بمناسبة عيد القديس مارمرقس لنقرأ معا هذا الموضوع....
قال أحد أساتذة الجامعه للطلبه ذات مره عن السيد المسيح
أنه شخص عادى مثل باقى الأنبياء، فهو قد أقام موتى لكنه فعل ذلك
بإذن الله، وفى نفس اللحظه سأل هذا الاستاذ سؤال " هل المسيح له المجد أعطى سلطان لأحد أن يقيم موتى " فأجابت احدى الطالبات المسيحيات " نعم أعطى السيد المسيح له المجد السطان لتلاميذه ولآخرين أن يقيموا موتى " فإذا بالاستاذ يقول " إذاً المسيح ليس بشر عادى أى أنه يفرق عن الأنبياء " وقد تغير رأيه لأنه فكر فى نفسه أن الذى له سلطان أن يمنح قوة مثل إقامة الموتى لغيره لابد أن يكون هو صاحب هذا السلطان.هل يستطيع أحد أن يرسل أى شخص لكى يقيم الموتى باسمه. لا يملك أحد هذا إلا يسوع المسيح ابن الله ؟ فالسيد المسيح قال للتلاميذ " ها أنا أرسلكم، أقيموا موتى، أى بعض حالات من الموتى لتأكيد الايمان فقط " " أخرجوا شياطين ..... باسمى " لذلك فقوة المسيح الذاتية فى القيامة هى التى جعلت هذا الحدث غير عادى ،فان كان ميلاد المسيح غير مجرى التاريخ وجعل ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، فقيامة المسيح غيرت مجرى حياة البشرية فيما بعد الموت، فبدل من دخول الانسان الجحيم بعد الموت يذهب للحياة الأبدية، لذلك فالسيد المسيح هو الوحيد الذى يستطيع أن ينطق ويقول على لسان الوحى المقدس للموت " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاويه هذا هو المسيح له المجد، فهى قوة القيامة التى منحها لتلاميذه والتى جعلت حياتهم تتغير ومنهم مرقس الرسول، الذى حدثت كل تلك الأحداث فى بيته.
+ ولد مرقس فى مدينة القيـروان فى ليبيـا وكان من سبط لاوى من اورشليـم
وكانوا أيام السبى فى بلاد البحر المتوسط بليبيا وبعد ان دخل البربر عليهم وسرقوا أموالهم رجعت أسرة مرقس الرسول ( أبوه ارسطوبولس وأمه مريم ) الى فلسطين وحدثت قصة الأسدين الذين شقهما لذلك يرمز له فى الصورة أسدين، هذا جعل مارمرقس معروف وله شخصية قوية وإن كان تعرض للحظات ضعف عند الصلب، ولكن بقيامة المسيح وظهوره للتلاميذ فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس " العلية " تحولت حالة التلاميذ من الخوف والحيرة الى القوة والشجاعة والاقبال على الاستشهاد. فنتذكر مرقس كاروزنا فى الاسكندرية سنة 68م فى 30 برمودة فى ليلة عيد القيامة المجيد وكان وقتها يوافق 26 ابريل حيث كان القديس مرقس فى الكنيسة دخلوا عليه وسحبوه من الكنيسة وبدأوا يعذبوه وجروه بالخيل فى شوارع الأسكندرية ولكن قوة القيامة وكلام السيد المسيح لهم فى العليقة جعلته لا يخشى كل ذلك واستهان بكل هذه العذابات أمام قوة القيامة التى شاهدها، ظهور السيد المسيح لهم فى العليقة وقوة كلمات المسيح لهم عن احتمال الألم وعمل الروح القدس جعله يستهين بكل هذه العذابات ، كان ممكن بكلمة واحدة أن ينجو من هذه العذابات ولكن لم يستطيع قديسنا العظيم ان يفرط فى الأكليل ، وكلمات السيد المسيح اللى قال عنها الرسول بولس " خفة ضيقتنا الوقتيه تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدى ، لنعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه " فيقول أحد أساتذة اللاهوت أن الفرق بين ما قبل القيامة وما بعد القيامة ، أنه ما قبل القيامة كان الروح القدس لا يسكن داخلنا فى النفس البشرية بصفة عامة، بل فى صورة زيارات يحل حلول مؤقت لهدف ما ولكن بعد قيامة السيد المسيح وإعلان القيامة المجيد ثم الصعود أرسل لنا معزى " أرسل لكم معزياً آخر يمكث معكم ، روح الحق الذى من عند الآب ينبثق " ، بعد القيامة أصبح الروح القدس الذى بداخلنا يجعلنا نفرق عن الناس ما قبل القيامه ، بعد القيامة مع الضيق نشعر بالفرح كيف يجتمع الضيق والفرح معاً ، كيف للآلام أن تجتمع مع السعاده ليس قوة بشرية ولا بمجهود بشرى ولا بتفكير وعقل بشرى لكن هو عمل الروح القدس، قوة القيامة المجيده جعلت مارمرقس لا يهاب أحد يجروه فى الشوارع ويعذبوه وكل ذلك لن يشغله حتى قطعوا رأسه المقدسة وأرادوا أن يحرقو جسده فأخذوه المؤمنون ودفنوه، وبعد كده اتسرق وراح حته اسمها البندقية وما زالوا يعتبروه شفيعهم حتى الآن، وبعدين راح قداسة البابا كيرلس ومعه وفد وأحضروا جزء من رفات القديس العظيم مارمرقس وهو موجود فى الكاتدرائية الكبرى، ورأس مارمرقس فى الأسكندرية شاهدة الى هذا اليوم .