الحضن الشيطاني
شاهدت كما شاهد الملايين فيلم "آلام السيد المسيح" فيلم من أخراج النجم العالمي "ميل جيبسون" هذا الممثل الذي تعرض في حياته لتجربة مريرة نتيجة حروق شديدة بالوجه ولكنه خلال حضوره بالكنيسة تعرف علي طبيب جراحات تجميل الذي أجري له عدة عمليات أعاد وجهه لطبيعته الأولي . هذا النجم له إسقاطات رائعة وكل مرة أشاهد الفيلم أخرج بإسقاطة جديدة تدعوني للتأمل وسوف أعرض في مقالي هذا واحدة من هذه الإسقاطات ..فقد تخيل ميل جيبسون أنه خلال وجود المسيح مصلوبا والعذراء في قمة آلامها كان الشيطان في صورة امرأة تحمل طفلها في حضنها الشيطاني..وهي تحمل معاني الشماتة للعذراء ولسان حالها يقول أبنك مصلوب وأبني في حضني..
الحضن الشيطاني ..كم منا عقد المقارنة الظاهرية بين حضن المصلوب وحضن الشيطان!! بل وأحتمي بحضن الشيطان .. كم منا عقد المقارنة والتي تكون قد أخذت منه وقتا ربما طال أو قصر .. من منا لم يعقد هذه المقارنة بين المصلوب ..المجروح .. وبين اللذة والمتعة والضجيج والصخب وسهرات ملونة وملذات المسكر وخطوط دخان المخدر وهي أحدي معطيات الحضن الشيطاني ..
ليتنا نحتمي بالمصلوب، فبرغم صلبوته إلا أن اذرعه قوية تعصب وتداوي .. ليتنا نحتمي بالمطعون، فبالرغم من طعناته إلا أن الدم النازف من جرحه يطهرك ويغسلك ..
أسرع لحضن المدفون ، فبقيامته يقيمك من سقطاتك من الوحل والعار والنجاسة لتقف علي قدميك من جديد .. أسرع الآن وأترك الحضن الشيطاني طالبا الاحتماء بالمصلوب ، المطعون ، المدفون ، فأنه حقا قام وبقيامته أقامنا معه من الحضن الشيطاني للحضن السماوي .. وما أجملة حضن ..
:hearrt: :hearrt: :hearrt: