Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: أحيانا فضائل تنقصها الحكمة. 18-10-2009 الأحد 18 أكتوبر 2009 - 4:26 | |
| أحيانا فضائل تنقصها الحكمة
بقلم : البابا شنودة الثالث الاحد 18 - 10 - 2009
من الأخطاء الشائعة أن يركز البعض علي فضيلة واحدة بحيث تتناقض مع فضائل أخري لازمة. بينما الحياة الروحية ليست مجرد فضيلة معينة, ولكنها حياة تشمل الكل. وكتاب الله لايقدم لنا وصية واحدة نحيا بها, إنما وصايا عديدة كل منها له أهمية. وسنحاول في هذا المقال أن نقدم أمثلة لخطورة الفضيلة التي تتعارض مع فضائل أخري. ** بعض الأشخاص الأتقياء يتمسكون بفضيلة الوداعة, ولاشك أنها من الفضائل العظمي. ولكنهم يفهمون الوداعة علي أن يكون الشخص هادئا باستمرار ولايغضب كما قال أحد الآباء:
إن الإنسان الوديع لايغضب من أحد ولايغضب احدا. وتأتي مواقف تحتاج الي نخوة وإلي شجاعة وشهامة ولايتحرك هذا( الوديع) لأنه يحب ان يكون باستمرار هادئا ولطيفا!! وفي تصرفه هذا لايكون إنسانا فاضلا لأن كل موقف يحتاج الي الفضيلة التي تناسبه وكما قال سليمان الحكيم: لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السماوات وقت. ** من الخطأ أن يكتفي إنسان بالوداعة, ويبتعد تماما عن الشجاعة والقوة حين يأتي الوقت اللازم لهما. كذلك مثل هذه الوداعة الخاطئة تحوله إلي جثة هامدة بلا حركة, لانخوة فيها ولاشجاعة بل الوضع السليم أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة, ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة, تكون كلتاهما فيه, وتظهر كل منهما في الحين الحسن.. كما أن الوداعة ليس معناها الضعف, والقوة ليس معناها العنف. والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. كما أن الإنسان القوي لاينحرف الي التهور ولايفقد وداعته وأدبه. ** ايضا كثيرون يحاولون ان تكون لهم فضيلة طيبة القلب, لأنها فعلا ميزة واضحة لأنقياء القلب, ولكنهم إذ يسلكون في طيبة القلب وحدها, بلا إفراز ولافهم, ما أسهل أن يصبحوا العوبة وهزأة في أيدي المستهترين كن إذن طيب القلب. ولكن أضف الي الطيبة فضيلة الحكمة كن طيبا ولكن ليس بالقدر الذي تفقد فيه كرامتك وهيبتك وإلا فإن البعض ـ بسببك ـ سوف يكرهون الطيبة التي تجعل الغير يستغلهم ويتعبهم! المشكلة إذن ليست في الطيبة وإنما في عدم مزجها بالحكمة وبقوة الشخصية, يمكن ان تكون طيبا, ولكن ليس معني الطيبة أن تسلم قيادتك لغيرك أو ان تشترك بضعف شخصية في أخطاء الآخرين! أو أنك خوفا من أن تغضب غيرك تشترك معه في خطأ أو تجامله في ذنب واضح! ** إذن يجب عليك ان تزن كل فضيلة بميزان دقيق. ولاتمارسها منفردة عن باقي الفضائل وإن رأيت من نتائجها وحدها بعض السلبيات, فتأكد أن السلييات ليست بسبب هذه الفضيلة وإنما بسبب وقوفها وحدها بعيدة عن سائر الفضائل التي ينبغي أن تصاحبها وتحميها. **يحدث أحيانا ان يكون شخص متصفا بالحنو وينقصه الحزم أو آخر يتصف بالحزم وينقصه الحنو وكلاهما مخطيء, ومن الأشياء العجيبة التي نجدها أحيانا في محيط الأسرة أن الأبوين قد يوزعان الحنو والحزم بينهما. فيكون الجنو مثلا للأم والحزم للأب!! بينما الحنو والحزم يجب ان يتصف بهما كل منهما, ولكن الذي نراه أنه إذا أخطأ الابن, أو حاول ان يخطيء تقول له الأم: لا تفعل هذا لئلا يغضب أبوك ويعاقبك! دون أن تقول له إنها هي أيضا لاترضي عن تصرفه ويختلط الأمر علي الابن ولايعرف أين الحق. كل ما في الأمر أنه يتقي غضب أبيه, ويحدث أحيانا أن رئيس إدارة يحب ان يكسب محبة مرءوسيه: من أجل هذا يتهاون في حقوق العمل إرضاء لهؤلاء!!
الإنسان الروحي يمكنه ان يجمع الأمرين معا. ولايستخدم الحنو بدون حزم, ولا الحزم بدون حنو. ** هناك أشخاص يركزون علي خدمتهم أو عملهم كل التركيز, ومن فرط انشغالهم يفقدون أهمية الصلاح والتأمل في حياتهم كما يهملون واجباتهم الروحية, بينما غيرهم يركزون علي عبادتهم وروحياتهم بطريقة يفقدون بها الإخلاص لعملهم, وكلاهما يسلك بطريقة خاطئة, بينما الإنسان الروحي يجمع بين الأمرين معا, ولايكتفي بفضيلة منهما مهملا الأخري. ** لقد أمر الله ـ تبارك اسمه ـ بطاعة الآباء والمرشدين الروحيين, وما أكثر الأتقياء الذين يتمسكون بفضيلة الطاعة للكبار مهما كان الأمر.. وهنا نسأل هل تجب الطاعة إن كان الأمر متعبا للضمير؟! ونحن لاننادي إطلاقا بما يسمونها( الطاعة العمياء) فينبغي ان يكون الإنسان واعيا في طاعته, وأن يدرك أن الطاعة أولا واخيرا هي الطاعة لله. وداخل الطاعة لله تكون طاعة الآباء وطاعة الرؤساء وطاعة المرشدين, فإن صدر من أحد هؤلاء أمر تكون إلي جوار طاعته عبارة ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس. ** واجب عليك ان تطيع الأب والرئيس والمرشد الروحي ولكن واجب علي كل هؤلاء ان يطيعوا الله فيما يأمرونك به. فإن لم يفعلوا فلا طاعة لهم عليك, واعرف انه ان كان هناك اشخاص يهلكون بالعصيان. فهناك من يهلكون بالطاعة, ان كانت هذه الطاعة ضد مايأمر به الله. والأمر يتوقف علي نوعية الطاعة والعصيان ونوعية المشورة أو الأمر, فإن كانت وصية الله واضحة أمامك يجب أن تطيع الوصية الإلهية مهما كانت شخصية الذي يقدم لك المشورة أو يصدر لك الأمر. ** إن فضيلة الطاعة فضيلة جميلة تدل علي الأدب والتواضع واحترام الكبار والخضوع لهم. ولكن هناك بعض المواقف التي يجب ان تقول فيها لا لمن هو أكبر منك, ولكن تقول هذه العبارة في أدب. وبخاصة في بعض المواقف التي تكون تري واجبك فيها أن تشهد للحق. بشرط أن تكون متأكدا أن ما تدافع عنه هو الحق فعلا. لأنه ليس من الحق ان يخطيء إنسان باسم الدفاع عن الحق.
| |
|
kokomina اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5026 العمر : 47 Localisation : cario تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: احيانا فضائل تنقصها الحكمة 18-10 - 2009 الأحد 18 أكتوبر 2009 - 4:43 | |
| مقالة رائعة لمعلم الاجيال البابا المعظم البابا شنودة الثالث اطال الرب حياته سنين عديدة مديدة بصحة جيدة فعلا الفضائل تحتاج الى فضيلة الحكمة لتكون متوازنة مرسى يا غادة على هذه المقالة الرائعة ربنا يعوض تعب محبتك | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: أحيانا فضائل تنقصها الحكمة. 18-10-2009 الأحد 18 أكتوبر 2009 - 15:14 | |
| ميرسى لحضرتك لمرورك وتعليقك الجميل . نورت | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: أحيانا فضائل تنقصها الحكمة. 18-10-2009 الأحد 18 أكتوبر 2009 - 18:26 | |
| مرسي يا غادة علي المقال الجميل لسيدنا ربنا يعوضك يا حبيبتي | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: أحيانا فضائل تنقصها الحكمة. 18-10-2009 الأحد 18 أكتوبر 2009 - 19:04 | |
| ميرسى يا غادة لمرورك الجميل عيشتى يا قمر | |
|
hananisak عضو سوبر
عدد الرسائل : 140 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 18/06/2009
| موضوع: رد: أحيانا فضائل تنقصها الحكمة. 18-10-2009 الجمعة 6 نوفمبر 2009 - 1:36 | |
| | |
|