ولكني أفعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع (فى
ما هو هذا الشيء الذي يجب أن نفعله؟
أولاً: أن ننسى ما هو وراء، وهذه هي الناحية السلبية؛ أي أن نخلع ونتخلص من كل ما يعيق سعينا إلى الأمام، أي عاداتنا القديمة، وعلاقاتنا بالعالم، وأفكار الكبرياء التي عندنا، ومحبة الذات والحسد والأنانية. وبالإجمال يجب أن ننسى كل ما يتعلق بحالتنا القديمة.
ثانياً : نمتد إلى ما هو قدام، نسعى نحو الغرض، وهذه هي الناحية الإيجابية التي نُظهر فيها أننا أبناء حقيقيون لله وجنود صالحون ليسوع المسيح. لا يجب أن ننام وننعس في ارتياح بأن نعيش حياة مسيحية تُمكننا من أن يكون لنا بعض التمتع بالعالم، ولا يجب أيضاً أن نسير في خوف وخجل ونعثر ونخطئ الطريق. كلا، إن المسيحية الحقيقية ليست شيئاً سلبياً، بل شيئاً إيجابياً حياً يجب أن نحياه وننفذه بحسب فكر الرب.
ويجب أن تتصف حياتنا المسيحية( بالقوة (نمتد) والنشاط (نسعى) والمثابرة (نحو الغرض.
القوة : وهي تعني أن يكون لنا التصميم لأن نتبع الرب في أي مكان، ونحفظ ذواتنا بلا دنس من العالم وشهواته. إنها التكريس الكامل لذواتنا حتى يمكن أن يستخدمنا الرب استخداماً نافعاً. وهي أيضاً تثبيت إيماننا الذي يعتمد على الله الكُلي القوة وعلى مواعيده بالرغم من العوائق والمصاعب.
النشاط : وهو الخدمة وأي خدمة يجب أن تكون خدمتنا ونحن نتأمل خدمة الرسول؟ أين محبتنا للنفوس الهالكة؟ أين دموعنا لأجل النفوس التي تضل، وصلواتنا غير المنقطعة لأجل جميع القديسين؟ أين شجاعتنا للاعتراف بالمسيح بمجاهرة أمام العالم، لنُخبر بالخلاص الذي يعطيه؟
المثابرة: وهي الانتظام في كل هذه الأشياء. وهنا أيضاً أين نحن منها؟ هل نستمر في الصلاة إلى أن نحصل على الإجابة؟ هل نكرز بالرب ونتكلم عنه إلى أن تظهر نتائج ملموسة؟
وفي الختام يضيف الرسول: "أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا". ألا يدوي هذا النداء في آذاننا نحن أيضاً؟ ليعطنا الرب أن نُجيب بحق على ذلك بالقول: "أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام و أسعى نحو الغرض".