لا تيأس إن كنت تشعر انك لا تحب الله ولا تقل، ما الفائدة من كل أعمالي إن كنت لا احبه !
قل، إن كنت لا احب الله. فانه يعزيني لانه يحبني. وبمحبته يمكنه أن يجعلني أن احبه وقد تيأس بسبب انك لا تستطيع أن تقف أمام الله، إلا إذا ما أصلحت حالك أولا.
الأفضل أن تقول له، لست أستطيع أن اصلح نفسي أولا ثم آتيك، وإنما آتيك لكي تصلحنى حتى لو كنت في حالة ضعيفة، لا تيأس.
خير لك أن تبقى حيث أنت، من أن يدفعك اليأس إلى أسوأ. اثبت في القراءة الروحية، حتى وان كانت بلا فهم، واثبت في الصلاة ، وان كانت بلا حرارة، وفى الاعتراف وان كان بلا انسحاق، ربما من اجل ثباتك تفتقدك النعمة، وتعطيك الفهم والحرارة والانسحاق.
الصوم مهما كانت حالتك الروحية ضعيفة، فلا تيأس، لأن اليأس حرب من حروب الشيطان، يريد بها أن يضعف معنوياتك ويبطل جهادك، فتقع في يديه. وإذا كنت تيأس من نفسك فلا تيأس أبدا من نعمة الله. إن كان عملك لا يوصلك إلى التوبة، فان عمل الله من أجلك يمكن أن يوصلك.
وفى حياتك الروحية، أحيانا يكون سبب اليأس، هو وضعك أمام مثاليات فوق مستواك، أو خطوات واسعة لا تتفق مع التدريج اللازم، وإذ لا يمكنك إدراك ما تريده فانك تيأس.
لذلك يحسن أن تضع أمامك نظاما تدريجيا في حدود قوتك وإمكانياتك، وفى حدود ما منحك الله من نعمة. واعلم أن الله لا يريد منك سوى خطوة واحدة فقط. فان خطوتها يقتادك إلى غيرها،
نانوووووووووووووووو