيق قدر فرحهم بأتساع ذلك الملكوت , وغلبوا بالرب كل قوى العالم فى داخلهم ومن حولهم ...

سبع سنوات من العذاب المميت قضاها جاؤرجيوس يواجه فى كل لحظة ما تقشعر النفس لذكره من الات الطحن والتمزيق .. فأمن بالرب فى يوم واحد ثلاثة الاف وسبعمائة نفس .. غير الافراد والعشرات والمئات التى كانت تؤمن كل يوم ...

واربعة وثلاثون عاما قضاها البشير العظيم مارمرقس يجوب انطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية , واورشليم , وبرقة وافريقية والخمس المدن الغربية , فالاسكندرية .. كرازة وعودة وافتقادا .. حتى هاج عليه عباد الاوثان وسحبوه بحبل من عنقه وهو على وجهه فى شوارع الاسكندرية الحجرية يومين متتاليين فتناثر لحمه ودمه الطاهر فى شوارعها ...

وخمسة واربعون عاما قضاها القديس العظيم البابا اثناسيوس الرسولى بطريركا , لم يجلس فيها على الكرسى البابوى سوى بضع سنين فى نهاية عمره , والباقى كله - اكثر من خمسة وثلاثين عاما - قضاها مابين نفى ومطاردة وسكنى فى المقابر وهروب فى البر والبحر ... وحقا كان جديرا بأن يصبح المثل الافرنجى " اثناسيوس ضد العالم " مأخوذا من مقولة القديس الشهير " انا ضد كل العالم " ...

ثلاثة رجال , وثلاثة انماط من الكرازة , وثلاث وقفات حاسمة فى تاريخ البشرية .. وثلاث نهايات للشر ...

فحينما صعد امير الشهداء الى السماء , متوجا بالاكاليل التى لا تسقط ..سقط دقلديانوس صريع العمى والجنون والتشرد ... ليأتى بعده الملك قسطنطين معلنا المسيحية دين الدولة الرومانية , والعالم ...

وحينما صعد الكاروز الى السماء .. كانت عبادة الآوثان فى مصر قد هوت .. مصر التى كانت رمزا للكفر وعبادة الشيطان .. وقامت كنيسة الاسكندرية لتكون المصدر والمرجع والحصن القوى للآيمان , وقاهرة البدع وقوات الهراطقة ...

واستراح قاضى المسكونة , واضع قانون الايمان فى احضان ابائه البطاركة , بعد ان عرف العالم اجمع , ولم يزل يعرف , انه هنا - فى مصر - يسكن الايمان الارثوذكسى, فى قلوب المصريين , وانه لا شئ يمكنه ان يدخل الى طريق الايمان مالم تعطه مصر الضوء الاخضر ...

انها اعياد عظيمة , لرجال عظماء , وكما توجتهم السماء حينما تسلمت ارواحهم الطاهرة فى ذلك الزمان , ارادت ايضا فى هذا العام ,

وفى هذا الشهر , ان تضيف الى تيجانهم تاجا جديدا فجعلت اعيادهم متزامنة مع اعياد القيامة والصعود وحلول الروح القدس لكى تمتزج الاعياد وتتداخل , فنعيش فى معانى البذل والعطاء , بدءا من البذل الاعظم الذى دفعه رب المجد على الصليب , ومروا بأولاد الرب الذين تشبهوا به فبذلوا اغلى مايملكون , لكى يصعدوا الى فرح سيدهم .. هؤلاء الذين كانوا يحملونه فى قلوبهم , ممتلئين من روحه القدوس ...

صلواتهم تكون معنا ... ولالهنا المجد الدائم الى الابد ... امين ...

وكل عام وانتم بخير ...

قداسة البابا شنودة الثالث
زيزى جاسبجر

الرب يجعل ايامك كلها اعياد
ويريك فرح قيامته

متحرمش منك ابدا يااستاذ جمال ... مرسى لمرورك ...
ربنا يبارك حياتك ...

عيد قيامة مجيد .. كل سنة وانت طيب ....
زيزى

» اعياد لها تاريخ-الختان والمعمودية
» تاريخ ورموز وعادات اعياد الميلاد

*** اعياد .. وامجاد ***

* اعياد .. وامجاد *