Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: :: أذهب يا شيطان :: الأربعاء 29 أكتوبر 2008 - 21:59 | |
| عبارة ( إذهب يا شيطان ) التي بها انتهر الرب الشيطان ، لم تكن للتجربة على الجبل فقط ، إنما أيضاً لكل حروب الشيطان مع البشر ... فليتك تختبر قوة هذه العبارة في حياتك ، حينما يتدخل الرب ويطرد الشيطان ، فلا يشتد في حربه عليك ، أو على الأقل يفعل كما فعل في التجربة على الجبل ويتركك إلى حين ( لو4 : 13 ) . فإن وجدت أن الحرب قد رفعت عنك ، ووجدت أن الأفكار والشهوات لا تتعبك كما كان يحدث قبلاً . وإن فارقك الفتور وأشرق عليك نور جديد ، فأعرف أن الرب قد انتهر الشيطان وطرده ... ليذهب بعيداً عنك . إن الله لا يسمح أن نكون محاربين باستمرار من الشيطان . ولا يسمح أن يمسكنا الشيطان بقبضته . وإن كان الله يترك الشيطان أحياناً ليجربنا ، فذلك لكي ننال الفوائد الروحية التي في هذه الحروب . وعندما يضغطنا الشيطان باليأس أو بالإضطراب ، ينتهره الله قائلاً : إذهب يا شيطان . قد تمر على الإنسان أوقات راحة من حروب الشيطان . ويجد نفسه طليقاً في مجال الله ، فرحاً بعشرته ، بل يتعجب كيف كان يخطئ قبلاً ويسقط . وفي وسط هذا الجو الروحي والجو المريح ، يشعر أن المسيح له المجد الذي جرب حروب الشيطان ، قد انتهر الشيطان من أجله ... وكأنه يقول للشيطان : أنا قد أعطيتك حرية التجربة والإختيار ، ولكن ليس إلى هذا الحد . فأذهب يا شيطان ... صدقوني يا أخوتي إن الخطايا التي نقع فيها هي شئ قليل من حروب الشياطين التي كان يمكن أن تضغط علينا بعنف . ولكن الله منعها عنا قبل أن تصل إلينا . ولم يسمح للشيطان أن يجربنا بها . أما الحروب التي سمح بها ، فهي التي تقدر أن تقاومها . ولو سمح بالأخري ما كنت تحتمل وقد تتعرض أحياناً لحرب قاسية ، وتكون على وشك السقوط ... ثم تجد أنك نجوت من هذه الحرب بدون أن تشعر . وذلك لأن الله قد تدخل . وقال للشيطان إذهب ... إنك ضغطت على هذا الإنسان بعنف ... ويذكرنا هذا بأن الله كان يضع للشيطان حدوداً في حربه مع أيوب الصديق : مرة لا يمد يده إليه ( أي1 : 12 ) ، ومرة لا يمد يده إلى نفسه ( أى2 : 6 ) . إن عبارة " إذهب يا شيطان " فيها عزاء كبير لنا . تشعرنا أن حروب الشيطان محدودة ، وأنه ليست له حرية مطلقة حتى يفعل بنا ما يشاء ، ويمنعه ويضع له حدوداً وسدوداً وقيوداً ... بل ويطرده . فلنطمئن إذن أن الحروب إذن أن الحروب التي نتعرض لها هي في حدود قوتنا وطاقتنا ومقاومتنا ، وانه بإمكاننا أن ننتصر عليها ، إن أردنا . إن الله أعطانا سلطاناً على الشيطان ، نقول له إذهب فيذهب . ولكننا في أحيان كثيرة لا نشاء أن نقول له : إذهب . أحياناً نتراخي في حربه ، ونعطيه فرصة فينا ومجالاً . وأحياناً نرضخ ونتراخي ونؤجل طرده . وأحياناً نفاوضه ونهادنه ولا نكون حازمين معه . بل أحياناً نستسلم له ، أو نتعاون معه ... ولا نشاء مطلقاً أن نقول له : إذهب ... بل أخشى أن البعض يفتح له قلبه وحواسه ، ويرحب به ! كثيرون لا يستطيعون أن يطردوا الشيطان بكلمة إذهب يا شيطان . لأن بينهم وبين الشيطان صداقات ومحبة وعشرة . وهناك قيود تربطهم به وتخضعهم لإرادته . بل لو انتهره الرب وذهب عنهم ، قد يسعون هم إليه ، ويتوسلون إليه قائلين : أرجع إلينا وأعنا ...! هم لا يريدون أن يبتعد الشيطان عنهم ! إن القلب النقي هو الذي ينتهر الشيطان ويقول له : إذهب . ويفرح بانتهار الرب له . ولكن البعض له حاجة عند الشيطان يستبقيه من أجلها ، بل ويدافع عنه ! تماماً مثلما فعل أهل أفسس في دفاعها عن آلهتهم أرطاميس وتمثالها ( أع19 : 28 ) . لذلك فإن الرب كان أحياناً - قبل أن يشفي إنساناً - يسأله أولاً : أتريد أن تبرأ ( يو5 : 6 ) . فإن شاء الرب أن يطرد الشيطان عنك ، إستجب له ... فلتتحد إرادتك مع إرادة الله في طرد الشيطان من حياتك ، مهما كان ذلك سيكلفك ، ومهما ( أتعبك ) ذهاب الشيطان بعيداً عنك . لأن الكتاب يقول " أمينة هي جراح المحب . وغاشة هي قبلات العدو " ( أم27 : 6 ) . فقد يقبلك الشيطان متظاهراً بالحب ، موهماً إياك أنه يسعدك ويحقق شهواتك ورغباتك ، لكي لا تطرده من حياتك ، بينما هو يعد لك فخاخاً لهلاكك ! فلا تصدقه . أدخل إلى أعماق قلبك وفكرك ، وقل : إذهب يا شيطان . وحينما ينتهر الرب هذا الشيطان ، إنتهره معه بكل صدق وبكل حزم وحسم ، مع إلغاء كل ما سبق من علاقات بينك وبينه . ولا تحاول أن تجمع بين الله والشيطان في حياتك . لنه " لا شركة بين النور والظلمة " ( 2كو6 : 14 ) . لا تصادق عدواً لله ، ولا تشترك معه في أي عمل . واطرد كل متعلقاته في حياتك وفي بيتك وفي مكتبتك . كل صوره ، وكل كتبه ومجلاته ، وكل ملاهيه وأغانيه وقصصه ، وكل أجهزته ، وكل أعوانه . قل له : إذهب يا شيطان ، ومعك كل ما ينتمي إليك . واقفل أمامه جميع الأبواب حتى لا يعود إليك . وليكن طرداً ، بكل جدية ، طرداً نهائياً ، بتصميم ... لا طرداً متذبذباً ، متردداً ، قلقاً ... كما يقول المثل العامي " عين في الجنة ، وعين في النار " ! وتأكد تماماً أن بقاء الشيطان بكل حيلة خسارة لك . واحترس من أن تقبل ريحاً عن طريقه - لأن هذا ( الربح ) يكون ثمناً لحياتك وأبديتك ...
| |
|