Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Net for God

منتدى مسيحى أرثوذكسى يجمع مسيحى العالم عند قدمى السيد المسيح
 
الرئيسيةWelcomeأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما بين الطموح والقناعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ghada
فنانـــــة المنتــــدى
Ghada


انثى
عدد الرسائل : 16804
ما بين الطموح والقناعة Amauo6
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

ما بين الطموح والقناعة Empty
مُساهمةموضوع: ما بين الطموح والقناعة   ما بين الطموح والقناعة Icon_minitimeالسبت 18 أكتوبر 2008 - 21:42

ما بين الطموح والقناعة 563156188fh5

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

القناعة فضيلة وهى ضد الطمِع. والإنسان الفاضل يحب أن يكون راضياً ومكتفياً بما هو فيه. فهل فضيلة القناعة بهذا المعنى تتعارض مع الطموح الذى يريد باستمرار أن يكون حاله أفضل مما هو فيه؟ أم يستطيع الإنسان المتدين أن يجمع فى حياته بين القناعة والطموح دون أن يخطئ؟

والجواب هو أنه ليس كل طموح خطيئة, بل قد يكون فضيلة.

والحكم فى ذلك يرجع إلى نوع الطموح, وإلى وسيلته...

فهناك طموح روحى, وهو فى نفس الوقت يتفق مع طبيعة الإنسان.

فالاشتياق إلى الكمال هو فضيلة. ونقصد به الكمال النسبى, نسبة ً إلى ما يستطيعه الإنسان وما وُهبت له من نعمة ومن عون الهى. أما الكمال المطلق فهو لله وحده. وقد وضع الله فى طبيعة الانسان أن يشتاق إلى النمو وإلى الكمال, حتى بذلك يمكنه أن ينمو فى الفضيلة و فى عمل الخير. وهذا بلا شك طموح روحى, يجب على الإنسان أن يسعى إليه...

فلا يجوز للإنسان أن يكتفى بوضع معين فى البر, يتجمد عنده دون أن يتقدم أو يتحرك ويمتد إلى ما هو أفضل. فهذه ليست قناعة سليمة, إنما خمول فى الحياة الروحية. فيجب أن يمتد الإنسان إلى قدام, ما دام ذلك فى مقدوره ولا يتعارض مع أى وصية إلهيه...

هناك إذن أنواع من الطموح, وكل نوع له هدفه:

* يوجد طموح فى جمع المال, وصاحبه لا يكتفى مهما اقتنى. وهدفه هو الشهرة أو النفوذ أو شراء الناس بالمال, أو الانفاق على الملاذ و الشهوات. وربما فى طموحه هذا يعزّ عليه أن ينقص ماله فى الإحسان إلى غيره أو الصرف على مشروع خيرى. هو يعبد المال ويتكل عليه...

مثل هذا الطموح المالى هو طموح خاطئ.

هناك طموح آخر فى السلطة و النفوذ, والإرتفاع فى المناصب والألقاب.

ليس من أجل استخدام النفوذ فى خدمة المجتمع. إنما الهدف كله هو محبة العظمة و الكبرياء. وهذا أيضا طموح خاطئ.

* هناك طموح آخر فى العلم, والتفوق فى البحوث العلمية. وهذا الطموح مطلوب و يستحق التقدير, بحيث يستخدم العلم فى الخير.

* كذلك طموح روحى, وهو فضيلة, بحيث يكون فى حكمة, ولا يقود إلى الغرور, ولا ينحرف إلى التطرف...

أما الطموح الشرير, فقد ظهر بأعلى قمته فى الشيطان:

إنه طموح يهدف إلى التآله ومنافسة الله فى سلطانه, وتكوين مملكة شريرة تعادى الله, وتجذب البشر إليها بعيداً عن الله. بطموح فى تدبير فرص للخطيئة, والنمو فى وسائل اللهو والفساد, وابتكار أساليب جديدة فى الشر. وعدم الإكتفاء بعدد الساقطين فى حبائله, بل يطمح إلى إسقاط الكل. ويفرح فى طموحه إن أسقط أحد الاقوياء أو الأبرار, وإن انتشر الشرّ وزاد.

ويعلّم أنصاره الطموح فى درجات الفساد, وجذب الآخرين إليه. فالذى يحترف النصب والاحتيال عنده طموح فى ابتكار اساليب جديدة فى النصب, ويفرح بنجاحه فى ذلك.

أخشى أن يكون من نفس الطموح الشرير, طموح بعض علماء الهندسة الوراثية:

أقصد الذين بدأوا يتدخلون فى أمور تتعلق باختصاص الله فى الخلق! بأن يتحكموا فى نوعية الإنسان الذى يُولد, ويشكلون الجنين حسب هواهم من جهة المواصفات التى يريدونها. ويقدمون بويضات مخصبة أحكموا فيها دمج ما أرادوه من أوصاف الجينات. حتى صارت لهم بنوك لتلك البويضات المخصبة, تتلقى ما تريده الأم من نوع الجنين من حيث نوعه وشكله ولونه وذكائه!! وتدرجوا إلى ما أسموه بالاستنساخ"

نحن لا نعارض مطلقاً الطموح فى العلم, بحيث يكون للعلم حدود لا يتعداها إلى الدخول فى اختصاص الله وحده...

والطموح الخاطئ كما يكون خاطئاً فى نوعه, كذلك قد يكون خاطئاً فى وسيلته:

مثال ذلك شخص يريد أن يرتفع, ويضع فى طموحه أن يكون أعظم الكل. فتكون وسيلته هى أن يحطم كل من يراه منافساً له فى العظمة والارتفاع, لأنه فى طموحه يريد أن يكون أعظم من الكل, وأعلى من الكل. سواء كان طموحاً فى العظمة أو فى الغنى أو فى المناصب. والأمثلة على ذلك لا تُحصى, نشاهدها فى الحياة العملية...

* وقد يكون الطموح خاطئاً بسبب شهوة لا تكتفى ولا تشبع.

كأن يقع شخص فى شهوة المال. وكلما نال منه يطمح إلى نوال المزيد. وتظل نفسيته فى تعب, لأن خياله يسبح فى أرقام من المال أكبر أضخم. وينطبق عليه قول سليمان الحكيم "كل الأنهار تجرى إلى البحر, والبحر ليس بملآن. وهكذا يقوده هذا الطموح المالى إلى لون من الجشع, وربما إلى وسائل خاطئة لتحقيق أهدافه وبالمثل من يقع فى شهوة العظمة, أو فى شهوة الشهرة. ولا يكتفى...

نقطة أخرى من الطموح الخاطئ, وهى الغرور

ففى بعض الأحيان قد يمتزج الطموح بالغرور: إما بغرور سابق أو بغرور لاحق. فالغرور السابق هو أن يظن شخص فى نفسه أنه يستطيع- فى طموحه- أن يقوم بأعمال هى فوق مستواه بكثير. فيتحدى أو يعد بأداء مهام لن يقدر عليها!

وليس هذا فى الأمور المادية فقط, بل حتى فى الأمور الروحية! إذ يريد فى طموحه أن يقفز إلى فضائل قد وصل إليها الأبرار بعد جهاد طويل! أو أنه يهدف إلى مستويات يظنها فضائل, وهى ليست كذلك. ولذلك فإن الحكماء من المرشدين

ينصحون مثل هذا الطامح بالتعقل وعدم التطرف.

أما الغرور اللاحق, فهو أن مثل هذا الشخص- فى طموحه يصل إلى الخيلاء والتكبر, ويرتفع فى عينى نفسه. ويظن أنه قد وصل إلى ما لم يصل إليه غيره!

ان الطموح بمعنى النمو الدائم فى طاعة الله ومرضاته, يكون فضيلة. لكنه اذا تحول إلى مجرد الأعجاب بالذات (الEgo) يصبح خطيئة...

لأن التمركز حول الذات- إن دخل فى أية فضيلة- فإنه يفسدها, إذ يهبط بمستواها, ويغيّر هدفها الصالح..

فكل إنسان عليه أن يبذل جهده لكى يداوم النجاح ويرتفع مستواه. أما إن تحول هدفه فى النجاح إلى مجرد التفوق على غيره- ولو بمستوى ضعيف- يكون قد انحرف فى طموحه! لأن الإنسان الصالح يفرح بإرتفاع غيره, ولا يهدف إلى مجرد التفوق على الغير. بل يريد الوصول إلى الكمال وأن يصل غيره أيضاً

والذى يطمح فى الوصول إلى المستويات العليا, لا يدخل فى صراع مع الغير, ويحتفظ بقلبه نقياً. فلا يفرح بالعلو مع هبوط الغير...

وهنا قد يسأل البعض: كيف يكون لى طموح نحو الكمال, بينما الكمال هو لله وحده؟

ونجيب بأن الكمال المطلق لله وحده. ولكن الكمال النسبى ممكن لأى إنسان, أى ما يصل إليه من كمال بالنسبة إلى ما لديه من مقدرة وإمكانيات وما يهبه الله من النعمة. ومثال ذلك يمكن لأحد الطلبة فى دراسته أن يصل لدرجة الكمال فى علم من العلوم حسب مستواه. إنه مجرد كمال نسبى...

سؤال آخر: كيف يمكن التوفيق بين الطموح والقناعة؟

بينما القناعة معناها الرضا بالقليل. أما الطموح فلا يرضى بالقليل, بل أنه يهدف إلى المزيد!! وأن يمتد إلى قدام..

والإجابة سهلة. وهى أن القناعة هى قناعة فى الماديات. أما فى الأمور الروحية, فيمكن للإنسان القانع مادياً أن يكون له طموح روحى. وبالمثل نقول عن الزهد: انه زهد فى مشتهيات العالم الفانى. فعلى الإنسان القانع أن يمتد إلى قدام فى حدود الإمكانيات المتاحة له, ويقنع بما تصل إليه امكانياته..

سؤال أخير: ماذا عن الطموح فى العلم؟

والجواب هو أن هذا الطموح واجب. ونحن نهنئ أبنائنا النابغين فى العلم ونفتخر بهم. ولكن على كل إنسان أن يحتفظ بالتوازن فى حياته.

فمع طموحه فى العلم, لا يهمل فى روحياته, ولا يقصّر فى صلواته و تسابيحه ومعرفته الدينية بحجة دراسته و انشغاله بتحصيل العلم. وإنما اهتموا بهذه, ولا تهملوا تلك. والله هو المعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما بين الطموح والقناعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Net for God :: المنتديات الكنيسية و الروحية :: منتدى قداسة البابا شنودة :: كتب ومقالات وعظات مكتوبة وتأملات روحية لقداسة البابا-
انتقل الى: