mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: فضائل ولكنها وحدها لاتكفي الإثنين 6 سبتمبر 2010 - 14:52 | |
| حياة الفضيلة والبر13 فضائل ولكنها وحدها لاتكفي بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث وطني 5-9-2010
أحيانا يقول البعض:إنني أصوم وأصلي وأعترف وأتناول وأقرأ الكتاب المقدس والكتب الروحية وأخدم وأتصدق وأسلك في فضائل كثيرة,ومع ذلك فحياتي الروحية متوقفة لاتنمو..!فلماذا؟ لعلها فضائل ناقصة تنقصها صفة جوهرية إما ناقصة في طبيعتها أو في هدفها,أو تنقصها فضائل أخري يجب أن ترتبط بها. وعلي هذا الأساس,سنتناول فضائل كثيرة ونحللها. الصوم: نحن الآن في فترة الصوم:وكثيرا ما يقول الواحد منا صمت هذا الصوم سنوات عديدة,كما صمت غيره من الأصوام أيضا ومع ذلك فحياتي كما هي!لماذا إذن لم أستفد من صومي؟ إن الصوم فضيلة كبيرة بلا شك حتي إنها تساعد علي إخراج الشياطين حسب قول الربمت17:21ولكن أي صوم تصوم أنت؟ ربما تظن أن الصوم هو صوم الجسد وربما تظن أن الصوم هو الامتناع عن الأكل! ولكن الامتناع عن الطعام وحده لا يكفي إن الزهد في الطعام هو الأهم. الزهد هو الذي يدل علي ارتفاع القلب فوق مستوي المادة,وفوق مستوي الأكل وهذا هو الأهم وهو المفيد لك روحيا..لأنك بهذا تدخل في روحانية الصوم وصوم الجسد وحده لايكفي لابد أن يصحب بصوم النفس. لابد أن تصوم فكرك عن الأخطاء وتصوم قلبك عن المشاعر والعواطف الردية وكذلك تصوم لسانك عن الكلام الباطل. ومع ذلك فكل هذه الفضائل في الصوم لاتكفي إنها تمثل فقط العنصر السلبي من الصوم وهو البعد عن أخطاء الفكر واللسان والقلب وشهوات النفس. صوم الجسد والنفس لايكفي. لابد أن يضاف إليه غذاء الروح. ولذلك نقول في صلوات القداس الإلهيالصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطينوليس الصوم وحده إننا نصوم لكي نخرج من نطاق الجسد والمادة وندخل في نطاق الروح..فيجب أن نعطي الروح فرصتها أثناء الصوم ويجب أن نعرف حقيقة هامة وهي: الصوم ليس فضيلة للجسد, إنما هو فضيلة للروح. ننتقل بعد ذلك إلي مثال آخر وهو: الصلاة فضيلة من أهم الفضائل,حتي إن كثيرا من القديسين تفرغوا لها...ولكن ما هي الصلاة في مفهومك؟أتراها مجرد الكلام مع الله؟ إن الكلام مع الله وحده لايكفي فهناك خصائص روحية إن لم ترتبط بالصلاة فالصلاة وحدها لاتكفي!ينبغي أن يضاف إلي الصلاة عنصر الحب كما قال داود النبيمحبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتيمز119باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من لحم ودسم...والصلاة بغير حب ليست صلاة وهي غير مقبولة من الله الذي قاللهذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدامر7:6. يجب أن تضاف مشاعر كثيرة للصلاة,لأنها وحدها لا تكفي. الحب, والخشوع, والفهم, والحرارة, والإيمان... وكذلك أيضا نقاوة القلب لأن صلاة الأشرار مكرهة للربكما يقول الكتاب وقد قال الرب لبني إسرائيل أيام إشعياء النبيحين تبسطون أيديكم,أستر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماأش1:15. إذن الصلاة وحدها لاتكفي بدون نقاوة القلب ولايقل إنسان أنا أصليويظن أن الصلاة مجرد ألفاظ! الاعتراف: الاعتراف بالخطية فضيلة وله فوائده الكثيرة روحيا وعقائديا,ومع ذلك الاعتراف وحده لايكفي,إذ ليس هو مجرد سرد للخطايا في سمع الأب الكاهن وفي كلمات الصلاة. ينبغي أن يضاف إلي الاعتراف عنصر الندم والخزي مثلما فعل العشار الذي وقف من بعيد,لايجسر أن يرفع عينيه نحو السماء وقرع صدره قائلا: ارحمني يارب فإني خاطيءلو18:13لذلك خرج مبررا إن بطرس الرسول بعد خطيته بكي بكاء مرا مت26:75 وداودالنبي بلل فراشه بدموعهمز6وأنت هل تعترف بعين جافة وبلا ندم انظر إلي دانيال النبي وهو يقوللك ياسيد البر أما لنا فخزي الوجوه لنا خزي الوجوه لأننا أخطأنا إليكدا9:8,7. كذلك الاعتراف وحده لايكفي أن كان بلا توبة لذلك سر الاعتراف في الكنيسة يسمي سر التوبة يمارسه الإنسان بروح التوبة بعزيمة صادقة أنه لا يعود إلي الخطية مرة أخري باذلا كل جهده في ضبط نفسه وفي البعد عن كل أسباب الخطية وعثراتها وفي اعترافه يحاول أن يصلح نتائج خطيته مثلما قال زكا العشار في اعترافه وتوبته :إن كنت ظلمت أحدا في شيء أرد أربعة أضعاف لو19:8 وهكذا لا يقتصر الاعتراف علي الماضي وإنما يتدرج للعمل بكل جهد من أجل المستقبل. والاعتراف مفيد إن كان مصحوبا أيضا بالاتضاع إنسان معترف بخطيئته يعامل نفسه كخاطيء وغير مستحق لايرتفع علي غيره ولا يتعالي لأنه عارف بضعفه وبأنه أيضا خاطيء ولايعود يفتخر في المستقبل لأنه يذكر ماضيه ويضع خطيئته أمامه في كل حين مز50 ويحتمل كل ما يأتيه لأنه معترف بخطيئته وشاعر بأنه يستحق جزاء مثلما حدث لداود النبي لما شتمه شمعي بن جيرا وسبه بأسلوب جارح فقال هذا النبي العظيم المعترف بخطيئته:الرب قال له سب داود 2صم16:10 من كل هذا يبدو أن الاعتراف وحده لايكفي فرعون قال أكثر من مرة أخطأتولكن بلا توبة قال لموسي وهرون أخطأت إلي الرب إلهكما وإليكما والآن أصفحا عن خطيئتي هذه المرة فقط...خر10:16وقال قبل ذلكأخطأت هذه المرة.الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرارخر9:27...ولكنه كان اعترافا بلا توبة.وبلا رجوع إلي الحق وظل قلبه قاسيا وهلك.. القراءة: القراءة في الكتاب المقدس والكتب الروحية لها تأثيرها الكبير في القلب. وهي فضيلة نافعة لأنها واسطة من وسائط النعمة. فالقراءة وحدها لاتكفي بلا فهم ولا روح ولاتطبيق فالمفروض أن الإنسان الروحي يقرأ بعمق ويدخل إلي روح الكلمة ويحولها إلي حياة كما قال الربالكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة يو6:63 لذلك لكي تكون القراءة الروحية نافعة ينبغي أن ترتبط بالممارسة العملية والتداريب الروحية ولاتكون مجرد معلومات أو مادة للوعظ أو التباهي بالمعرفة أو لمجرد الدراسة وإنما الإنسان يقرأ ويطبق علي نفسه ,ويجعل القراءة تكشف له أخطاءه وتحثه علي تركها. العطاء: العطاء فضيلة جميلة جدا بسببها قال الرب لكثيرين تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم..لأني كنت جوعانا فأطعمتموني, عطشانا فسقيتموني عريانا فكسوتموني.. مت25:35,34 ومع ذلك فالعطاء وحده لايكفي لماذا؟لابد أن يمتزج العطاء بالفرح,ولايكون بتذمر كقول الكتاب:المعطي المسرور يحبه الرب 2كو9:7. لأن كثيرين يعطون عن اضطرار ويدفعون العشور بتضرر..!كذلك ينبغي أن يكون العطاء في الخفاء وإن يعطي الإنسان بسخاء ولا يقتصر في عطائه علي ما يفضل عنه,أو يعطي فقط الأشياء المرفوضة منه. وتظهر فضيلة العطاء إن كان الإنسان يعطي أفضل ما عنده أو يعطي من أعوازه كما أعطت الأرملة من أعوازها فامتدحها الربمر12:44وكما قدم هابيل محرقة من أبكار غنمه ومن سمانها تك4:4 كذلك يشعر في عطائه أنه يعطي المسيح, ويقول له في عطائه من يدك أعطيناك 1أي 29:14. والعطاء بغير هذه المشاعر كلها يكون فيه نقص كفضيلة. الإيمان: يظن البعض أن الإيمان كل شيء ويقتصر علي مجرد الإيمان النظري أو الأسمي بالمسيح ولايفيده هذا الإيمان كثيرا كما قال القديس يعقوب الرسول: إيمان بدون أعمال ميت يع 2:20,17 وأيضا قال القديس بولس الرسول إن كان لي كل الإيمان حتي أنقل الجبال وليست لي محبة فلست شيئا 1كو13:2 فماذا ينتفع الإنسان إن كان له إيمان بدون ثمر؟!إن كان إيمانه غير عامل بالمحبة؟! غل5:6 لايخلصك مجرد الإيمان بالمسيح,إنما بالأكثر أن يحيا المسيح فيك.وفي ذلك تترنم مع القديس بولس قائلالكي أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في غل2:20 تؤمن بالمسيح,هذا حسن جدا ولكنه لايكفي بل ينبغي أن تتبعه وكما سلك ذاك تحاول أن تسلك أنت أيضا 1يو2:6 ويكون لك شركة معه, وتتناول من جسده ودمه وتموت وتقوم معه وتكون لك أيضا شركة مع الروح القدس وتسلمه حياتك حتي يعمل هو فيك ثم تنظر إلي كل ما عمله فيك أنا يارب من ذاتي لم أعمل شيئا وإنما كل شيء بك كان وبغيرك لم يكن شيء مما كان يو1:3. العبادة: العبادة فضيلة بلا شك ولكنها وحدها لاتكفي إن كانت بعيدة عن الله ولاتصدر عن نقاوة قلب وقد وبخ الرب شعبه علي هذه العبادة الباطلة في أيام إشعياء النبي فقال لهم عن هذه العبادة أبغضتها نفسي صارت علي ثقلا مللت حملهالا تعودوا تأتون إلي بتقدمة باطلة لست أطيق الأثم والاعتكافأش1:14,13 كذلك العبادة لاتكفي إن كانت بلا روح بلا حكمة, بلا اتضاع. النشاط: ما أكثر الذين يملأون الدنيا حيوية ونشاطا ولهم الكثير من الإنجازات والأعمال في مجالات متعددة.. لاشك أن هذه فضيلة ولكنها وحدها لاتكفي إن لم تكن مقرونة بالاتضاع والهدوء لأن النشاط الذي يرتبط بالافتخار والمجد الباطل ليس فضيلة وكذلك النشاط الذي يحتك فيه الإنسان بالغير ويجور عليه ,ليس فضيلة. | |
|