mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الخطايا التي تنتج عن محبة المديح والكرام الأحد 9 أكتوبر 2011 - 14:10 | |
| حياة التواضع والوداعة 18
الخطايا التي تنتج عن محبة المديح والكرامة
بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
وطني 9-10-2011
ما أكثر الخطايا التي تنتج عن محبة المديح والكرامة.نذكر من بينها:
1- الرياء: محب المديح يصير إنسانا مرائيا,لايعطي صورة حقيقية عن نفسه فهو يخفي النقط السوداء التي فيه ويظهر فقط النقط البيضاء التي تجلب له المديح وإخفاء النقط السوداء يتدرج فيه إلي نواح كثيرة, وكذلك إظهار النقط البيضاء يتدرج فيه إلي نقط خطيرة, وبهذا يقع في عيوب لاتحصي. 2- الغضب وعدم الاحتمال: مادام محب المديح يخفي عيوبه,فبالتالي لايقبل أن يوجه إليه أي عيب فيكون إنسانا يكره الانتقاد,وإذا انتقده أحد فإنه لا يحتمل وربما لايقف فقط عند حد عدم الاحتمال بل يتطور به الأمر إلي الغضب والنرفزة والثورة إلي آخر هذا الطريق. فكيف ينقده شخص ويقول عنه كلمة سيئة؟!وكيف يذكر له عيبا معينا؟!لهذا فإنه يثور ويضج ويتعب من الداخل ومن الخارج كما يتعب معه الآخرين أيضا.. وكل هذا بسبب محبته للمديح والكرامة. وهنا يجب أن نعلم أن علاج أنواع كثيرة من الغضب,هو ألا يكون الإنسان محبا للمديح ولا للكرامة لأن كثيرا من غضبنا يكون مصدره هو محبة المديح إذ لايحتمل الإنسان كلمة إهانة أو نقد أو أية إساءة. 3- الكراهية: محب المديح يكره من لايمدحه ويكره أيضا بالأكثر من ينتقده كما يكره من يمدح غيره أمامه لأنه يريد المديح له وحده! 4- الحسد: محبة المديح والكرامة هي من الأسباب الأساسية للحسد فالحاسد يريد أن يأخذ مركز غيره ومكانته عند الناس ولايريد أن يكون غيره أفضل منه فلهذا يحسد كل من يراه موضع التقدير والإعجاب! 5- النقد والإدانة والتشنيع والسب للغير: ذلك لأنه يحب أن يكون جميع الناس أقل منه لذلك فهو يشوه أعمال الغير لكي يكون هو وحده الذي بلا عيب. ولهذا فإنه يقع في إدانة الآخرين وفي التشهير بهم.كما يقع في السب وما إلي ذلك من انتقاص حقوق الآخرين. 6- وبذلك يخسر محبة الناس: يخسر محبة الذين ينتقدهم ومحبة أصدقائهم وأقاربهم ويخسر محبة من لايعجبه هذا الأسلوب في تشويه الآخرين. 7- هو أيضا يحب المتكآت الأولي: ولأنه يحب العظمة فإنه يتنازع مع الناس علي المتكآت الأولي, ويدخل في خصومات وفي مشاكل مع من يجلس في المتكات الأولي كما لو كان يغتصب حقا من حقوقه أو لا يعترف بمكانته وأولويته! إنه يريد باستمرار أن يكون هو الأول والمتقدم والبارز والظاهر والمخصص بالاحترام والهيبة وكل من ينافسه في هذا لابد أن يسيء إليه ويتكلم عنه رديا. 8- ومحبة المديح تدفعه إلي الكذب والادعاء. إن كان الادعاء يوصله إلي مركز مرموق بين الناس فلا مانع عنده أن يكذب ويدعي ماليس فيه من مواهب وصفات وربما يختلق قصصا وأحداثا لإثبات ذلك. 9- وقد يصل به الأمر إلي عمل دسائس لكي ينزع بها الظاهرين من مراكزهم لكي يبقي هو وحده في الصورة,بلا منافس ولاشريك في العظمة وفي إعجاب الناس. 10- ومحبة المديح تؤدي إلي أكثر من هذا: تؤدي بمحب المديح إلي اشتهاء موت الآخرين لكي يأخذ مكانهم أو علي الأقل يشتهي فشلهم وعزلهم لكي ينال موضعهم فإن كان وكيلا وله رئيس فإنه يتطلع إلي منصب هذا الرئيس ويشتهي وظيفته بأية وسيلة! ويطلب أن يزاح من مكانه لكي يجلس هو علي كرسيه ويتخيل خيالات توصله إلي ذلك..كأن تقدم شكاوي ضد هذا الرئيس,ويحقق معه وتثبت إدانته ويعزل ويصبح الجو ممهدا أمامه ويخلو له المكان. وربما لايسمح له ضميره أن يقول كلمة سوء عن رئيسه ولكنه ينتظر لفارغ الصبر أن تقال تلك الكلمة من غيره فيفرح بها ويسر ولايدافع عنه مع معرفته الأكيدة بأنه بريء ولكنه لايشهد بشهادة في صالحه! فلننظر كم من الخطايا قد وقع فيها مثل هذا الشخص لفساد قلبه! 11- ومحبة المديح والكرامة تجعل الإنسان ليس فقط لا يحتمل التأديب ولا التوبيخ بل لا يحتمل مجرد كلمة نصح! فكيف ينصحه غيره؟هل هذا الغير أفضل منه أو يفهم أكثر منه؟!بينما هو العارف والفاهم والعالم والناصح والموجه والمرشد!! بل قد يتطور الأمر معه فلا يحتمل إنسانا ينصح آخر أمامه لأن النصح والارشاد هما له فقط هو الذي ينصح وهكذا يتضايق دون أن يدرك أحد لماذا تضايق!إنه يغلي من الداخل وإذا ما سئل عن سبب ضيقه لايستطيع أن يقول السبب. 12- وبذلك يصبح مشكلة لنفسه ومشكلة للآخرين. وربما إذا سئل غيره في وجوده أو احترم الناس غيره في وجوده لدرجة شعر بها أنه كان الأحق بهذا الاحترام أو أن الاحترام الذي قد وجه لغيره كان أكثر مما وجه إليه يتضايق ويتعب في الداخل ولو من أجل سبب بسيط كأن يدخل إنسان ويسلم علي غيره باشتياق أكثر أو باحترام أكثر!فهذا الإنسان المحب للمديح يصبح متعبا فهو لايحتمل الناس..كما أن الناس أيضا في مثل هذه الحالة لايحتملونه... 13- ومحبة المديح والكرامة تجعل الإنسان في موضع متردد غير ثابت. لأنه لايسير علي مبدأ وليست له خطة واضحة وإنما إن كان الأمر يسبب له المديح فإنه يفعله وإن كان عكسه يأتي بالمديح فإنه يفعل العكس! إنه يتلون مع الناس كيفما كانت صورهم وأساليبهم واتجاهاتهم: مع الوقور يكون وقورا ومتزنا ومع المهزار يكون مهزارا!!ولكل شيء تحت السماوات وقتوالوقت عنده هو مجال المديح:مع محب الكلام يكلمه كثيرا لكي يمدح منه علي قدرته علي الكلام ومع الذي يحب الصمت ,يصمت هو أيضا لكي يمدح علي صمته إن كان الدفاع عن الحق يجلب له المديح فإنه يدافع عنه لا حبا في الحق وإنما حبا في المديح!وإن كان الدفاع سيغضب البعض منه فإنه لايقول الحق لئلا يغضبهم وبذلك يخسر مديحهم له! إنه يريد المديح وكفي بأية طريقة وبأية وسيلة ولا مانع من التلون مع الناس لكي يصل إلي مديحهم له! يلبس لكل حالة لبوسها ويتخذ أمام كل إنسان صورة وشكلا وتصرفا ليكسب رضاه ومديحه أمام إنسان يحب الاتضاع يجلس بوقار في اتضاع ويعمل الأعمال التي يمدح عليها كمتضع ومع المتكبر يكون في صورته من العظمة التي يحبها. 14- هو إنسان ملون لايثبت علي وضع لكي ينال المديح. يعيش في شقاء وتعاسة يفقد سلامة الداخلي. يشتاق إلي الكرامة فإن لم تأته يتعب ويشقي وإن أتته يفرح ويسر ولكنه يفرح وقتيا ويلازمه الشقاء إما لخوفه من ضياع تلك الكرامة أو لاشتياقه إلي كرامة أفضل ويعيش في تعب لأن الكرامة الأفضل لم تصله بعد...وسلسلة التعب النفسي معه تتوالي ولا تنتهي. 15- محب المديح يقع في الغطرسة والكبرياء: وهذه تقود إلي باقي الشرور 16- وأخيرا فإن محب المديح يخسر حياته الروحية خسرانا كاملا. لأن كل الفضائل التي يجهد ذاته في عملها تتشوه تشويها شاملا إذ يدخلها حب المديح فيفسدها أو يكون حب المديح هو هدفها وليس حب الخير!فلا تصبح له فضيلة علي الإطلاق لأن كل فضائله قد تشوهت بسبب فساد الهدف والدافع إليها. هذا الإنسان مهما تعب ومهما عمل يقف أمام الله صفر اليدين.. ولا جزاء له عند الله لأنه أخذ أجرته علي الأرض إذ يقول له الرب في اليوم الأخير إنك استوفيت خيراتك علي الأرض مديحا وكرامة وعظمة ولا تستحق شيئا عندي في السماءمت6:16,5,2إنك لست من أجل الرب عملت الفضائل بل من أجل كرامة تنالها من الناس وقد نلتها وانتهي الأمر فضائلك كانت من أجل ذاتك لكي ترتفع هذه الذات أمام الآخرين وقد حصلت علي ما تريد فماذا بعد؟! وهكذا يخسر هذا الإنسان الملكوت الأبدي والعشرة مع الله وقديسيه وبسبب نزاعه مع الناس في محبته للكرامة يخسر الناس أيضا لأنهم لايحبون المتغطرس والمتكبر ويشمئزون من سعيه وراء المديح فيتعرض بهذا إلي ازدرائهم واحتقارهم كلما يمتدح نفسه أمامهم. وصدق مار إسحق حينما قال: من سعي وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة سعت إليه. إن كان الأمر هكذا فكيف ينجو الإنسان إذن من محبة المديح والكرامة؟هذا ما أود أن أتحدث عنه في العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا... | |
|
نبع الحياه اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1182 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 04/10/2011
| |