Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: عوائق للفضيلة ولكنها ليست موانع الأحد 1 نوفمبر 2009 - 4:24 | |
| عوائق للفضيلة ولكنها ليست موانع
بقلم : البابا شنودة الثالث
ا نوفمبر 2009
حياة البر والفضيلة لاتسير سهلة باستمرار, إنما تصادفها عوائق في الطريق. فما هي هذه العوائق وما أسبابها؟ ولماذا سمح الله بها؟.... وعموما يمكن ان نسأل ما فائدة العوائق. ** من أهم العوائق عمل الشيطان الذي يحرص بكل قوته علي ان يقتنص فريسة من بين الفضلاء. وهناك أمر يسميه الروحيون( حسد الشياطين), وهم يحسدون الأبرار علي برهم وعلي نجاحهم في الطريق الروحي, الذي فشل فيه هؤلاء الشياطين. يحسدونهم علي حياة القداسة والنقاوة, وعلي علاقتهم الطيبة بالله.
ويحسدونهم علي النعمة المصاحبة لهم.. لذلك يثيرون حولهم الزوابع, لكيما يفشلوا ويصيروا مثلهم او من مملكتهم. فإن سرت في طريق الفضيلة وقابلتك عوائق, فاطمئن, لانك سائر في الطريق السليم. فلو كنت سائرا في طريق الشيطان, ما كان يحاربك! بل علي العكس كان يسهل طريقك ويشجعك. أما محاربته لك او محاربة اعوانه, فدليل أكيد علي ان مسلكك يتعب الشيطان.
ولهذا يجعل طريق الفضيلة ضيقا حولك. فأنت كلما تبدأ في عمل صالح, يلجأ الشيطان وأعوانه في عمل مضاد لك. ولكن كل ذلك لايمنعك أبدا من الاستمرار في طريق الخير وسوف يحيطك الله بقوة من عنده علي ان اكبر عائق للفضيلة هو ذاتك أنت التي قد تحاربك أكثر مما يحاربك الشيطان. فإن كانت تحب المادة أو تحب الخطية فحينئذ تكون ذاتك عائقا للفضيلة.
ومن مظاهر ذلك ان كانت الحواس طائشة تتأمل فيما يثير الخطية فيها. فالحواس هي أبواب الفكر. والفكر يوصل الي القلب والمشاعر. والجسد أحيانا يقاوم الروح ويقيم عوائق للفضيلة. ومن عوائق الفضيلة أيضا الأصدقاء الأشرار والمرشدون المضلون, كما قال الرب لإسرائيل في القديم مرشدوك مضلون. وأحيانا وصف أمثال هؤلاء المرشدين بأنهم قادة عميان... ومن ضمن هذه المعوقات المفاهيم الخاطئة التي تنتشر في البيئة, أو في وسط أي جماعة وتضللها. ومن ضمن هذه المعوقات الكتب والمطبوعات الخاطئة. ** ومن عوائق الفضيلة ايضا الطباع الشخصية للإنسان ان كانت طباعا منحرفة. وربما يكون بعضها طباعا موروثة, أو طباعا مكتسبة من البيئة, او من كثرة الممارسات. مثال ذلك ان يكون الشخص غضوبا او سماعا او متسرعا.. ومن العوائق ايضا شهوات النفس الداخلية, أو بعض أهدافها الخاطئة...
ولكنني من جهة كل هذه العوائق, أقول لك لاتخف. بل اطمئن. واعرف انك في كل المحاربات الروحية التي تتعرض لها, وفي كل العوائق التي تقف أمامك, هناك المعونة الإلهية التي تسندك. فالشيطان يحاول ان يعيقك, ولكن النعمة تشجعك وتقويك. الله تبارك اسمه يسمح بوجود العوائق, هذه نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فإنه في نفس الوقت يعطيك القوة التي تجاهد بها وتنتصر.إنه يسمح بالتجارب أحيانا. ولكنه لايدعكم تجربون فوق ماتستطيعون, بل يجعل مع التجربة المنفذ. ** إن الله قد يسمح بالعوائق لاختبار طاعتنا له ولاختبار محبة ارادتنا للفضيلة ومدي مقاومتها للعوائق... إن كل إنسان يمكنه ان يقدم نية طيبة ووعودا طيبة. ولكن في ساعة التنفيذ حينما تواجهه العوائق ويدخل في اختبار عملي, ما اسهل ان يفشل. ** العوائق تظهر مدي ثبات الإنسان في إيمانه, وفي علاقته بالله والناس.. إن الشهداء أظهروا عمق إيمانهم, علي الرغم من التهديدات والعذابات والسجن والنفي. وعلي الرغم من الإغراءات الكثيرة التي عرضت عليهم... فبرهنوا أنهم كانوا أقوي من كل ذلك. وانتصروا علي كل العوائق ونالوا الأكاليل.
إن الفضيلة الثابتة علي الرغم من العوائق تدل علي ان الانسان الروحي المنتصر علي العوائق, بحيث لايفقد هدوءه ولاسلامه الداخلي ولافضيلته, بحيث لايهتز ولايتغير ولا يضطرب, ولايشك ولايضعف. بل يدل ثباته علي ان معدنه طيب وقوي. وعلي انه يحيا حياة الانتصار باستمرار. ** مثال آخر في حياة الخدمة والبذل من أجل الآخرين: هناك فرق كبير بين الخدمة السهلة والخدمة الصعبة. فكثيرون يفضلون الخدمة السهلة المريحة, وبلا شك ان أجرها عند الله لا يمكن ان يكون في مستوي الخدمة الصعبة, التي بلا إمكانيات او التي تواجهها مشاكل ومتاعب من الأوضاع او من الناس, او من اخوة كذبة! وكلما انتصر الانسان علي عوائق الخدمة, هكذا يكون أجره عظيما في السماء.
ومن فوائد العوائق انها تسبب لنا الاتضاع, والحاجة الي الصلاة, وإلي طلب المعونة من الله, وان انتصرنا علي العوائق, حينئذ نشكر الله الذي أعاننا, ولانفتخر بأنفسنا افتخارا باطلا.
والعوائق ايضا في مواجهتها والانتصار عليها, إنما تعطينا خبرة روحية نلمس بها يد الله وتدخلها لمعونتنا. وهكذا نري عمليا كيف ان الله يحل لنا المشاكل, ويزيل العوائق والعقبات. ونختبر كيف انه يحول الشر الي خير, وكيف يدير الاحداث حسب مشيئته الصالحة, كما حدث مع يوسف الصديق. وأيضا بهذا الاختبار الروحي نكتسب شجاعة وقوة, ولانعود نخاف من الشدائد والعوائق. ** وبمعونة الله التي تنصرنا علي العوائق, ندخل في حياة الشكر, ونشكر الله الذي أنقذنا, والذي بالعوائق نشط أرواحنا للقتال مع عدو الخير وجعلنا لانستسلم لحروب الشيطان ولا لشهوات أنفسنا.
| |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| |
ريمونده رمزى عضو سوبر
عدد الرسائل : 169 العمر : 72 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| |