Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: النمو في الحياة الروحية الأحد 20 ديسمبر 2009 - 17:14 | |
| النمو في الحياة الروحية بقلم : البابا شنودة الثالث يظن البعض انهم قد وصلوا إلي الغاية, حينما يتوبون ويبتعدون عن ارتكاب الخطايا, ولكن البعد عن الخطية, انما يمثل فقط الجهاد السلبي في الحياة الروحية, فماذا إذن عن الإيجابيات؟... انها طريق طويل, فالحياة الروحية لا تقف مطلقا عند حد, إنما سائرة باستمرار, تنمو في كل حين وتتقدم, وهكذا فإن حياة النمو هي إحدي خصائص ومعالم الطريق الروحي.وقد شبه الإنسان الروحي بالشجرة التي تنمو باستمرار ـ ولاتتوقف لحظة عن النمو, والشجرة تنمو بطريقة هادئة, ربما لا تلحظها وانت تمر عليها كل يوم, ولكنها تنمو باستمرار ـ ويظهر نموها بعد حين. .. والإنسان الروحي ينمو في كل عناصر الحياة الروحية: ينمو في معرفة الله, وفي مخافته ومحبته, وينمو في حياة النقاوة وفي الصلاة والتأمل, والذي لا ينمو هو عُرضة للفتور, بل عرضة إلي ان يرجع إلي الوراء. .. ولكن إلي أين يمتد الإنسان الروحي في نموه؟ انه يصل إلي القداسة, ولا يقف عند هذا الحد, بل ينمو في القداسة حتي يصل إلي الكمال, والمقصود طبعا هو الكمال النسبي, لأن الكمال المطلق هو الله وحده, إنما الكمال النسبي هو الكمال الذي يستطيع الإنسان ان يصل إليه, في حدود إمكاناته, ونسبة إلي ما وهبه الله من نعمة ومعونة, وما تحيط به من ظروف. .. وإن كنت لا تستطيع ان تصل إلي هذا الكمال النسبي, فمهما فعلت ومهما جاهدت في حياة الروح, قف امام الله كخاطئ ومقصر لأنك بعيد عن هذا الكمال المطلوب.
إن الإنسان الذي يسعي إلي الكمال يشبه بمن يطارد الافق: يري الافق بعيدا في آخر الطريق, حيث تنطبق السماء علي الأرض, فيذهب إلي هناك ليري الافق امامه عند النهر, فيذهب إلي النهر ويري الافق امتد إلي الجبل.. وهكذا إلي ما لا نهاية, فالإنسان الروحي ينسي كل مافعله من خير, لأنه يمتد إلي خير اسمي واعلي, حتي يحب الرب الإله من كل قلبه ومن كل فكره, وبكل قوته, ومثل هذا الشخص الذي لا يوجد في قلبه سوي الله ـ تبارك اسمه ـ.. هذا لا توجد أي محبة أخري في القلب تنافس محبة الله.. فهل تشعر بذلك في قلبك؟ انك تكون كذلك قد وصلت إلي مذاقة الملكوت وانت علي الأرض.
وان كنت لم تصل, فلا تيأس ولا تحزن واعرف ان اطول طريق اوله خطوة. فابدأ إذن بهذه الخطوة, مهما كانت قصيرة ومهما كانت ضعيفة وفاترة, حينئذ حينما يري الله رغبتك في الحياة معه, سيرسل لك معونات إلهية من عنده, وتفتقدك نعمته بكل قوة, والله الذي عمل في القديسين والأبرار واوصلهم, وهو قادر ان يعمل فيك أيضا, لكن نعمة الله العاملة ليست تشجيعا لك علي الكسل وعلي التهاون والإهمال. انما النعمة تعمل فيك, وانت تعمل بها ومعها, كن جادا في روحياتك. افتح قلبك لكي يملأه الله, واحرص ألا تفتحه لمحبة خاطئة, وكن أمينا في القليل الذي تستطيعه, فيقيمك الله علي الكثير الذي يريده لك. .. علي ان النمو في الحياة الروحية قد تقابله عقبات كثيرة وأولاها حروب الشياطين, فالشيطان لا يقف ساكتا ان وجدا إنسانا يمتد إلي قدام باستمرار في طريقه الروحي لذلك يقف ضده وهذا ما يسمي أحيانا بحسد الشياطين, إنهم يحسدون من يسير في حياة البر التي فقدوها, ومحاربات الشياطين قد توقف النمو عند البعض, وقد ترجع البعض إلي الوراء, فإن تعرضت لهذه الحروب, لا تتضايق انها شيء طبيعي, بل قاوم واستمر في نموك. وثق ان نعمة تحيط بك اقوي من اعدائك الأشرار. .. ومن ضمن معوقات النمو الروحي: البيئة المعطلة لذلك تخير اصدقاءك ومعاشريك ومرافقيك في الطريق, فكما ان الصديق الصالح يجذبك معه إلي فوق, كذلك الصديق الشرير يجذبك إلي اسفل ويعطل نموك.
نفس الوضع يحدث بين الازواج, ولعلنا رأينا تأثير البيئة علي لوط في أرض سدوم, إذن فالبيئة الخاطئة والضغوط الخارجية يمكن ان تعطل الروحيات, لان البار اذا انتصر عليها حينا, فربما إذا ضغطت عليه فانها تعذب نفسه يوما فيوم, ولهذا احترس في ممارستك الروحية من استصحاب احد يمكن ان يعوقك, فابعد إذن عن الأشواك حتي ينمو زرعك المقدس دون أن تخنقه البيئة المحيطة, واذكر دائما قول الشاعر:
متي يبلغ البنيان يوما تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.مما يحارب النمو الروحي أيضا: الاكتفاء في الروحيات, حيث يصل الإنسان إلي مستوي روحي معين فلا يتقدم بعده ظانا انه وصل إلي نهاية المستوي دون ان يفكر في تخطيه إلي ما هو اعلي, أو يحاربه الشيطان بأن ما فوق هذا المستوي هو لون من التطرف.
إن الذي يقف نموه هو معرض للرجوع إلي الوراء, لذلك لا تكتفي مطلقا بما انت فيه ولكن بحكمة ضع امامك المستويات العليا التي وصل إليها الأبرار, لكي يحفزك ذلك إلي مزيد من الجهاد. .. هناك أسباب أخري تعوق النمو الروحي منها ارشاد الخاطئ; لأنه كما يقول المثل: اعمي يقود اعمي, كلاهما يسقطان في حفرة لذلك لا تسمع نصيحة كل احد, ولا تطلب الإرشاد إلا من المختبرين, كما يقول الشاعر:
فخذوا العلم علي أربابه.. واطلبوا الحكمة عند الحكماء .. ومما يعوق النمو الروحي: التقليد الخاطئ, حيث يحاول شخص ان يلبس شخصية غيره دون تمييز, ودون معرفة الفوارق بينهما من حيث الطبيعة والأسلوب. فربما ما يناسب شخصا لا يناسب غيره, وقد يحدث ذلك حينما يريد الشخص ان يكون الشخص مجرد صورة من مرشده... ومما يعطل النمو الروحي: الاهتمام بالفضائل الظاهرة دون العمق, فمقاييس الروحيات ليست بالكثرة, وانما بالجودة, فلا يصح ان يفرح إنسان بكثرة الصلوات, دون ان يدرك ما تحمله الصلاة من صلة بالله, ومن خشوع ومن عمق وفهم لكل عبارة وما يليق بها من مشاعر, كما لا يجوز ان يهتم بالعفة من جهة الشكل الخارجي, وانما بعفة القلب من الداخل في مشاعره واحاسيسه. .. وقد يقف النمو الروحي بسبب الكبرياء, فإذا ما ارتفع القلب بسبب مستوي روحي وصل إليه الشخص حينئذ تبعد النعمة عنه لكي يشعر بضعفه فيتضع, فالنمو الروحي ليس هدفه الكبرياء, فإذا وصل إلي الكبرياء يسمح الله ان يقف هذا النمو. (جريدة الأهرام يوم 20/12/2009) | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: النمو في الحياة الروحية الأحد 20 ديسمبر 2009 - 17:28 | |
| - اقتباس :
- علي ان النمو في الحياة الروحية قد تقابله عقبات كثيرة وأولاها حروب الشياطين, فالشيطان لا يقف ساكتا ان وجدا إنسانا يمتد إلي قدام باستمرار في طريقه الروحي لذلك يقف ضده وهذا ما يسمي أحيانا بحسد الشياطين, إنهم يحسدون من يسير في حياة البر التي فقدوها, ومحاربات الشياطين قد توقف النمو عند البعض, وقد ترجع البعض إلي الوراء, فإن تعرضت لهذه الحروب, لا تتضايق انها شيء طبيعي, بل قاوم واستمر في نموك. وثق ان نعمة تحيط بك اقوي من اعدائك الأشرار.
امين يا رب ميرسى كتير يا بطرس لنقلك للمقال الرائع ده ربنا يرجع لنا قداسة البابا شنودة بالف سلامة | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: النمو في الحياة الروحية الأحد 20 ديسمبر 2009 - 17:42 | |
| آمين.
أشكر متابعتك يا غاده | |
|
ptr اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 2360 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: النمو في الحياة الروحية الأحد 20 ديسمبر 2009 - 18:22 | |
| | |
|