mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: نحميا وعزرا في العمل الروحي الجمعة 4 فبراير 2011 - 13:53 | |
| شخصيات الكتاب المقدس
نحميا وعزرا في العمل الروحي والبناء الروحي
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
وطني 30-1-2011
استطاع نحميا أن يبني أسوار أورشليم,ولايكون الشعب عارا,واستطاع بعزيمته التي لاتعرف اليأس أن يحول الظلمة إلي نور,وأن يحول الحزن إلي فرح ولكنه لم يكتف بهذا.
كانت هناك نفوس مثل أورشليم:أسوارها مهدمة وأبوابها محروقة بالنار وهي مدوسة أيضا من الأعداء وبلا كرامة فلما انتهي نحميا من ترميم المدينة التفت إلي ترميم النفوس..ولم يرد أن تكون أورشليم في أسوارها الجديدة مثل القبور المبيضة من الخارج وداخلها عظام نتنةمت23:27
وحقا إن الذين عادوا من السبي استقروا كل واحد في مدينتهنح7:6ولكن لابد للجميع أن يأخذوا من السبي درسا وأن يعرفوا لماذا سمح الله بسبيهم وأسلمهم إلي أيدي أعدائهم
.كان لابد أن يتلافوا الأسباب التي دعت إلي سبيهم حتي لا يعود الله فيغضب عليهم ويسلمهم إلي سبي جديد كان لابد أن يتخلصوا من سبي الخطية لقلوبهم هذا السبي الداخلي الذي أدي إلي سبيهم في بابل وآشور وأرض فارس.ومن هنا بدأ العمل الروحي...كان لابد أن يرجعوا إلي الله ,كما رجعوا من أرض السبي إلي أورشليم, ولكن كيف تم ذلك؟اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلي الساحة...وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسي التي أمر بها الربنح8:1
أتي عزرا بسفر الشريعة أمام الرجال والنساء وقرأ فيها من الصباح إلي نصف النهار وكان لما فتح السفر أمام كل الشعب وقف كل الشعب وبارك عزرا الرب.وقال الشعب أمين آمين.وخروا وسجدوا للرب علي وجوههم إلي الأرضوكانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعةنح8:3,6
إذن لم يكن الحدث التاريخي الهام هو عودة الشعب من السبي إنما عودة الشعب إلي الله ولم يكن بناء بيت الرب سوي مجرد وسيلة للبناء الروحي الذي أشرف عليه نحميا وعزرا.
لقد قرأوا عليهم سفر الشريعة وفسروا المعني وأفهموهم القراءةنح8:8ولما سمع الشعب كلام الله تأثروا وبكوا فقال نحميا وعزرا والكهنة للشعباليوم مقدس لاتنوحوا ولاتبكوا..لاتحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكمنح8:10,9...ففرح الشعب فرحا عظيما وأكلوا وشربوا حقا إنه للبكاء وقت وللفرح وقت كما يقول الكتابجا3:4.
ولكن أهم من الفرح بكلام الله الفرح بالعمل فيه وهكذا اجتمعوا بالصوم والمسوح والتراب وصلوا إلي اللهنح9:6,1.
لم تكن مجرد صلاة عادية روتينية إنما صلاة من قلوب منسحقة في التراب في صوم ومسوح وشملت صلواتهم عناصر متعددة أساسية:بدأوا بصلاة التسبيح أنت هو الرب وحدك أنت الذي صنعت السموات وسماء السماواتثم باركوا الرب علي اختياره ابرآم وذكروا الرب بعهده مع أبينا إبراهيم ثم عجائب الله معهم وشريعته التي قدمها لهم علي يد موسي النبي.ثم اعترفوا بخطاياهم أمام اللهآباؤنا صلبوا رقابهم ولم يسمعوا لوصاياكنح9:16وأطالوا الاعتراف بخطايا الشعب والآباء أمام الله صلبوا رقابهم ولم يسمعوا فاحتملتهم سنين كثيرة...ولم يصغوا فدفعتهم إلي أيدي شعوب الأراضي ولكن لأجل مراحمك الكثيرة لم تفنهم ولم تتركهمنح9:31,29وختموا اعترافاتهم بقولهم للربأنت بار في كل ما أتي علينا لأنك عملت بالحق ونحن أذنبنا..
وختموا اعترافاتهم وتذللهم بأن عقدوا ميثاقا مع الرب شرحوا للرب الذل الذي يعيشون فيه ثم قالوا لهمن أجل كل ذلك نحن نقطع ميثاقا ونكبته ورؤساؤنا ولاويونا وكهنتنا يختموننح9:38وكان أول الذين ختموا نحميا الترشاثا ثم عددا كبيرا من الكهنة وقادة الشعب ودخلوا في قسم وحلف أن يسيروا في شريعة الله...وأن يحفظوا ويعملوا جميع وصايا الرب...نح10:29,1
تعهدوا بالانفصال عن الزيجات الخاطئة وأن يحفظوا مراسم الرب وسبوته وأن يقدموا البكورات والعشور وما يخص المحرقة الدائمة وذبائح الخطية وترك السنة السابعة والديون...نح10:39,30.ونظموا عمل الكهنة واللاويين وخدمتهمنح12وكذلك عمل المغنين والحراس والبوابين وبدا أن كل شيء قد ترتب ووضعت جميع التنظيمات ...لهذا سافر نحميا لكي يقدم تقريرا للملك عن كل ما عملهنح13:6
ولكنه لما عاد إلي أورشليم وجد أمورا خطيرة قد حدثت تحتاج إلي إصلاح.وهذا يرينا أن كل إصلاح يتم لابد أن يحتاج إلي متابعة كان الياشيب الكاهن المقام قد هيأ مخدعا عظيما لطوبيا عدو نحميا الأكبر الذي كان له دور خطير في مقاومة بناء سور أورشليم وقد هيأ الياشيب هذا المخدع لطوبيا في المكان الذي كانوا من قبل يضعون فيه التقدمات والبخور والآنية والخمر والزيت..نح13:5,4ثم حضر نحميا وعرف الشر الذي عمله الياشيب لأجل طوبيا.وهنا نري نحميا في حزمة وقوته وغيرته لقدسيه بيت الرب.
لقد ساءه الأمر جدا فطرد طوبيا من المكان وطرح جميع آنية بيت طوبيا خارج المكان وأمر فطهروا المخادع ورد إليها أنية بيت الله مع التقدمة والبخور13:9,7كما قام بإصلاح أمور أخري إذ وجد أنه في غيابه لم تعط للاويين أنصبتهم فهرب اللاويون والمغنون كل واحد إلي حقله ..فأعادهم إلي خدمتهم وأمر بمنحهم أنصبتهم وأقام خزنة علي الخزائن.هناك مواقف في الخدمة تحتاج إلي حزم وإلي شديدة مدبرة.
نحميا هنا لم يجامل الياشيب الكاهن لأنه كان مخطئا في موقفه من طوبيا ومن قدسية بيت الرب كذلك لم يجامل الذين منعوا عن اللاويين أنصبتهم بل خاصمهم ووبخهم نح13:11ولم يكتف بقولهساءني الأمر جدا.نح13:8بل أخذ موقفا حازما وهذا الحزم جاء من نحميا الذي رأيناه في وقت آخر باكيا ومنسحقانح1:4أمر آخر خطير وقف أمام نحميا وعزرا وهو الزيجات الخاطئة:
كان كثير من الشعب بل ومن الكهنة أيضا واللاويين لم ينفصلوا عنشعوب الأرض حسب رجاساتهموتزوجوا من الكنعانيين والحيثيين والعمونيين والمؤابيين وغيرهم فاتخذوا من بناتهم لأنفسهم ولبنيهم واختلط الزرع المقدس..عز9:2,1
وهؤلاء الشعوب لهم آلهة غريبة وكثيرا ما كان لهؤلاء الزوجات تأثيرهن حتي في أيام سليمان الحكيم الذي قال عنه الكتاب أن نساءه أملن قلبه وراء إلهة أخري ولم يكن قلبه كاملا مع الرب1 مل11:4 فلما سمع عزرا بتلك الزيجات الخاطئة اعتبرها خيانةعز9:4,2ومزق عزرا ثيابه ورداءه ونتف شعر رأسه وذقنه وجلس متحيرا فاجتمع إليه كل من ارتعد من كلام اللهعز9:4,3كان كلام الله واضحا في رفض تلك الزيجاتخر34:16,15وهذا هو ما تذكره عزرا أيضاعز9:12خوفا من انتقال الوثنية إلي شعب الله...
صلي عزرا أمام الله وقال في ذلكوعند تقدمه المساء قمت من تذللي وفي ثيابي الممزقة جثوت علي ركبتي وبسطت يدي إلي الرب الهي وقلت:اللهم إني أخجل وأخزي يا الهي من أن أرفع وجهي نحوك, لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا ولأجل ذنوبنا قد دفعنا نحن وملوكنا وكهنتنا ليد ملوك الأرض للسيف والسبي والنهب وخزي الوجوه إلي هذا اليوم...ثم قال عبارة مؤثرة:قد جازيتنا يا إلهنا أقل من آثامناعز9:13إنها أعمق من عبارة اللص اليمين نحن بعدل جوزينالو23:42نعم,في كل عقوبات الله لنا يجازينا بأقل مما نستحق وهكذا ختم عزرا صلاته بقوله للرب أنت بار لأننا بقينا ناجين كهذا اليوم هانحن أمامك في آثامنا.وكانت صلاة عزرا الباكية والمنسحقة لها تأثيرها في كل الناس وهكذا يقول الكتابفلما صلي عزرا واعترف وهو باك وساقط أمام بيت الله,اجتمع إليه من إسرائيل جماعة كثيرة جدا...لأن الشعب بكي بكاء عظيماعز10:1.
ما أعظم تأثير بكاء الرجل,وبكاء الكاهن.
المرأة كثيرا ما تبكي والرجل نادرا ما يبكي بل يضبط نفسه لهذا فإن بكي الرجل يكون بكاؤه مؤثرا قد يحتمل الابن بكاء أمه ولكنه لايستطيع أن يحتمل بكاء أبيه فإن كان الرجل مؤثرا في بكائه فكم بالأولي إن كان كاهنا وكم بالأولي إن كان بكاؤه أمام الله بانسحاق قلب وثيابه ممزقة وقد نتف شعره وركع يعترف بالخطايا أمام الله...
وهكذا قطع الشعب عهدا أمام الله بترك تلك الزيجات الخاطئةعز10:3وانطلق عزرا وهو لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء,لأنه كان ينوح بسبب أهل السبي وأطلقوا نداء لكي يجتمع الشعب وجلس جميع الشعب في ساحة بيت الله مرتعدينوشرح لهم عزرا خيانتهم للرب باتخاذهم نساء غريبة غير مؤمنةوأمرهم بالانفصال عنهن وقالوا بصوت عظيم:كما كلمتنا كذلك نفعلعز10:12,6ولم يجامل أحدا من الكهنة ولا من الرؤساء الذين وقعوا في تلك الخطيةعز10:18.
وكذلك لم يجامل أحدا من اللاويينعز10:23ولا من الرؤساءعز10:14وجلس لفحص كل الحالات وانتهوا من كل الرجال الذين اتخذوا نساء غريبةوبنفس الأسلوب تصرف نحميا أيضا:
فعل ذلك مع اليهود الذين ساكنوا نساء أشدوديات وعمونيات وموآبياتنح13:23فجمعهم ووبخهم بشدة وعنف وضرب لهم مثلا بسليمان الملك الذي جعلته النساء الوثنيات يخطيء ولم يجامل الكهنة في ذلك بل قال:اذكرهم يا إلهي لأنهم نجسوا الكهنوت وعهد الكهنوت واللاويين فطرتهم من كل غريب,وأقمت حراسات الكهنة واللاويين, كل واحد علي عملهنح13:30,29وهكذا قام عزرا بعملية تطهير وتنقية للشعب,وبناء روحي. | |
|