إشتهر المهاتما غاندي بشدة إعجابه بالمسيح، إذ كثيرا ما كان يستشهد بأقوال المسيح علنا، وخاصة بالعظة على الجبل في إنجيل متى.
ذات يوم، سأل أحد الأشخاص غاندي قائلا: إن كنت تحب المسيح بهذا المقدار، فلمَ لا تصبح مسيحيا ؟ أجابه غاندي... عندما أعرف مسيحيا يتبع المسيح، فسأفعل أنا كذلك. بالطبع، إن إجابة المهاتما غاندي، لا تبرره من عدم قبول الرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لحياته، نشكر الله بأن هناك الملايين الذين تبعوا المسيح بحق ناكرين نفوسهم حتى الموت.
بالرغم من ذلك، فإن ما قاله غاندي هو بمثابة تحدّي ومسؤولية أمام كل مؤمن ومؤمنة بالرب يسوع المسيح.
في الليلة التي أسلم فيها يسوع، وبعد أن خرج يهوذا الذي أسلمه، صلّى الرب يسوع من أجل تلاميذه قائلا: قدّسهم في حقك، كلامك هو حق. كما أرسلتني الى العالم، أرسلتهم أنا الى العالم.
أخي وأختي، إن كنت قد آمنت بالرب يسوع المسيح مخلصا لحياتك، فإن الرب يطلب منك أن تعكس صورته باستمرار في حياتك. إن وجودك في العالم هو إرسالية من الرب يسوع لك، لكي تكون إنجيلا خامسا يقرأ ويرى فيك الجميع يسوع.....
قال الرب يسوع في عظته على الجبل: أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟ يبدو أن ما أراد غاندي أن يقوله هو أن الملح الذي رآه لم يكن ملحا صالحا بل فاسدا. لكن السؤال كيف يفسد الملح ؟ وما كان قصد الرب يسوع عندما حذر من أن يفسد الملح ؟
إن الملح لا يفسد من تلقاء ذاته، لكنه يفسد إذا إختلط بالتراب والاوساخ، فلا يصلح ذلك الخليط فيما بعد أن يملّح الطعام، بل أنه سيفسد الطعام.
إن المؤمن الذي يتبع المسيح، هو كالملح الجيد، فهدفه، أن يضيف مذاقا طيبا الى عالم بعيد عن الله.
إن كانت تجارب العالم قد جعلت منك ملحا مختلطا بالتراب، فما عليك سوى أن تأتي الى الرب يسوع.
اطلب منه أن يطهّرك بالروح القدس، وهكذا كما يفصل الماء بين الملح والتراب يفصل عنك كل ما لا يرضيه.
فتذوب أنت في محبة الرب وتنفصل عن أوساخ الخطية وشرور العالم. حينئذ تصبح ملحا نقيا سليما، حينئذ تعكس الرب يسوع في حياتك من جديد، ويرى فيك الناس يسوع.
( منقول)