الروح القدس ... الروح النارى لقداسة البابا * + * + * الروح القدس هو روح الله . والكتاب يقول " إلهنا نار آكله " ( عب12 : 29 )
( حز24 : 17 ) .
* * *
وهكذا يكون الروح القدس روحاً نارياً ، بكل ما تتميز به النار من حرارة ونور .
ونقصد الحرارة الروحية والنور الروحى .
وعندما حل الروح القدس على التلاميذ القديسين ، حل كألسنة من نار ( أع 2 : 3 ) .
وهذه النار الهبت قلوبهم وأرواحهم . ألهبتهم للخدمة ومنحتهم قوة .
وتحولوا جميعاً إلى شعلات من نار ، انتشرت في العالم ،
فاشتعل العالم بنار الكرازة وبنورها ... وكان الروح القدس يعمل فيهم ،
إذ " امتلأ الجميع من الروح القدس " ( أع2 : 4 ) .
وكانت النار تعمل فيهم ... لعلها النار التى قال عنها السيد الرب :
" جئت لألقى ناراً على الأرض ... فماذا أريد لو اضطرمت " ( لو12 : 49 ) .
* * *
كل من تدخل هذه النار إلى قلبه ، يلتهب في الداخل ،
ويصبح حاراً في الروح ( رو12 : 11 ) .
هذا هو الروح النارى الذى اختبره التلاميذ في الخدمة ، حينما تلامسوا مع النار وصاروا ناراً .
اشتعلت فيهم نار الغيرة المقدسة ، فلم يهدأوا مطلقاً حتى بنوا ملكوت الله في قوة عجيبة ونشاط لايفتر .
وعن مثل هذا قال القديس بولس :
" من يعثر وأنا لا ألتهب ؟ ! " ( 2كو12 : 29 ) .
* * *
إنه إلتهاب بمحبة الله والناس بالروح القدس العامل فيه ،
الذى يلهبة بالغيرة الروحانية .
فمحبة الإنسان لله تجعله يغار على ملكوت الله ، ويلهب حماساً ونشاطاً من أجل خلاص نفس كل أحد .
إنها نار مشتعلة في القلب والروح ، إن حاول أحد إطفاءها ، لايستطيع .
هل أخذت هذه النار من الروح القدس ؟ ...
هذه النار هي الدرس الذى نأخذه من يوم الخمسين .
* * *
إن نار الروح إذا اشتعلت في القلب ، لا يستطيع أحد اطفاءها .
وبهذه النار فإن القديس بطرس ويوحنا لما طلب منهما رؤساء اليهود أن لا ينطقا
ولا يعلما باسم الرب ، قالا بكل قوة " نحن لا يمكننا أن لا نتكلم " ( أع4 : 18 ، 20 ) ...
إن عدم الكلام عن المسيح أمر مستحيل لا نستطيعه ... حقاً إنها نار .. الروح القدس يعمل كنار ...
* * *
كانت كنيسة الرسل كنيسة نارية ملتهبة بالروح ...
كانت قوية ، كانت كنيسة الألسنة النارية والكلمة الملتهبة التى قال عنها الرسول
" كلمة الله حية وفعالة ، وامضى من كل سيف ذى حدين ،
وخارقة إلى مفرق النفس والروح " ( عب4 : 12 ) .
ذلك لأنها كانت كلمة صادرة من اللسان النارى ، الملتهب بالروح منذ يوم الخمسين .
هناك إنسان يكلمك كلاماً كثيراً لا يحدث فيك أثراً ...
بينما إنسان روحى يقول لك كلمة روحية تظل تدوي في البيت ،
* * *
وفي مكان العمل وفي مكان العمل وفي الطريق ،
وفى قيامك وتعودك ، وفى دخولك وخروجك .
وتحفر آثاراً عميقة في قلبك ، وتعمل فيك عملاً . إنها كلمة نارية .
بولس الرسول ـ وهو أسير ـ تكلم عن البر ـ والتعفف والدينونة :
فارتعب فيلكس الوالى من كلمة هذا الأسير ( أع24 : 25 ) .
كانت كلمة نارية ، صادرة من عمل الروح النارى .
* * *
حقاً إن كلمة الرب نار تلهب القلب ، فيشعر أنه مشتعل من الداخل ، ويقول
" غيرة بيتك أكلتنى " ( مز69 : 9 ) . لأن الغيرة نار ، مادام روح الله يدفعها ...
عن كتاب
الروح القدس وعمله فينا