Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: إنذارات من الله الأحد 27 يونيو 2010 - 16:39 | |
| إنذارات من الله بقلم: البابا شنودة الثالث إن الله الذي لا يشاء هلاك الخاطيء بل بالحري أن يتوب ويرجع إليه ويخلُص لذلك فإنه يرسل إنذارات متنوعة إليه لعله يستفيد منها من أجل خلاص نفسه, وإنذارات الله هي أجراس تنذر بخطر معين لكي نصحو إلي أنفسنا ونرجع الي الله, فهي إذن لفائدتنا. وقد تكون عبارة عن ضيقات معينة تحل بنا أو مجرد كلمات إنذار. هذه الإنذارات هي من صميم مراحم الله, تعطي الإنسان فرصة لمراجعة نفسه. ومن أمثلتها: بعض الزلازل الخطيرة التي هزت بلاد. وخاف الناس واعتبروها علامة علي بداية النهاية, وكان الخوف دافعا لهم وقادهم إلي التوبة والي مزيد من الحرص, إن الله لا يضرب الخطاة ضربة مفاجئة تهلكهم, بل بمراحمه ينذرهم, وهنا تعجبني صلاة كان يصليها أحد الرهبان قائلا: لا تأخذني يارب في ساعة غفلة.** والإنذار الإلهي قد يأتي قبل السقوط لكي يحترس الإنسان ولا يسقط وقد يأتي بعد السقوط, ليكون دعوة الي التوبة. ولهذا قدم الله لنا هذه الوسيلة لكي ننذر أيضا ما يمكننا إنذاره من الخاطئين, لكي يتوبوا, ومن الأسف أن الكثيرين ممن عليهم المسئولية قد يتعسفون من الإنذار, بدافع من الخجل أو المجاملة أو العطف, وبسبب ذلك يبتعدون عن النصيحة أو الإنذار لأحبائهم ومعارفهم, وأحيانا بدافع الخوف لئلا يتضايقوا منهم وقد توجد أم عطوفه علي ابنها أو طفلها لا توبخه مطلقا مهما أخطأ لئلا يحزن أو لئلا يغضب منها, وقد تفتخر بهذا الأمر وتقول: ابني هذا لم أحزنه في شيء ما منذ ولادته بينما ربما هذا التدليل ليفسده بينما الحب الحقيقي يكون في توجيهه إلي ترك أخطائه لكي لا يقع فيها مرّة أخري وأيضا يكون ذلك بأسلوب حكيم لا تخسره به.** لقد أنذر الله العالم قبل الطوفان, فنجي من قبل الإنذار وأطاع, أعني نوحا وأسرته وقد أنذر الله أيضا فرعون مرات عديدة قبل أن يضربه الضربة النهائية, ولكن فرعون كان في كل إنذارات الله يرفضها ويعاند, لذلك قد هلك.** قد يأتي الإنذار من الله نفسه مباشرة كما حدث في قصة الطوفان, وكما حدث كثيرا في بعض أحداث التاريخ, وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق الرسل والأنبياء, وعن طريق المرشدين والمعلمين أو بعض الناصحين.** وقد يكون الإنذار عن طريق عقوبة تحدث تأثيرها في النفس, وقد يبكي إنسان بسببها ويحزن. لكن الحزن يقوده إلي التوبة وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق فشل يقع فيه الشخص أو مرض أو ضيق, فيبحث عن سبب فشله كيف يعالجه. أو قد يستيقظ إلي نفسه ويقول: ربما هذا الفشل نتيجة لتخلي الله عني بسبب خطاياي. إنه إنذار لي لكي أصطلح مع الله وأرجع إليه وقد يمرض أحدهم مرضا خطيرا فيقول لنفسه: إنه إنذار من الله, وربما الموت قريب وعلي أن أتوب قبل أن أموت لذلك فإن بعض المشاكل العويصة قد تحمل إنذارا بالرجوع إلي الله لكي يتدخل ويحل المشكلة.** هناك إنذارات عامة يقدمها الله للبشرية عن طريق الأمراض المستعصية. مثل مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه. وصار إنذارا للمنحرفين خُلقيا يخافون منه وبالمثل ما يحدث لبعض الأمراض المستعصية الأخري مثل فيرسC, والفشل الكبدي, وأمراض أخري خاصة بالمخ لاعلاج لها.. وربما يكون الإنذار هو موت أحد الأحباء أو الأقرباء.. إذ يتأثر القلب بهذا الموت. ويقول الإنسان لنفسه: ما أسهل أن يترك الإنسان هذا العالم الفاني في أي وقت. فعلي أن أكون محترسا في كل وقت.** وقد يأتي الإنذار الإلهي عن طريق أحداث معينة: كما حدث سنة1948 حينما هجم وباء الكوليرا علي مصر, وكان من ضحاياه كثيرون, ولكن الكثيرين أيضا قادهم الخوف من الوباء إلي التوبة ومثل ذلك ما يحدث في بلاد أخري من كوارث طبيعية مثل البراكين أو الفيضانات أو القحط أو الحروب. ولاشك في أن كثيرا من الكوارث تحمل في أعماقها إنذارات للعالم لكي يرجع إلي الله. ولكن الحكماء لا ينتظرون الكوارث حتي يتوبوا بل عليهم أن يكونوا مستعدين للقاء الله في كل وقت تجذبهم محبة الله اكثر مما تخيفهم الإنذارات أما إن آتتهم الإندارات فليستيقظوا.** وقد يكون الإنذار بطريق التأثر الروحي, وقد يتأثر أحدهم بقراءة روحية أو بعظة معينة أو بأحداث سمع عنها. وقد يكون الإنذار عن طريق توبيخ من مرشد روحي أو من الوالدين أو نصيحة من أحد الأصدقاء أو من مقال روحي قد قرأه, علي أن ردود الفعل للإنذارت الإلهية قد تتنوع من شخص لآخر, أو من شعب لأخر, وهناك نوع سريع التأثر ينتفع بالإنذار الإلهي ويستجيب له. وهناك من الناس يسمع الإنذار فيتأثر, ولكنه يؤجل التوبة وتغيير مسلكه بلون من قساوة القلب والعناد أو التمسك بما هو فيه, وهناك نوع يتلقي الإنذار فيتأثر به ولكنه ييأس إذ تكون الخطية قد سيطرت عليه تماما وأصبح لا يستطيع الفكاك منها, وكأنه مستعبد للخطأ لا تؤثر فيه الإنذارات أو هو يسمع الإنذار ولا يبالي ويستمر في أخطائه حتي يضيع, ما أكثر الذين تعطيهم الإنذارات ولكن شهواتهم تضللهم, أو كبرياءهم تكون عائقا أمام استجابتهم وتقودهم إلي لون من العناد, وهناك نوع صلب الرقبة مثل بني إسرائيل الذين لم يستمعوا بقلوبهم إلي إنذارات الله مرات عديدة فأسلمهم الرب إلي يد نبوخذ نصر, وتم سبيهم في بلاد فارس, وبكوا حينما جلسوا علي أنهار بابل متذكرين صهيون!* وهناك نوع آخر يصله الإنذار, فيستهزئ ويقاوم ويعتد بنفسه. وهناك نوع أصعب من كل أولئك فهو لا يتأثر إطلاقا مهما سمع الإنذارات وتكون نهايته هو, مثال ذلك يهوذا الإسخريوطي الذي أصبح في العالم كله مثالا للخيانة.أما أنت أيها القارئ العزيز: إن أتاك إنذار من الله في وقت ما من الأوقات, فحاول أن تستجيب وبسرعة وتستفيد من ذلك. وليساعدك الله. (جريدة الأهرام 27/6/2010) | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: إنذارات من الله الأحد 27 يونيو 2010 - 21:21 | |
| شكرا يا بطرس ربنا يباركك ويعوضك ويبارك فى سيدنا ويعيش ويمتعنا بمقالاته الرائعة | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: إنذارات من الله الإثنين 28 يونيو 2010 - 15:36 | |
| مرسي يا بطرس علي المقالة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: إنذارات من الله الإثنين 28 يونيو 2010 - 16:57 | |
| | |
|