mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق الأربعاء 6 مايو 2009 - 16:11 | |
| "وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق. وكيف عرفاه عند كسر الخبز" (لو35:24)
عندما دخل الرب يسوع المُقام من الأموات إلى بيت تلميذي عمواس فإنه بدلاً من أن يجلس على المائدة كمدعو نراه يأخذ مركزه كالمضيف. و الذي بارك وهو الذي كسر الخبز ووزع عليهما.
وقد يبدو هذا مُستغرباً ولكن عندما امتدت يداه المثقوبتان إليهما انفتحت أعينهما وعرفاه.. يالها من لحظة لا تُنسي، كان قلبهما ملتهباً فيهما وانفتحت أعينهما ورأيا المخلص المُقام بعيون مفتوحة ولكنه حينئذ اختفي عنهما. لم يقل الكتاب إنه تركهما لأن حضوره دائم، لكنهما كان ينبغي أن يتدربا على الشعور بحضوره بالإيمان والإيقان بأنه يرافقهما حتى وإن كانت العين الطبيعية لا تراه كما كانت تراه في أيام جسده. عاد التلميذان إلى أورشليم وأخذ الجميع يتكلمون معاص بتلك الأمور، وإذا بالرب يسوع نفسه يقف في وسطهم ويقول لهم "سلام لكم". ومن المؤكد أن أحداً ممن شهدوا ذلك المشهد العجيب لم ينسه في السنوات التي اعقبت ذلك لأن كل من تذوق محضر الرب في وسط خاصته لا يمكنه أن يجد شبعاً لنفسه في أي اجتماع أخر أو في أي شيء أخر.
وفي الاجتماع نجد الرب مرة أخري "يفتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (ع45). إنه سيغيب عنهم فماذا يتبقي لهم؟ إن حضوره سيتحقق لهم – ولو أنه غير منظور عندما يحضر له المجد في وسط خاصته المجتمعين باسمه. والروح القدس الذي هو "موعد الآب" ينير الكلمة أمامهم كما ينير أذهانهم لفهمها.
في هذا الإصحاح (لو24) كل شيء مفتوح: القبر وقد تدحرج عنه الحجر، والعيون وكانت قبلاً مُمسكة والآن تُبصر، والكتب وكانت قبلاً تحت برقع (2كو14:3) والآن مكشوفة.
وبنفس اليدين المثقوبتين والجنب المطعون يصعد إلى السماء. الله جاء في الجسد والإنسان الممجد صعد إلى الأعالي. "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد تبرر في الروح، تراءي لملائكة كُرز به بين الأمم أومن به في العالم رُفع في المجد". وسريعاً جداً سنراه وجهاً لوجه "الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل" (أف10:4). يملأ الكل.. ويملأ قلوبنا أيضاً. | |
|