عاش البابا شنودة الثالث أكثر من عشرين عاما مع الانبا انطونيوس رغم انهما لم يلتقيا مرة واحدة بالجسد ولكن تلاقيا بالروح مرات عديدة.
فمنذ أن بدأ نظير جيد خدمته فى منطقة شبرا كانت البداية فى كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا وهناك اطلق على المجموعة المسئول عنها فى التربية الكنسية اسم جماعة الانبا انطونيوس ورغم تمسك نظير جيد بالخدمة فى كنيسة الانبا انطونيوس الا ان اعجابه بالانبا انطونيوس لم يفارقه لحظة واحدة!!
فعندما غادر العالم متجها نحو الرهبنة فى دير السريان رسم راهب باسم انطونيوس السريانى فى 18/7/1954 ووقتها كان عمره 31 عاما.
وعندما كان يخدم فى الدير اعطيت له مسئولية أمانة مكتبة الدير وأصبح مسئولا عن المطبعة وظل هكذا طوال عمله كمسئول عن المكتبة باحثا فى رسائل القديس انطونيوس والتى بلغت العشرين رسالة كذلك حاول من خلال دراسته البحث فى حجم الصلة بين كتابات البابا أثناسيوس الرسولى اللاهوتية ودراسات الانبا انطونيوس والتى يرجح الكثير من الباحثين ان كتابات وتأملات الانبا انطونيوس كانت تشكل المحور الاساسى لكتابات البابا أثناسيوس.
واستمر ابونا انطونيوس الانطونى يحمل اسم القديس العظيم الانبا انطونيوس وهو راهب داخل أسوار دير السريان وكذلك وهو يخرج للتوحد فى مغارة تبعد عن الدير مساحة خمسة كيلو مترات ثم فى مغارة أخرى تبعد عن الدير اثنتى عشر كيلو مترات وهناك وجد فى المغارة مكانا محفورا فى الصخر استعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الانبا انطونيوس خاصة حروبه مع الشياطين.
واستمر الراهب انطونيوس السريانى يعمل باسم معلمه حتى استدعاه البابا كيرلس عام 1962 وهناك رسم اسقف باسم الانبا شنودة أسقفا للتعليم.
وبالرغم من انه حمل اسما آخر الا انه ظل محافظا على ولائه للاسم الاول حتى انه كتب مقالا ذكر فيه انطباعه عن زيارة كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا قال فيه:
فى الحقيقة اننى عندما ادخل الى هذه الكنيسة ينتابنى شعور مخالف لشعورى فى اية كنيسة أخرى.
فربما اذهب الى كنيسة أخرى، ككاهن، أو كراع، أو كأسقف.. ولكننى عندما اتى الى هذه الكنيسة، اتذكر باستمرار اننى ابن وتلميذ.. فقد تتلمذت فى هذا المكان المبارك، وفى هذه الكنيسة المقدسة، وكل شبر فيها له فى قلبى ذكريات مقدسة.
واحببنا جميعا اسم القديس الأنبا انطونيوس ، حتى ان كل فصول مدارس الاحد التى كنت اقوم بالتدريس فيها فى كنائس أخرى، كانت تحمل اسم الانبا انطونيوس ايضا.. وعندما دخلت فى الحياة الرهبانية اخترت اسم الراهب انطونيوس ليكون اسمى فى الرهبنة.
وعندما وضعنى الله فى هذه المسئولية، ظللت محتفظا بمحبتى لهذا الاسم المبارك.
فأول كاهن قمت برسامته، كان على اسم انطونيوس ايضا، وهو من أبناء وأساتذة هذه الكنيسة انه القمص انطونيوس راغب حاليا.
وتخرج في هذه الكنيسة كثيرون رسموا باسم انطونيوس:
منهم القمص انطونيوس يونان بالمنصورة، والقمص انطونيوس باقى نيح الله نفسه. والقس انطونيوس فرج «فى لندن» كما قمت بسيامة القس انطونيوس حنين «فى لوس انجلوس» والقس انطونيوس ثابت بالاسكندرية.
وقد اشترينا اربعين فدانا فى ضواحى لوس انجلوس بأمريكا، اقيم عليها دير باسم القديس انطونيوس، وأول كنيسة أسسناها فى أمريكا فى أيامى، على اسم العذراء والقديس انطونيوس فى منطقة كوينز.
أيضا أول اسقف سيم لنا فى أفريقيا كان باسم الانبا انطونيوس مرقس، وأول كنيسة ودير أسسناهما فى نيروبى بكينيا، باسم مار مرقس والانبا انطونيوس. كما اسسنا كنيسة فى استراليا باسم الانبا انطونيوس، وأخرى فى المانيا بنفس الاسم.
وكنيسة فى مصر الجديدة باسم القديس جوارجيوس والانبا انطونيوس، وقمنا بسيامة كاهن فرنسى باسم القس انطونيوس، وعددا آخر من الآباء الكهنة....
وأصبح اسم القديس الأنبا انطونيوس يمثل فى قلوبنا فكرة ومبدأ وروحانية خاصة تهتز له قلوبنا أينما ذهبنا. كما أصبح لنا مركز قبطى فى فرانكفورت بالمانيا، ودير باسم الانبا انطونيوس ايضا