Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: لا تجعل راحتك على تعب الاخرين (2) السبت 18 أكتوبر 2008 - 21:40 | |
| بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
تحدثنا فى مقالنا السابق عن عشرة أمثلة للذين يبنون راحتهم على تعب الآخرين. واسمحوا لى أن أكمل هذا الموضوع بأمثلة أخرى:
11- ما أكثر المشاكل العائلية التى سببها أيضاً: من يجعل راحته على تعب غيره, ولا يبالى بمن يتعبه !
مثال ذلك: الزوجة التى تطلب من زوجها طلبات فوق طاقته المالية، وبهذا ترهقه مالياً، أو تضطره إلى الإقتراض أو إلى الديون. أو أن يقول لها "ليس معى". وأحياناً تحرجه بالتحدث عن حظها العاثر فى أن تتزوج رجلاً ليس معه ما ينفقه عليها! وهكذا تجرح شعوره...
ونفس الكلام ينطبق على الإبن الذى يكّلف والديه بما هو فوق طاقتهما...
وخارج محيط الأسرة، يمكن أن نذكر المواطن الذى يطلب هو أيضاً من الدولة ما هو فوق طاقتها...
12- ومثال آخر للذين يجعلون راحتهم على تعب غيرهم:
من يريد أن يبنى مجده على هدم غيره. ويظن بهذا أنه يُظهر تفوقه!
مِثل كاتب يريد أن يحطم جميع البديهيات والمسلّمات التى يعرفها الكل, محاولاً أن يثبت خطأها لكى يقدم رأياً جديداً, كأنه يفهم أكثر من سابقيه, أو أنه هو الوحيد الذى يفهم! وأن كل ما ورثناه من الأجيال السابقة هو خطأ فى خطأ! ومن هنا نشأ المبتدعون الذين يبتدعون شيئاً جديداً لعله يبنى لهم مجداً... وهنا أحب أن أفرّق بين المبتدعين والمبدعين..
ومن الأمثلة أيضاً من يريد أن يظهر علمه بناء على جهل غيره. أو أن يسأل غيره أسئلة محرجة المقصود بها أن، يظهر جهل ذاك. ثم يجيب هو على نفس الأسئلة ليظهر تفوقه...
13- مثال آخر: من يخفى مواهب غيره لكى تظهر مواهبه هو:
فلا يسمح لغيره بالظهور, لكى يبقى وحده فى الصورة... كالأستاذ الجامعى الذى لا يعطى المعيد فرصة ولا درجة علمية إلا بشق الأنفس.
ونفس الإشكال يقع فيه غالبية الناشئين: فلا فرصة سهلة لكاتب ناشئ, أو لمخترع ناشئ, أو لفنانٍ ناشئ. لأن الكبار والمشهورين يريدون أن يحتكروا العبقرية ذاتها! ويجدون راحتهم فى أن يخلو الجو لهم بلا منافس مهما تعب كل الناشئين. فيحتكرون الجو, ويحتكرون الغير..!
ويدخل فى هذا المجال أيضاً: من يحضر اجتماعاً أو حواراً, ولا يعطى فرصة لغيره أن يتكلم, فيكون وحده هو المتكلم الظاهر...
14- ومن أمثلة الراحة بتعب الآخرين: الزوج الغياّر إنه الزوج الذى- من أجل غيرته على زوجته- يكاد يحبسها فى البيت, لا يراها أحد, ولاتتكلم مع أحد. ولا تضحك على فكاهة قالها الغير مهما كانت فكاهة تُضحك الحجر! وإلا يقيم الدنيا ويقعدها... كأنما أشترى عصفورة جميلة وحبسها فى قفص. حتى إن غنّت داخل القفص, يمنعها من الغناء... وهكذا تضيقّ عليها تضييقاً يجعلها تكره الحياة بسببه... وإن جادلته أو عاتبته, يقول لها "هذا هو الذى يريحنى"! ولكنها راحة على تعب غيرك, لا تقيم فيها أى اعتبار لشعور زوجتك.
ومثل الزوج الغيّار, الزوجة الغيّارة أو النكدية, أو الكثيرة التحقيق مع زوجها فى كل تحركاته ومقابلاته. والتى ترهقه بأسئلة تحرجه. وذلك لكى تطمئن هى وتستريح, مهما تعب هو...
15- وتظهر الراحة على تعب الآخرين فى مشكلة الزحام:
فكل واحد فى الزحام يريد أن يسبق غيره, أو يأخذ مكان غيره, أو يصل هو ولا يهمه أن يصل غيره أو لا يصل! ويظهر هذا الأمر بشكل أوضح فى مشاكل المرور: من جهة السيارة التى تريد أن تمّر ولو عطلت غيرها أو عطلت المرور كله...
* ويشبه هذا من يحرص على الأماكن الأولى فى بعض الإجتماعات, أو يحاول أن يحجزها قبل مجيئه بطريقة ما, وكذلك من يقف فى اجتماع, ولو أخفى الرؤية عن غيره. والعجيب أن هذا الزحام قد يحدث فى الأماكن المقدسة أيضاً.
وقد سمعنا مرة على سقوط ووفاة بعض التلاميذ الصغار, نتيجة لزحامهم خوفاً أو هرباً.
16- وموضوع الزحام يذكرنا بالمنافسات عموماً
ونقصد بالذات المنافسات التى يلجأ فيها البعض إلى طرق خاطئة, لكى يتعبوا غيرهم أو يتخلصوا منه... منها المنافسة فى محيط الوظائف والمناصب والترقى...حيث يزيح المنافس شخصاً من مكانه و مركزه ليحل محله, أو يأخذ درجة أو علاوة بدلاً منه, ولو بتقديم شكاوى ضده أو إشاعة المذمة فيه, أو يتسبب فى فشله لكى يضيعة... ويدخل فى مثل هذه المنافسات, المضاربات فى الأسواق.
أما فى مجال السياسة, فيحدث أحياناً أن يحارب حزب حزباً آخر ينافسه, أو يحاول إسقاطه فى الانتخابات بطرق غير مشروعة, أو ينشر عنه أخباراً كاذبة!
17- مثال آخر: هو أنواع من السرقة والغش والاحتكار:
فالنشال يريد أن يأخذ ما فى جيب غيره, ليضعه فى جيبه هو. وينطبق هذا على كل سرقة أو ربح غير مشروع... سواء كان ضحيته أفراداً أو الدولة.
ويدخل فى هذا المجال: الغش فى التجارة, واحتكار الأسواق, والمضاربات فيها, والربا الفاحش, والسوق السوداء, والهروب من الضرائب أو الجمارك, والإقرارات المزيفة للذمة المالية.. فى كل هذه, يبنى كل إنسان راحته على تعب غيره...
ومثلها صاحب العمل الذى يبخس أجور العمال والموظفين, لكى يغتنى هو, وكأنه يسرق تعبهم وعرقهم.. وكذلك الذى يطلب رشوة لكى يتتمم عملاً مشروعاً! إنها أيضاً سرقة, وقد تكون بالإكراه أو الإلزام. وهى راحة خاطئة على تعب الآخرين... وأيضاً من يسرق فكر غيره وينسبه إلى نفسه. ومن يترجم كتاباً من تأليف غيره وينسبه إلى نفسه..
18- نذكر كذلك النظرية المعروفة بأسم (كبش الفداء):
تحدث مثلاً سرقة كبيرة فى إحدى الشركات يقوم بها أحد الكبار. ولكى ينجو هذا الكبير من المسئولية, يُقدم- بدلاً منه- موظف بسيط, أو مدير الحسابات, أو عضو مجلس إدارة منتدب. وتلصق التهمة بأحد هؤلاء, بينما ينجو المخطئ الحقيقى, وينال راحته بتعب غيره. الذى يُعتبر كبش الفداء...
كذلك محاولة النجاة من مسئولية أى خطأ بإلصاقه بشخص آخر.
وبالمثل من يتهم غيره ظلماً, لكى يفلت هو من العقوبة..
19- يدخل فى موضوعنا هذا: الاستعمار والحروب:
حيث تجد إحدى الدول القوية راحتها فى تحطيم دولة أخرى, أو فى أستغلالها لمصلحتها, أو حصارها أقتصادياً, أو استعمارها..
وقد يفعل الأفراد مثل هذا فى حدودهم الضيقة...
20- نذكر أيضاً محبى الاستطلاع, ومحبى معرفة أسرار الناس:
كثيراً ما يجد هؤلاء راحتهم فى ما يتعب غيرهم.. سواء الذين يريدون معرفة أسرارهم, أو الذين يلحون عليهم بالسؤال لكى يستخرجوا منهم معلومات عن طريق الأسئلة المتواترة والإلحاح المتعب, حتى يعصروهم عصراً لكى يحصلوا على كل ما عندهم من معلومات بالضغط والإحراج...
21- هناك أيضاً: إغتصاب الفتيات وإغراؤهن:
فقد يجد شاب راحته الجنسية فى أن يضيّع فتاة ويغتصبها, ويقضى بهذا على مستقبلها... وحتى مجرد العلاقة التى تشغل عقل الفتاة وعاطفتها, وتؤثر سلبياً على سمعتها, وعلى دراستها إن كانت تلميذة أو طالبة فى الجامعة... كل ذلك لمجرد أن يجد الشاب متعته فى مصادقة فتاة, مهما أساء إليها بهذة الصداقة! إنها راحة مبنية على تعب الآخرين...
22- أخيراً: موضوع الغضب والنرفزة...
انسان أعصابه متعبة ومتضايق. يريد أن ينفّس عن ضيقه بأن يصب غضبه على الآخرين كلاماً أو كتابةً, لكى يستريح هو مهما تعبوا هم! وما ذنبهم فى تعرضهم لأعصابه المرهقة ؟! وإن عاتبته فى ذلك, يقول لك:" لم أستطع أن أستريح إلا بعد أن قلت هذه الكلمة"! ولكنها راحة خاطئة سببت تعباً لغيرك.
[/size][/size] | |
|
nazeer gaied عضو سوبر
عدد الرسائل : 112 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| |