mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: خطورة الفضيلة الواحدة و موقفك من الطاعة الإثنين 28 يونيو 2010 - 15:33 | |
| سلسلة الفضيلة والبر3 خطورة الفضيلة الواحدة وموقفك من فضيلة الطاعة بقلم- قداسة البابا شنودة الثالث جريدة وطني 27-6-2010
تحدثنا في العدد الماضي عن أمثلة لخطورة استخدام الفضيلة الواحدة ونتابع اليوم تأملاتنا في هذا الموضوع من الأمثلة الواضحة لخطورة الفضيلة الواحدة موضوع الطاعة. الطاعة: لقد أمر الله بطاعة المرشدين الروحيين الذين يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباعب13:17,وفي بستان الرهبان أمثلة كثيرة عن الطاعة لآباء كانوا قدوة عجيبة في حياة القداسة وهنا يقف أمامنا سؤال هام وهو:هل تجب الطاعة مهما كان الأمر متعبا للضمير؟!هنا ونضع إلي جوار الآية التي تدعو إلي الطاعة آية أخري مشهورة وهي: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناسأع5:29. فالمسيحية لاتنادي إطلاقا بمبدأالطاعة العمياءفينبغي أن يكون الإنسان واعيا في طاعته ,مدركا إنه يطيع المرشد داخل طاعة الله وإلي جوار طاعة المرشد,ينبغي أن توضع أيضا طاعة المرشد لله وكذلك روحانية المرشد ونفس الكلام يقال في محيط الأسرة إذ يقول الكتاب:أيها الأبناء أطيعوا والديكم في الرب,فإن هذا حقأف6:1 ونضع تحت عبارةفي الربأكثر من خط فإن أمرك أحد والديك أمرا يخالف وصية الله,فلا تطعه إنما نطيع وصية الله وهذا الأمر يحتاج إلي إفراز وفي الكتاب أمثلة واضحة له,لعل من أبرزها :موقف سليمان الحكيم من طاعة أمه بثشبع وموقف يوناثان من طاعة أبيه شاول الملك: أ- موقف سليمان الحكيم من طاعة أمه كان سليمان الملك يحترم أمه جدا ويكرمها فلما جاءت لزيارته يقول الكتاب إنهقام للقائهما,وسجد لها.وجلس علي كرسيه ووضع كرسيا لأم الملك فجلست عن يمينه1مل2:19ولما قالت لهسؤالا واحدا صغيرا لاتردني قال لهااسألي يا أمي,لأني لا أدرك1مل2:20ولكنها لما تطلبت إعطاء أبيشج الشونمية زوجة لأخيه أدونيا رفض سليمان ,بل أمر بقتل أدونيا 1مل2:25. لم يطع سليمان أمه في أمر يخالف الشريعة كانت أبيشج الشونمية تعتبر زوجة لأبيه داود,وبنفس القرابة لأخيه أدونيا1مل1:1-4فكيف يجرؤ أدونيا أن يطلب الزواج بامراة أبيه وهذا أمر مخالف لشريعة اللهلا18:8,لأنها بمثابة أمه لذلك صار مستوجب القتل كذلك كان خطأ من بثشبع أن تتوسط لأدونيا في هذا الطلب الخاطيء1مل2:18لذلك رفض سليمان طلبها بل وبخها علي ذلك1مل2:33علي الرغم من سجوده لها قبلا ب- موقف ناثان من شاول الملك أبيه: كان شاول الملك يحسد داود,ويخاف أن يأخذ داود الملك منه لذلك حاول أن يقتل داود أكثر من مرة أما يوناثان فانضم إلي داود ضد شاول أبيه وكان يخبر داود بخطط أبيه لكي يهرب داود منه2صم19:2بل أن يوناثان وبخ أباه شاول من جهة محاولته قتل داود وقال له لايخطيء الملك إلي عبده داود,لأنه لم يخطيء إليك,ولأن أعماله حسنة لك جدا..فلماذا تخطيء إلي دم بريء بقتل داود بلا سبب؟!2صم19:5,4...وعمل يوناثان علي إفساد خطة أبية في قتل داود وأنقذه منه2صم20. الطاعة إذن موجهة أصلا إلي الله. أما طاعة الآباء والمرشدين ,فهي داخل طاعة الله الكتبة والفريسيون كانوا علماء الشعب وقادته ولكن السيد المسيح قد وصفهم بأنهم قادة عميانكما في متي 23:24,16وهكذا ما كان يجب طاعتهم وبخاصة فيما يعلمون به عن السبت والهيكل والمذبح والقربان متي23وهم وأمثالهم ينطبق عليهم قول الكتاب يا شعبي,مرشدوك مضلونأش3:12وقوله أيضا وصار مرشدو هذا الشعب مضلينأش9:16. هكذا كما أن هناك أشخاصا يهلكون بالعصيان هناك من يهلكون بالطاعة. والأمر يتوقف علي نوعية الطاعة والعصيان ونوعية المشورة المقدمة هل هي توافق كلام الله أم لا,فإن كانت وصية الله واضحة أمامك,يجب أن تطيع الوصية الإلهية مهما كانت شخصية الذي يقدم لك المشورة أو الذي يصدر لك الأمر وإن لم يكن الأمر واضحا بوصية إلهية,فماذا تفعل؟ علي الأقل يجب أن تطاوع ضميرك والمثال واضح في قصة أوريا الحثي مع داود الملك مسيح الرب:كان داود الملك يحاول أن يغطي علي خطيئته مع امرأة أوريا,بأن يجعل أوريا يبيت في بيته مع امرأته.ولكن ضمير أوريا لم يسمح له أن يكون باقي الجيش في البرية يحارب بينما يأتي هو إلي بيته ليأكل ويشرب ويضطجع مع امرأتهلذلك قال لداود الملكوحياتك وحياة نفسك,لا أفعل هذا الأمر2صم11:11وهنا أطاع أوريا ضميره ولم يطع الملك مسيح الرب. هناك أمر في الإنجيل,بعدم طاعة التعليم الخاطيء وذلك في قول القديس بولس الرسولإن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما...غل1:8أي أنه مهما كانت درجة الذي يوصل إليكم التعليم-رسولا كان أو ملاكا-فلا تطعه فيما يخالف كلام الله ومن يطيعه يكون محروما.. وينطبق ذلك علي التعليم الذي يصدر مننبي أو حالم حلماحتي لو أنهأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبةتث13:1-3يقول الكتاب فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكمتث13:3. موقف القديسة دميانة من أبيها كان أبوها واليا علي البرلس والزعفران فلما خضع لديوقلديانوس وأنكر الإيمان ولو خوفا اعتبرت القديسة دميانة أنه لم تعد له عليها طاعة كأب بل وبخته بشدة وقالت له إنها تتبرأ من أبوته إن ظل هكذا منكرا للإيمان وظلت به حتي أعادته إلي الإيمان واستشهد إن طاعة الوالدين نضع أمامها قول الرب من أحب أبا أو أما أكثر مني,فلا يستحقني...متي10:37 إذن أنت تكرم والديك إلي أبعد حد فهذه أول وصية بوعد كما قال الرسولأف6:2وتطيعهما أيضا إلي أبعد الحدود ولكنفي الربداخل وصية الله أما خارج الوصية فالطاعة لله أولي.. ونفس الوضع يقال عن الآباء بالروح وعن المرشدين.لاشك أن أريوس ككاهن كان له أبناء في الاعتراف,فلما سقط في هرطقته لم تعد له طاعة عليهم وهكذا بالنسبة إلي كل من خرجوا عن الإيمان وكل المعلمين المخطئين كالكتبة والفريسيين... والكهنة الذين يستخدمون الحل والربط ضد وصية الله.وهكذا نقول: كل حل ضد وصية الله هو حل باطل مهما كانت الدرجة الكهنوتية التي تصدره ,فالكاهن إنما يعطي الحل,باعتباره منفذا لوصايا الله ومن فمه تطلب الشريعة لأنه رسول رب الجنودملا2:7.فإن كان الحل منافيا للشريعة يكون حلا باطلا.وينطبق هذا أيضا علي الكهنة الذين يعطون تصريحا بالزواج للمطلقين بعكس وصية الله,أو أي تصريح بزواج غير شرعي. أنت تطيع الكاهن,والكاهن ينبغي أن يطيع الله وأنت تطيع المرشد ولكن ينبغي للمرشد أيضا أن يطيع الله وليس من حق الكاهن أو المرشد أن يعطيك حلا بأن تكسر وصية الله.فالراهب مثلا الذي يتزوج كاسرا وصايا الله بخصوص النذرجا5:5؟!إن فضيلة الطاعة فضيلة جميلة تدل علي الأدب والتواضع واحترام الكبار والخضوع لهم ولكن... هناك بعض المواقف,التي يجب أن نقول فيها لا... صدقوني أتجرأ وأقول إن البعض استخدموا كلمة لا مع الله نفسه,وكانوا من الأبرار والقديسين موسي النبي قال له الربرأيت هذا الشعب,وإذا هو شعب صلب الرقبة فالآن اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم...خر32:10,9ولكن لم يتركه ليحمي غضبه بل قال لهارجع عن حمو غضبك واندم علي الشر بشعبكخر32:12والآن إن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبتخر32:32 ولم تعتبر هذه عدم طاعة لله وإنما دالة ولم يكن كلام الله أمرا لموسي ينبغي أن يطيعه وإنما كان اختبارا لمحبته لشعبه وطول أناته عليهم. إن المناقشة مع الله لا تنفي حياة التسليم لمشيئته وأوامره. ومثال ذلك مناقشة أبينا إبراهيم أبي الآباء والأنبياء مع الله بخصوص إهلاك سادوم وقوله لهأفتهلك البار مع الأثيم؟!..حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمرتك18:25,23ولم يقل إبراهيم لتكن يارب مشيئتك أحرق سادوم!!بل كان نقاشه مع الله جزءا من بره وهنا أيضا نذكر ما قاله أرميا النبي أبر أنت يارب من أن أخاصمك ولكني أكلمك من جهة أحكامك:لماذا تنجح طريق الأشرار؟!!اطمئن كل الغادرين غدراأر12:1 إذن يمكن أن تقول لا أحيانا لمن هو أكبر منك ولكن قلها في أدب كما قالتها أبيجايل لداود النبي بكل احترام وفي نصح ومحبة حينما أراد أن يقتل نابال الكرملي.... لاتكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي أنك سفكت دما عفوا أو أن سيدي قد انتقم لنفسه1صم25:31وسبقت ذلك بكثير عن كلام المديح فسمع داود لها وامتدح عقلها لأنها منعته في ذلك اليوم من إتيان الدماء وانتقام يده لنفسه 1صم25:33. يوحنا المعمدان وجد من واجبه أن يقول لا,للملك هيرودس فقال لهلايحل لك أن تأخذ امرأة أخيكمر6:18 إذن في بعض المواقف ينبغي للإنسان أن يشهد للحق علي شرطين. أ- أن يكون متأكدا أن مايتكلم عنه هو الحق,فلا يدافع عن جهل. ب- أن يقول ذلك في أدب فلا يخطيء بلسانه ولابتعلمه ولا بمشاعره ولا يجعل الآخرين يسلكون في سبيله ويخطئون معه من أجل الحق أو ما يظنه أنه الحق لأنه ليس من الحق,أن يخطيء إنسان باسم الدفاع عن الحق. وبعد,فإن الحديث عن الفضيلة هو حديث أطول من أن يتسع له هذا المقال,فإلي اللقاء في مقالات أخري لتكملته إن أحبت نعمة الرب وعشنا. | |
|