كان في الأسكندرية طبيب من عبدة النجوم إسمه ديونيسيوس شغوفاً بالعلم والقراءة .. وذات يوم رأى عجوزاً تبيع بعض المخطوطات القديمة لرسائل بولس الرسول ، فإشتراها دون أن يعرف ما تحويه ، رغبةً منه في قراءتها ومعرفة ما فيها ، ولما قرأها تأثرت نفسه بها جداً ، فعاد إلى العجوز يسألها إذا كان لديها رسائل أخرى كالتي قرأها ، فأعطته كل ما تبقى لديها ، فقرأها أيضاً بشغف ثم عاد يطلب المزيد .. فلاحظت العجوز ( وكانت مسيحية ) أن النعمة الإلهية قد لمست قلبه فقالت له " إن شئت المزيد فإذهب إلى الكنيسة وهناك سيعطيك الكاهن ما تريد "
عمل ديونيسيوس بنصيحتها ، وقصد أول كنيسة صادفته ، وأعلن رغبته لكاهنها ، فأعطاه الكاهن كل ما لديه من كتب ، وسمح له بالإطلاع على نسخة كاملة من الكتاب المقدس بالكنيسة ..
تغيّرت حياة ذلك الطبيب تماماً ، وإستنار قلبه وتعمد وصار مسيحياً .. ثم إلتحق بمدرسة الأسكندرية اللاهوتية في أيام العلامة العظيم أوريجينوس ، ثم رُسم شماساً فكاهناً .. تقدم ديونيسيوس في النعمة والمعرفة والمحبة والإيمان حتى أُختير بطريركاً للكرازة المرقسية وصار البابا رقم ( 14 )
ما أجمل ان ينتهز الإنسان الفرص التي يهيئها الله له في حياته ، ويلتقط الصوت الإلهي أينما كان ويتجاوب معه .. حتى لو تم ذلك عن طريق بائعة كتب قديمة .
بركة وشفاعة وصلوات البابا ديونيسيوس فلتكن معنا امين