سكاروليت عضو فعال
عدد الرسائل : 47 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 19/04/2011
| موضوع: أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم السبت 28 مايو 2011 - 15:20 | |
|
أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم
مازال الحديث حديث شولميث وهى الان فى خطابها تنتقل فى توجيه خطابها ، فبعد أن كانت تتحدث حديث الرجاء والسؤال الى الله عن عمل الله معها والامجاد السماوية التى لفتها من كل جانب ، فأنها الان تنتقل فى حديثها الى بنات أورشليم
كا ما سطره النشيد له رائحته وسمته الروحية المتميزة ، لكننا لا ننكر سمو الخطاب الى الهنا ، وعن الهنا ، على كل خطاب .. فهى الان تتحدث عن الحقائق والنعمة التى فيها تقيم بفضل عمل الله .. فقط انها تتجه بحديثها الى الناس وكقاعدة أن الحديث مع الهنا هو أسمى من كل حديث مع الناس رغم أن الحديث فى الحالين عن نعمة الله التى نحن فيها مقيمون
أنا سوداء وجميلة :
يمكننا أن نتصور هذه العبارة إعترافاً بما يؤخذ علينا ويمكن ان تكون إعلانا للمجد الذى دعى اليه ، اذ دعينا الى شركة ابن محبته ويمكن ان تكون إعلانا للحقائق التى قد يغفل بعض الناس عن التحقق من كمالها
المتحدث هنا هى شولميث او الكنيسة الامم ، والذين تتحدث اليهم هم الذين ينتسبون نسباً وراثياً حسب الجسد لابراهيم .. حتى الذين آمنوا منهم لكنهم حاولوا أن يهددوا المسيحية بحيث تصبح لهم كرامة متميزة على المؤمنين بالمسيح ، لكن من أصل أممى .. وهذه الظاهرة سجلها العهد المسيحى فى العصور الاولى من المسيحية ، ودليلنا على ذلك موقف كنيسة أورشليم من الرسول بطرس بعد أن قبل فى شركة الكنيسة أسرة أممية ، وهى أسرة كرنيليوس ، فيقول الكتاب أنه حدثت مخاصمة ، ولذلك أمثله كثيرة ...
لذلك كان الخطاب من كنيسة الامم الى بنات اورشليم .. الى الذين هم من سلالة ابراهيم .. المؤمنين منهم وغير المؤمنين
أنا سوداء وجميلة
السواد مرجعه طبيعة الانسان وميراثه لخطايا الاجيال القديمة الموغلة فى القدم .. ونظرة محايدة الى حياة الشعوب قبل تجسد مخلصنا الصالح ، تكشف لنا الدمامة والقبح اللذين كانت عليهما تلك الشعوب
اما الجمال ، فهو الرداء الذى خلعه السيد المخلص على جنس البشر حين أتحد بجسد بشريتنا فطوانا فى تجسده .. فالسيد المسيح الابرع جمالا من جنس البشر ، خلع علينا جماله .. وما يجود به الرب علينا لا يستطيع أحد ان ينزعه منا
وللسواد والدمامة تشبيه كما للجمال المكتسب تشبيه فالسواد يشبه فى دمامته خيام قيدار ، والجمال فى جماله يشبه شقق سليمان
كخيام قيدار كشقق سليمان
أهل قيدار هم رعاة الماشية فى البادية ، ويتصل نسبهم الى عيسو ، ويسكنون فى البادية فى خيام مصنوعة من جلد الماعز ... من جهة النسب لا شريعة محرومين من النبوة والانبياء ، وبلا مسيح .. ومن جهة الحياة اليومية ، فأنهم يعيشون الشظف والخشونه نهباً للتقلبات الجوية الطبيعية
بهذا تعترف الكنيسة ، انها قبل ان يفتقدها مخلصها بتجسده لم يكن حالها بأحسن من حال أهل قيدار فهى تكرار لهذه الصورة
| |
|