Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: لكن نجنا من الشرير الأحد 9 يناير 2011 - 18:56 | |
| تأمل في الصلاة الربانية .. لكن نجنا من الشرير بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث هكذا علمنا الرب أن نقول في صلاتنا كل يوم: لا تدخلنا في تجربة, لكن نجنا من الشرير (متي 6: 13). فما هي أعماق هذه الطلبة التي نطلبها من الرب يوميا؟ تواضع في الصلاة حيث نقف أمام الله كخطاة نقول له اغفر لنا. وكضعفاء نقول له: نجنا من الشرير. عن الماضي, نقول اغفر لنا, وعن المستقبل: نقول نجنا من الشرير.. إنها طلبة إنسان متضع, يعرف أنه معرض للتجربة, ومعرض للسقوط, وهو لا يعتد بقوته, ولا يغتر واثقا بنفسه, وإنما يصرخ إلي الله, طالبا منه أن يحميه وينجيه.. إنه.. في تواضعه.. يعترف بقوة الخطية, التي قال عنها الكتاب إنها: طرحت كثيرين جرحي, وكل قتلاها أقوياء (أم 7: 26). يعترف في صلاته أنه ليس فوق مستوي السقوط, فهوذا تحذيرالرسول: من هو قائم, فلينظر لئلا يسقط (1كو 10:12).. لأنه ليس أحد معصوما, والكتاب ينصحنا قائلا: لا تستكبر بل خف (رو11: 20). مادام الأمر هكذا فنحن محتاجون يارب إلي معونتك الإلهية, ألست أنت القائل: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا (يو 15: 5).ولهذا قال المرتل في المزمور: إن لم يحرس الرب المدينة فباطلا سهر الحارس (مز 127: 1).. لذلك أنت الذي تنجينا لأننا لا نقدر أن ننجي أنفسنا.. إننا لسنا أعظم من القديسين الذين سقطوا.. لسنا أعظم من أبينا آدم الذي سقط, وهو في حالة روحية فائقة للطبيعة الحالية, ولسنا أكثر روحانية من داود, مسيح الرب, رجل الصلاة والمزامير. ولا نحن أحكم من سليمان, الذي أخذ الحكمة من الله, وصار أحكم أهل الأرض, ولا نحن أقوي من شمشون الذي كان روح الرب يحركه (قض 13: 25). وكل هؤلاء سقطوا. لذلك نصرخ: نجنا من الشرير.. ونحن نعرف أيضا قوة إبليس الذي يحاربنا.. هذا الذي قال عنه القديس بطرس الرسول: إن إبليس عدوكم, كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو (1بط5: 8). ونحن نعترف إننا بقدرتنا الشخصية لا نستطيع أن نقوي عليه, ولكننا: نستطيع كل شئ في المسيح الذي يقوينا (في 4: 13). لذلك كلما تذكر قوة إبليس وحيله ومكره وإلحاحه وخداعه, نصرخ قائلين: لا تدخلنا في تجربة, لكن نجنا من الشرير, وهنا نسأل: ما هي هذه التجارب؟ وما معني الدخول فيها؟ التجارب وأنواعها هناك تجارب مادية, في مشاكل الحياة العادية, وتجارب أخري روحية قد تمس مصير الإنسان وأبديته. وهناك تجارب من الله, وتجارب أخري من الشيطان. التجارب التي من الله هي للخير, ومن أمثلتها: تجربة الرب لأبينا إبراهيم في تقديم ابنه الوحيد محرقة. وقد خرج من هذه التجربة مزكي وأفضل حالا, ونال بركة من الله, ولم يصبه ضرر (تك22: 1- 18). وعن هذا النوع من التجارب, قال القديس يعقوب الرسول: احسبوه كل فرح يا إخوتي, حينما تقعون في تجارب متنوعة, عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا.. لكي تكونوا تامين وكاملين, غير ناقصين في شئ (يع1: 2- 4). والتجارب التي من الله, تتميز بالآتي: أولا هي للخير, وثانيا معها المنفذ, وثالثا هي في حدود طاقتنا واحتمالنا, وعنها قال الرسول: ولكن الله أمين, الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ, لتستطيعوا أن تحتملوا (1كو 10: 13). هذه التجارب التي من الله, لا نقول عنها: لا تدخلنا في تجربة, ولا نقول عنها: نجنا من الشرير. هذه التجارب التي من الله, ليست هي التي نقول عنها: نجنا من التجارب. ولا هي التي نقول عنها: نجنا من الشرير, لأن الله غير مجرب بالشرور. وهو لا يجرب أحدا بنوع التجارب الشريرة.. (يع 1: 13). التجارب الشريرة إن التجارب بالخطية وبالعثرات, ليست هي من الله. مثلما جرب يوسف الصديق من امرأة فوطيفار (تك39). ومثلها النصائح الشريرة التي كان آخاب الملك يتلقاها من زوجته إيزابل (1مل 21) ومثل المشورة التي قدمها أخيتوفل لأبشالوم (2صم15: 31- 32). ومثل العثرة التي وضعها بلعام لهلاك الشعب (رؤ 2: 14). إذن عبارة: لا تدخلنا في تجربة إنما تعني التجارب الشريرة. أي نجنا من التجارب التي تتسبب في سقوطنا, أو التي تهدد أبديتنا ولا نعني إطلاقا التجارب التي هي مجرد اختبارات لتزكيتنا ولمنحنا البركات. لذلك فنحن بعد عبارة لا تدخلنا في تجربة نقول مباشرة: لكن نجنا من الشرير. معني كلمة: الشرير قد تعني الشيطان, أو الناس الأشرار * فالناس الأشرار يلقون عثرات في طريق القلب, كما حدث لشمشون من دليلة (قض16). ولسليمان من النساء الغريبات اللائي: أملن قلبه وراء آلهة أخري (1مل 11: 4). وكما يقول الكتاب: المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة (1كو 15: 33). وكما يحذرنا المزمور الأول من طريق الخطاة ومن مجالس المستهزئين (مز1). * وقد يكون الشرير من الأخوة الكذبة, أو أناس نشأوا أولا داخل الكنيسة!! كما تحدث القديس بولس الرسول عن متاعبه, فقال: ... بأخطار من أخوة كذبة (2كو 11: 26). وكما قال القديس يوحنا الحبيب: منا خرجوا, ولكنهم لم يكونوا منا, لكنهم لم يكونوا منا, لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا (1يو 2: 19). ومن الذين نشأوا داخل الكنيسة, ولكنهم انضموا إلي الشرير, الهراطقة والمبتدعون وكل من يعلم تعليما خاطئا ومنحرفا داخل الكنيسة.. عن هؤلاء نقول أيضا: نجنا من الشرير. وما الناس الأشرار سوي جنود للشيطان الشرير ينفذون خططه وينشرون أفكاره.. * ولا شك أن الشيطان هو الشرير الأول, الذي نطلب من الله أن ينجينا منه وقد لقبه الكتاب (بكلمة الشرير), حينما كتب معلمنا القديس يوحنا الرسول إلي الشباب قائلا: كتبت إليكم أيها الأحداث, لأنكم أقوياء, وكلمة الله ثابتة فيكم, وقد غلبتم الشرير (1يو 2: 14). وكما قال أيضا: كل من ولد من الله لا يخطئ. بل المولود من الله يحفظ نفسه, والشرير لا يمسه (1يو 5: 18). ولا ننسي أن الشيطان وجنوده يلقبهم الإنجيل المقدس.. في كثير من المواضع - بالأرواح الشريرة. هذا الشيطان الشرير هو الذي نطلب من الرب أن ينجينا منه. وهو الذي نمجده في المعمودية, هو وكل حيله الرديئة والمضلة وكل جيشه وكل سلطانه. وهو الذي نطلب من الرب أن ينتهره عند اقترابه منا, متذكرين قول الملاك ميخائيل له لينتهرك الرب (يه9). ومتذكرين أيضا قول ملاك الرب الذي دافع عن يهوشع الكاهن العظيم, قائلا للشيطان الذي كان يقاومه: لينتهرك الرب يا شيطان, لينتهرك الرب. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار (زك3: 2). * وقد يكون الشرير الذي نطلب النجاة منه هو القلب إذا انخدع من الشهوات. لأنه: من كنز القلب الشرير, تخرج الشرور (مت12: 34- 35). وعن هذا القلب وشهواته, يقول معلمنا يعقوب الرسول: لا يقل أحد إذا جرب, إني أجرب من قبل الله.. ولكن كل واحد يجرب, إذا انخدع من شهوته, ثم الشهوة إذا حبلت, تلد خطية (يع1: 12, 14). والإنسان في التخلص من شهوات قلبه, يحتاج إلي معونة من عمل النعمة: * وقد يكون الشرير هو الجسد غير الخاضع لقيادة الروح, الجسد الذي يقاوم الروح ويشتهي ما هو ضد الروح (غل5: 7) فيسلك الإنسان حسب الجسد وليس حسب الروح (رو 8: 1). هذا الجسد الذي قال عنه القديس بولس الرسول: من ينقذني من جسد هذا الموت؟!!. وقال أيضا: ليس ساكن في, أي في جسدي, شئ صالح (رو7: 24, 18).. هذا الجسد الذي خلقه الله صالحا ثم تمرد, نقول له عنه: نجنا من الشرير. لأن الإرادة حاضرة عندي, أما أن أفعل الحسني فلست أجد (رو 7: 18). لذلك لا تدخلنا في تجربة. لا تدخلنا في تجربة ما معني هذه العبارة؟ معناها: لتكن التجارب تحاربنا من الخارج, لا تدخل إلي قلوبنا, ولا ندخل نحن إلي أعماقها. كالمياه التي تصطدم بالسفينة من الخارج فلا تضرها, ولكن إن تسربت إلي داخلها تغرق.. فلتحاربنا الأفكار من الخارج, ولكن لا تدخل إلي مشاعرنا وانفعالاتنا في القلب وتؤثر. كن يارب رقيبا علي التجارب, ولا تسمح لها أن تدخل في أعماقنا. بطرس الرسول لم يضع أمامه عبارة: لا تدخلنا في تجربة, إنما افتخر باطلا بقوله: لو أنكرك الجميع, أنا لا أنكرك. ولأنه لم يطلب هذه الطلبة طلبها من أجله السيد الرب بقوله: طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك (لو 22: 31). كان معرضا للضياع, إذ لم يتضع أمام الرب ويقول: لا تدخلنا في التجربة. ولكن هل نحن نكتفي بهذه الطلبة. أم علينا واجب؟ واجبنا نحن نطلب من الله أن لا يدخلنا في تجربة, ولكن ليس معني هذا أن نكسل ونهمل روحياتنا!! فالرب مستعد أن يستجيب وينجي ولكنه يقول لنا: اسهروا وصلوا, لئلا تدخلوا في تجربة (مت26: 41). إذن السهر شرط. لئلا تأتي التجربة بغتة فتجدنا نياما!! (مز13: 36). هناك عبارة مهمة في مثل الحنطة والزوان تقول: وفيما هم نيام, زرع العدو زوانا (مت13: 35). لذلك ليتنا نسهر. وفي كلام القديس بطرس عن قوة العدو, بدأ بقوله: اصحوا واسهروا, لأن عدوكم مثل أسد زائر.. (1بط5: 8). ولست أريد أن أستفيض في أهمية السهر, فقد وضعت لكم كتابا عن (السهر الروحي). انتقل إلي نقطة أخري: يجب علينا أيضا مقاومة العدو هل نكتفي بعبارة: نجنا من الشرير, ونسكت؟! كلا, فالكتاب يقول: قاوموا إبليس فيهرب منكم (يع 4: 7). ويقول أيضا: قاوموه راسخين في الإيمان (1 بط 5: 9). وإلي أي حد تكون المقاومة؟ يقول القديس بولس موبخا العبرانيين: لم تقاوموا بعد حتي الدم, مجاهدين ضد الخطية (عب 12: 4). هناك أيضا الجهاد الروحي والصراع ضد العدو: إن الرسول يقول: البسوا سلاح الله الكامل, لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس ويشرح لنا تلك الأسلحة الروحية, ويقول: لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم.. بل مع أجناد الشر الروحية.. (1ف6: 11- 19). إذن لا نكتفي بمجرد الصلاة, بل نجاهد أيضا. الله مستعد أن يستجيب صلواتنا ويعمل لأجلنا.. ولكن علينا أن نشترك معه في العمل لأجل خلاصنا. نبذل كل جهدنا لكي نبرهن أن إرادتنا متجهة إلي الله, وقلوبنا معه.. ونترك إلي الله أن يكمل نقص قدراتنا, دون تكاسل أو تراخ منا. نهرب من أسباب الخطية ونسلك بتدقيق. نهرب من كل أسباب الخطية, ومن المعاشرات الردية, ولا نستسلم إلي الأفكار الخاطئة بل نطردها ونطيع الكتاب في قوله: اسلكوا بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء.. فاهمين ما هي مشيئة الرب.. امتلئوا بالروح (أف5: 15- 18). وهكذا يكون سلوكنا متمشيا مع صلواتنا وينجينا الله من الشرير, لأننا نرغب ذلك. ما أصعب أن ينجينا الرب, ولكننا نحن نسعي إلي الشرير!! (جريدة وطني 9/1/2011) | |
|
الرب نصرتي اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1048 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 30/11/2009
| موضوع: رد: لكن نجنا من الشرير الإثنين 17 يناير 2011 - 2:08 | |
| - اقتباس :
- لتكن التجارب تحاربنا من الخارج, لا تدخل إلي قلوبنا, ولا ندخل نحن إلي أعماقها.
كن يارب رقيبا علي التجارب, ولا تسمح لها أن تدخل في أعماقنا. أمين شكرااا للعظة الجميلة ربنا يعوضك يا أستاذ بطرس | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: لكن نجنا من الشرير الإثنين 17 يناير 2011 - 16:11 | |
| تعيشي وتقري وتستمتعي يا اختى العزيزة | |
|