الاعتكاف لقداسة البابا شنوده

الاعتكاف

إن كنا في أيام الصوم العادية نضع أمامنا قول الكتاب "قدسوا صومًا، نادوا باعتكاف" (يوئيل15:2)، فكم بالأولى يكون ذلك في أسبوع الآلام؟
وذلك بالبعد عن اللقاءات والأحاديث غير اللازمة.
أيام البصخة المقدسة، ليست أيام السمر مع الأصدقاء، والمتعة معهم بالكلام والحكايات. وليست هي أيام الجدل والمناقشات في شتى الموضوعات، أو التحدث في أي أمر من الأمور مهما كان تافهًا وغير ضروري...
إنما البصخة هي أيام تتميز بالاعتكاف مع الله، وأيضًا: بالبعد عن شتى الترفيهات ووسائل التسلية.
فلا تضيِّع وقتك فيها في قراءة المجلات والجرائد، والانشغال بما فيها من أخبار وفكاهات، أو مناقشة ما تقرأه مع الأسرة والأصدقاء... ولا تضيع وقتك في أسبوع البصخة إلى جوار الراديو والتليفزيون وما أشبه...
إنما حاول أن تعتكف، وادخل إلى داخل نفسك، وانفرد بالرب. واقصر لقاءاتك وأحاديثك على الأمور الضرورية فقط. ووفّر وقتك للعمل الروحي اللائق بهذا الأسبوع المقدس.

لا شك أن قمّة التركيز، هي في التفرغ الكامل للتأمل في آلام الرب. وقد يكون هذا بإمكان الآباء الرهبان، ومن قد تحرروا من أعباء العمل الأرضي، أو بإمكانهم هذا التحرر.
ويؤثر فيّ جدًا، الذين يأخذون أجازات في البصخة.
وذلك كي يتفرغوا للرب ولمشاعر هذا الأسبوع المقدس. ولا يوفرون عطلاتهم للتصييف ولمشاغلهم الضرورية، بل يجعلونها للرب...
لقد تفرغ أهل نينوى للرب خلال صومهم، وأعطونا بذلك درسًا... وها نحن نجتاز أيامًا هي أقدس من صوم نينوى.
فعلى الأقل أوقات فراغك ركِّزها في الرب.
لا تضيِّع شيئًا من أوقات فراغك خلال أسبوع الآلام. بل استغل ذلك فيما يليق بالبصخة المقدسة، سواء بحضور الكنيسة، أو التأملات الخاصة، أو الصلوات والقراءات اللائقة بآلام السيد المسيح.
ولا تنشغل السيدات خلال البصخة بالاستعداد للعيد.
من تنظيف البيت، وإعداد الطعام، وما يلزم شراؤه ليوم العيد. استعدوا لكل ذلك قبل أسبوع الآلام، أو في أضيق نطاق خلاله. ولتكن آلام المسيح هي أهم ما يشغل الفكر والوقت في أيام البصخة.
[من كتاب (تأملات في أسبوع الآلام) لقداسة البابا شنودة الثالث]

» الحزبية لقداسة البابا شنوده
» الوقت لقداسة البابا شنوده
» البوم صور لقداسة البابا شنوده فى انتقاله
» "فى البرية والهدوء " لقداسة البابا شنوده
» تاملات جديده جدا لقداسة البابا شنوده