من ذكريات قداسة البابا شنودة الثالث

من ذكريات قداسة البابا شنودة الثالث

البداية طفولة ونبوغ مبكر

كانت فى قرية سلام محافظة اسيوط وبالتحديد فى يوم 3 اغسطس 1923 حيث ولد الطفل نظير جيد من أسرة غنية جدا والدة المرحوم / جيد روفائيل من اغنياء الصعيد .وقد ورث عن والدة "125فدان" وكان الجد عمدة ويمتلك حوالى "500 فدان" من أجود اراضى الصعيد . وأما والدتة / بلسم جاد فقد كانت من أبنوب الحمام وكانت ترث عن والديها 30 فدان

وكان نظير جيد هو الشقيق الاصغر لاخواتة . روفائيل الاخ الاكبر والذى كان يعيش فى دمنهور ثم الاخ الاوسط وهو شوقى جيد ( المتنيح القمص / بطرس جيد) وقد كان لهم خمسة أخوات متزوجات ومما يؤسف لة ان والدة نظير قد انتقلت بعد مولدة بساعات قليلة

وبعد سنوات الطفولة انتقل نظير للاقامة مع شقيقة الاكبر / روفائيل والذى كان موظفا فى مدرسة دمنهور وفى هذة الاثناء اجتاز نظير المرحلة التعليمية الاولى "التحضيرى" وقد اختصر سنواتها الى سنة واحدة ثم امضى عاما اخر فى الابتدائية وقد كانت هذة المرحلة مع اخوتة فى الاسكندرية ولكن فى السنة النهائية وهى الرابعة الابتدائية فقد انهاها فى اسيوط . وفى نفس السنة كان شوقى فى الكفاءة ولكن الذى حدث هو ان كليهما قد اهمل دراستة وانشغل بدراسة الدين الى الحد الذى جعل كل منهما لا يحصل على شهادتة سنة 1933 . وقبل مرحلة ثانوى تخلف الصبى نظير عن الدراسة لمدة عامين فلم تكن معة شهادة ميلاد فقد ضمتة سواقط القيد.

هل تعلموا ماذا فعل الصبى نظير جيد فى هذين العامين ؟

كما يروى قداسة البابا : قرأت خلال هذين العامين فى الادب والاجتماع وحتى الطب فتكونت عندى كمية هائلة من المعلومات فى سن صغيرة جدا (بين 11و13سنة)والاهم ان القراءة تحولت الى عادة وهو الامر الذى ساعدنى فى حياتى المقبلة مساعدة كبيرة وتسببت هذة العادة فى عادة اخرى هى انى رحت اجلس مع الاكبر منى سنا كأخى الاكبر واصحابة فكنت اعرف واجمع من المعلومات ما يتجاوز سنى ولقد كنت أقرأ الصحف فى المرحلة الابتدائية وكنت احفظ خطب مكرم عبيد فى السياسة ودفاعاتة فى المحاكم لان مرافعاتة كانت أدبا رقيقا . هذا يعنى أن فجوة أتسعت بينى وبين أقرانى .فلم اعرف فى طفولتى وصباى الالعاب المعروفة فى هذا السن

مرحلة الصبا واكتشاف الموهبة

فى ذلك الوقت كانت المرحلة الثانوية من خمس سنوات ولم تكن هناك المرحلة الاعدادية وعن هذة المرحلة وبالتحديد فى السنة الثانية الثانوية تعلم الشعر ويقول قداسة البابا عن هذة المرحلة " كنت انظم الابيات التى لا اجرؤ على تسميتها شعرا فلم اكن درست قواعد الشعر بعد كنت اراة شعرا منثورا فى احسن الاحتمالات ولكن فى الثالثة الثانوى "اولى ثانوى حاليا" عثرت على كتاب عنوانة "اهدى سبيلى الى علمى الخليل" وكنت اذهب الى دار الكتب يوميا فى الصباح والمساء لاقرأ فى الكتاب وانسخة ومنة تعلمت قواعد الشعر وتدريجيا جرؤت على تسمية ما اكتبة شعر وفى الرابعة الثانوى " الثانية الان " كنت احفظ عشرة الاف بيتا من الشعر العربى .

امتحان ....

ويكمل قداسة البابا حديثة قائلا" فى امتحان اللغة العربية الشفوى فى الثقافة العامة " الرابعة الثانوى " امتحنت فى شعرى فقد كان فى اثنان من الاساتذة يمتحنونى وطلب منى احدهما ان القى قصيدة احفظها فسالتة : عن اى عصر ؟

فسألنى : وهل تحفظ لكل العصور ؟

أجبت : نعم

قال : أسمعنى قصيدة من العصر الحديث؟

قلت لة: ولاى شاعر من شعراء العصر الحديث ؟

فسألنى : وهل تحفظ للجميع ؟

قلت : نعم لاكثر من ثلاثين شاعرا

وعاد يسألنى : ولماذا تحفظ الكثير من الشعر ؟

قلت : لاننى احبة

فسألنى : وهل تكتبة ؟

أجبت :نعم

وهنا قال لى اذن اسمعنا بعضا من شعرك : فهممت اضع يدى فى جيبى لاستخرج بعض مما كتبت فقال لى اسمعنا من محفوظاتك لنفسك وقد كان --- أحدى قصائدى . وكنت احصل على الدرجات النهائية فى الامتحان الشفهى للغة العربية ولقد حصلت فى شهادة الثقافة على 48من 50 وكان احد الاستاذين اقترح ان احصل على 50 من 50 ولكن الاستاذ الاخر سألة وفى هذة الحالة ماذا نحصل نحن ؟ واتذكر اننى فى حصة الانشاء كنت اكتب الموضوع بكاملة شعرا او نصفة على الاقل وكان معلم اللغة العربية يطلب منى فى حصة الانشاء ان اتكلم حول الموضوع امام التلاميذ ثم يقول لهم " اكتبوا ما سمعتم " وفى هذة الفترة كتبت نشيدا يلحن للعمال فى عيدهم وكان ذلك فى مدرسة الايمان الثانوية بشبرا



ويستمر التفوق فى كلية الاداب

والتحق الشاب نظير جيد بكلية الاداب جامعة فؤاد ( القاهرة حاليا )وكان من الصعب ان يلتحق بقسم اللغة العربية فالتحق بقسم التاريخ وعن ذلك يقول قداسة البابا