mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الوداعة لاتتعارض مع الشجاعة (ب) الأحد 29 يناير 2012 - 15:48 | |
| حياة التواضع والوداعة33
الوداعة لاتتعارض مع الشجاعة والشهامة ب
وطني
السبت 28 يناير 2012 - 12:08 م
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث نتابع كلامنا في هذا الموضوع,فنذكر النقاط الآتية: الغضب المقدس: ومثال لذلك موسي النبي الوديع الذي قيل في وداعته وكان الرجل موسي حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض عد12:3. مامه هارون وخاف وقال لهلايحم غضب سيدي أنت تعلم الشعب أنه في شروقال في خوفه وارتباكه عن الذهب الذي جمعه من الناس طرحته في النار,فخرج هذا العجل خر32:24,22وعاقب موسي الشعب,فمات في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف.
نتابع كلامنا في هذا الموضوع,فنذكر النقاط الآتية: الغضب المقدس: ومثال لذلك موسي النبي الوديع الذي قيل في وداعته وكان الرجل موسي حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض عد12:3. مامه هارون وخاف وقال لهلايحم غضب سيدي أنت تعلم الشعب أنه في شروقال في خوفه وارتباكه عن الذهب الذي جمعه من الناس طرحته في النار,فخرج هذا العجل خر32:24,22وعاقب موسي الشعب,فمات في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف. موسي الوديع غضب غضبة مقدسة للرب ووبخ وعاقب وما كان يستطيع في وداعته أن يسكت علي الذي حدث.. إن الوداعة لاتمنع الغضب المقدس. الوداعة أيضا لاتمنع قوة الشخصية ولاقوة التأثير. قوة الشخصية: كان السيد المسيح وديعا وفي نفس الوقت كان قوي الشخصية وكان قويا في تأثيره علي غيره ولكنني أريد هنا أن أقدم مثالا في مستوي البشر الذي شرحنا من قبل شيئا عن وداعته وهو بولس الرسول. يقول سفر الأعمال عن القديس بولس وهو أسير وبينما كان ماذا فعل هذا الوديع,حينما نزل من علي الجبل,ووجد الشعب في رقص وغناء حول العجل الذهبي الذي صنعوه وعبدوه؟يقول الكتابفحمي غضب موسي وطرح اللوحينلوحي الشريعةمن يديه وكسرهما في أسفل الجبل.ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وطحنه حتي صار ناعما وذراه علي وجه الماء خر32:20,19ووبخ موسي أخاه هارون رئيس الكهنة حتي ارتبك أتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ارتعب فيلكسالواليوأجاب:أما الآن فأذهب ومتي حصلت علي وقت أستدعيك أع24:25,24. ولما وقف بولس-وهو أسير أيضا-أمام أغريباس الملك قال له بعد أن ترافع أمامهأتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟أنا أعلم أنك تؤمنفقال أغريباس لبولسبقليل تقنعني أن أصير مسيحيا أع26:28,27...وحينئذ في قوة وعزة أجابه القديس بولس:كنت أصلي إلي الله أنه بقليل وكثير ليس أنت فقط بل أيضا جميع الذين يسمعونني يصيرون هكذا كما أنا ما خلا هذه القيود أع26:29أتري تتعارض الوداعة مع هذه القوة؟!كلا بلا شك. الدفاع عن الحق: ووقت الضرورة لاتتنافي الوداعة مع الدفاع عن الحق ويتضح هذا الأمر من قصة بولس الرسول مع الأمير كلوديوس ليسياس لما أمر أن يفحصوه بضربات ليعلم لأي سبب كان اليهود يصرخون عليه يقول الكتابفلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المائة الواقف؟أيجوز لكم أن تجلدوا رجلا رومانيا غير مقضي عليه؟!وإذ سمع القائد هذا أخبر الأمير الذي جاء واستخبر من بولس عن الأمروحينئذ تنحي عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه واختشي الأمير لما علم أنه روماني ولأنه قيده أع22:25-29. ما كان القديس بولس يهرب من الجلد فهو الذي قالمن اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة2كو11:24لكنه هنا دافع عن حق معين وأظهر للأمير خطأ كان مزمعا أن يقع فيه وما كان هذا يتنافي مع وداعة القديس بولس. 0 وبنفس الوضع لما أراد فستوس الوالي أن يسلمه إلي اليهود ليحاكم أمامهم وبهذا يقدم لهم منهأي جميلافقال له القديس بولس في حزم-مدافعا عن حقه-أنا واقف لدي كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي أن أحاكم إلي قيصر, أنا رافع دعوايفأجابه الواليإلي قيصر رفعت دعواك إلي قيصر تذهب أع35:9-12 لم يكن القديس بولس خائفا من اليهود لكنه في حكمة- طلب هذا ليذهب إلي رومه- حيث يوجد قيصر ويبشر هناك لأن الرب كان قد تراءي له قبل ذلك وقال لهثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا أع23:11وهكذا دافع عن حقه في وداعة وحكمة دون أن يخطيء بل تكلم كلاما قانونيا. الوداعة أيضا لاتمنع من تنبيه خاطيء لإنقاذه من خطأ أو خطر. تنبيه خاطيء: كما قال القديس يهوذا الرسول غير الأسخريوطي خلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار يه23. فهل إذا رأيت صديقا أو قريبا علي وشك أن يتزوج زواجا غير قانوني من قرابة ممنوعة أو بعد طلاق غير شرعي بتغيير المذهب أو الملة أو أنه مزمع أن يتزوج زواجا مدنيا أو عرفيا..أو ماشاكل ذلك...هل تمتنع باسم الوداعة عن تنبيهه إلي أن ما ينوي عمله هو وضع خاطيء؟!كلا بل من واجبك أن تنصحه وليكن ذلك بأسلوب هاديء في غير كبرياء ولاتجريح أما أن سكت فإن سكوتك سيكون هو الوضع الخاطيء. ليست الوداعة أن تعيش كجثة هامدة في المجتمع بل تتحرك وتكون لك شخصيتك, إنما في أسلوب وديع ولو بكلمة واحدة-كقول المعمدان-لايحل لك مت14:4 بشرط أن ما تقوله يكون هو الحق وليس مجرد اندفاع متهور بغير معرفة.. يقول القديساسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد أع 20:31وداعته لم تمنعه عن أن ينذر كل واحد ولكن بأسلوب وديع كان ينذر بدموع حتي لو قال كلمة شديدة سيقبلونها منه لأنهم يعرفون وداعته وإنه لايلجأ إلي الشدة إلا مضطرا. هل تظنون أن الوديع قد أعفي من قول الرب لتلاميذه وتكونون لي شهودا أع1:8كلا بلاشك فحينما تلزم الشهدة الحق لابد أن نفعل ذلك. الإنقاذ: هل إذا أتيحت فرصة للوديع لينقذ أحدا معتدي عليه مثلا أو في خطورة...أتراه يمتنع عن ذلك باسم الوداعة؟ هل من المعقول أن يقولوما شأني بذلك؟!أو يقول وأنا مالي؟خليني في حالي!!أم في شهامة ينقذه وبأسلوب وديع كما أنقذ السيد المسيح المرأة المضبوطة في ذات الفعل من أيدي راجميها في هدوء وقال للراغبين في رجمهامن كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر يو8:7ويفعل ذلك بوداعة دون أن يعلن خطاياهم بل كان يكتب علي الأرض. الإدانة: هل يمكن للوديع أن يدين أحدا.متي؟وكيف؟ أمامنا أمثلة من الكتاب المقدس في مقدمتها السيد المسيح له المجد: هل الذي قال لم يرسل الآب ابنه إلي العالم ليدين العالم بل ليخلص العالم يو3:7والذي قال لليهود أنتم حسب الجسد تدينون أما أنا فلست أدين أحدا يو18:5...هو في مناسبات عديدة أدان كثيرين:مثلما أدان الكتبة والفريسيين متي23وأدان كهنة اليهود قائلا لهم إن ملكوت الله ينزع منكم,ويعطي لأمة تصنع أثماره مت21:43وأدان الصدوقيين قائلا لهمتضلون إذ لا تعرفون الكتبمت22:29وأدان تلميذه بطرس لما قال له حاشاك يارب متي16:23. السيد المسيح-مع وداعته-أدان ولكن بسلطان وبهدف روحي. كذلك فإن القديس بولس الرسول قال لتلميذه تيموثاوس الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف1تي5:20هنا الإدانة بسلطان ومن أجل سلامة الكنيسة. هناك أشخاص من حقهم-بل من واجبهم-أن يدينوا ولا تتعارض إدانتهم مع الوداعة مثل الوالدين والأب الروحي والمدرس بالنسبة إلي تلاميذه والرئيس بالنسبة إلي مرؤوسيه...بل إن عالي الكاهن قد عاقبه الله لأنه لم يحسن تربية أولاده ويدينهم1صم3. هوذا الكتاب يقوللا تخالطوا الزناة1كو6:9فهل تقول:أنا لا أدين هؤلاء!حتي إن لم تقل عليهم أية كلمة إدانة فإن عدم مخاطبتهم وعدم مخالطة مجموعات أخري من الخطاة1كو6:11تحمل ضمنا إدانتهم وكذلك بالنسبة إلي المنحرفين في التعليم الديني يقول الرسولإن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولاتقولوا له سلام.لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو10:11فهل باسم الوداعة نقبل هؤلاء؟!كلا بلاشك. المسألة ليست حكما وإدانة بل يقول الرسولخطايا بعض الناس واضحة تتقدم إلي القضاء1تي5:24. أنت لست تدينهم بل أعمالهم تدينهم وأنت بكل وداعة تبتعد عنهم كما ينصح المزمورفي طريق الخطاة لاتقف وفي مجلس المستهزئين لاتجلس مز1. هناك مواقف يجد فيها الوديع نفسه مضطرا أن يتكلم, ولا يستطيع أن يصمت مثلما فعل اليهو في قصة أيوب الصديق وأصحابه: كان هو الرابع بين أصحاب أيوب وقد ظل صامتا طوال 28 إصحاحا من النقاش بين أيوب الصديق وأصحابه الثلاثة إذ كان يشعر-في وداعة-أنه أصغرهم سنا ولا يجوز له أن يتكلم وسط الشيوخ...وأخيرا يقول الكتاب: فلما رأي اليهو أنه لا جواب في أفواه الرجال الثلاثة حمي غضبه وأجاب:أنا صغير الأيام وأنتم شيوخ لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدي لكم رأيي قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمة..تأملت فيكم وإذ ليس من حج أيوب, ولا جواب منكم لكلامه..فأجيب أنا أيضا حصتي وأبدي أنا أيضا رأيي لأني ملآن أقوالا.روح باطني تضايقني أتكلم فأفرج أفتح شفتي وأجيب..أي32:5-20. كان اليهو وديعا.. ظل صامتا مدة طويلة ولكنه أخيرا لم يستطع أن يصمت.وكان الله هو المتكلم علي فمه.وهو الوحيد الذي لم يجادله أيوب أي32-37.
| |
|