Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: ما هو الإيمان وما هي صفاته؟ الأحد 10 يوليو 2011 - 18:23 | |
| ماهو الإيمان؟ وما صفاته بقلم: البابا شنودة الثالث ـ هناك أنواع كثيرة من الإيمان. منها المستوي العالي في الإيمان الذي يمكنه ان يصنع المعجزات ومثال ذلك إيمان موسي النبي الذي شق البحر الأحمر بعصاه. وكان واثقا ومؤمنا بانه حينما يضرب البحر بالعصا سينشطر شطرين وبهذا الإيمان ضرب لنا مثلا لم يحدث من قبل. وهناك الإيمان بأمور لا تري. مثلما نؤمن بالله وبملائكته وبسمائه ونحن لا نري. وهناك ايضا الإيمان القلبي، غير الإيمان النظري الذي نعرف به امورا عن الله ـ جل جلاله ـ من الكتب. ـ هناك الإيمان النظري الذي هو مجرد ايمان عقلي . وغير ذلك الإيمان العملي الذي يتخلل الحياة كلها. والذي يكون من نتائجه الإيمان الاختباري في الحياة مع الله. إنه ايمان يرتفع عن مستوي الحواس. وفيه يشعر الإنسان انه امام الله في كل وقت، وفي كل مكان، وعنه قال داود النبي في المزمور: رأيت الرب أمامي في كل حين، لانه عن يميني فلا أتزعزع. وواضح من هذا انه لا يري الله بالعين المادية. فالله روح لا يري بالحواس. وقد قرأت قصة عن ان فيلسوفا ملحدا كان يتمشي في وسط الحقول. ورأي فلاحا ساجدا علي الارض يصلي، ويكلم الله بكل ثقة وإيمان فوقف ذلك الفيلسوف متعجبا من هذا الفلاح البسيط الذي يكلم كائنا لا يراه، ويسجد امامه بكل خشوع. وقال في نفسه انني مستعد ان اتنازل عن كل فلسفتي ان امكنني ان احصل علي بساطة هذا الفلاح!.ان الله بالنسبة الي المؤمنين الحقيقيين، ليس هو اله مناسبات. ولا مجرد إله يري في المواضع المقدسة. إنما هو إله كل وقت وكل مكان انه معنا باستمرار. إنه اله الحياة كلها نراه (أو نشعر) به في كل الأحداث التي تمر بنا. نؤمن بأنه هو الذي يحرك الكون ويدير دفته، نراه في كل ما مرّت علينا من احداث في الماضي، ونراه فيما نتوقع ان يعمله من اجلنا ومن اجل العالم في المستقبل.ـ إن الإيمان ليس مجرد فضيلة منفردة بذاتها، بل هو يتصل بفضائل عديدة: فهو يرتبط بالسلام والهدوء والاطمئنان. كذلك فإن المؤمن اذ يؤمن بوجود الله الذي لا يراه، فهو لا يجرؤ ان يرتكب خطية امام الله، حتي وهو وحده لا يراه احد. بل انه لا يجرؤ علي ارتكاب خطية بفكره او بنيته، ولا خطية في قلبه اذ يستحي من الله فاحص القلوب وقاريء الافكار. وبهذا يقوده الايمان الي نقاوة القلب والفكر.ـ والمؤمن الحقيقي يستطيع ان يصل الي حياة التسليم اذ يسلم حياته في يدي الله وينساها هناك . يفعل هذا وهو مطمئن لا يناقش الله فيما يفعله به . إنه لا ينشغل بالحاضر ولا بالمستقبل. ولا تتعبه الأفكار والتكهنات. يكفي ان حياته في يد الله. وهذا يجعله مستريح البال مطمئن القلب.ـ حقا ان بساطة الايمان تؤدي الي السعادة والراحة. عكس ذلك الذين لا يعيشون بالايمان. فهم دائمو التفكير، وتتعبهم أفكارهم، وتقودهم الي الهم وإلي القلق، وإلي البحث عن طرق وحيل بشرية تعينهم. وقد تكون طرقا فيها العديد من الخطايا! وكل ذلك لانهم اعتمدوا علي فكرهم البشري وحده وليس علي الايمان بالله وعمله.ـ إن الإيمان يقود إلي السلام الداخلي وإلي الفرح بالله. والمؤمن الحقيقي يري ان كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ويطيعونه. وبهذه الثقة في خيرية الله وصلاح عمله، يكون المؤمن في سلام داخلي، مهما كانت الامور في ظاهرها غير ذلك! فهو يؤمن ان الله دائما يعمل معه خيرا. وإن هاجمه شر من الخارج، فالله قادر ان يحول الشر الي خير. والمؤمن الذي يسلم حياته لله، لا يشترط عليه شروطا. ولا يطلب منه ضمانات، ولا يضع امامه تحفظات !! انما هو يسلم حياته لله، ولا يحمل بعد ذلك همّا. ولا تحاربه الشكوك والأوهام وذلك لانه مؤمن تماما بان الله لابد سيصنع معه خيرا.ـ والمؤمن الحقيقي لا يخشي العقبات ولا يعترف بالمستحيل. بل يؤمن ان الله قادر علي كل شيء ولا يعسر عليه امر. فمادام الله يريد له الخير، وهو قادر أن يفعل ذلك، لذلك فإن المؤمن لا يضطرب ولا يحمل هما ولا يشك. وكل شيء في دائرة الايمان سهل وممكن. ـ ان الايمان درجة اعلي من العقل بكثير . فالعقل له دائرة محدودة يعمل فيها اما الايمان فلا حدود لعمله . بل يصل احيانا الي امكانية حدوث المعجزة، والله قادر علي ذلك . بينما العقل لايدرك المعجزة ، فهي خاصة بالإيمان وحده. عجيب ان الانسان احيانا لايتعبه سوي عقله وطريقة تفكيره. اما الايمان فيريحه في كل شيء... وعندما يري العقل جميع الأبواب مغلقة امامه، فإن الايمان يري بابا يفتحه الله باستمرار، غير تلك الابواب التي رآها العقل مغلقة. وبالإيمان يري الله يفتح ، ولا احد يغلق.. مبارك انت يارب في كل رعايتك وعنايتك . ونحن بالإيمان نري ابوابك المفتوحة امامنا، التي لايستطيع احد ان يغلقها. إن المؤمن ـ اذا ضعف ايمانه ـ فإنه يحتاج حينذاك إلي أدلة وبراهين لكي تقوي ايمانه. اما المؤمن الحقيقي فهو مقتنع دائما بتدبير الله لحياته. واقتناعه مبني علي ثقة بمحبة الله له وحكمته فيما يعمله لأجله. ومادامت هذه الثقة موجودة، فلا حاجة اذن إلي البراهين التي لايدفع الي طلبها الا الشك!ـ إن المؤمن الحقيقي لا يؤمن فقط بوجود الله، بل يؤمن أيضا بكل صفات الله وبكل ما يخص الله ويتعلق به.. يؤمن بحكمة الله، وبمشيئته الصالحة. ويؤمن بوصايا الله وبكل وعوده لنا ويؤمن بالمعجزات وبقدرة الله علي كل شيء ويؤمن بالروح، والخلود وحياة الدهر الآتي . يؤمن بكل ذلك عن ثقة لاتقبل الشك وليست كأمور مفروضة عليه. وتظهر نتيجة ايمانه في حياته وتصرفاته . فهو يقول بإيمان: لتكن مشيئتك يارب . فمشيئتك هي الصالحة لنا ولخيرنا حتي إن كنت احيانا لا أدرك عمق حكمتك. ولكن من كل قلبي اؤمن بان كل ما تشاؤه هو خير وحكمة.ـ ولهذا فإن المؤمن الحقيقي يعيش دائما في حياة الشكر. فحياة الايمان لا تعرف التذمر اطلاقا لان التذمر هو احتجاج علي مشيئة الله ، حتي ولو كان احتجاجا صامتا . كما انه اعتداد بالفهم البشري الخاص، وفي هذا لون من الغرور(جريدة الأهرام 10/7/2011) | |
|
عروسة النشيد اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5773 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 27/10/2010
| موضوع: رد: ما هو الإيمان وما هي صفاته؟ الإثنين 11 يوليو 2011 - 2:50 | |
| | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: ما هو الإيمان وما هي صفاته؟ الإثنين 11 يوليو 2011 - 14:37 | |
| | |
|