Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Net for God

منتدى مسيحى أرثوذكسى يجمع مسيحى العالم عند قدمى السيد المسيح
 
الرئيسيةWelcomeأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:09

الأنبا يؤأنس الأسقف المحب

""وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر" (اتى 1 : 5)

"إن المحبة تربط الإنسان بالله ، وتربطه بأخيه الإنسان وتربط الفضائل كلها ببعض وبهذا يصبح الإنسان العادى إنسان الله". (بستان الروح جـ 3)


لم تكن المحبة التى تميزت بها شخصية أبينا الأسقف نيفة الأنبا يؤأنس مكتسبا بل كانت سمة أساسية ميزته وفضيلة لازمته من بداية حياته وحتى نياحته كأسقف جليل.

فجاء موكب وداعه خير دليل على هذا الحب إذ عبر شعبه عن محبتهم لأبيهم الذى أحبهم فأحبوه.
لقد كان نيافته يؤمن أن المحبة هى عطاء وبذل من أجل الآخرين. فهى المحبة التى لا تطلب ما لنفسها. (1 كو 13:15).
هذه المحبة إنما كانت صدى للمحبة الإلهية المتأججة فى قلبه فكان لابد له أن يبرز هذه السمة مطبقا قول الرسول "لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره." (1 يو 4 :20)

كانت محبته التى أحب بها الجميع تعبيرا حقيقيا عن محبته العميقة للإله الذى كرس حياته لأجله ليخدمه حتى فى أحلك ظروف آلام جسده المضنية.
لقد أحس أن المحبة هى أعظم وصايا الله فعبر عن ذلك بقوله (حينما نتحدث عن المحبة ، فإنما نتحدث عن أعظم الوصايا الإلهية بل الكل مجموعا فى واحد ، نتحدث عما هو شهى الى قلب الله الذى هو المحبة ذاتها".

ولهذا السبب فقد أفرد نيافته فى كتاب بستان الروح الجزء الثالث ثلاثة فصول للحديث عن المحبة "محبة الله للإنسان ، ومحبة الإنسان لله ، محبة الإنسان لأخيه الإنسان" وما كان ذلك إلا تعبيرا عن سمة المحبة التى ميزت شخصيته ولمسها وشعر بها كل من تعامل معه. حقا لقد نهج سبيل حبيبه بولس الرسول حين قال "وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر". (1 تى 1 : 5)

لقد ظل نيافته طيلة حياته كلها يسعى لأن تسود المحبة بين الجميع وانعكس ذلك على كتاباته فنجده يقول (إن المحبة تربط الإنسان بالله وتربطه بأخيه الإنسان وتربط الفضائل ببعضها وبهذا يصبح الإنسان العادى إنسان الله حسب تعبير بولس الرسول (2تى 3 : 17)[. ولقد كانت نيافته فى نهجه للمحبة يسعى الى غايتها التى قال عنها انها عشاء عرس الحمل ] إن النهاية السعيدة حى حضور عشاء عرس الحمل – وقال لى أكتب طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الحمل (رؤ 19 : 9)[ هذا العشاء يصفه نيافته بأنه مهرجان المحبة العظيم .. وهو يصف العروس (النفس البشرية) بأنها ستكون فد وصلت إلى أخر محطة وهى تستقل قطار السماء إنها المحطة العظمى . محطة المحبة.
ونود هنا ان نستعرض لمظاهر المحبة فى حياة نيافته فنتعلم منها:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:12

أ‌) محبته للكنيسة وألحانها وطقوسها:

كان نيافته يحب الكنيسة محبة كبيرة لا نستطيع أن نعبر عنها إلا بكلمات الكتاب "غيرة بيتك أكلتنى" (مز 69 : 9). محبة الكنيسةالتى هى أمنا .. محبة لألحانها وطقوسها بصورة لا يمكن معها ان يسمح على الإطلاق بأى تقصير فى خدماتها .. بل ويحقد إذا لاحظ أى إخلال فى نظام الكنيسة لأن روحه حارة فى المحافظة على ما تسلمه من الأباء. وأمانته شديدة فى تسليم ذلك بلا نقص أو زيادة وكان يقول "نحن أمناء على ما تسلمناه ممن سبقونا".

لقد كان نيافته يغرس فينا وفى قلوب رعيته الشعور بأن مجرد الوجود فى الكنيسة حتى وهى خالية من أية خدمة طقسية إنما هو وجود فى حضرة الله .. وإن مجرد الدخول للكنيسة إنما كاف لنوال البركة لأنها بيت الله وهى باب السماء وهى سفارة السماء على الأرض (2 كو 5 : 20).

كان تعليمه دائما أن الكنيسة أيضا هى بيت الملائكة ويعلق على ذلك مستشهدا بذكصولوجية باكر (السلام للكنيسة بيت الملائكة) لهذا كان يشدد على من يحضرون مبكرا للإجتماعات العامة لحجز أماكن ألا ينشغلوا بالحديث معا بل يكفى أن يتأمل الإنسان فى عمل الله وهو يجلس فى الكنيسة ويرفع قلبه للصلاة.

فى محبته للكنيسة كان يحب أن يبكر جدا فى النزول اليها ويشعر بسعادة إذ يفتح أبوابها قبل حضور الكاهن والشمامسة ويصلى ذكصولوجية باكر بصوته الشجى المعزى .. هذه الذكصولوجية التى كان يعلمنا أنها بمثابة التحية لسحابة الشهداء والقديسين المحيطة بنا .. نعطيهم السلام وحينما سئل نيافته فى أخر إجتماع للشمامسة بمدينة طنطا يوم الجمعة 30/10/1987 "هل يسمح للشمامسة بإرتداء التونية رغم حضورهم متأخرين بعد تقديم الحمل؟" كان رد نيافته "وأنا أسقف أحضر رفع بخور باكر بل ذكصولوجية باكر وأرفع البخور بنفسى كإعداد وتهيئة لحضور القداس الإلهى".

لقد كان يرى أن رفع بخور عشية وباكر بمثابة الجذور للشجرة الكبيرة المورقة أى خدمة القداس الإلهى.
فى محبته وغيرته على بيت الله وحتى لا يحدث شىء منعنا من أن نسجل أية عظة له بالفيديو. بل ان سماحه لتسجيل قداس إلهى كان لمرة واحدة وأعطى الموافقة بعد الحاح شديد شريطة أن يتم التصوير دون استخدام كشافات. وحتى بالنسبة لصلوات الإكليل فقد أصدر قرارا أن يتم التصوير بالأفراح دون استخدام الكشافات لحفظ هيبة الكنيسة واتمام هذا السر المقدس فى خشوع.

كانت محبته للكنيسة تتجلى أيضا حينما يتم تأسيس مذبح بقرى الإيبارشية . مذبح للرب ترفع منه الصلوات. يجتمع فيه الشعب حول ذبيحة الإفخارستيا وكنا نلاحظ هذا الفرح مرتسما على وجهه.
أما عن محبته للإلحان والتسبيح فسأتكلم عنه فى الجزء الخاص (الأنبا يوأنس رجل صلاة).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:13

ب‌) محبته للإكليروس:


حينما نتكلم عن نيافة الأنبا يوأنس لقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة نستشهد بكلمات غبطته فى رثائه لنيافة الأنبا يوأنس إذ يقول "كانت بينى وبينه محبة كبيرة لا يعبر عنها" لقد كانت رابطة المحبة التى تجمع بين قداسة البابا المعظم ونيافته تضرب بجذورها لخمسة وثلاثون سنة ظلا خلالها مرتبطين معا. لخصها قداسة البابا فى ايجاز بقوله "فى الحقيقة يااخوتى وأبنائى الأحباء حينما أقف فى هذه المناسبة إنما أتذكر شريطا طويلا من الذكريات بينى وبين الأنبا يوأنس ، الذى جمعتنى به صداقة أكثر من خمسة وثلاثون عاما. وفى الواقع جمعتنا أشياء مشتركة . لقد ولدنا فى سنة واحدة ودخلنا جامعة واحدة وكلية واحدة وقسما واحدا تخرجنا منه ، وعشنا فى الخدمة معا. التقينا فى أماكن متعددة. كنا نخدم معا فى بيت مدارس الأحد فى روض الفرج. وكان معى أيضا فى كنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا ، وترهبنا فى دير واحد بعد سنة من رهبنتى جاء لكى يزورنى فى الدير فبقى فيه وترهب ايضا فى نفس الدير ، بل اشتركنا فى اسم واحد لأن اسمه الرهبانى كان الراهب شنودة السريانى.

وعشنا معا فى حياة طويلة. وحينما اخترت أسقفا للكلية الإكليريكية كان هو معى أيضا يخدم فى الكلية الإكليريكية مشرفا روحيا للطلبة وكنا نصلى فى كنيسة واحدة هى كنيسة الإنبا رويس وعشنا معا فى زمالة طويلة وفى محبة عميقة. وكانت كتبه التى يؤلفها يقدمها لى لكى أراجعها وأقدمها له. وحينما تم اختيارى للبطريركية كان أول اسقف وضعت عليه اليد ورسمته فى حياتى كبطريرك وكان زميله فى الرسامة نيافة الإنبا باخوميوس اسقف البحيرة ومطروح. وكنت أثق به كثيرا وكانت مواهبه أكثر من احتمال صحته.


أتذكر اننى حينما سافرت الى آسيا ورومانيا وأرمينيا وبلاد الشرق الأوسط سنة 1972م كلفته ان يهتم بالكنيسة فى غيابى فكان هو نائبا عنى فى الكرازة المرقسية. وإخترته أيضا لكى يكون سكرتيرا للمجمع المقدس من سنة 1972م وبقى حوالى اثنتى عشر عاما فى هذه المسئولية. وكان أيضا يساعدنى فى القاهرة فكان رئيسا للمجلس الإكليريكى فيها .. كانت بينى وبينه محبة كبيرة لا يعبر عنها..".


إن كلمات قداسة البابا معلم الكنيسة الأول لهى أبلغ من أن توصف لقد لخصت لنا عشرة حب لسنين طويلة فى كلمات قليلة.


وحينما نتكلم عن محبته للأباء الأساقفة . فلقد كانت تربطه بهم علاقة محبة كبيرة فلم يكن يمسح لأحد بالإستئذان قبل المجىء للإيبارشية بل كانت له عبارة مآثورة "ياأبهات أنا أشكركم لأنكم تكملون ضعفى بمجيئكم".بل وأعطى للآباء الكهنة تصريحا بدعوة أى أحد من الآباء الأساقفة دون الرجوع اليه.


أما عن علاقته بالمتنيح الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان فكانت هى علاقة المحبة المتميزة .. فلقد ظل يذكره فى الصلوات السرية بالقداس حتى أخر قداس له فى الجسد .. وحينما سمع بمرض نيافة الأنبا ثاؤفيلس عام 1986م ورغم ان ظروفه الصحية لم تكن تسمح بالسفر فإنه أصر على الذهاب اليه بالقاهرة قائلا "أود أن أنال بركة الأنبا ثاؤفيلس ..." ولا ننسى بكائه أثناء صلاة القداس الإلهى فى عيد الميلاد المجيد 1982م وحينما قدمنا له التاج لى يلبسه رفض قائلا "وهل ألبس التاج وسيدنا البابا بالدير واخوانى الأساقفة بالسجن" ولم يرد أن يصلى بالتاج بل اكتفى بالعمامة .. وكان بكائه أثناء صلاة الشكر مؤثرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:14

ج- محبته لأبناءه كهنة الإيبارشية وحرصه على خلاص نفس كل منهم:

لقد عبر كهنة الإيبارشية عن هذه العلاقة المملوءه محبة والتى ربطتهم بأسقفهم بقولهم "خدمة الكهنوت وإن كانت هى فى حد ذاتها أبوه ورعاية للشعب ولكنها هى نفسها تحتاج لابوة أعلى تقودها وترشدها وترسم لها معالم الطريق نحو ثمر متزايد لحساب مجد الله .. وهذا ما لمسناه جميعا ونحن نستند فى اطمئنان على أبوة هذا الأسقف وصدره المفتوح يضم بين جنباته كل ابنائه الكهنة الذين نموا وازدادوا سنا وعقلا وعددا فى فترة حبريته المباركة".
لقد تجلت هذه المحبة فى ابهى صورها إذ كان يجعل الكهنة كلقاء محبة .. يحرص على أن يشارك الاباء الكهنة مشاعرهم فى الأفراح وفى المناسبات المحزنة كأب لهم".

كان نيافته حريصا على تكريمهم بقوله "كرامتكم من كرامتى يا أبهات" فارتبطوا به ومعه بمحبة رغما عن هيبته ومكانته .. كانت هذه المحبة هى السمة المميزة التى تميز بها كهنة إيبارشية الغربية إذ يرتبطون معا بالمحبة . وكان نيافته يترفق بهم وخاصة بحديثى السيامة الجدد فى حقل الخدمة.
ويروى القمص ارسانيوس عوض كاهن كنيسة مارجرجس بكفر الزيات فى كلمته فى الذكرى السنوية الثانية لنياحة الأنبا يوأنس الآتى:

إنه حينما سيم كاهنا على كنيسة مارجرجس أراد أن يرفع بخور عشية كل قداس يصليه وحينما عرض ذلك على سيدنا قال له بحنو وفى حكمة ابوية لن تستطيع ان تواصل ياأبونا وقد تحقق كلام نيافته فعلا .. فلقد كانت محبته تملى عليه هذه النصيحة.

كان حريصا ايضا على خلاص نفس الآباء الكهنة كأبناء . فحينما بدت بعض الملاحظات على احدى الكنائس واتخذ نيافته قرارات معينة إزاء الخدمة بها سألته بدالة البنوة لماذا هذا التصرف ياسيدنا مع ابونا؟ فقال لى وقلبه يقطر حزنا "ياابنى أنا حريص على خلاص نفسه..." حقا هذه هى المحبة الأبوية التى تريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. وصدق القمص يوحنا بسطوروس وكيل المطرانية بطنطا حين قال "نحن لم نكن نتعامل مع رئيس بل مع أخ لنا" لقد تعامل بمحبة عجيبة وعميقه مع الكل .. –كم كانت سعادته فى أيامه الأخيرة ان يشارك فى الاحتفال بعيد الميلاد الستينى لهذا الأب ويروى القمص يوحنا انه إزاء رغبة الأسرة فى دعوة سيدنا لحضور الاحتفال انه اشفق على سيدنا من صعود السلم وقال لهم "سيدنا تعبان ولم يمكنه المجىء" ولكن محبة أبينا الأسقف الأنبا يوأنس حين علم قادته ليس للذهاب فقط بل وأن يصعد السلم حاملا هدية لهذا الأب الحبيب.

وكم كانت سعادته حين احتـفل بمرور خمسين عاما على سيامة ثلاثة من الآباء الكهنة بالإيبارشية وقدم لهم الهدايا التذكارية .. لقد كان حريصا على الوفاء لمن خدموا الكنيسة. وهكذا لخص منهجه فى الخدمة فى احدى جلساته مع الآباء الكهنة بقوله "أظن لو ما عنديش أى فضيلة لكن عندى المحبة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:16

محبته الآباء الرهبان بديره (دير السريان):

لقد كان نيافة الآنبا يوأنس يتمتع منذ أيام رهبنته بمحبة كبيرة من مجمع الرهبان بالدير. الكل يحبه ويروى ذكريات عن ذلك القمص أبادير السريانى فيقول ] كان يتعامل مع الجميع فى الدير بمحبة عجيبة ، يحب الآباء الرهبان الكبار ويحترمهم ويبادلونه الحب والاحترام ، ويحب إخوة جيله من الرهبان ويحنو عليهم ، ويحب المبتدئين فى الرهبنة ويسندهم ويشجعهم ، يحنو ويشفق على الاخوة طالبى الرهبنة ويعضدهم الى ان يفرح معنا برهبنتهم"[.
ويضيف قداسته واصفا اهتمام نيافته وهو لازال راهبا بالآباء الرهبان فيقول ] كانت أجزخانة الدير بسيطة ومتواضعة فى ذلك الوقت ، لكنه نيح الله نفسه فى فردوس النعيم حينما يرى راهبا متعبا أو يسمع براهب مريض إلا ويحضر له الأدوية اللازمة له من الأجزخانة الخاصة بقلايته[.

وهكذا يروى القمص فلتاؤوس أحد شيوخ الدير أنه إزاء مرضه بحمى وارتفاع حرارة إذ بالقمص شنودة السريانى يطبخ له بقلايته لفافة قمر الدين . ويأتى اليه حاملا لها فى اناء رغم أن آلام ظهره لم تكن تفارقه للحظة. ولكنها المحبة التى أملت عليه ذلك.

وإن كنت نتكلم عن أيام رهبنته فإنه بعد إعتلائه كرسى الأسقفية كم كان فرحه حينما يأتى لزيارته بطنطا أحد رهبان دير السيدة العذراء السريان .. كم كانت فرحته قبل نياحته بشهور قليلة حينما أتى لزيارته ثلاثة من رهبان دير السريان وكان احدهم هو القمص متياس السريانى (نيافة الأنبا متياس اسقف المحلة الكبرة) وبروح الإبوة أجلسه على كرسيه وقال له إنت عارف إن ده الكرسى بتاعى وابتسم . ولعل هذه كانت نبؤة أن سيجلس على كرسى إيبارشية المحلة الكبرى من بعده. كان سعيدا ان يجالس الآباء الرهبان من ديره سعيدا ان يستعيد ذكريات الدير. سعيدا أن يقوم على خدمتهم ويقدم لهم الطعام بيديه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:16

محبته لأبنائه بالإيبارشية:


لقد كان نيافة الأنبا يوأنس يؤمن ان المحبة هى المقياس لمعرفة مدى محبة الإنسان لله .. لذا نجده يقول (من فرط تقدير الله للمحبة كفضيلة فلقد جعلها مقياس لمدى معرفة الانسان له ، حتى ان يوحنا الرسول يقول "من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة). (1 يو 4: 8).


وهكذا كنا نراه يسلك سبيل المحبة التى يؤمن بها مع كل من يتلامس معه . فكان الجميع يشهد بمحبته حتى غير المؤمنين. وكان لنيافته تعبير خالد إذ يقول (رأس مالى محبة الناس لى) وكان يعتبر محبة الناس بمثابة قلادة تكريم يطوق عنقه... أحب شعبه ورعيته فأحبوه. لم يجد الشعب باب المطرانية ابدا مغلقا بل كان مفتوحا دائما .. وكان حريصا أن يتواجد بصفة دائمة فى طنطا وسط شعبه . وإذا نزل للقاهرة سريعا ما كان يعود حتى يكون بين شعبه وأبناءه. وصدق الأستاذ عبده رياض حين قال (حينما كنا نرى سيارة سيدنا وقد عاد من القاهرة كنا نشعر بالاطمئنان والأمان كمن يعتمد على وجود أبيه الى جواره).
حينما تأتى اليه مشكلة سريعا ما يطلب الكاهن الذى تقع المشكلة فى دائرته ليستفسر منه عن المشكلة ويرشد الأب الكاهن عن الحل المطلوب عمله .. ولا يهدأ له بال إلا حينما يعرف الرد من الكاهن بعد اتمام العمل. كنا نتعجب لماذا يتعجل نيافته هكذا ، ولكن حين تنتهى المشكلة نسمعه يقول "الحمد لله لقد استرحت الآن". حقا كانت راحته أن يريح الأخرين.
وحينما كان يعلم بقدوم أحدا من شعبه حتى ولو فى موعد غير مناسب كموعد الغذاء مثلا. إلا ويسأل من ينتظرنى؟ ولا يتناول الطعام إلا بعد ان يقضى له حاجته... وهكذا فى الاجتماعات العامة يظل واقفا فى الكنيسة أمام الهيكل لكى يسلم عليه شعبه ويقابله من يريد بدون أية مانع او عائق ودون موعد سابق.
كان يأمر أن تفتح أبواب المطرانية وكاتدرائية ماربولس المجاورة لها للطلاب الجامعيين أثناء فترة الامتحانات لوجود الجامعة بقرب دار المطرانية... وكان ينبه على السكرتارية والعاملين بالمطرانية بتلبية احتياجات الطلبة إذا احتاجوا الى شىء.. ثم يصلى لهم قبل الذهاب الى الامتحانات . وكم من نفوس كانت سعادتها وراحتها حين يصلى لها سيدنا قبل الذهاب الى الامتحان.


كان حريصا على مشاركة أبناءه بالإيبارشية أفراحهم والمناسبات الحزينة .. وبعد إجراء العملية الجراحية بالقلب عام 1985م طلبنا اليه أن يقلل حركته فلم يرد بل وكان يلبى كل دعوة بل ربما يتحامل على نفسه ليجامل احدا حتى ولو بالقاهرة ويعود فى نفس الليلة ولو فى ساعة متأخرة خاصة إذا كان صباح اليوم التالى قداس الأحد ليصليه مبكرا فى كاتدرائية ماربولس بطنطا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:17

محبته للفقراء (إخوة الرب) :


تحت هذا العنوان نستطيع أن نقول إن محبته للفقراء شابهت قديس عصرنا نيافة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم الراحل. كان تعليمه لنا دائما ان هؤلاء (الفقراء) هم الشفعاء لنا فى السماء. لقد كتب نيافته على المظروف المخصص للفقراء "بارك يارب يا من دعوتهم اخوتك" لم يكن مجرد اهتمام أسقف بفقراء رعيته بل محبة للفقراء شديدة .. بدأت منذ أن كان خادما علمانيا بمدينة المنصورة إذ كان يسأل عن الحالات المحتاجة ليساعدها سرا ويذهب اليهم فى الخفاء .. ولشدة محبته للفقراء ومرضاهم خصص مظروفا كتب عليه "للمرضى والعمليات الجراحية" لقد كان يعطى للفقراء بفرح ويعطى بسخاء ويعطى أيضا فى الخفاء .. وكم من حالات لم نعرف بمساعدته لها إلا بعد نياحته وانتقاله الى المجد . أما عن فقراء القرية فكهنة لقرى وخدامها يشهدون كم كان يشدد عليهم بالاهتمام بهذه الحالات حتى لا يكونوا عرضة لأية فرصة لترك الإيمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:18

المحبة هى مقياس الدينونة فى تعليمه:


كان نيافة الأنبا يوأنس يعتبر أن أفضل تعليم يجب أن يتعلمه من يلازمه أو يتعامل معه إنما هو المحبة لأن الله محبة .. وحينما كان يتكلم عن المحبة فى حياة وتعاليم بولس الرسول نجده يوضح أنها مقياس الدينونة فيقول ] لقد أعطانى (القديس بولس) لسانا هو لسان الحب الذى قرأت عنه فى الإصحاح 13 من رسالته الأولى لأهل كورنثوس فمقياس بولس الرسول فى الإصحاح هو مقياس المحبة . لا يكفى أن أتكلم بألسنة الملائكة – أى أن أسبح – وليس لى محبة لأنى أصير نحاسا يطن أو صنجا يرن. ولهذا نجد السيد المسيح حينما يتكلم ويصور يوم الدينونة الأخيرة ، وكيف سيدين العالم يقول "تعالوا الى يامباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم ، كنت غريبا فأويتمونى ، عريانا فكسوتمونى ، مريضا فزرتمونى ، محبوسا فأتيتم الى" (مت 25 : 34 – 36) كل هذه الأعمال محبة ، لم يتكلم عن صلاة أو صوم لأن الذى يفتقر للمحبة لا يستطيع أن يصلى من قلبه ولا أن يصوم صوما مقبولا ، ولا يستطيع أن يعمل عملا مقبولا أمام الله ابدا [ هكذا كان نيافته ينظر للمحبة ويعتبرها المقياس الأساسى للدينونة . لأن بدون محبة لا يمكن ارضاء الله.


وختاما .. ماذا نقول عن هذه الشخصية الكبيرة العجيبة .. المملوءه مهابة .. نقول أنه كان يحمل قلبا مفعما بالحب كل من تلامس معه شعر بأن الأنبا يوأنس إنما هو وصية الله الحية المتحركة .. لا يتكلم عن المحبة كوصية ولكنه يتممها كحياة معاشة .. تستطيع أن تلمسها فى تعاملك معه .. فى معاشرتك له. فى ملاحظاتك لتصرفاته.

وهكذا استطاع قلبه المتسع للجميع أن يجمع بين جنباته نوعيات متباينة من أبناءه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:19

الأنبا يوأنس الوديع المتواضع القلب
"تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا راحة لنفوسكم"

الاتضاع الحقيقى هو أقوى من الإرتفاع، والتعبد لله بالإتضاع خير من عمل العجائب والآيات". (بستان الروح جـ 1)
بساطة رغم مهابة:



لقد كان نيافة الأنبا يوأنس يعلم بأن الإتضاع "حياة يحياها الإنسان بين نفسه وبين الله فيها يشعر بأنه عدم ولا شىء بل أقل من لا شىء وإن كل ما فيه من حسن وخير هو من الله وأنه بدونه تعالى تراب وظلمة وشر.."
لقد اتشح نيافته بالاتضاع فكان صفة مميزة لنيافته رغما عن مهابته كهبة من الله. لا تشعر حينما تتحدث معه أن حديثك مع أسقف جليل بل مع أب حنون. فبالرغم من هيبته ووقاره الا أن بساطته ووداعته تجعلك تشعر أنك أمام إنجيل مقروء تقرأ فيه كلمات السيد المسيح "تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب". (مت 11 : 29) كان دائما يدقق على أن يعلمنا أن السيد المسيح فى هذه الآية يقول تعلموا منى .. فحين تقرأ كلماته فى بستان الروح نجده يقول : ]ويزيد الاتضاع شرفا أن السيد المسيح نفسه ، هو الذى علمنا اياه فى مفدمة ما علمنا ، سواء بمثال حياته أو أعماله أو تعاليمه الآلهية .. فالسيد المسيح لم يقل تعلموا منى عمل العجائب وشفاء المرضى وقيامة الموتى بل قال "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت 11 : 29) وذلك لأن الاتضاع الحقيقى هو أقوى من الارتفاع ، والتعبد لله بالاتضاع خير من عمل العجائب والآيات".


لقد حفظ نيافته هذه الوصية وعاش بموجبها وطبقها فى حياته. لذلك رغم اتشاحه بكثير من الفضائل الا أننا كنا نجده يبكى لو قيل لحن الفضائل الخاص بالآباء الأساقفة بل عزوفا عن سماع الألحان التى تقال لتكريمه كأسقف أثناء تواجده بالكنيسة. حقا لقد عرفناه بسيطا يخجل من المديح بل ويهرب منه.


ولازال آباء دير السريان يذكرون نيافة الأنبا يوأنس وكان أسقفا للغربية وسكرتيرا للمجمع المقدس أثناء تواجده بالدير أنه كان يستأذن من أمين الدير (الربيته) قائلا :"أنا رايح دير الأنبا بيشوى ياأبونا .." وحينما يجيب الأب الراهب "عفوا يا سيدنا" كان يقول فى اتضاع "هذا هو نظام الدير".


وهكذ عبر أبينا الطوباوى البابا شنودة فى كلمة رثائه عن بساطته بقوله "كان انسانا لطيفا مرحا يستطيع أن يعيش ببساطة مع الناس وكان قويا فى عاطفته".


ويروى القمص أبادير السريانى لمحات من اتضاعه فيقول ]رغما عن مكانته العظيمة بين الرهبان فى الدير وعند المسئولين إلا أنه كان يدق الجرس ثلاث دقات متفرقة (وهذا النوع من الدقات هو نداء لكل رهبان الدير للاجتماع لأداء عمل جماعى يخص الدير) كان يجىء بفرح واهتمام ليشارك معنا فى العمل[. والحقيقة التى رأيتها بنفسى هى أنه كان يشارك مجمع الرهبان فى العمل الجماعى حتى بعد أن صار اسقفا سواء مجمع الخبيز أو صلوات الغروب أو أية عمل من أعمال الدير خلال فترة الخلوة التى كان يقضيها فى الدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:20

لمحات من اتضاعه العجيب:

 كان نيافته خجولا جدا من التكريم فى المناسبات الرسمية عزوفا عن التكريم .. عزوفا عن المظاهر . يميل للبساطة .

 فى اتضاعه العجيب كان يسعد بأن يجلس مستمعا فى اجتماعات الخدام للمتكلمين سواء آباء كهنة أو خداما .. رغم انه المعلم والعالم إلا انه كان يتم هذا العمل ليصير لنا قدوة كخدام حتى نحرص على الحضور وكاني يقول "إن الانسان يستطيع ان يستفيد لو أراد من أى أحد".

 لقد رأيناه بعيوننا بعد عودته من عملية القلب بلندن 1985م يطلب صلوات الآباء الأساقفة وصلوات الآباء الكهنة وحينما كان يخجل بعض الآباء من ذلك كان يلح عليهم فى اتضاع حتى يتمموا هذا الأمر.

 روى بعض شهود العيان بلندن انهم رأوه يطلب من القمص انطونيوس ثابت أن يقرأ له التحليل قبيل دخوله لحجرة العمليات بلندن لإجراء عملية القلب 1985م وأصر على ذلك.ليكون مستعدا للإنطلاق للسماء فى أى وقت.

 صورة أخرى من اتضاعه وهو أسقف يرويها بعض الأحباء بشبرا فقد اعتادوا أن يروا يوم الإثنين من كل أسبوع نيافته وهو ينزل من سيارته ليفتح باب السيارة فى تواضع للأب المتنيح القمص ابراهيم عطية موقرا شيخوخته وذلك بعد وعدتهما من جلسة المجلس الإكليريكى العام.

 وهكذا كان نيافته وديعا ومتواضعا فى حياته متمثلا بالسيد المسيح له المجد الذى قال "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. (مت 11 : 29)

 لقد كان أبونا الحبيب على قدر حكمته ورجاحة رأيه فى اتضاع كامل على استعداد أن يسمع أى رأى ويزنه فى حكمة الشيوخ . ويردد عبارته الشهيرة (أنا أنصت لصوت الله جيدا فقد يأتى الى على لسان أى إنسان).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:22

الأنبا يوأنس وحياة التسليم


"إن شئت أن تعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك أنت". (مت 26 : 39)
"حياة التسليم هى عبارة عن تسليم الحياة كلها لله ، بحيث تكون كل أفعال الانسان وتصرفاته وأفكاره وأقواله مطابقة لمشيئة الله أو بحسب تعبير بولس الرسول "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى". (غل 2 : 20) (بستان الروح جـ 3)
لقد كانت ثقة الأنبا يوأنس بصدق مواعيد الله وعنايته تجعله بسلم حياته كلها لله الذى يقول "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا". (يو 15: 5)


لقد كان يرى أن حياة التسليم الكامل هى حياة الكمال المسيحى والتى فيها يكون الله هو العامل بالإنسان وفيه".
هذه هى كلماته وهذا هو منهجه فى الحياة .. إن من تعامل مع نيافته أو عاشره يعرف ويتعلم أن يقول عبارة "لتكن مشيئتك " فلقد فهم نيافته هذه الآية وطبقها فى حياته تطبيقا عمليا.


فحينما ذهب فى زيارة لدير السيدة العذراء السريان خلال صيف 1955م ولكن يكن قد رتب للرهبنة بعد. نجده يدون فى مذكراته الخاصة كيف سلم حياته للرب. وكيف سلك هذا الطريق بمشيئة الله الصالحة فيقول "كنت أتحدث مع أبونا انطونيوس السريانى (قداسة البابا شنودة الثالث) عما لاقيته فى ميدان الخدمة وحقل الكنيسة من متاعب وكنت آخذ رأيه فيما ينبغى على أن أفعله حينما أعود الى العالم. وكنت أسأل نفسى : وماذا بعد هذا؟! "ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يقدم فداء عن نفسه". "لئلا بعد ما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضا". كنت أخدم فى العالم لكننى كنت مسوقا للخدمة . كنت غير راض عن هذه الطريقة ، كنت أريد أن أخرج من هذه الدوامة ، كنت أشعر أن هذه الخدمة ليست هى المطلوبة.


أوضح لى الأب أنطونيوس رأيه فى خدمة العالم (وأن هذا الطريق الذى سلكه هو قبلى – بأوفر مشقة ومشغولية). وفى جلسة أخرى وجلسة ثالثة تاره بين أسوار الدير وتارة منطلقين فى الجبل قبل صلاة الغروب وعقب التأمل على انفراد. قال أبونا انطونيوس إن الآمر قد تبلور ووضحت الغاية إنى أريد البقاء فى الدير. فقلت لأبونا انطونيوس يجسن أن نرفع صلوات أولا من أجل هذا الأمر وتصادف أن أبونا متياس (نيافة الأنبا دوماديوس) كان عليه الدور فى اقامة القداس بالكنيسة فطلب اليه ابونا انطونيوسأن يذكر هذا الموضوع فى القداس وفعلا كان وتناولت من الأسرار المقدسة".


لقد كان لسان حاله أثناء صلوات القداس لتكن مشيئتك يارب وقد تجلت إرادة الله ومشيئته الصالحة واضحة وسجلها نيافته لنا فى مذكراته قائلا :"نهضت قرب الظهر لأصلى صلاة الساعة السادسة والتاسعة وقرب نهايتها شعرت بنوع من التعزية وما ان اتممتها حتى انفجر ينبوع حلو لذيذ ، ينبوع بكاء لم أشهده ولم أنهل منه من قبل لا فى حادث عالمى محزن ولا فى حادث روحى خشوعى. أجهشت بالبكاء الشديد – وذلك من تلقاء ذاتى. وكنت فرحا جدا وأنا أبكى لأن هذا الينبوع روى جفافى الذى كنت أشكو منه.


شعرت أن يسوع أمامى بالضبط فرفعت يدى اليمنى وقلت ها يدى امسكنى ولا تتركنى. وكانت متعة روحية عجيبة". "لا شك أن هذا الينبوع الذى أفاضه الله على روى نفسى فلم أعد فى حاجة للتفكير فى العودة الى العالم . شعرت براحة نفسية عميقة".


وهكذا يتضح لنا تسليمه الكامل لله الذى إختاره لهذا الطريق فخطا فيه بخطى ثابتة بعد أن وضحت مشيئة الله ودعوته له.. فلذلك حينما يكتب نيافته بعد ذلك بسنوات عن اختباره حياة التسليم ويتكلم عن مظاهره فيقول .. إن أولها هى تسليم المشيئة بحيث لا تصبح للإنسان مشيئة أخرى تغاير مشيئة الله.



حياة التسليم هذه لم تكن ميزة له فى بداية رهبنته بل فضيلة لازمته فى كل أمور حياته. فحينما ألم به ألم العمود الفقرى واضطر للسفر الى لندن 1964م نجده يكتب فى مذكراته الخاصة ]اليوم الرهيب :الأربعاء 30 سبتمبر 1964 عملت لى عملية جراحية الساعة الثالثة بعد الظهر – استمرت 3 ساعات .. وأفقت من البنج وأنا فى السرير وموضوع فى الجبس – إختبرت أوقاتا صعبة جدا ، وعاينت من آلام شديدة للغاية – شبهتها فى ذلك الوقت بآلام الشهداء.. إن الجبس رهيب جدا .. ولكن الألم بدأ يتناقص ، وأخذت انا على الجبس تدريجيا ولكن كان ذلك بلا شك برحمة من الله من أجل صلوات المحبين الذين هزوا عرش السماء من أجل إنسان خاطىء مسكين!! لكن رحمة الرب تجلت ولم تستطع الخطية ان تحجبها ، وشفاعات القديسين الأحباء والمنتقلين كان لها أثرها الواضح الظاهر[ وهكذا فى تسليم كامل لمشيئة الله التى أرادت له هذا الإختبار من الألم. نجده يجد تعزيات فيشكر الله لأنه استجاب للصلوات المرفوعة. لم يتضجر ولكنه كان يشكر الله على عمل رحمته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:23

وحينما سافر فى رحلة العلاج الثانية لإجراء عملية بالقلب لتغيير ثلاثة شرايين .. حالا قابل الأستاذ مجدى يعقوب وعرف ذلك يقول ]طلبت الى دكتور مجدى يعقوب بالاستعجال فى إجراء العملية .. ووعد بذلك [ لم يرهب نيافته من شىء او يتردد ولكنه إذ سلم حياته لله كان مطمئنا. لقد ذهب الى لندن منفردا رغم الحاحنا عليه بأن نصحبه لكنه كان يعرف يقينا ان يد الله الحانية لن تتخلى عنه.


ورغما من نجاح العملية إلا أن بعض المضاعفات ألمت به فقد أصيب بالتهاب رئوى نتج عنه شهوره بالآم الذبحة الصدرية من وقت لآخر. ولكن لسان حاله دائما ما ردده من قبله حبيبه القديس بولس الرسول "تضرعت الى الرب ثلاث مرات .. فقال لى تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل". (2 كو 12 : 9)
لقد كانت كلماته فى تسليم لارادة الله الصالحة هى كلمات معزية (أشكر الله على هذا الصليب) .. لم يعقه ذلك الألم عن الخدمة إذ كان شعاره "فى ضعف الجسد بشرتهم".


لقد عايشناه يسلم أمور الخدمة لله .. وكانت كلمته الذهبية دائما "إن أحب الرب وعشنا .." ولقد لاحظنا انه فى أخر اجتماع عام بمدينة طنطا الجمعة 30/10/1987 لم يذكر هذه العبارة فى ختام الاجتماع إذ كان يعرف انه سينتقل الى المجد قبيل الاجتماع التالى.


وهكذا طبق كلماته التى كتبها وعاشها وهى أن حياة التسليم هى عبارة عن تسليم الحياة كلها لله ، بحيث تكون كل أفعال الانسان وتصرفاته وأفكاره وأقواله مطابقة لمشيئة الله . أو بحسب تعبير القديس بولس الرسول "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:24

الآنبا يوأنس رجل الصلاة والدموع


"لا تهتموا بشىء بل فى كل شىء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله".



"الصلاة هى تعبير عن حب الانسان واشواقه الى الله ، بها نتجه الى الله الحى فى السماء".(كتاب السماء)
حينما كتب الآنبا يوأنس عن موضوع الصلاة كتب مااختبره وعلمنا ان الصلاة هى مفتاح السماء وشفاء السقماء وحفظ الأصحاء. وانها سلاح بتار ومعين جبار وشفيع ذو اقتدار. وهى ميناء أمين وكنز ثمين وعمل الروحانيين بل وعبر فى بلاغة عن انها الوسيلة والأداة لإقتراب الله من الإنسان فقال "الصلاة هى تعبير عن حب الإنسان وأشواقه بها نتجه الى الله الحى فى السماء".


لقد كان لنيافته الإيمان بأن الصلاة "تقتدر كثيرا فى فعلها" (يع 5 : 16) فقد كان محبا للصلاة ، وكنا نشعر بتلك القوة العجيبة التى تلازم نيافته حينما يقف على المذبح. لم نكن نصدق أن نيافته وهو الذى أجريت له عملية بالقلب يصلى بهذه الطبقة المرتفعة (صوت عالى) خاصة حينما يصلى الى عبارة "القدسات للقديسين" ويرتفع صوته ويشدنا الى عنان السماء . لقد كان يؤمن ويعلم أن عناك ارتباط فيما بين اللفظ واللحن والمعنى وكان يدلل على ذلك بأمثلة منها عبارة "ونظر الى فوق". خاصة فى نصها القبطى بأنها تقال بطريقة يعلو اللحن فيها تدريجيا حتى يتمشى مع تعبير ونظر الى فوق.


كما نلمس محبته للصلاة ايضا خلال سهرات كيهك الطويلة وهو يقف لكى يردد مدائح القديسة مريم التى احبها حبا شديدا وشاءت العناية الإلهية أن يسام اسقفا فى يوم عيد دخولها الى الهيكل .. فجاء للغربية لكى يجعل القلوب هيكلا لائقا لسكنى السيد المسيح له المجد .


وكان محبا جدا للتسبيح وقد وهبه الله صوت حلو يردد به ألحان الكنيسة فى اتقان وكما قال عنه نيافة النبا متاؤوس "كان نيافته يتمتع بصوت ملائكة رخيم ، كنت أحب أن أحضر القداس حينما يكون هو مصليا بكنيسة الدير لكى أتعزى بصوته الروحانى وألحانه الصحيحة".


ولمحبته الشديدة للألحان كان يشجع أبناه على التسبيح وله عبارة ذهبية يقول فيها :"تسبيحنا هنا على الأرض مقدمة لحياتنا الأبدية حين يكون كل عملنا هو تسبيح من أحبنا حينما تختلط أصواتنا مع غير المرئيين".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:25

صلاة القداس هى قمة الفرح:


كان نيافته يردد دائما بأنه لا يريد أن يحرم من خدمة القداس "مهما كنت متعبا لا أريد أن أحرم من القداس والذبيحة." لم يتوان حتى أخر لحظة عن أن يرفع بخور باكر. وكان يعتبرها كإعداد وتهيئة لخدمة القداس الإلهى. بل أحيانا كثيرة كنا نصل للكنيسة فنجده يصلى ذكصولوجية باكر . التى كان يعتبرها بمثابة تحية الصباح التى يحى بها سحابة الشهداء والقديسين. ليس عجيبا أو غريبا على نيافته أن يكون رجل الصلاة فهو الذى قال عنها انها سر النصرة والوسيلة لنيل البركات.


كان يستعد للقداس فى اليوم السابق كم يستعد لعرس وحينما يكون متعبا ونطلب منه ان يستريح ويعتذر عن صلاة القداس كان يتضايق جدا .. وكانت قوة الله تواتيه فورا حال نزوله للخدمة.
لقد عرف من اقترب من نيافة الأنبا يوأنس أن طلباته الخاصة لأجل أبناءه كان موضعها القداس. كمثال لحظات ترديد كيرياليصون استمطارا لمراحم الله بعد "أفنوتى ناى نان اللهم ارحمنا" كان يذكر أبناءه واحتياجاتهم. لقد كا ن يستعطف قلب الله على أبناءه.


وحينما تقابله أية مشكلة فى الخدمة كان له الإيمان أن الصلاة ستذللها. لأنه كان يؤمن أن رجل الصلاة لابد أني توافر فيه: الإيمان بصدق مواعيد الله .. والحقيقة أن هذه سمة توافرت فى شخصية نيافته.


وماذا عن الدموع .. لقد كان نيافته يرى ان الدموع هى السلاح الذى لا يقهر.. "حولى عنى عينيك فإنهما غلبتانى كثيرا". كثيرا ما كنا نراه باكيا أثناء القداس وتترقرق عيناه بالدموع.. فهو يرفع قلبه بالطلبة عن شعبه مؤمنا ان الدموع "هى الوسيلة لنيل الطلبات من الرب بالتذلل". وفى تأملات نيافته الخاصة عن حياة الدموع كتب تأمله عن عبارة "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج". ومن ضمن ما كتب دون الآتى:"زرع السيد زرعه بدموعه ، زرع زرعا جيدا وعمل عملا صالحا جدا وسط سخرية الكتبة والفريسيين ورؤساء اليهود ، ولكنه حصد بالفرح فقد تمم فداؤه لنا وقام ناقضا أوجاع الموت!!.


إن هذا الطريق هو عينه طريق الصليب الذى أوصانا يسوع أن يحمل كل منا صليبه ويتبعه أنه طريق الدموع لحياة الدموع . يزرعون بالدموع فيحصدون بالابتهاج.. أولئك يروون زرعهم بدموعهم. – وما أعجب هذه الدموع ان فيها سر عجيب. لنمو البذار. إن هذه الدموع التى يزرع بها الزارع زرعه ليست هى دموع اليأس والقنوط وقطع الرجاء والتشاؤم ولكنها دموع من نوع أخر ؛ هى دموع لازمة للزرع لترويه وتنميه فيأتى بثمر كثير.
هكذا عاش نيافته حياة الصلاة والدموع وحياة التسبيح .. وفارقنا بالجسد ليحيا بالصلاة الدائمة وحياة التسبيح المستمر وحياة الفرح حيث يمسح الله كل دمعة من عيونهم.
إنه الآن يرنم مع الأربعة والعشرين قسيسا بغير انقطاع ويتبع الحمل مع الأطهار حيثما ذهب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:28

الأنبا يوأنس ونقاوة القلب
"طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5 : 8)
"إذا كان السيد المسيح قد طوب أنقياء القلب فلأنهم يعاينون الله .. ومعاينة تحتاج أول ماتحتاج الى المحبة ، لأن الله محبة". (بستان الروح جـ 3)



حينما جلست مع الكثيرين من الأباء الأساقفة الأجلاء والأباء الرهبان بدير السريان لكيما أدون ذكرياتهم عن ومع نيافة الأنبا يوأنس كان حديثهم دائما ما يدور حول "نقاوة قلب الآنبا يوأنس" كان هذا محور الحديث والذكريات.
حينما يتكلم نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى عن هذا الموضوع وهو الذى عاشره عن قرب حينما كان راهبا يقول "لقد تميز بنقاوة القلب .. مطبقا الوصية لا تغرب الشمس على غيظكم .. فحينما كان نيافة الأنبا يوأنس (القمص شنودة السريانى) أمينا لدير السريان لم يكن يدخل قلايته وهو يشعر أنه أغضب أحد اخوته الرهبان... بل ولو شعر أن هناك أية إحتمال لمضايقة لأحد رهبان الدير إلا ويذهب اليه ويصفى الأمور."


نفس الكلام يؤكده نيافة الأنبا متاؤوس بقوله "كان نيافته يتمتع بقلب نقى بسيط ، إذا غضب سرعان ما يهدأ وإذا أحس أنه أغضب أحدا لا يهدأ حتى يعتذر ويتصالح ويلاطف حتى يعيد العلاقة الى أقوى مما كانت".
كان نيافته يرى ان نقاوة القلب هى السبيل لمعاينة الله كقول الكتاب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله". (مت 5 : 9)


لقد كان يتصف بهذه الصفة ولازمته بعد اسقفيته فلقد كان حليما وإن غضب يصفو سريعا ولا يعطى مجالا للخطأ أو زلة لسان .. بل أكثر من ذلك أنه حين يتسامح ينسى الإساءة كاملا ولا يعود يذكرها حتى اننا حينما كنا نذكره بموضوع أو نستعيد موضوع كان قد تناساه ونسى الإساءة وسامح المسىء لا يذمره بالفعل ونتعجب كيف لصاحب العقل اليقظ والذهن الحاضر أن ينسى هكذا سريعا فنتذكر قول الكتاب "من هو اله مثلك غافر الإثم ، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه . لا يحفظ الى الأبد غضبه فإنه يسر بالرأفة . يعود فيرحمنا . يدوس آثامنا وتطرح فى أعماق البحر جميع خطاياهم". (ميخا 7: 18 ، 19)


هكذا كان فى معاملاته مع الرعية أو مع الآباء الكهنة بالإيبارشية..
لقد كان يؤمن ان نقاوة القلب لا تكفى فيها النقاوة من الخطية والأباطيل بل يجب أن يتجمل الإنسان بثمار للنقاوة بفضائل المحبة والإيمان والرجاء والاتضاع والوداعة .. حتى تشمل هذه كل عمل من أعمال الانسان وإذ توافرت هذه الفضائل فى شخصه وعاشها تمتع بنقاوة القلب التى أهلته أن يعاين الله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:29

الأنبا يوأنس صديق الشهداء والقديسين
"كونوا متمثلين بى كما أنا أيضا بالمسيح".
"شهية جدا هى سير الشهداء وقصص بطولاتهم وتضحياتهم وروحانياتهم".(الاستشهاد فى المسيحية)



لعل العلاقة الوطيدة التى كانت تربط ما بين نيافة الأنبا يوأنس وسحابة الشهداء والقديسين إنما كانت علاقة عميقة عبر عنها أثناء كتابته لكتابه الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل قائلا ]إن هذا الكتاب هو ثمرة أمنية عزيزة طالما اشتهيتها .. كانت تلك الأمنية 0 ومازالت – أن أحيا فى جو الكنيسة الأولى ، وهى بعد بكر ، تشيع فيها روح القداسة والايمان والبساطة والغيرة والحب قبل ان تدخل الى روح العالم وتتسلل اليها أساليبه الزمنية..[.
وفى كتابه الاستشهاد فى المسيحية يقول .


] شهية جدا هى سير الشهداء وقصص بطولاتهم وتضحياتهم وروحانيتهم, وإذ نقدم نماذج منهم فى هذا الكتاب ، إنما نفعل ذلك حتى تكون معزيا لنا فى غربة الجسد ومبكتا لنا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور.. .[.
وتتضح مدى العلاقة التى ارتبط بها بالشهداء حينما يقدم الطبعة الثانية من كتابه الاستشهاد فى المسيحية بقوله .. "انى مدين لكثيرين عن محبتهم ومؤازرتهم الروحية والأدبية .. يأتى فى المقدمة سحابة الشهود من الشهداء والمعترفين الذين وردت أسماؤهم وسطرت سيرتهم فى هذا الكتاب .. إنى أحس بشفاعتهم عنى وبركتهم لى .. أقدم لهم الكتاب فى طبعته الثانية المزيدة ، باقة حب ووفاء لمبادئهم وإعترافا بفضلهم"


نستطيع ان نقول ان هذه الكلمات لا يمكن ان يعبر عنها إلا من عاشر هؤلاء القديسين بعمق .. أحبهم فأحبوه وأكرمهم فأكرموه وصار الآن شريكا لهم فى المجد المعد من قبل انشاء العالم .. يشاركهم التسبيح الدائم فى السماء ..


ليس غريبا على نيافة الأنبا يوأنس كاتب سير الشهداء وعصر الرسل أن يرتبط بالشهداء لهذه الدرجة .. لقد كانت له صداقة بعض القديسين:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:30

1- لقد كان يرتبط إرتباطا شديدا بأمنا كلنا والدة الإله القديسة مريم التى كان يضع أيقونتها الى جواره على سريره الخاص .. وكان دائما يدعوها أمه ليس فقط لأنها هى شفيعة الدير التى ترهب به بل لأنها ظهرت له مرات عددية ولقد وجدنا إحدى هذه الرؤى بين أوراقه الخاصة بعد نياحته ووضعناها بخط يد نيافته فى نهاية الكتاب.
كما كانت فرحته بشهر كيهك المريمى حين يسبح للعذراء بصوته الحلو يرنم لها مدائحها.. لقد كان دائم التشفع بها كمن يخاطب أمه بالجسد.

وحينما كان يتلو الجزء الخاص بها فى المجمع "وبالأكثر القديسة المملوءة مجدا العذراء كل حين والدة الإله الطاهرة القديسة مريم التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة". خاصة حين تلاوتها باللغة القبطية تشعر انه يستقبل امه إذ تحضر أو كمن يستقبل ملكة بلحن ملوكى .. وهكذا كانت هناك دالة فيما بين العذراء أم النور وبين نيافته.

ويرى نيافة الأنبا ايساك أنه إذ كان علمانيا ذهب كنيسة الانبا رويس ليستمع للقمص شنودة السريانى فى إحدى العظات. وكانت أغلب العظة عن معجزات أتمتها العذراء وكان حاضرا وشاهدا عليها القمص شنودة .. وبعد أن ذهب نيافة الأنبا ايساك للدير وترهب .. ذكر يوما هذا الموضوع لأبونا شنودة فكان رده (هناك أسرار فى حياة الراهب) يقول نيافة الأنبا إيساك تعليقا شعرت أنى أمام شخص غير عادى وله علاقة مع السمائيين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:31

2- ولعل يقفز الى أذهاننا القديس بولس الرسول الذى احبه منذ شبابه المبكر .. وتشرب من حميته وغيرته فى الخدمة ومحبته وحرصه على خلاص كل أحد فنهج نهجه .. وهكذا نظر الرب الإله الى هذه الشهوة القلبية المقدسة .. وإذ سافر الى فرنسا عام 1974 لتفقد أحوال الأساقفة الفرنسيين الأقباط موفدا من قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ، وإذ علم أن لديهم جزء من الرفات المقدسة للعظيم فى الرسل ماربولس الرسول أبدى رغبته لو أخذ هذا الجزء .. وفى البداية كما روى لنا إعتذر الآباء الأساقفة الفرنسيين الأقباط .. ويعلق نيافته على ذلك ]وشعرت بالخجل الشديد . لكنى كنت واثقا إن الله سيحقق شهوة قلبى[ وكانت نتيجة لصلاته القلبية واستجابة لشهوة قلبه المقدسة أن الآباء الأساقفة وافقوا ثانى يوم ومن أنفسهم أن يحمل هذا الجزء الى القاهرة وأعطوه كل الوثائق التى تثبت نسبته للقديس بولس الرسول. وكم كانت فرحته وهو عائد يحمل على رجليه طيلة الرحلة هذه الرفات المقدسة. والتى هى جزء (من قصبة رجل العظيم بولس الرسول) والتى قال عنها "بأسفار مرارا كثيرة) .. ولقد ظلت هذه الرفات المقدسة بحجرة مكتبه حتى تم الانتهاء من إعداد مزار القديس بولس الرسول . وكم كان شاقا على نفسه أن يدع الرفات تنزل لتوضع فى مزارها... ولقد كان يحتفظ تحت وسادته حتى وقت نياحته بكسوة الجسد المقدس التى يغيرها كل عام. كان يشعر أنها بركة كبيرة له. ولقد وضع فى قلايته الخاصة صورة ماربولس الرسول وكان حماسه شديدا حينما يتكلم عنه.

ويعد شرفا كبير لنيافته أنه أول من بنى كاتدرائية على إسم هذا الكارز العظيم بالأراضى المصرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:31

3- ولو انتقلنا لعلاقته بالقديس مارمينا العجايبى الذى ارتبط به وكان له كلمة مأثورة "مارمينا اللى حيوصلنا للمينا" كان شديد الارتباط به. لعل ذلك يعود لارتباطه بالمتنيح البابا كيرلس السادس وإرتباطه بالكنيسة التى كان يصلى بها على اسم مارمينا بمصر القديمة. ثم توطدت هذه العلاقة بعد سيامته اسقفا لإيبارشية الغربية والتى بها دير مارمينا بناحية إبيار مسقط رأس مارمينا حسب ما عرفنا من نيافة الأنبا يوأنس المؤرخ المدقق. وكانت أمنية فى قلبة أن يحضر جزء من رفات مارمينا العجايبى لتكون بركة للدير. ولا شك ان تجديد دير مارمينا بإبيار والمبنى المتسع للخلوة بها إنما تكريما من نيافته للشهيد العظيم مارمينا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:32

4- قديس وشهيد أخر أحبه نيافته وهو الشهيد أبانوب النهيسى الذى ارتبط به إذ نال الشكل الرهبانى يوم عيد استشهاده وهو التذكار السنوى لرهبنة قداسته. بل اننا سمعنا بعد نياحته على لسان القس أبانوب لويس كاهن كنيسة الشهيد أبانوب الآتى "يردد كبار السن من شعب سمنود أن أحد الآباء الكهنة الذين خدموا بالكنيسة وكان شيخا وقورا قطع حروما على الشهيد أبانوب بعدم الظهور لظروف لا محل لذكرها ، فإنقطع الشهيد عن الظهور لسنوات عديدة .. وفى عيد القديس أبانوب الموافق 31/7/1975م كان يصلى قداس العيد حضرة صاحب النيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية وحضره نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية . فتوسلت اليهما ومعى لجنة الكنيسة أن يعطيا حلا للقديس أبانوب ليعود للظهور مرة أخرى ، وأشكر الرب لاستجابتهما لرجائنا . فوقف نيافة الأنبا يوأنس أمام القديس وقال له "إحنا اللى هنديلك حل ، دا إنت اللى تحاللنا وتباركنا .. ده ظهورك يبقى بركة كبيرة لنا". ثم قال نيافة الأنبا مكسيموس :"أنت حر . أنت حر . أنت حر".


وقد شاءت إرادة الرب أن يظهر القديس أبانوب بعد هذا الحل بحوالى أسبوعين". والحقيقة إن ذلك كان بداية لظهورات القديس أبانوب الكثيرة والتى نسمع عن الجديد منها كل صباح.

ولقد كان أخر قداس يصليه نيافة الأنبا يوأنس قبيل نياحته خارج مدينة مدينة طنطا بكنيسة الشهيد العظيم أبانوب بسمنود يوم الجمعة 23/10/1987.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:33

5- علاقة أخرى مع قديسى الإيبارشية وهى الشهيدة القديسة رفقة وأولادها القديسين الذين معهم بسنباط- مركز زفتى. كم كانت فرحته حين يطيب أجسادهم . لقد أعد لهم مزارا لائقا بهم بدلا من المكان الضيق الذى كان أولا. كان حريصا على حضور عيد استشهادهم فى 17 سبتمبر من كل عام. وأهتم أن يكون الاحتفال لائقا بكرامة القديسة رفقة وأولادها .


كان نيافته حبيبا للشهداء يكرمهم ويتشفع بهم ويصادقهم أينما ذهب يصادق شفيع مكان الخدمة فحينما كان مشرفا للكلية الإكليريكية بكنيسة الأنبا رويس ظل يذكر هذا القديس فى مجمع القداس حتى وقت نياحته. هؤلاء القديسين جميعهم الذين أكرم أجسادهم والذين كتب سيرهم والذين تشفع بهم. أكيد أنهم كانوا فى استقبال روحه وهى منطلقة الى المجد. لأنه أحبهم فأحبوه وأكرمهم فأكرموه وصار الآن شريكا لهم فى خدمة التسبيح الدائم فى السماء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:34

نيافة الأنبا يوأنس وفضيلة الوفاء
"لا تكونوا مديونين لأحد إلا بأن يحب بعضكم بعضا".
"الوفاء فضيلة عجيبة نتعلمها من المسيح سواء فى حياته أو وهو معلق على الصليب". (المسيحية والصليب).



لقد كان نيافة الأنبا يوأنس يمتاز بهذه الفضيلة .. بل يغرسها فى قلوب المحيطين به. وهكذا جاء هذا الكتاب ثمرة لتعاليم نيافته الذهبية عن الوفاء.

حينما كتب عن الصليب والفضائل المسيحية .. وعن تعاليم السيد المسيح له المجد وهو على الصليب إعتبر الوفاء هو أحد هذه الفضائل وقال : ]الوفاء فضيلة عجيبة نتعلمها من المسيح سواء فى حياته أو وهو معلق على الصليب . فى تعليمه قال "لأن من سقاكم كأس ماء بإسمى لأنكم للمسيح ، فالحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره". (مر 9: 41) .. والسيد المسيح وهو على الصليب لم ينس أمه العذراء ، ولم ينس تلميذه الذى كان يحبه يوحنا ، فقال لأمه "ياإمرآة هوذا ابنك". وقال للتلميذ "هوذا أمك" (يو 19 : 26 ، 27) بل ان نيافته كان يتابع صدى تعاليم المسيح فيقول : ] وكصدى لتعليم المسيح نرى الحب والوفاء فى شخصية كمريم المجدلية التى أخرج منها الرب يسوع سبعة شياطين (مر 16 : 9). لازمت السيد المسيح له المجد على الصليب بينما تركه جميع التلاميذ بإستثناء يوحنا . وكانت الأولى التى ذهبت الى القبر والظلام باق فجر يوم القيامة .. [.

هكذا كان يرى نيافته أن الوفاء فضيلة لا يمكن أن يحيا المسيحى بدونها. ورأيناه وفيا للكثيرين. ونحن هنا نعرض لمحات وومضات من هذا الوفاء فى حياته:-

 فلقد ظل حتى أخر قداس أثناء حياته بالجسد يذكر نيافة الأنبا ثاؤفيلس فى الأواشى السرية "أوشية الأباء" وكان يقول لا يمكن أن أنسى نيافة الأنبا ثاؤفيلس وهو الذى أعطانى الشكل الرهبانى ونعمة الكهنوت".


 بل أننا سمعنا منه أنه كان يذكر فى الصلوات السرية جميع آباء إعترافه وكل من كان له فضل عليه كمثال كان يذكر المعلم ميخائيل كبير مرتلى الكنيسة لأن تسلم منه القداس والكثير من الألحان ولا ينسى فضله.

 وحينما تم بناء بيت الخلوة بدير مارمينا بإبيار ولما كان للمتنيح الأنبا صموئيل أيادى بيضاء فى المعاونة على بناء هذا البيت. أطلق نيافته على القاعة الرئيسية للمحاضرات بالدير إسم "قاعة الأنبا صموئيل".

 حينما تنيح القمص لوقا اسكندر كاهن كاتدرائية مارجرجس بطنطا وكان له جهود فى بناء الكاتدرائية والخدمة بها لسنوات . فأطلق نيافته اسمه على إحدى القاعات وأصبحت "قاعة القمص لوقا اسكندر".


 وبعد نياحة القمص ميخائيل بشارة كاهن كنيسة مارجرجس بالمحلة الكبرى وكان هو بانى الكنيسة بعد تجديدها طلب من الكهنة إعداد لوحة رخامية توضع على مدخل الكنيسة ويدون بها أن تجديد هذه الكنيسة فى عهد المتنيح القمص ميخائيل بشارة.

 ليس هذا الوفاء خاصا بالإكليروس فقط بل كنوع من الوفاء منه أعد حفل تكريم تكريما لأسر شهداء حرب أكتوبر حضره السيد المحافظ يوم 6 أكتوبر 1974م وأعد لوحة شرف بأسماء أبناء المحافظة من شهداء أكتوبر المسيحيين وأمر بتعليقها فى القاعة الرئيسية بكاتدرائية مارجرجس بطنطا.

 كنوع من الوفاء أيضا أعد حفلا لتكريم الأباء الكهنة الذين أمضوا خمسين عاما فى خدمة الكهنوت بإيبارشية الغربية وكم كان فرحا فى هذا اليوم. وقدم لكل منهم هدية تذكارية.

 ودليلا أخر على وفائه حدث فى الأسبوع الأخير من حياته بالجسد إذ سمع يوم الخميس 29/10/1987 بخبر انتقال صديقه القديم الأستاذ بطرس فهد للسماء أصر أن يذهب ليودعه . وليودع مدينة المنصورة التى خدم بها علمانيا قبل رهبنته. ذهب رغم ارتباطه بالاجتماع الأسبوعى بمدينة المحلة الكبرى . وحينما قلت لنيافته وكان متوعكا "فلنعتذر يا سيدنا لأسرة المرحوم بطرس بالمنصورة ويكفى ذهاب نيافتك للمحلة الكبرى نظرا لارهاق نيافتك اليوم". أجابنى بحزم ]لا .. الوفاء يدعونى أن أذهب لوداعه .. إنه صديق قديم خدم معنا. [

 وذهب نيافته للمنصورة وألقى عظة الرثاء وختمها بقوله : ] قد سبقتنى الى المجد يا بطرس وجئت لأرثيك . أنت مثل انسان مهاجر الى أمريكا أهله يودعونه هنا بالدموع والبكاء وأصدقاؤه هناك يستقبلونه بالفرح والتهليل[.

لقد ذهب وفاء منه ليودعه غير مهتما بظروف صحته متمما فضيلة الوفاء التى علمنا إياها بحياته.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:35

الأنبا يوأنس المدبر الحكيم
"لأن الرب يعطى حكمة. من فمه المعرفة والفهم. يدخر معونة للمستقيمين". (أم 2 : 6،7)
"الحكمة صفة مسيحية أصيلة يجب أن يتحلى بها خادم الله". (بستان الروح جـ 2)


تعلمنا كنيستنا القبطية أن يقال للآباء الأساقفة حين حضورهم فى لحن (ذوكسابترى .. الختامى ..) الآتى: "نلت نعمة موسى وكهنوت ملكى صادق وشيخوخة يعقوب وطول عمر متوشالح والفهم المختار الذى لداود وحكمة سليمان .." ولعل سمة أساسية ميزت شخصية أبينا الأسقف الأنبا يوأنس هى الحكمة .. لقد اتشح بحكمة الشيوخ فكان حكيما فى قيادته لشعبه .. وقد شعر الأحباء بذلك ، فجاءت مقالة أحدهم د. بديع مينا فى رثائه بمجلة مدارس الأحد بعنوان (المتنيح الأنبا يوأنس. المدبر الحكيم والمصباح المضىء).

لقد استطاع نيافته أن يسوس شئون رعيته بالحكمة حتى كسب محبة غير المؤمنين ايضا بحكمته ورجاحة عقله .. لقد كان يعلم متى يكون الصمت مفيدا . ومتى يكون للكلام مجال . كنا نلاحظ إنه كمن يزن الكلمة قبل أن ينطق بها . وكان يقول "إن الإنسان لا يجب أن يطلق للسانه العنان". ورغما عن أسلوبه المتميز فى الكتابه إلا أنه كان يعلمنا أنه ليس سهلا أن يكتب الإنسان لأنه يجب أن يعى ما هو المعنى لكل كلمة ، وكيف سيفهمها القارىء. كان مدققا وذلك كان سببا فى عدم إخراجه لكثرة من الكتب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:36

حكمته تتجلى فى رئاسة المجلس الإكليريكى:


لقد تميز نيافته بحكمته أثناء رئاسة المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية نيابة عن قداسة البابا المعظم . ولنسمع رأى المتنيح القمص إبراهيم عطية عضو المجلس عن نيافته :"لو كان الناس يعلمون ما يحتمله (نيافة الأنبا يوأنس) من أجل الكنيسة فى طنطا إن كان واعظا ومعلما وراعيا ومؤدبا .. أو كان فى القاهرة نائبا عن قداسة البابا المعظم فى كل رحلة يذهب اليها.

وفى المجلس الإكليريكى حدث ولا حرج. أقربها هذا اليوم فى القضايا التى نظرها فى المجلس وختمها بمسك الختام. عمل رحمة وسلام .. بعث أملا. أنا لا أستطيع أن أتحدث عن الأسرار الخاصة بالمجلس. لكننى فى الواقع كلما كنت أحس بهذه الأنفاس الرائعة وهذه الهمم العالية أرفع قلبى شاكرا لله[.

لقد كان نيافة الأنبا يوأنس حريصا على الحضور أسبوعيا من طنطا يومى الإثنين والثلاثاء لرئاسة المجلس الإكليريكى والعمل على إراحة كل نفس. وكان يحكمته يسوس القضايا ليستطيع أن يريح كل نفس متعبة.
ولعل شهادة إخوتنا غير المسلمين هى دليل على حكمته إذ استطاع ان يكسب محبة الجميع ففى رثائه يوم الأربعين يقول فضيلة الشيخ على عطية شيخ الجامع الأحمدى بطنطا :"أيها الأحباء .. موقف صعب حينما يتحدث الإنسان عن رجل عرفناه جميعا قاد سفينة الحب والمودة بين أبناء الوطن الواحد فى وقت اشتدت فيه تيارات مختلفة أوشكت أن تسىء الى هذه العلاقات الطيبة بين أبناء الأمة . فكان الرجل بحكمته يقود هذه السفينة كقائد بارع وربان ماهر . حتى اجتازت العوائق الخطرة التى تهدد الأمة..."

ويضيف فضيلة الشيخ على عطية فى كلمته فى ذكرى الأربعين لنياحة نيافة الأنبا يوأنس فيقول :"رأيت فيه رقة اللفظ وعذوبة الكلمة .. تجلس معه فتشعر أنك تعرفه منذ زمن بعيد .. لأنه كان يستطيع أن يصل الى القلوب .. بهذه الرقة الرقيقة التى أوثرت عنه .. وبهذه البسمة التى كانت ترف على شفتيه فتبعث فى قلبك لونا من الأنس بل وألوانا من المحبة".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gihan.george
عضو سوبر
عضو سوبر



انثى
عدد الرسائل : 433
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 15/08/2010

سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ   سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 17:44

الأنبا يوأنس وإحتماله لآلام الجسد
"لأنه فى ما هو تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين". (عب 2 : 18)
نشكرك أيها الرب الهنا يا من جعلت من الألم بركة وجعلته السبيل الموصل الى المجد. (المسيحية والألم).


لعل نيافة الأنبا موسى قد لخص رحلة الأنبا يوأنس مع الألم حينما قال :]لم أرى فى حياتى انسانا تألم بقدر ما تألم الأنبا يوأنس .. مدة طويلة ، وأمراض متعددة وآلام مضنية وقد تحمل كل ذلك فى صبر نادر ، وشكر عجيب وثقة كاملة. وكان دائما يقول ويكتب أن مؤلفاته الخالدة كانت (ثمرة الألم) ولم أنسى أنينه وصرخاته الرهيبة من شدة الألم .. بينما كان يعالج من مضاعفات حدثت له بعد عملية القلب . [


لقد كانت رحلة طويلة مع الألم وصليبا حمله فى شكر منذ بداية رهبنته. فهو يكتب فى مذكراته أنه بمجرد أن أخذ العمل الديرى بدأ الألم يداهمه :]بمجرد أن استلمت العمل فى المجمع – وبعدها بقليل – شعرت بألم شديد فى ساقى اليسرى .. علما بأن يدى اليمنى هى الأخرى آلمتنى جدا (تنميل فيها مع وجع) حوالى يوم 14/9/1955.

لكن لم تؤثر هذه الآلام على روحياته ، بل على العكس كان للألم ثمرة حلوة فى حياته . فلعلنا نقرأ كلماته فى مقدمة كتابه الأول الذى صدر منذ ثلاثين عاما ، بستان الروج الجزء الأول إذ يقول :] هذا الكتاب ثمرة من ثمرات الألم أولا وأخرا . الألم الذى قال فيه بولس الرسول "وهب لكم لأجل المسيح ، لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا من أجله"[. (فى 1 : 29)

ويواصل نيافة الأنبا يوأنس رحلته مع الألم حاملا صليبه بشكر ويثمر لنا ثمرة حلوة أخرى إذ يكتب فى مقدمة الجزء الثالث وبعد أن عاد من عمليته الجراحية الكبرى الثانية عام 1985م :]لقد اختبرت أن ثمر الألم حلو. والله بحكمته يعرف كيف يخرج من الآكل آكلا ومن الجافى حلاوة .. وما يهمنى أن أقوله إنه إن كنت قد بدأت هذا الكتاب بالألم فقد ختمه الله بالألم أيضا .. وإذ كان للألم هذه البركات فنشكر الله الذى قال بفم رسوله الأمين بولس الرسول "وهب لكم لأجل المسيح ، لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله"[. (فى 1 : 29)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة أبينا الأسقف المتنيح الأنبا يوأنس أ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Net for God :: المنتديات الكنيسية و الروحية-
انتقل الى: