mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: أىُّ الإثنين؟ أم كلاهما؟ الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 15:50 | |
| أىُّ الإثنين؟ أم كلاهما؟ بقلم قداسة البابا شنوده الثالث فى كثير من الأمور نقف فى حيرة. ونسأل هل السبب فيما يحدث يرجع إلى هذا الأمر أم ذاك؟ إلى أىّ الإثنين؟ أم تراه يرجع إلى كليهما معاً إذا إجتمعا؟ ولنضرب أمثلة: ?? المرأة التى تخفى بعض محاسنها، خوفاً على الرجال من الوقوع فى الفتنة: هل هذا الإخفاء راجع إلى إغراء فى جمال المرأة؟ أم إلى نقص فى مناعة الرجل؟ أقصد إلى شهوة الرجل الذى لا يستطيع أن يصمد أمام جمال المرأة! فيقول لها مع الشاعر: صونى جمالك عنا إننا بشرً من التراب وهذا الحسن روحانى (ولو أننى أختلف مع هذا الشاعر. فالشخص الترابى لا يُخشى عليه من الحسن الروحانى، بل من الحِسن الجسدانى). والرجل الطاهر النقى القوى فى روحياته، لا يتعب جسدياً من جمال المرأة، بل ينظر اليها فى طهر وكأنها ابنته أو أخته أو أمه... فما السبب إذن فى إخفاء بعض جمال المرأة؟ أهو الإغراء من جانبها؟ أم هى الشهوة من جهة بعض الرجال الضعفاء فى روحياتهم؟ أم ترى السبب يرجع إلى الأمرين معاً؟ إغراء المرأة وشهوة الرجل!! ?? وفى مجال الإغراء والشهوة، نضرب مثلاً آخر حول المال: هل الرجل الذى يقبل الرشوة ليعطى للآخرين حقاً ليس لهم: هل السبب فى سقطته هو إغراء المال؟ أم السبب هو فساد نفسيته التى تحب المال ولو حراماً؟ وتبيح الاستحقاقات ظلماً بانحراف فى شئون الإدارة؟ أم السبب يشمل الأمرين معاً: الإغراء من مقدم الرشوة، والفساد من جهة قابلها... ?? فى موضوع المال، نعرض مثالاً آخر: ذلك الغنى البخيل، الذى مهمته جمع المال وتكديسه، وعدم إعطاء أحد مهما كان محتاجاً! هل لو بعض المحتاجين سرقوه، ما داموا لم يستطيعوا أن ينالوا المال منه بالحسنى! هل جريمة السرقة هذه تقع تبعتها على البخيل المسروق، أم تقع على المحتاجين السارقين؟ لاشك أن الكل مدانون: الذى سرق لأنه قد ارتكب جريمة مهما كانت أسبابها. والبخيل الغنى لأنه لو كان يحسن على غيره من ماله، لأحبه الناس وما سرقوه... ?? ندخل فى موضوع آخر هو [قضايا الطلاق]. وهنا نسأل ماهو السبب الأساسى لمحاولة الطلاق بين اثنين بدأت حياتهما بالتفاهم والحب؟ هل السبب مثلاً هو سوء معاملة أحدهما للآخر؟ أم السبب هو عدم احتمال هذا الآخر لسوء المعاملة، وبخاصة اذا كانت قد استمرت زمناً طويلاً؟ أم أن الأمرين قد اجتمعا معاً؟ أم هناك أسباب اخرى؟ ?? وهنا نتعرض لموضوع [الغضب] ، ومدى المسئولية بين من يثير ومن يثار. لنفرض أن شخصاً كتب مقالاً مثيراً ضد شخص آخر خرج عن حدود اللياقة والأخلاق. كان بإمكان هذا الشخص أن يسكت ويتجاهله، عملاً بقول الشاعر: إذا بُليت بشخص لا خَلاق له فكن كأنك لم تسمع ولم يقلِ أو كان بامكانه أن يرد رداً موضوعياً هادئاً بغير انفعال. ولكنه إن ردّ بعنف يثير الطرف الآخر، وبه يصبح مثيراً بعد أن كان مثاراً، ويحتاج هو أيضاً إلى ردّ!! ويتبادل الإثنان الموقف... وحينئذ نسأل من هو الملام؟ هل الأول باعتبار البادئ أظلم؟ أم الثانى لأنه قابل العنف بعنف، والخطيئة بمثلها؟ أم كلاهما مدانان؟ ?? مثال آخر، وهو: من الأكثر مسئولية: المحرّض أم المنفذ؟ إنسان حرّض على ارتكاب جريمة ما، وأنفق عليها من ماله، وأغرى من نفذها بسعة فى الإنفاق عليه إلى أن تم تنفيذ الجريمة... فهل المسئولية الكبرى تكون على المحرض الذى هو المؤلف والمخرج لهذه الجريمة؟ أم إنها تكون على المنفذ الذى لولاه ما تمت الجريمة؟ طبيعى أن الاثنين كليهما مدانان. ولكن من منهما دينونته أكبر؟! ?? نتعرض للإنحرافات الخلقية. فنذكر أولاً الملاهى وكل ما فيها من اغراءات تدفع إلى الخطأ وتقدم له أمثلة وانواعاً. وبعض المجلات التى تساهم فى هذا المجال، وتعرض صوراً وقصصاً. وسائر الأفلام الخاطئة، وبعض وسائل الإعلام. وما يحويه الانترنت... ثم يسقط بعض الشباب فى خطايا دفعتهم اليها ومهدت لها كل تلك الوسائل السابقة... وهنا نسأل ما حدود المسئولية فى كل ذلك؟ هل نلوم السقوط وحده؟ أم نلوم أيضاً مسبباته؟ أى الإثنين يوجه اليه اللوم الأكبر؟ الذى يشعل ناراً، أم الذى يحترق بها. بلاشك نلوم المخطئين، وكذلك من أعَدّوا لهم هذه البيئة والمجال وكل تلك الأسباب والمعثرات. ?? هذا الأمر يجعلنا نذكر ما تشكو منه بعض الأمهات من متاعب تصدر من أبنائهن... هؤلاء الأبناء كانوا عجينة لينة فى أيديهن فى وقت الطفولة، ويمكن تشكيلها حسبما يرون، بالإضافة إلى الحب الشديد الذى يربط الطفل بأمه... فكيف وصل بهم الأمر إلى حد الإزعاج الذى تشكو منه الأمهات؟ هل السبب هو إهمالهم حينما كبروا وعدم متابعتهم؟ أم هناك أسباب أخرى تدخل فيها السن والبيئة من جهة المدارس والأصدقاء والجو العام؟ أم كل ذلك معاً؟ ?? ننتقل إلى موضوع الحرية التى تتمتع بها بعض الشعوب. هل هى منحه تُعطى لهم من حكامهم ويمكن أن تسحب منهم؟ أم هى دليل على نضوج هذا الشعب، فأصبح مؤهلاً لهذه الحرية، ويستحقها، ولا يمكن أن يُحكم بدونها..، يبدو أن هذا الرأى الأخير صحيحاً. لأنه كما قال أحد كبار رجال السياسة الفرنسيين "إن الحرية والديمقراطية تنالها الشعوب بحسب نضوجها"... ?? موضوع آخر هو الخطيئة ما بين إغواء الشيطان وإرادة الإنسان. هل الشيطان مسئول مسئولية كاملة عما يقع فيه كل انسان من خطايا وأخطاء؟ أم الشيطان مهمته هى فقط أن يقترح، والانسان حرّ أن يقبل أو لا يقبل ما يقترحه عليه الشيطان؟! فإن حدث وسقط الانسان، فالمسئولية تكون على الاثنين: الذى أغوى، والذى قبل الإغواء.. ?? أخيراً أريد أن أتكلم عن الموت وخوف الناس منه. هل سبب هذا الخوف هو جهلهم طبيعة الموت وكيفية مفارقة الروح للجسد، والناس يخافون مما يجهلونه. أم السبب هو الخوف من المصير بعد الموت لمن هو غير مستعد له بالتوبة؟ أم السبب هو مفارقة الأحباء والأصدقاء والحياة ذاتها.. أم كل هذه الأسباب مجتمعة معاً؟ | |
|