Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رحلة بحرية مع ماراسحق إلي أعماق الصوم (5 الأربعاء 8 أبريل 2009 - 16:36 | |
| الصوم هو بدء طريق الله المقدس.. هو تقويم كل الفضائل... بداية المعركة... جمال البتولية... حفظ العفة... أبو الصلاة نبع الهدوء... معلّم السكوت... بشير الخيرات عندما تحب حياة الصلاة وتعيشها تجد نفسك مشتاق للهدوء... فينقلك الصوم لدرجة أخري ويخبرك بإنه نبع الهدوء.وتكمل كل أيام غربتك علي هذه الأرض باطمئنان... وتنعم بنغمة هدوء يفوق الوصف.. ترافقك في كل أعمالك.. كل تصرفاتك.. كل انفعالاتك وردود أفعالك... هدوء يشمل كل حياتك فالصوم هو نبع الهدوء.ليكمل هدوئك تجد نفسك تلزم السكوت لتنهل من هذا الهدوء وتغترف منه، وتدخل إلي العمق... سكوت الشفتين... سكوت الأعضاء... سكوت الأفكار... يصمت الكل ويسكت، فيتحدث الله. فالصوم هو معلّم السكوت.ليس السكوت يعني أن تكون أخرس، ولكن تحتفظ بصمتك وتتكلم للضرورة. تجاوب علي قد السؤال.. تتجنب كثرة الكلام.. تتجنب الحديث البطّال.. فتحتفظ بهدوئك وسلامك فتتكلم مع الله وتسمعه.الخطوة الأخيرة في الصوم إنه بشير الخيرات... عندما يصمت الكل وتجتاز الخطوات السابقة يتحدث الله ويُخبرك أسراره... ويشبعك بخيراته ويملأك من تعزياته... يغمرك بمحبته، فلا تترك الصوم بل تلازمه كل أيام حياتك.هل عرفت الآن ما هي جزيرة الكنز؟ ربنا يسوع المسيح أعطانا عرض رائع. ينقل فيها الإنسان ليعيش في هذه الجزيرة. ويعطيه الحق ليجمع ويغرف من الذهب وخيراتها الوفيرة. جَمّع كيفما تشاء. ثم يأتي في نهاية كل يوم ليأخذ منك ما جمعته وينقله ليحوله إلي مخازنك ورصيدك. ما هي هذه الجزيرة سوى جزيرة الصوم... وما هذه المدة سوى مدة الصوم المقدس التي فيها يفيض الله من خيراته ونِعمه علي كل من يجاهد ويتعب معه. الصوم هو بشير الخيرات. نري الصوم من بعيد وقد أقترب فَنُسّر ونفرح لأنها فترة الخيرالوفير والبركة المتزايدة والنعمة الغنيّة. فالصوم هو بشير الخيرات.الصوم الطاهر أمام الله... هو محفوظ ككنز في السماء حيث يكون كنزك فهناك يكون قلبك أيضاً.. يعني الصوم الذي نصومه محفوظ لنا كنزاً في السماء. لكن أهم شيء يكون القلب حلو... نقي... مسامح... غافر.... يسامح ويغفر ويحب ويبذل نفسه حتى يأخذ مئة ضعف.بعد أن أعطاني القديس ماراسحق هذا القول الذي هو بحق قيثارة في الصوم... تركني ومضي ولكن علي وعد بلقاء آخر. عدت إلي جلستي فوق سطح المركب أسترجع ما قاله لي وأنا أُشاهد المناظر الجميلة في الطبيعة المحيطة.. وكنت أُرتل هادئاً مديحة الصوم... ارحمني يا الله ثم ارحمني.انتهت هنا يا احبائي الرحلة التي دامت خمسة أيام في قول واحد فقط من أقوال هذا القديس. ان أقوال الآباء بالفعل هو كنز الكنوز نكتشف منه خبايا وخبرات هؤلاء القديسين في علاقتهم بالله. لتكون لنا كسراج منير تضيئ لنا طريق الملكوت. حمدلله علي السلامة وكل رحلة وانتم طيبين | |
|