mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: تداريب علي مخافة الله ..مقال وطني الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 14:23 | |
| سلسلة مخافة الله12 تداريب علي مخافة الله بقلم قداسة البابا شنودة االثالث
وطني 1-11-2009
لكي تصل إلي مخافة الله,حاول أن تسلك في التداريب الآتية: *ضع الله أمام عينيك باستمرار,وتذكر أن أعمالك كلها مكشوفة أمامه. إنه يري كل ما تفعله,ويسمع كل ما تقوله.وكما قال القديس مقاريوس الكبيرفلنعلم أن كل ما نعمله عريان ومشكوف لديه,ولا تخفي عليه خافية. قال القديس الأنبا إشعياء المتوحدإذا قمت باكر كل يوم تذكر أنك ستعطي جوابا عن أعمالك.فإنك بذلك لن تخطئ,ومخافة الله تسكن فيك..... مشكلتنا أننا لا نضع الله أمام أعيننا أثناء ارتكاب الخطية لذلك نشرب الخطية بالماء,ولانتذكر الله!لذلك ليس عبثا قال داود النبي عن الخطاة في المزمور:اللهم إن مخالفي الناموس قاموا علي...ولم يجعلوك أمامهم(مز86:14).ضع أمامك إذن,فتخاف ولاتخطئ. ما أجمل عبارة كان يقولها إيليا النبي وهي:حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه(1مل18ك14). *ولكي تصل إلي مخافة الله,ضع أمامك باستمرار مجد الله وعظمته فتملكك هيبته,فتخاف الله الذي هو ملك الملوك ورب الأرباب(رؤ19:16).الإله العالي,خالق الكل وسيد الكل,الذي نحن أمامه مجرد تراب..كيف نتحداه؟! ضع أمامك أيضا عدل الله,الذي سيجازي كل واحد حسب عمله(مت16:27)(رؤ22:12).وقل لنفسك:أين أهرب من عدل الله.أنا المضبوط في الخطايا؟! ضع أمامك أيضا صلاح الله وقدسية الله الذي يشمئز من الخطية. إن كنت أمام أصحابك الأتقياء لا تجرؤ أن تفعل خطية,أو تتلفظ بكلمة غير لائقة فكم بالأولي أمام الله الكلي القداسة.لذلك أمام صلاحه تخاف أن تخطئ ويملكك الاستحياء... *وأذكر أن الخطية موجهة إلي الله ذاته فتخاف كما قال داود النبي في مزمور التوبةإليك وحدك أخطات والشر قدامك صنعت(مز50). أو كما قال يوسف الصديق كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله؟!(تك39:9)ليتك تحفظ هذه الآية,وترددها كلما حوربت بالخطية حينئذ تدخل مخافة الله إلي قلبك... شعورك أنك بالخطية تجرح قلب الله المحب,وتحزن روح الله القدوس في داخلك(أف4:30),وترفض شركته معك...كل ذلك يجعلك تخاف. *بكت نفسك كهيكل لله يحل الله فيه قل لنفسك هل سوف أظل هيكلا لله,ويسكن روح الله في إن تدنست بالخطية؟هوذا الرسول يقولإن كان أحد يفسد هيكل الله,فسيفسده الله,لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو(1كو3:16و17). وتذكر أيضا قول الرسولألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح.أفآخذ أعضاء المسيح,وأجعلها أعضاء زانية؟!حاشا(1كو6:15). *أيضا تأتيك مخافة الله إن سلكت في حياة التوبة التوبة توصلك إلي مخافة الله,ومخافة الله توصلك إلي التوبة الذي يسلك في التوبة يشعر ببشاعة الخطية,وكيف أنها تفصله عن الله وتعرضه للدينونة الرهيبة فيخاف والذي يسير في طريق التوبة,يخاف علي نفسه من السقوط ويخاف إن سقط,أن يتطور معه الأمر إلي أسوأ,من الحواس إلي الفكر,إلي القلب إلي العمل,إلي أن تصبح الخطية عادة عنده تستعبد إرادته لها,فيخاف ...ويقول:إن بدأت الخطية الآن,وأنا أظن أني مسيطر علي الخطية أستطيع أن أتركها في أي وقت!!فلابد سيأتي الوقت الذي تصبح فيه الخطية مسيطرة علي... *لذلك تصل إلي الخطية,بالمواظبة علي محاسبة النفس مع الدقة في ذلك وكما قيل في بستان الرهبان يجب أن نحاسب أنفسنا في كل بكرة وعشية:ماذا عملنا مما يحبه الله وماذا عملنا مما لا يحبه ونفتقد أنفسنا بالتوبة وبهذه السيرة عاش القديس الأنبا أرسانيوس. قال القديس العظيم الأنبا موسي الأسود:إذا قمت باكر كل يوم بالغداة,تذكر أنك سوف تعطي لله حسابا عن سائر أعمالك في هذا اليوم.وبهذا تدخل مخافة الله إلي قلبك... نعم نحن محتاجون أن نراجع أنفسنا كل يوم لكي نصل إلي المخافة...نحن محتاجون أن يفحص كل إنسان قلبه ويري هل فيه عنصر التهاون,أو فيه شئ من اللامبالاة وعدم الاكتراث وعدم الحرص وعدم مخافة الله... لنرجع إلي بداية الطريق يا إخوتي,إن كنا قد ضللنا علامات الطريق.نرجع إلي المخافة,ومنها نبدأ.ونتدرج فيها حتي نصل إلي الحب. *ولندرك علامات عدم المخافة,ونبعد عنها: فالذي يسرح مع الخطية ويتفاوض معها, مخافة الله ليست في قلبه.والذي يتكبر ويتعجرف ويقسو علي غيره,واضح أنه ليست في داخله مخافة الله.وكذلك من لا يضع يوم الدينونة أمام عينه علي الدوام,ويعمل من أجل رهبة ذلك اليوم هذا أيضا بعيد عن مخافة الله.والذي يستغل طول أناة الله استغلالا رديئا فيصل إلي الاستهتار بدلا من التوبة,هذا أيضا لا توجد مخافة الله في قلبه. *أعطيك تدريبا آخر سهلا تصل به إلي مخافة الله,وهو؟ حاول أن تخاف الله,كما تخاف الناس... الشئ الذي تخاف أن تعمله أمام الناس خف أيضا من أن تعمله أمام الله...والفكر الذي تخاف أن يعرفه الناس.لا تفكر فيه أمام الله.لأنه الله يعرفه ويفحصه.كل ما تخاف أن يعرفه الناس عنك خف أيضا من أن يراه الله فيك.الخطايا الخفية,التي تعملها في الخفاء,وتخشي من ارتكابها أمام الناس اخجل من ارتكابها أمام الله. وإلا فإن الله يقول لك:إنك لم تجعل لي هيبة عندك,مثل هيبتك لباقي الناس!!لم أتساو في اعتبارك مع إنسان من تراب ورماد!هذا التراب والرماد تعمل له ألف حساب,وأنا لا تعمل لي حسابا أبدا...!! *درب نفسك علي مخافة الله في حجرتك المغلقة.. لأنك إذا كنت في الخفاء حيث لا يراك أحد تسلك في مخافة الله,ففي العلن,في محيط الناس,ستكون مخافتك أكثر. إذن فالإنسان الذي يخاف الله,يحترس ويخاف من كل الخطايا الخفية. تصوروا فتاة مثلا لا تتصرف في حجرتها الخاصة باستهتار وتسلك بكل احتشام في حجرتها المغلقة عليها حيث لا يراها أحد...هذه من غير الممكن أن تستهتر خارج بيتها...إن كانت مع نفسها تحتفظ بحياءها وبمخافتها لله,فطبيعي وسط الناس سيكون حياؤها أكثر... إن كانت وهي وحدها في بيتها,إن نظرت ملابسها قد انكشفت قليلا,تسرع بتغطية نفسها في خوف الله,بينما لا أحد يراها,ولكنها تخجل من ذلك أمام الملائكة وأرواح القديسين...فهل تظنونها تفقد حشمتها ومخافتها لله في وسط الناس؟!مستحيل... *بل الإنسان الذي يخاف الله,يستحي حتي من الفكر الذي لا يراه أحد يستحي من مشاعره الداخلية,ومن نياته الخفية لأنه يعرف تماما أن الله يراها.هذه الخفيات هي وضحة وظاهرة أمام الله,لذلك كن حريصا,وبكت نفسك علي كل فكرة غير لائق...وحاسب نفسك علي ذلك بشدة,أكثر من شدتك في محاسبة الناس علي ما هو ظاهر منهم. *وفي اعترافك أمام الأب الكاهن لا تجعل اعترافك سهلا أي لا تذكر الاعتراف بالخطية بأسلوب عادي كأنه مجرد قصة ترويها...وإنما ليكن ذلك في خجل وفي ندم,وفي حزن بسبب سقوطك واعرف أنك تذكر ذلك أمام الله نفسه في سمع الأب الكاهن.وبمقدار ندمك وحزنك,تدخل مخافك الله إلي قلبك. *ولكي تصل إلي مخافة الله,لا تجعل العالم يطويك في طياته. بحيث في دوامة من المشغوليات لا تبقي لك وقتا تفكر فيه في حياتك وأبديتك ومصيرك!!وبحيث يختفي اسم الله من فكرك وتنساه وتنسي وصاياه..وبالتالي لا تكون مخافته في قلبك وفي ذاكرتك. إنما بين الحين والحين,انسحب من هذه الدوامة,وانظر إلي الله,الذي هو دائما ناظر إليك... وكما قال أحد الشيوخ في بستان الرهبانفي كل شئ تصنعه,اعلم أن الله ينظر إليك دائما,لتكون مخافته فيك. *إذا أردت أيضا أن تخاف الله عاشر الذين يخافونه لكي تتعلم من سلوكهم مخافة الله,ولكي يدخل إلي قلبك الحرص والتدقيق الذي فيهم.ومن الناحية الأخري احترس جدا من خلطة المستهترين,لأن خلطتهم تبدد مخافة الله التي فيك,وتشجعك علي اللامبالاة.لذلك اضبط نفسك جيدا حتي لا تتأثر بالأوساط الخارجية الخاطئة التي لا تخاف الله...بل أبعد عن المجالس التي ليست فيها مخافة الله. *كذلك لكي تصل إلي المخافة احذر من التذمر علي الله وأبعد عن معاتبة الله في كل أمر,وكأنك تنسب إليه كل ماينالك من فشل,وكل ما تصيبك من ضيقات.إن الإنسان الذي باستمرار يأتي بالملامة علي الله,ويقول له:لماذا تفعل بي يارب هكذا؟لماذا تتسبب في فشلي وفي ضياعي؟...لماذا تعاملني بهذا الأسلوب:مثل هذا الإنسان,بهذا التذمر يبعد كثيرا عن مخافة الله. بل قد يصل البعض إلي التجديف من دوام تذمرهم علي الله.وبعض الشعوب وصلت بهذا التذمر إلي الإلحاد! أما أنت فإن عاتبت أحيانا علي فشل ما,إنما عاتب نفسك وليس الله.بهذا تصل إلي مخافة الرب... *ولكي تصل إلي مخافة الله,لا تذكر اسم الله إلا بكل إجلال واحترامولاتنطق باسم الله باطلا(خر20:7). لا تستخدم اسم الله باستهانة,وفي أية مناسبة تستحق أو لا تستحق,لأن اسم الله قدوس هو...ولا تجعل اسم الله سهلا علي لسانك,ولو عن طريق الدالة!!فالدالة لا تمنع توقيرك لله...وتذكر أنك في كل صلاة ربية تقول للهليتقدس اسمكفالذي يذكر اسم الله بالإجلال تدخل مخافة الله في قلبه. * وبعد,ها نحن قد تحدثنا كثيرا عن الوسائل التي توصلنا إلي مخافة الله...أحب بعد ذلك أن أنتقل بك إلي العلاقة بين مخافة الله ومحبة الله... وليكن هذا في العدد المقبل, إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
| |
|