Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: البابا المعجزة ... فى العيد الاربعين الأحد 20 نوفمبر 2011 - 13:57 | |
| إحتفالات عيد جلوس البابا البابا المعجزة.. في العيد الأربعين
فيكتور سلامة
بطاركة الكنائس الأرثوذكسية يشاركون في الاحتفال بخليفة مارمرقس الرسول الـ117 الدكتور يحيي الجمل: باسم كل العقلاء من معتنقي كل الأديان نطلب من الله أن يحفظك سندا وذخرا لكل المصريين الأنبا يوأنس: في حبريته تجملت كرمة كنيستنا بدماء شهدائنا الأنبا بيشوي: أعاد لكنيسة الإسكندرية أمجادها.. ورفع اسم مصر عاليا في كل العالم البطريرك مارأغناطيوس: البابا شنودة كالخميرة الجيدة التي بهدوء وقوة تحمي العجينة كلها الكاثوليكوس آرام: راعي عظيم لكنيسة الله.. وعلينا أن نستعد لحضور عيد قداسته الخمسين أبونا بولوس: جئنا نحمل تهنئة 60 مليونا من الإثيوبيين الأرثوذكس
40 عاما مضت علي تتويج قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث راعيا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشعبها في مصر وسائر المعمورة.. أيام وسنين في عمر الزمن أمسك فيها الرب بيده ليمتد بالكرازة المرقسية إلي أقاصي المسكونة وأعانه بالحكمة فقاد الكنيسة إلي بر الأمان.. الكنيسة هنا هي السفينة, وبر الأمان هنا هو الشاطئ.. ولكن مع البابا شنودة الثالث كان البحر بلا شاطئ.. وأي شاطئ هذا الذي يضع حدا لبحر العظيم في البطاركة وثالثهم بعد القديس أثناسيوس الرسول حامي الإيمان, والأنبا كيرلس الأول عمود الدين.. إنه مدرسة جامعة للعلم, ومنارة تشع بالحكمة, ولاهوتي ينطق بتعاليم الكتاب, وروحاني له خلوته.. وكلما كنا نقترب من العام الأربعين لجلوسه علي الكرسي المرقسي كنا نشعر بثقل المهمة في أن نجمع كل أقواله وكتاباته ومواقفه وأعماله ذخرا لنا وللكنيسة ولشعبه وللمجتمع. وقبل أيام معدودة كان حادث ماسبيرو وتوقفت عجلة الزمان.. حقيقي أن قداسته قابل الموقف بصبر وجلد, ولكن الحزن الدفين داخل قلبه علي أولاده الشهداء كان ملموسا في عينيه.. وبإيمان وفرح بشهداء الكنيسة تقرر أن يكون الاحتفال داخل الكاتدرائية فقط أمام مذبح الرب وهيكله.. وكانت أفكار الرب وتدابيره تسبق أفكارنا وتدابيرنا.. فبطاركة العائلة الأرثوذكسية كانوا قد حددوا موعدا لحضورهم.. وكان أعظم احتفال في تريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. وما كان صعبا أن نجمعه عن البابا في أربعين عاما دار علي الألسنة في أربع ساعات.. الأكثر غرابة أن هذا الذي دار بفكري سمعته من الفم الذهبي لقداسة البابا في نهاية الاحتفال, وهو يشكر كل من تحدث عن أعماله علي امتداد حبريته.. قال: كل الأعمال التي تمت صنعها الله بنفسه, ولولا يد الله العاملة ما كنا نستطيع أن نفعل شيئا علي الإطلاق.. الآن أقول البابا شنودة ليس فقط قاضي المسكونة, وكاروز المهجر, وبابا العرب.. إنه البابا المعجزة.. ما سمعته أذني وما رأته عيني داخل الكاتدرائية مساء الاثنين الماضي - 14 فبراير 2011 - العيد الأربعين لتتويج البابا شنودة الثالث.. معجزة.. فتعالوا معي إلي المعجزة. نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس وقف وإلي جواره الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس وأعداد كبيرة من الآباء كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وضيوفها من الكنائس الأرثوذكسية في كل العالم, وأمامه حشود من الشعب المصري اختلط فيهم المسلمون بالأقباط وامتزجت مشاعرهم الفياضة بالحب في تناغم يعزف أنشودة التهنئة لأبيهم وأب كل العرب في العيد الأربعين لجلوسه علي كرسي كاروز الديار المصرية. المشهد الحار الملتهب بمشاعر الحب زاد من دفء مشاعره فلم تتوقف الأكف عن التصفيق, ترحيب نيافة الأنبا بيشوي بالضيوف الأجلاء أصحاب القداسة البطريرك مارأغناطيوس زكا الأول بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس, وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا, وقداسة أبونا باولوس بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية, الذين حضروا مع وفود من الآباء المطارنة ورؤساء الأساقفة في كنائسهم لتهنئة قداسة البابا شنودة الثالث بعيد تجليسه الأربعين. ويجلجل في أحضان الكاتدرائية صوت المطران سكرتير المجمع المقدس معلنا بالحق أن قداسة البابا شنودة الثالث أعاد لكنيسة الإسكندرية أمجادها الروحية والتعليمية في كل أرجاء المسكونة والكرازة المرقسية ورفع اسم مصر عاليا في كل العالم بتعاليمه وزياراته ومبادئه حتي حصل علي جوائز السلام والتسامح وأحسن واعظ, وشهادات الدكتوراه الفخرية, وصار رمزا تعتز به مصر وكنيستها القبطية. أحسست بدفء الحب يملأ أحضان الكاتدرائية عندما دعا الأنبا بيشوي عجلة الزمن لتتوقف أمام هذا المشهد المهيب في العيد الأربعين لأثناسيوس القرن العشرين والواحد والعشرين قداسة البابا شنودة الثالث الجالس علي كرسي القديس مرقس الإنجيلي.. وقال: اجتمع اليوم أربعة من رؤساء كنائسنا الأرثوذكسية لأول مرة في تاريخ مصر.. الكرسي الإسكندري يحمل ذكريات زيارة العائلة المقدسة لمصر.. والكرسي الأنطاكي وسائر المشرق يحمل ذكريات من نبوءة إشعياء النبي في الإصحاح التاسع عشر.. وكرسي بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس يحمل ذكريات جبل أرارات حيث استقر فلك نوح ونفحات تجديد الأرض مرة أخري.. وكرسي إثيوبيا يحمل ذكريات ملك سابا وحكمة سليمان وأبونا سلامة أول أسقف لإثيوبيا بيد البابا أثناسيوس الرسولي.. فتعال أيها التاريخ سجل صفحة جديدة في تاريخ كنائسنا.. وافرحي يا كل ربوع مصر, بل والكرازة المرقسية كلها, اهتزي واهتفي معنا أيتها الشعوب في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.. يحيا البابا شنودة حبيبنا. *** البطريرك مارأغناطيوس زكا الأول استهل كلمته بالشكر والتهنئة.. قالها باللغة السريانية وهي اللغة الثانية المشتقة من اللغة الأم الأرمنية.. لم يعرف أحد ماذا يقول ولكن قوة النطق باللغة السريانية أعطت لكلماته مدلولا لعظمة تعبيراته.. وبسرعة انتقل للحديث بالعربية وجاءت تعبيراته عظيمة كما بالسريانية.. قال: في أجواء روحية عبقت برائحة المسيح الزكية نحتفل في هذه اللحظات بشخصية كبيرة فريدة.. شخصية أماتت ذاتها لتعيش كنيسة الله المقدسة قوية منيعة حصينة وسط بحر تتلاطم أمواجه.. فقداسة البابا شنودة الثالث هو الخميرة الجيدة الذي بهدوء وقوة تحمي العجينة كلها.. وقداسة البابا شنودة الثالث هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف, الساهر علي سلامة رعيته في الوطن والمهجر الذي امتثل براعي الرعاة ربنا يسوع المسيح وسائر وراءه في طريق الجلجثة حاملا صليبا وطالبا ذاته مع المسيح كقول القديس بولس مع المسيح سررت لا لأحيا أنا بل المسيح يحيا في. وكشف البطريرك مارأغناطيوس عن سر لم يكن يعرفه أحد عندما أعلن أنه يتابع كل يوم أربعاء عبر الفضائيات القبطية الاجتماع الأسبوعي للبابا شنودة مستمعا لعظاته القيمة ونصائحه السديدة.. وقال: لا أظن أن أحدا يلومني إذا قلت إنه الرسول الثالث عشر, فقداسته معلم الأجيال والشاهد الحي للرب, وهو عميد رؤساء عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية, عشنا معه الوحدة الكاملة, وكان دائما قوة, وقوة لنا لندرك مسئوليتنا الروحية الكهنوتية لتقديم وسائل الخلاص لجميع المؤمنين, ولنواصل الصلاة وننشر المحبة التي هي العلامة الأولي لتلاميذ المسيح الحقيقيين كوصية الرب يسوع لتلاميذه: بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذه إن كان أن تحبوا بعضكم البعض.. وسنواصل بعون الله ونعمته هذه الشهادة الروحية والمسكونية, ونصلي إلي الله ليطيل عمر قداسته سنين عديدة ومديدة ونحتفل بيوبيله البطريركي الذهبي ليري الناس أعماله الحسنة ويمجدوا الآب الذي في السموات. *** قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس عبر في كلمات محددة بالإنجليزية عن عمق تقديره لقداسة البابا شنودة.. الكلمات المحددة التي خرجت من فكره وقلبه فجمعت القوة بالحب ترجمها للعربية نيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وأعطت للحضور فرصة التصفيق الحاد بين كل فقرة وأخري فأضفي للاحتفالية فرحة شعبية تلازمت مع كلمات الكاثوليكوس خاصة عندما قال: أنتم المؤمنين بهذه لكنيسة جئتم في هذه الليلة لتعبروا عن محبتكم وعن ثقتكم في قداسة البابا شنودة الثالث, ونحن أيضا بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية جئنا هنا كرؤساء لهذه الكنائس لكي نعبر عن حبنا لقداسة البابا شنودة الثالث, نحن في هذه الليلة لسنا فقط أمام شخص عادي ولكن أمام أربعين عاما من الحبرية البطريركية. وسرد الكاثوليكوس آرام قصة معرفته بالبابا منذ أن كان شماسا عام 1967 وكان قداسته أسقفا للتعليم.. وانتقل ليكشف مفاتيح شخصية البابا المعظم كما عرفه خلال الأربعين عاما من حبريته للكرازة المرقسية.. فقال: إنه راع عظيم لكنيسة الله.. ولاهوتي كبير كخليفة للقديس كيرلس الكبير بابا الإسكندرية.. وبطل للأرثوذكسية في كنائسنا الأرثوذكسية الشرقية. واختتم الكاثوليكوس آرام كلمته ذاكرا أنه كان هنا معنا منذ عشر سنوات يشاركنا الاحتفال بالعيد الثلاثين لتجليس قداسة البابا.. وقال علينا أن نستعد لحضور عيد قداسته الخمسين. *** الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة الأم للكنيسة الإثيوبية.. وحتي نهاية العقد الأول من القرن الماضي كان بطريرك الإسكندرية هو رئيس الكنيسة الإثيوبية, عندما قام المتنيح البابا كيرلس السادس في عام 1959 بتتويج الأنبا باسيليوس كأول بطريرك علي كنيسة إثيوبيا الأرثوذكسية ومن بعده تتابع بطاركة إثيوبيا إلي أن توج أبونا بولوس بطريركا للكنيسة الإثيوبية.. ومن هنا كان عمق المحبة والوحدة التي تربط الكنيستين.. ولهذا ربما أيضا استهل أبونا بولوس كلمته قائلا: مكتوب ما أحسن أن يجتمع الإخوة معا.. الإخوة يجتمعون في ظروف متنوعة, ولكن في هذه المناسبة الخاصة نحن نجتمع لكي نعبر عن احترامنا وتقديرنا لأبينا القديس الأنبا شنودة الثالث في خدمته لله.. ونهنئ قداسته في خدمته لله باسم كنيستنا التي يضم شعبها 60 مليونا من الإثيوبيين الأرثوذكس. ومن عمق ما لمسه أبونا بولوس في خدمة العظيم في البطاركة البابا شنودة الثالث أضاف أن خدمة قداسته ليست قاصرة علي الأربعين عاما كبطريرك, لكنه خدم الرب وخدم كلمته منذ طفولته, أي خدم الرب لأكثر من خمسة وثمانين عاما.. وبالرغم من ظروفه الصحية لم يتوقف قداسته عن الخدمة, وأعماله تقول من يفصلني عن محبة الله.. وبإرادة الله ونعمته سوف يواصل قداسته خدمة الله وشعبه.. وحضوركم اليوم يمثل الملايين الذين خدمهم البابا شنودة. صادفت كلمات أبينا بولوس ما يجيش في قلوب الحضور.. لمحتهم يقفزون فوق الكراسي مهللين, وأحسست للحظتها أنهم كم يودون لو استطاعوا أن يصلوا إليه ليقبلوه فقد صادفت كلماته ما تفيض به قلوبهم من حب لأبيهم وراعيهم وحامي كنيستهم وعقيدتهم البابا شنودة الثالث. *** الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء السابق والمحب لقداسة البابا استهل كلمته متحدثا إلي قداسة البابا.. قال بفم قلبه: سيدي.. وحبيبي.. ومعلمي.. قداسة البابا شنودة الثالث المعظم.. باسمي وباسم كل أولئك الذين يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر.. باسم الذين يقرأون في كتابهم المنزل أن السيدة العذراء المقدسة قال فيها كتابهم يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين.. باسمهم جميعا.. وباسم كل العقلاء من معتنقي كل الأديان أتقدم لقداستكم بتهنئتي في عيد جلوسكم وأتمني لكم الصحة والسعادة والصحة. باسم هؤلاء العقلاء جميعا يا قداسة البابا أتوجه لكنيستكم بالتهنئة.. باسم مصر التي قلت وتقول دائما مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما مصر وطن يعيش فينا.. هذه العبارة العظيمة التي سمعتها من قداستكم كثيرا, وكتبت عنها كثيرا.. تجعل من شعب مصر كله - أقباطه ومسلميه - يدعون لقداستك أن يحفظك الله لكل السنين.. لكل المصريين سندا وذخرا. *** نيافة الأنبا يوأنس سكرتير قداسة البابا استهل كلمته بالحديث بكرمة كنيستنا مشيرا إلي أن قداسة البابا في شبابه - عام 1948 - وكان قداسته في الخامسة والعشرين من عمره وصف كرمة الكنيسة في قصيده بقوله هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك.. وقال نيافة الأنبا يوأنس: إننا نحسب أنفسنا مغبوطين أننا نحيا في زمان حبريتكم المقدسة.. وقد صارت بكم كرمة كنيستنا المشتهاة يافعة مثمرة, وقد امتدت إلي كل أنحاء العالم شاهدة أنكم تروونها بدسم التعليم الصحيح وكلماتكم الذهبية.. تروونها بالإيمان والرجاء والصبر.. تروونها بالمحبة والهدوء والوداعة والحزم.. تروونها بالرحمة للجميع. وأضاف الأنبا يوأنس موجها كلماته لقداسة البابا شنودة قائلا: لقد ازدانت كرمة كنيستنا وتجملت في الأيام الأخيرة بدماء شهدائنا في نجع حمادي والجيزة والإسكندرية وأخيرا في ماسبيرو.. حقا إن من يدخل الكرمة الآن يلتزم السكون والصمت ليتفرس في بهاء وجمال عمل الله الذي ظهر علي أيديكم الطاهرتين يا سيدنا الحبيب, فكم من الحب والعرفان تحمله لكم الأغصان الصغيرة قبل الكبيرة.. أدامكم الرب أبا وسيدا وراعيا لكرمته المشتهاة. *** نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب أدار بكلمته شريط الذكريات.. وعاد بالشريط مع البابا الشاب الذي خدم الشباب أجيالا وراء أجيال ومازال شابا.. أو كما قال عنه نيافة الأنبا موسي - عمره ما شاب.. دايما شباب - عاد بالشريط بدءا من الأربعينيات عندما كان الأستاذ نظير جيد.. إلي الخمسينيات عندما كان الراهب أنطونيوس السرياني.. إلي الستينيات عندما كان الأنبا بيشوي أسقف التعليم.. إلي السبعينيات وإلي أعوام مديدة البابا شنودة الثالث. لم يستطع قلمي أن يلاحق الأنبا موسي وهو يحرك شريط الذكريات فقط كانت عيوني ومشاعري متعلقة بفمه الباسم وهو يخرج من مخزون الزمان كل ما هو شهي قدمه البابا شنودة للشباب جيلا وراء جيل.. تتلمذوا علي عظاته سواء في الاجتماع الأسبوعي أو كتبه أو أحاديثه أو شخصيته الفريدة العجيبة, وهو مطمئن علي الكنيسة وعلي الأجيال القادمة.. ويصل الأنبا موسي إلي النهضة التي عاشتها وتعيشها الكنيسة والشعب القبطي فيقول: الآن أستطيع أن أطلق علي قداسة البابا شنودة أبوالشهداء.. هو أب شهداء صنبو وأبوقرقاص والكشح ونجع حمادي والمقطم وإمبابة والقديسين وماسبيرو.. أرواحهم متهللة في السماء الآن يقولون له: إلي سنين طويلة تخدم أجيالا متتالية من الشباب. *** الدكتور إسحق إبراهيم أمين معهد الدراسات القبطية كان شاهدا لعصر قداسة البابا.. وكانت شهادته دقيقة بالأرقام التي لا تعرف إلا الحقيقة.. الأرقام تقول إن عدد الكنائس القبطية خارج مصر في بابوية قداسته وصل إلي 550 كنيسة في 60 دولة, ولها رعايا في 60 دولة من دول العالم من أقاصي المسكونة إلي أقاصيها فغيرت جغرافيا الكنيسة.. وفي مجال الرعاية شهدت بابوية قداسته أعمالا غير مسبوقة منها سيامة 117 من الآباء المطارنة والأساقفة ووصل عدد الإيبارشيات داخل مصر إلي 50 إيبارشية بالوجهين البحري والقبلي و28 إيبارشية خارج مصر.. وفي مجال الرهبنة والأديرة ارتفع عدد الأديرة إلي 35 ديرا منها 25 ديرا في مصر و10 خارجها.. وعدد الرحلات الرعوية وصل إلي 102 رحلة رعوية زار خلالها 38 دولة.. ومؤلفات قداسته حوالي 150 كتابا ترجم الكثير منها إلي أكثر من عشر لغات.. واختتم كلمته قائلا: يشهد التاريخ أن الكنيسة في عهدكم تشهد للمسيح.. شهادة بالفم.. وشهادة بالدم. *** الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي العام السكندري نقلنا من مفتاح من مفاتيح شخصية البابا الجالس علي كرسي مارمرقس الرسول أربعين عاما.. إلي وطنية البابا عندما قال: من الصعب علينا أن نكون بمعزل عن ما تموج به ساحة الوطن من أحداث واستباحات.. إننا لا نتصور أن وطنية أي مواطن مطروحة للنقاش أساسا فلما بالنا إن كنا نتحدث عن وطنية من هو بقيمة وقامة قداسة البابا.. والتي تنطق كل صلواته وأعماله وأقواله بكل مشاعر الوطنية الصادقة والحب للجميع.. ومازلنا نتذكر العبارة البليغة والبالغة الدلالة التي نطقت بها قداستكم في حب الوطن والتي طفت علي غيرها من تعبيرات في هذا الشأن من أن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل يعيش في داخلنا. واختتم كلمته مؤكدا أن الكنيسة لم ولن تنسي أبناءها الشهداء الذين انطلقت أرواحهم إلي السماء.. فشجرة الإيمان الأرثوذكسي في أرضنا التي باركها رب المجد باللجوء إليها طفلا هي الشجرة الوحيدة في تاريخ الكون كله التي لا ترتوي بغير دماء الشهداء من أبنائها. *** المستشارة تهاني الجبالي نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا امتلكت كل العقول والقلوب عندما توجهت بكلماتها إلي قداسة البابا شنودة الثالث مباشرة.. قالت: يا بابا العرب بمسلميه ومسيحييه.. وبضمير القاضي.. وفي عيد جلوسك الأربعين أشهدك أننا سنبقي حراسا علي قيمة العدل والمواطنة وحق كل مواطن في مصر في أن يحيا في سلام.. ونتوسل أن تصلي من أجل مصر كي يسودها العدل والمساواة والحق والحرية.. وأنت أب لكل هذه المعاني. *** في فرح تحدث المستشار إدوارد غالب عن البابا شنودة الثالث.. فقداسته كمال قال: الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ البطاركة المعاصرين لأنك تخطيت دورك البابوي العظيم إلي أدوار أخري لا تقل أهمية وقفزت بالكنيسة القبطية من النطاق المحلي إلي الإقليمي والعالمي.. وقال مخاطبا قداسة البابا: أربعون عاما وقداستك تقودون الكنيسة كقائد حكيم, ربان ماهر, وعبر هذه السنين كنت ولازلت وستظل قويا في مسيحيتك, فخورا بمصريتك.. أربعون عاما كان عمل الله معكم وبكم ظاهرا من خلال فكركم المستنير ورؤاكم التقدمية.. تلك التي تجلت في فاعلية من أجل نهضة الكنيسة ومسايرتها لتطورات العصر العلمية والثقافية ومواكبتها لاحتياجات المجتمع من منظور روحي وأخلاقي. *** أربع ساعات مضت وأنا والجموع نتأمل أربعين عاما للبابا الجالس علي كرسي مارمرقس الرسول.. التأمل هنا لا يقاس بعدد السنوات ولكننا قسناه بالأفكار والأعمال والحب والصمود أيضا.. وبقيت الكلمات ومازالت في الذاكرة للقمص جرجس لوقا كاهن كنيسة السيدة العذراء بفرنسا, والمستشار ملك مينا وكيل هيئة الأوقاف القبطية, ونيافة الأنبا ديفيد أسقف نيوجيرسي, والقمص صليب متي ساويرس.. وستبقي تراتيل وألحان كورالات كنيسة العذراء بمسرة ومارمرقص بالإسكندرية وخورس الكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية.. سيبقي كل هذا في مخزون الذاكرة وإلي مدي الأعوام.
| |
|