Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: الدوافع والاعمال . مقال البابا 31-5-2009 الأحد 31 مايو 2009 - 5:04 | |
| الدوافـــع والأعمــــال
بقلم : البابا شنودة الثالث
31 مايو 2009
كل عمل يعمله الإنسان, وراءه دافع يدفعه اليه.. وتوجد دوافع ثانية سامية, وأخري رديئة او منحرفة. ** فمن الدوافع السامية محبة الإنسان لوطنه التي تدفعه الي عمل كل شيء من اجله. ولعلنا نذكر كمثال في هذا المجال الزعيم الراحل سعد زغلول, الذي دفعته محبته لمصر ان يعمل علي تحريرها من التدخل الاجنبي فيها. ومن اجل ذلك قام بثورة1919. وحدث انه نفي الي جزيرة سيشيل هو وأصحابه, ولما رجع من نفيه عمل علي إصدار دستور1923. وأكمل بهذا الدفاع النبيل بقية حياته كوزير او رئيس للحزب. ** نذكر كذلك قاسم أمين الذي كان هناك دافع يحركه وهو الرغبة في تحرير المرأة. ولقد كرس حياته لهذا الغرض, وأيضا فكره وقلمه وإقناعه للآخرين. واشتركت معه في هذا الغرض هدي شعراوي. واستطاعا ان يغيرا صورة المجتمع في أيامهما. ** نذكر ايضا بهذا المجال المهاتما غاندي الزعيم الروحي للهند, الذي كانت تدفعه طوال جهاده رغبته في استقلال الهند وتخليصها من حكم الإنجليز. ومن أجل ذلك احتمل السجن وسار علي مبدأ المقاومة السلمية مكافحا حتي نالت الهند استقلالها. وكان يقوده في هذا الجهاز دافع آخر هو إيمانه بعدم العنف.
وبعد ان نالت الهند استقلالها, كان نبله يدفعه الي الدفاع عن حقوق المنبوذينoutCosts. وصام من أجلهم حتي قيل إن دمه قد بدأ يتحلل, واستمر حتي حصل لهم علي الحق في عضوية البرلمان. ** وفي غير المجال السياسي, نري اناسا تدفعهم محبة الفضيلة والبر والإعداد لمصيرهم الابدي. وهذا الدفاع يجعلهم يعيشون في حياة نقية طاهرة. مثال ذلك يوسف الصديق الذي رفض الخطيئة حينما عرضت عليه, واحتمل ان يسجن من اجل تقواه. ** هناك دافع آخر يدفع طلاب العالم إلي السهر والتعب, لكي يصلوا إلي النجاح وإلي التفوق. وهكذا كان الأوائل في النتائج الذين يرهقون انفسهم في استذكار دروسهم, وبدافع النجاح والتفوق جاهد ايضا العلماء والمخترعون حتي يقدموا للعالم ثمر علمهم وذكائهم. ** وهناك دوافع اخري كثيرة تدفع الأبرار مثل الامانة, وعفة اليد, وهذا وغيره هو ما يجب ان نعمله للنشء من أطفالنا سواء في بيوتهم او مدارسهم او من قادة المجتمع, حتي ينشأوا علي العمل النبيل في حياتهم.
علي أن هناك اشخاصا ليسوا من اصحاب المبادئ او القيم الروحية تقودهم في حياتهم دوافع اخري ليست صالحة, بل قد تكون منحرفة او سيئة.
ومن الدوافع السيئة الانقياد وراء اللذة, سواء كانت لذة للجسد, أو للنفس, أو للفكر أو لسائر الحواس, وسنحاول أن نستعرض هذه الأنواع. ** فمن لذة الجسد: لذة الأكل والشرب واهميتها الكبري عند الناس, واندفاع البعض اليها الي درجة إصابتهم ببعض الامراض, يضاف الي هذه اللذة اندفاع البعض الي شرب الخمر والمسكرات, وما يجده البعض من لذة في التدخين, او وسائل الادمان المتعددة, وكلها تهلكهم ويدفعون مالاكثمن في إهلاك نفوسهم. ** يضاف الي ملاذ الجسد الخاطئة, مايتعلق بالحواس كالنظر, والسمع واللمس. ومايقع فيه بعض الشباب من الشهوات الدنسة نتيجة متابعة النظر في بعض الأفلام الخاطئة أو ما يرونه في بعض المجلات من صور معثرة. كذلك مايسمعونه من قصص او فكاهات بذيئة, او لذة الاستماع الي اسرار الناس وفضائحهم. ** هناك اخطاء ايضا من جهة ملاذ النفس. كمن تدفعه لذة التشفي والانتقام, فيفرح الواحد من امثال هؤلاء بما يصيب عدوه او منافسه من ضرر متشفيا فيه او شامتا, تدفعه الي ذلك مشاعر من الحقد والكراهية في قلبه. وهذا الحقد قد يدفعه ايضا الي التحدث عن منافسيه واعدائه بما يسيء الي سمعتهم. ويجد في ذلك متعة!
ومن ملاذ النفس ايضا شهوة الغني ولذة الجمع والتكويم, والفرح بازدياد الرصيد ايا كان مصدره. ** ننتقل بعد هذا الي ملاذ الفكر ونقصد إشباع الفكر بما يضره, تدفعه احيانا رغبات الجسد التي لم تتحقق عمليا فتسعي الي إشباعها فكريا بلون من السرحان. والفكر يشبع ذاته بأحلام اليقظة والخيال, وبتأليف قصص عن نفسه ترضيه, يصور فيها ذاته حسبما يشاء ويهوي.
يدفعه الي كل ذلك فشله في النجاح العلمي وفي الوصول الي أغراضه بطرق سليمة.
لأجل هذا كله يجب أن نرتفع فوق مبدأ اللذة. ونجعل الدافع لنا هو النفع الروحي ** ومن الدوافع الخاطئة: الانقياد وراء مبدأ المنفعة الشخصية مهما كان في ذلك ضرر بالآخرين, او حتي اذا كانت هذه المنفعة الشخصية تضر بالنفع العام. وتصبح لونا من الأنانية البشعة, مثال ذلك جشع التجار ورفعهم للاسعار, ويكون من ضحاياهم المشتري المسكين, وفي ذلك يخلطون المنفعة الخاصة بالطمع, وبعدم الرحمة بالآخرين, وربما في هذه المنفعة الخاصة يلجأون الي وسائل لايرضاها الضمير مثل الغش, والتزوير, والرشوة... كمن يصعد الي فوق علي جماجم الآخرين.
وللأسف كثير من الدول الكبيرة تدفعها المنفعة الي الإضرار بالدول الأصغر منها غير مبالية بذلك. ** ومن الدوافع الاساسية الخاطئة في حياة الغالبية التمركز حول الذاتEgo. وحب الذات محبة خاطئة يدفع أحيانا الي حب العظمة والكرامة والخيلاء, وأن يفضل الإنسان ذاته عن الكل. او ان يفعل الخير, لاحبا في الخير, وإنما لكي ترتفع ذاته في نظر الآخرين. أو قد يدفعه إعجابه بذاته, ان يمدح ذاته ان لم يجد من يمدحه. ** هناك دافع آخر قد يدفع الكثيرين في الطريق, هو مسايرة التيار العام. إذ لاتكون للشخص مبادئ ثابتة يسير عليها, إنما يتبع مايراه في البيئة. او من يتشبع بشعارات سمعها من غيره. وهناك من تدفعهم في حياتهم عاداتهم لسيطرتها عليهم مهما كانت خاطئة.
| |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: الدوافع والاعمال . مقال البابا 31-5-2009 الأحد 31 مايو 2009 - 13:50 | |
|
ربنا يزيدك حكمة يا سيدنا مرسي يا غادة علي المقال الرائع ربنا يعوضك | |
|