Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: الشك .. مقال قداسة البابا ليوم 23/11 الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 - 2:07 | |
| بقلم / قداسة البابا شنودة الثالث أحيانا يحارب الإنسان بالشك, سواء من نحو الله جل جلاله, أو من نحو الناس, أو يحاربه شك من جهة نفسه ومدي قدرته وثقة الناس به. والشلك هو حالة من عدم الإيمان أو من عدم الثقة, ومن عدم وضوح الرؤية. قد يكون دخول الشك إلي الذهن سهلا, ولكن خروجه يكون صعبا جدا, ويترك اثرا مخفيا ربما يظهر بعد حين, أما إذا ثبت الشك واستمر, فإنه يصير جحيما للفكر والقلب معا, وهذا الشك قد يتلف الأعصاب, ويدعو إلي الحيرة وكثرة التفكير بلا نتيجة مع عدم القدرة علي البت في الأمور, وما اسهل ان يتسبب في القلق وعدم النوم. أما إذا صار الشك من طباع الإنسان, أي أن يكون شكاكا باستمرار, فإنه يتحول حينئذ إلي مرض نفسي, وإلي عقد لها نتائجها. والشك من نحو الله ـ تبارك اسمه ـ يكون علي أنواع: منها الشك في وجود الله, وقد يكون هذا بسب كتابات وأفكار الملحدين أو معاشرتهم, والمناقشة في أمور أعلي من مستوي الإنسان, وقد يأتي الشك من قراءة بحوث منحرفة في الفلسفة أو في علاقة العلم والدين, أو في تاريخ الكون ونشأته, وقد يثير ذلك أشخاص علي مبدأ خالف تعرف. وقد لايكون الشك في وجود الله, إنما في رعايته ومعونته وحفظه, وذلك إن كثرت المشاكل والضيقات حول شخص, ولم يجد لها حلا, وصلي من أجلها ولم تحدث استجابة لصلواته, وحينئذ يشك في معونة الله وفي جدوي الصلاة! وربما يشك إنسان في مراحم الله وغفرانه, وذلك في حالة تأمل هذا الإنسان في كثرة خطاياه وبشاعتها. ولمقاومة هذا الشك, يحسن التأمل في صفات الله الجميلة, وفي قصص رعايته كما ترويها أحداث التاريخ وسير الأبرار, والثقة بأن الله يستجيب الصلاة في الوقت المناسب وبالطريقة التي يري فيها خير الإنسان ونفعه, وعلينا ان ننتظره دون قلق, كذلك يجب البعد عن أفكار المحلدين, مع الاستفادة من استشارة المتعمقين في العلوم الدينية وذوي الخبرة. أما عن الشك في النفس, فقد يبدأ عند الطفل الذي لايعرف هل مايفعله خطأ أم صواب؟ وهذا يلزمه التوجيه السليم, كما ينفعه المديح والتشجيع بالنسبة إلي كل تصرف حسن يقوم به. كذلك فإن الشك في قدرة النفس قد يحدث عند الطلبة: فيشك الواحد منهم في قدرته علي النجاح, أو في كفاية الوقت له لاستيعاب دروسه فيحتاج إلي تشجيع. حتي الكبار أيضا يحتاجون إلي تشجيع وإلي كلمة طيبة, وإلي رفع روحهم المعنوية, بخاصة إن حاربتهم الشكوك وهم في حالة مرض أوضيق أو مشكلة أو ضائقة, ويشكون هل سيخرجون من تلك الأزمات بسلام؟ أو يدركهم اليأس! وقد يشك الإنسان فيماهو طريق الحياة الذي يسلكه, بخاصة في المراحل المصيرية, حيث الطريق غير واضح أمامهم: هل يختارون هذا النهج أو غيره؟ وهكذا يقعون في التردد والارتباك! وقد يلجأ البعض منهم إلي الاستشارة أو يلجأ إلي القرعة, ويستمر في الشك! والأمر يحتاج منهم إلي تحديد الهدف والثبات فيه, ومعرفة الوسيلة التي تؤدي إليه.. أما عن الشك في الناس, فقد يحدث أحيانا بين الأصدقاء ومدي إخلاص أحدهم! وينتج هذا عن قلة الثقة أو قلة المحبة, فإن الإنسان إذ أحب شخصا محبة حقيقية, فإنه لايشك فيه, وإن أدركه شك في ذلك, عليه بالعتاب في جو من الصراحة والمواجهة وفي محبة, وكذلك عدم التأثر بالوشايات, وعدم تصديق كل مايقال. فكثيرا مايكون الاتهام ظالما, وغرضه التفريق بين الأصدقاء! وقد يحدث الشك أيضا بين الازواج, إذ يشك أحدهما في عفة الطرف الآخر, وفي علاقاته مع الغير.... وقد يلجأ إلي شيء من المراقبة والتضييق, أو يتعب داخليا ويؤثر هذا علي علاقته الزوجية, وتعيش الأسرة في جو من النكد, وفي كثرة من التساؤلات والريبة! وهناك شك قد يحدث في مجموعات من الناس, إذ ربما خطأ فردي يطلق علي الكل. مثل ذلك سقطة أحد أفراد أسرة, تجلب الشك في كل الأسرة, بينما يكون باقي أعضائها من الصالحين جدا! أما عن أسباب الشك فهي كثيرة, منها طبيعة الشخص الذي يشك. قد يكون موسوسا أو شكاكا, وطريقة تفكيره تؤدي إلي الشك, وقد يكون ضيق التفكير ليس أمامه سوي الشك! ولو كان واسع الافق لزال شكه. أو قد يكون إنسانا بسيطا يقبل كل مايقال له, فيحدثه البعض عن أخطاء صديق له في حقه, فيصدقهم ويشك فيه! أو لبساطته يخدعه الناس من جهة عقيدة أو إيمان ويوقعونه في شك, ومن ناحية أخري قد يكون شخصا عميق التفكير, ويبحث في أمور أعمق منه, فيقع في الشك, وهكذا ما أكثر ما وقع بعض الفلاسفة في شكوك إيمانية, واقعوا غيرهم!! قد تأتي الشكوك أيضا من حروب الشياطين يوعز بها إلي الناس, والشيطان يعرف كل الشكوك التي مرت علي البشرية من آلاف السنين, ويمكنه أن يحارب بها كما فعل في القديم, وهو يلقي الشكوك في كل شيء لكي يبلبل فكر الإنسان ويحيره. وقد تأتي الشكوك من البيئة, من الوسط المحيط, من معاشرة الشكاكين, فينتقل الشك منهم إلي من يختلط بهم, كما أنه بمعاشرة المؤمنين ينتقل الإيمان منهم إلي غيرهم, ومن مصادر الشك قراءة الكتب التي تحوي شكوكا, وأيضا الشائعات التي تنشر شكوكا. وربما يأتي الشك بسبب الوهم, فقد يتوهم البعض مثلا أن رقم13 وراءه شر, فيشك من جهة وجود هذا الرقم في أيام التاريخ وفي غير ذلك, وفي أمريكا يقفز الرقم في المصاعد من12 إلي14 مباشرة, تفاديا للرقم13. ومن أسباب الشك, انحصار الفكر في سبب واحد!! فقد لايحضر احد أصدقائك حفلة تقيمها دفعته إلي ذلك أسباب عديدة, فإن حصرت التحليل في سبب واحد هو إهمال لمشاعرك, حنيئذ تشك, وإن تأخر زوج عن موعد رجوعه إلي بيته, وحصرت زوجته تفكيرها في سبب واحد, ربما يدخلها الشك, كذلك إن حصر موظف عدم ترقيته في سبب واحد, فإنه يشك! نقلاً عن الأهرام | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: الشك .. مقال قداسة البابا ليوم 23/11 الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 - 15:40 | |
| مرسي يا غادة علي موضوعاتك الجميلة تعيشي و تكتبي و ربنا يخلي لنا قداسة البابا شنودة و يديم علينا حكمته و محاضراته الجميلة :0000: | |
|
مينا نظير عضو فعال
عدد الرسائل : 44 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: الشك .. مقال قداسة البابا ليوم 23/11 الخميس 4 ديسمبر 2008 - 4:46 | |
| | |
|