فضيلة النعمة :
قال لها الملاك: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" كلمة (نعمة = خاريس)..
أصل الكلمة يقصد "فعل الروح القدس"..
فعندما يملأ روح الله الإنسان يملأه من النعمة.
ما معنى يملأه نعمة؟أى يفعل فيه فعلاً إلهياً مقدساً ومكرساً ومدشناً هذا الإنسان،فيصبح هذا الإنسان مكان وهيكل لسكنى الروح القدس.
"أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" إذن النعمة هى عملالروح القدس..
فالعذراء وهى طفلة فى الهيكل.. فتحت قلبها لعمل الروحالقدس،لذا كان طبيعياً أن يحل فيها الروح القدس.
وهنا أريد أن أسألكم أحبائىالشباب ما مدى شبعى بوسائط النعمة ؟
فالسيدة العذراء: فى الهيكل إما أن تصلى أوتقرأ.. أو تخدم الذبيحة بطريقة ما، هذه الثلاث وسائط التى تملأنا نعمة. نصلى كثير.. نقرأ الإنجيل كثير.. نتحد بذبيحة الأفخارستيا، هذه هى النعمة وسكنى الروح القدسوالمصاحبة الربانية للإنسان.
ألا يقال أنه: "يوجد صديق ألزق من الأخ" المسيح يحبأن يكون صديق لنا وساكن بداخلنا،والمسيح لا يسكن بداخلنا إلا بعد أن يملأنابالنعمةأولاً.. ألم يسكن داخل العذراء بعد أن ملأها نعمة.
وهكذا فأنت عندما تصلى تتغذى، لأن الصلاة تماماً كالحبل السرى للجنين فى بطن أمه،لولا هذا الحبلالسرى يموت الجنين.. وأيضاً يوجد بيننا وبين الله حبل سرى.
فالله يسكب دمه الإلهى ويسكب نعمته فى أحشائنا، الله يعمل فينا من خلال نسمة الحياة التى هى الصلاة، فالصلاة هى الأكسجين أو الغذاء.
يقول الكتاب: "ليس بالخبز وحده يحياالإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
إذن الذى لا يقرأ الكتاب المقدسيجوع... ومن يجوع يموت... الخبز للجسد كالكتاب المقدس للنفس، ومثلما الخبز يشبعالجسد وأساسى لحياته، كذلك الكتاب المقدس أساسى لشبع النفس.
فى الصلاة نشبعبالسمائيات، وفى الكتاب المقدس نشبع بكلمة الله "وجد كلامك فأكلته فكان كلامككالشهد فى فمى".
ونتغذى أيضاً من خلال الأسرار المقدسة "لأن من يأكل جسدى ويشربدمى يثبت فىّ وأنا فيه" الصلاة خبز والكتاب خبز والتناول خبز.
والإنسان يشبع من خلال هذه الثلاثة أنواع من الخبز الروحانى.