قم بكل الخير
ثمَّة ترنيمة قديمة كثيرا ما تُختم بها خدمات العبادة في الكنيسة التي أواظب على حضور اجتماعاتها . تقول هذه الترنيمة : " قم بكل الخير الذي تستطيع / في كل زمانٍ وكل مكان /لكلِّ واحد حسب الإمكان / افعل الخير ما دمت قادراً / في عمل الرب دوماً مكثراً . "وقد باتت هذه الكلمات البسيطة مقدَّرةً عندي باعتبارها تحديَّاً يستنهض همَّة المؤمن ليقتدي في حياته بالمسيح " الذي جال يصنع خيراً " ( أعمال 10 : 38 ) . وفي رسالة بولس الرسول إلى تيطس عدَّة إشارات إلى فعل الخير أو الصلاح . إذ نُفاد أنَّ القائد في الكنيسة ينبغي أن يكون " محبَّاً للخير" ( 1 : 8 1 ) . وعلى المؤمنين " أن يمارسوا أعمالاً حسنة " ( 3 : 8 ) . إنَّ الناس في كل مكان جياع إلى حقيقة اللمسة الشخصية من قبل الله ، وفي وسعنا نحن المؤمنين أن نفعل شيئاً حيال هذا الواقع . فمحبة المسيح تلك العطية الرائعة التي اُعطيناها لما وثقنا به لأجل خلاصنا ، لم يُقصد لها قط أن نحتفظ بها لأنفسنا . بل ينبغي أن تفيض إلى الخارج في أفعال المحبة واللطف والعون والمعافاة ، حيثما حللنا ومهما عملنا . وما أصدق كلمات الترنيمة القديمة في التعبير عن الشعار الذي يليق بكل مؤمن أن يعيش بمقتضاه يومياً . إذاً ، " قم بكل الخير الذي تستطيع ! " . كل يوم لم تفعل فيه خيراً للغير ، احسبه يوماً ضائعاً .
بذل نفسه لأجلنا ، لكي يفدينا من كل إثم
( تيطس 2 : 14 )