mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الخادم داخل الاسرة وطني 16-5-2010 الإثنين 17 مايو 2010 - 1:51 | |
| سلسلة الخدمة -24- بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث وطني 16-5-2010
نشرنا محاضرتين من قبل عن العمل الفردي... واليوم نتحدث عن مجال آخر من العمل الفرددي, وهو:
الخادم داخل الأسرة وضع خاطئ العجيب أن كثيرا من الخدام عندهم ازدواج في الشخصية: فهم في محيط الخدمة بطريقة, وداخل الأسرة بطريقة أخري عكسية: في مدارس الأحد: ملاك طاهر, إنسان لطيف, بألفاظ كلها اتضاع ورقة, كان يقول صلوا من أجلي, أنا الخاطئ, أنا الضعيف غير المستحق... أما داخل الأسرة, فهذا الخاطئ غير المستحق يبدو علي حقيقته: الغضب والعنف, وربما الانتهار والشتيمة والضرب...!! لذلك فالشخص الذي يرشح للكهنوت من الخدام, لا تكفي فكرة زملائه الخدام فيه, إنما أيضا رأي أفراد أسرته فيه... ربما يحاول أن يكون قدوة خارج الأسرة ولكنه في أسرته غير ذلك. قد يفتقد ويخدم الكثيرين خارج الأسرة. ولكن لا خدمة له داخل أسرته. وأحيانا يخدم داخل أسرته, فيتحول إلي رقيب علي كل أحد, عنيف في رقابته, معلم ومؤدب, يأمر وينهي, بطريقة تنفر من الدين. أتذكر خادما في أيامنا, رأي عند أخته في البيت أدوات مكياج, فثار عليها, وشتمها وصفعها علي وجهها, وألقي بأدوات المكياج من البلكون!! فهل هذا أسلوب روحي في الخدمة؟! وهل هذه طريقة تجعل أخته تحب التدين, أو تحترم خدام الكنيسة... بل لا مانع عند مثل هذا (الخادم) من أن ينتهر أباه وأمه, إن كان تصرف أحدهما لا يعجبه. فهو إما أنه لا يخدم داخل الأسرة, أويخدم بكبرياء وعنف وقد ينطوي علي نفسه داخل أسرته, ويشكو من أنه يعثرمن الأسرة, وأنه علي خلاف بينهم في كل المبادئ الروحية. وقد يحدث أن أسرته تمنعه من الخدمة ومن الكنيسة, لأنها تري أن (تدينه) قد حوله إلي الصلف وإلي العنف, والبعد عن المحبة واللطف. أو تري أنه قد أهمل دروسه وواجباته بحجة الخدمة ومواعيدها ومتطلباتها... بل إن أسرته هي التي تعثر منه ومن تصرفاته! هنا ونسأل- من الناحية الإيجابية عن كيفية الخدمة داخل الأسرة. كيف يخدم؟ 1- بالتعاون مع أهل البيت: هناك خادم يعطي درسا عن السامري الصالح في مدارس الأحد. ولكنه لا يكون سامريا صالحا في بيته. إن الدين ليس مجرد معلومات تلقي علي الناس, إنما هي حياة نحياها... لذلك كن خدوما ومتعاونا في البيت. تدخل البيت, فلا تجد والدتك قد انتهت من تجهيز الطعام بعد... فلا تغضب ولا تلق محاضرة في حفظ المواعيد, انما ادخل وساعدها في تجهيزه. كن معها أيضا في إعداد المائدة. وإن انتهيت من تناول طعامك, فلا تتركهم يحملون بقاياك ويغسلون أطباقك.وإنما اشترك في ذلك. هل الأمر يكلفك بضع دقائق؟ إنها شئ بسيط تساهم به في مساعدة والدتك وإخوتك. بل تنال بركة دعاء الوالدة ومحبتها لك لأنك تساعدها ولا تتركها وحدها. بعض الخدام لا يكتفون بعدم تعاونهم في خدمة البيت, بل يحملون أهل البيت ثقلا في خدمتهم. يستيقظون من النوم, ويخرجون إلي العمل, ويتركون كل شئ مبعثرا في حجرتهم, لمن يتولي عنهم ترتيبه! لماذا لا ترتب فراشك حالما تستيقظ من نومك؟ ولماذا لا ترتب ملابسك ومكتبك قبل أن تخرج من البيت. لماذا تعتبر أن الخدمة هي فقط تحضير الدروس وإلقاؤها. أليست الخدمة هي أيضا التعاون مع أهل البيت؟ لماذا لا تتعاون مع إخوتك الصغار في أن تشرح لهم دروسهم أو تساعدهم في ما يحتاجون إليه. وهكذا يحبونك ويتعلقون بك. وبهذا الحب يمكنك أن تفيدهم روحيا. لماذا لا تتعلم بعض الهوايات التي تستطيع بها أن تصلح بعض الآلات الكهربية في البيت أو ما يشابهها, فتساعدهم اقتصاديا بدلا من إنفاقهم علي ذلك؟ 2- نقطة أخري في خدمتك للبيت هي البشاشة والمحبة. كن في بيتك بشوشا, تشيع جوا من البهجة والفرح في البيت, وتجعل الكل يحبونك, وبخاصة الصغار, بوجهك البشوش الحلو, وبابتسامتك اللطيفة, وما تقصه علي إخوتك من حكايات وألغاز, بمرحك ولطفك... ولا تكن مثل أولئك الذين لا يحفظون من بستان الرهبان غير عبارة ادخل إلي قلايتك وابك علي خطاياك, ولا يحفظون من الكتاب المقدس سوي قول الحكيم بكآبةالوجه يصلح القلب (جا 7:3). وهؤلاء لا يكتفون فقط بحياة التجهم والكآبة والتزمت والبكاء, بل يريدون أن يكون كل أهل البيت مثلهم مكتئبين!! ويشيعون أن الضحك خطية! ويلومون كل من يضحك! وإن ضحك أهل البيت, يعتبرون هذا منهم انحلالا!! وينسون قول الكتاب وللضحك وقت (جا 3:4), وقول الكتاب افرحوا في الرب كل حين, وأقول أيضا افرحوا (في 4:4). وأن من ثمار الروح محبة وفرح وسلام (غل 5:22). إن القديس أرسانيوس اشتهر بالدموع, ولكنه أمام الناس كان بشوشا. فلا تجعل أهل بيتك يظنون أن كل من يدخل في الحياة الدينية, تتحول حياته إلي كآبة, لئلا يخافوا من التدين بسببك!! بل أعطهم فكرة عن البشاشة الروحية وسلام القلب. 3- نقطة ثالثة في خدمتك للأسرة هي احترامك للكل. احترس من أن يكبر قلبك بسبب تدينك, فتحتقر الآخرين أو تدينهم, أو أن تكلمهم من فوق...! لأن كثيرين حينما دخلوا إلي محيط الخدمة, وضعوا في ذهنهم لافتة مكتوب عليها عظ, وبخ, انتهر (2تي 4:2). وبهذا الانتهار, أصبح أهل البيت يحترسون من ألفاظهم القاسية, وتعبيراتهم الخالية من الاحترام بالنسبة إلي الكبير والصغير. وينسون أن هذه العبارة قد أرسلها القديس بولس الرسول إلي تلميذه القديس تيموثاوس الأسقف, وذكر له الأسلوب بكل أناة وتعليم (2تي 4:2). فهل أنت تقيم نفسك أسقفا للبيت, أم أنت مجرد خادم؟ وحتي الأسقف لا يكون دائم التوبيخ,بل قيل له بالنسبة إلي الكبار لا تنتهر شيخا, بل عظه كأب, والعجائز كأمهات, والأحداث كإخوة... (1تي 5:1) بل قيل عن الأسقف أيضا إنه يكون محتشما حليما غير مخاصم (1تي 3:3,2) ولا يكون غضوبا (تي1:7)... فلا تجعل الخدمة تخرجك عن فضيلة الادآب واحترام الغير والرسالة الروحية التي تريد أن تنقلها إلي الآخرين, قدمها لهم بكل محبة ولطف واحترام, وفي عفة اللسان, وبتواضع القلب... حتي إخوتك الصغار, إن طلبت منهم طلبا, وقلت للواحد منهم عن إذنك... لو تسمح... ممكن كذا... هو نفسه سيتعلم منك هذا الأسلوب الرقيق, ويستخدمه في حديثه مع غيره. وبهذا تكون قد خدمته عن طريق القدوة العملية. حاول في خدمتك العائلية أن لا تجرح شعور أحد ولا تتكلم بكلمة تجرح شعور إنسان. بل احترم الكل, فيحترموك ويتعلموا منك احترام غيرهم, ويتعلموا أيضا اللطف في الحديث, وأدب التخاطب, والنصح الهادئ. وإن كانت هناك نصيحة تقدمها لأبيك أو أمك, أو من في مستواهما, فاحرص جيدا ألا تتكلم كمعلم...!! احتفظ بتوفير من هو أكبر منك سنا أو مقاما. 4- يمكن - بالنسبة إلي الكبار- أن تقدم التعليم غير المباشر كأن تحكي قصة هادفة من قصص الآباء, أو تأملا في آية معينة دون توجيهها إلي أحد معين, أو خبرة لحكيم, أو فكاهة لطيفة تؤدي نفس الغرض, مع حذف كل عبارة موجعة يتصادف وجودها في ما تقصه من القصص. واحذر من أن تجلس إلي أبيك وتقول له أريد يا بابا أني أكلمك كلمتين من أجل خلاص نفسك... كما لو كان خلاص نفسه في خطر, أو كان هالكا يحتاج إليك أن تنقذه... بل يمكن أن تحكي قصة لإخوتك الصغار, ويسمعها أبوك عفوا أو قصدا. 5- يجب في خدمتك العائلية أن تتصف بالتواضع والحكمة لا شك أن الحكمة تعلمك التواضع, وتعلمك الأسلوب المهذب الذي تتكلم به. ولا تظن أنك لكي تصلح الكبار تتجرأ عليهم, أو لكي تصلح الصغار تتسلط عليهم. ولا تستخدم أسلوبا - فيما تحاول به أن تخلص غيرك - تهلك نفسك. كن صغيرا باستمرار في محيط أسرتك. لا تشعرهم فيما تقدمه من نصائح, أنك أصبحت أوسع منهم فكرا, وأكثر معرفة, أو أنك أكثر منهم روحانية, وأنقي منهم قلبا...! إنك بهذا الأسلوب المتعالي, تخسر صداقتهم, وتخسر نفسك ماذا تستفيد إن كانت طريقتك في الخدمة قد علمتك السيطرة, وعودتك علي الغضب والانتهار وقساوة القلب, وأوجدت حاجزا بينك وبين قلوب الآخرين؟! تعلم إذن البشاشة واللطف, قبل أن تبدأ أيه خدمة. واعرف أن كل نفس حساسة, وعليك إذن أن تراعي حساسيتها في خدمتك لها. 6- واعرف أن عملك هو الإقناع وليس الإرغام أنت مجرد شاهد للحق, كما أمرنا الرب قائلا تكونون لي شهودا (1ع 1:8). أما أن ترغم أهلك وإخوتك علي السلوك السليم, فليس هذا هو عملك. بل إن الله نفسه قال للشعب انظر. قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير, والموت والشر... قد جعلت قدامك الحياة والموت, البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا (تث 30: 15, 19). فإن أقنعتهم بالخير, وفعلوه باختيارهم, ينالون أجرهم علي ذلك. أما إن فعلوا الخير اضطرارا بضغط منك, وبدون اقتناع فأي أجر ينالونه؟! لا تظن خدمتك أن تنصح, وترغم, وتوبخ, وتهدد, وتعاقب ليس هذا هو أسلوب خدمة تتخذه مع إخوتك الصغار أو أخواتك, أو مع الكبار بأسلوب أقل. وإلا فسوف تقول الأسرة عنك ليته ما دخل في محيط الخدمة. لقد كان قبل ذلك أكثر لطفا وحبا واحتراما لغيره. في خدمتك, لا تفقد أحدا حريته, إنما ساعده أن تتجه حريته نحو الخير. ساعد أفراد أسرتك أن يحبوا الله. وإن أحبوه, سوف يحبون الخير, وسوف يفعلون الخير تلقائيا, دون إرغام, ودون توبيخ. وستكون إرادتهم قد تطهرت... 7- وفي خدمتك احترس من الحرفية في التعليم لا تكن فريسيا في تعليمك, سواء في داخل البيت أو خارجة وتذكر بهذه المناسبة موقفك من وسائل الترفيه في داخل الأسرة أو في خارجها. لا موقفا حرفيا يكون سبب نكد وعكننة علي الأسرة كلها, ولا موقفا متسيبا لا قدوة فيه ولا ضوابط. إنما تصرف بحكمة, بخط واضح تسليم بين الخير والشر, بحيث تكون مقتنعا, لا متطرفا في رأيك, ولا مستندا بفكرك بدون إقناع. من حقهم أن يكون لهم ترفيه. ومن واجبهم أن هذا الترفيه يكون نقيا بلا خطأ. لا تعاملهم كرهبان أو نساك زاهدين. وأيضا نبههم إلي مواضع الخطأ, بحكمة. وباستمرار أعط صورة مشرقة عن تدينك لا تقدم لهم الدين كدواء مر يجب عليهم أن يشربوه لكي يشفوا ويصحوا, إنما قدمه كمتعة روحية لهم. ولا مانع من أن يتدرجوا في ذلك. كما فعل الآباء الرسل مع الداخلين في الإيمان من الأمم (أع 15:29,28). وكما قال القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس سقيتكم لبنا لا طعاما, لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون (1كو 3:2). 8- قدم لهم في خدمتك, أنموذجا بنجاحك في حياتك.. سواء في حياتك الدراسية بتفوقك الذي تفرح به أسرتك, أو في حياتك الاجتماعية بكونك موضع محبة وثقة الآخرين, أو في حياتك الروحية بكونك بلا لوم, لا يمسك عليه أحد خطأ, أو في حياتك العملية بصفة عامة. إن رأوك هكذا مثالا طيبا, يحترمون حياتك, وبالتالي يحترمون أيضا أسلوبك ومبادئك, فيتخذونك قدوة لهم. وهكذا تكون قد جذبتهم عمليا إلي طريق الرب الذي أحبوه في حياتك. تحبك أسرتك, وتفتخر بك, وتقبل كلامك إن تحدثت عن الله وإن دعوتهم إلي الكنيسة, يذهبون معك. بل قد تجد أباك يقول لأخيك الصغير تعلم من أخيك فلان, وانظر كيف هو ناجح ومحبوب ولا يخطئ في شئ. حينما تكون ناجحا ومتفوقا, وتأخذ حق الله من نفسك, قبل أن تأخذه من غيرك, حينئذ تكون موفقا أيضا في خدمتك لأسرتك لأنك ستكون إنسانا متوشحا بالفضيلة, ولست مجرد متحدث عن الفضيلة. وسوف تكون درسا لغيرك, حتي لو كنت صامتا لم تتحدث... 9- يمكنك بعد كل هذا أن تلقي كلمة الله.. أبدأ بإخوتك الصغار. إنهم يحبون الحكايات, وسيحبونك جدا إن سمعوا منك حكايات, من الكتاب, من سير القدسين, من قصص الحيوانات, من أخبار التاريخ... وأيضا هم يحبون الأناشيد. علمهم تراتيل وألحانا. حفظهم أيضا آيات من الكتاب, وقدم لهم مسابقات وألغازا... وسوف يكونون فصلا خاصا لك. حتي لو بدأت بطفل واحد, ثم جر وراءه أطفالا من فروع الأسرة, أو من أصدقائها وجيرانها. وسيأتي وقت تحب والدتك أن تسمع حكايتك, منهم أو منك. وكذلك والدك... ويمكن أن تكون الحكايات أثناء الجلوس علي المائدة, أو في حجرة المعيشة, مقدمة للأطفال, وسيسمعها الكبار معهم, بطريق غير مباشر. 10- العبادة في محيط العائلة يمكن للأسرة المتدينة, أن يكون لها عبادة مشتركة, بصفة عامة, أو جزئية... إنه موضوع يحتاج إلي مقال خاص . أما الآن فأكتفي بهذا, وإلي اللقاء في مقال مقبل, إن أحبت نعمة الرب وعشنا. | |
|