mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: تأملات في سفر نشيد الأناشيد8 الأحد 9 ديسمبر 2012 - 15:53 | |
|
تأملات في سفر نشيد الأناشيد8
السبت 01 ديسمبر 2012 - 02:00 م
بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث
الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله...أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناة السامي إلي معان عالمية..
الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله...أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناة السامي إلي معان عالمية.. شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون مرهبة كجيش بألويةنش6:10نش1:9. يشرح سفر النشيد قوة الكنيسة وقوة النفس المؤمنة في عديد من الآيات منها:الجبابرة الذين حول تخت سليمان3:8أو في تشبيهها بفرس في مركبات فرعون1:9أو في قوله عنها إنها مرهبة كجيش بألوية6:10. وكل هذه العبارات لاتدل علي أن الكلام موجه من شاب إلي عروسه!فمن من العرائس تقبل أن توصف بهذه الأوصاف أو ما يشابهها؟!إنما هي موجهة من الرب إلي كنيسته إلي النفس البشرية التي يريدها أن تكون دائمة قوية في إرادتها. فعبارة جيش بألويةتعني جيشا مكونا من عدة لواءات وكل لواء يشمل جملة الآيات.. وكل آلاي يتكون من عدة كتائب وكل كتيبة تشمل أكثر من سرية,والسرية أكثر من فصيلة ..وهكذا يكون الجيش بألويته جيشا منظما مرهبا قويا وبخاصة لو كان رجاله جبابرة متعلمين الحرب.كل رجل سيفه علي فخذه من هول الليلنش3:8. هكذا تكون الكنيسة أو النفس في قوتها ومحاربتها لعدو الخير. قد يفهم البعض الوداعة والاتضاع فهما خاطئا يقود إلي الضعف!أما المؤمن الحقيقي فهو إنسان قوي يحارب ضد الخطيئة وينتصر. إن المؤمنين يكونون جيش الله الذي يقف ضد مملكة الشيطان وكل جنوده لذلك فعندما أمر الرب بإحصاء الشعب في سفر العدد,طلب منهم أن يحصوا كل ذكر ابن عشرين سنة فصاعدا كل خارج للحربعد1:3,2وتكرر هذا الوصف بالنسبة إلي المنتخبين من كل سبط وهكذا كان المختارون المعدودون هم فقط جماعة الأقوياء القادرين علي القتال من كل خارج للحربعد1. لذلك لم يسمح السيد المسيح لتلاميذه أن يبدأوا عملهم الكرازي إلا بعد أن يلبسوا قوة من الأعاليلو24:49وبعد ذلك يخدمون. وهكذا قال لهمولكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وحينئذ تكونون لي شهودا..أع1:8وبهذه القوة التي أخذوها من الروح القدس رأينا سفر أعمال الرسل سفرا للقوة يشرح كيف أن ملكوت الله كان قد أتي بقوةمر9:1وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت علي جميعهمأع4:33. وكانت كلمة الرب تنمو,وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم ..أع6:7. ونسمع أن ثلاثة مجامع تحاورت مع أسطفانوس الشماس ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم بهأع6:10. إنها صورة للكنيسة المرهبة كجيش بألوية. صورة أولاد الله الغالبين المنتصرين أو علي الأقل المقاتلين. أو علي أقل الأقل:هم المستعدون للحرب الروحية الجبابرة الخارجون للحرب الذين لايخافون إبليس ولاجنوده بل كل واحد منهم سيفه علي فخذه من هول الليلنش3:8هؤلاء الذين يقودهم الرب في موكب نصرته 2كو2:14..هؤلاء هم الساهرون المستعدون:أحقاؤهم ممنطقة ومصابيحهم موقدة وينتظرون الحروبلو12:35. كل أسلحتهم روحيةأف6:11والله هو الذي يعلمهم القتال. وفي ذلك يقول داود النبيمبارك الرب..الذي يعلم يدي القتال وأصابعي الحربمز144:1وهكذا لاتكون أسلحته بشرية بل إلهية هؤلاء هم القديسون الغالبون باستمرار الذين ينشد لهم الرب أغنيته المحبوبة من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياةرؤ2:7من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكتهرؤ3:5من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشهرؤ3:21. فترة وجودنا في العالم هي فترة حرب وجهاد كل من يغلب سينال المواعيد والذين غلبوا نسميهم الكنيسة المنتصرة. نحن نحارب وعدونا المقاتل لنا-أي إبليس-مثل أسد يزأر يجول ملتمسا من يبتلعه هو1بط5:8لذلك يشجعنا القديس بطرس الرسول قائلا فقاوموه راسخين في الإيمان1بط5:9كما يقول القديس يعقوب الرسول أيضاقاوموا إبليس فيهرب منكميع4:7..لاشك أنه يهرب بسبب القوة التي أخذناها من الله والتي نستطيع بها أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدولو10:19. حقا أن الحرب للرب 1صم17:47والرب يحارب معنا وبنا. والفرس-مثل السيف-قوة تستخدم في الحرب. وقد قال سليمان الملك في أمثالهالفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن الربأم21:31.وليس كل فرس بل الفرس المدرب المعد ليوم الحرب وكانت لسليمان مدن للفرسان1مل9:19ولعل أقوي الأفراس كانت تلك التي أهداها له فرعون حينما تزوج ابنته تلك التي كانت تقود مركبات فرعون. كل فرس منها كان قويا ومدربا علي القتال وطيعا في يد الفارس ويخوض الحرب بلا خوف وسط سيوف العدو وينتصر .. وهكذا تشبهت الكنيسة في سفر النشيد بفرس في مركبات فرعون ..ليس فرسا عاديا بل الفرس المحارب المعد ليوم الحرب,الذي يقوده الرب في يوم نصرته إنه لايتحرك في ساحة الحرب من ذاته بل الله الذي يوجهه ويكون الفرس مطواعا في يديه. إن الكنيسة تشبه الفرس وأعنتها في يد الله. والمؤمن يحارب حروب الرب,والله هو الذي يقوده. إنه لايحارب وحده بل الله يحارب به ويمنحه القوة. وهكذا قال الرب لأرميا النبيهاأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس علي كل الأرض..فيحاربونك ولايقدرون عليك لأني أنا معك-يقول الرب-لأنقذكأر1:18. إن المؤمنين أشخاص مسلحون بسلاح الله الكامل لهم قوة من الله ونصرة أخضع كل شيء تحت أقدامهممز8منذ أن خلق الله الإنسان منحه سلطانا نجد هذه القوة في أنشودة داود الحلوة. إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي. وإن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئنمز27:3. أنا مطمئن:الحصاة والمقلاع في يدي وجليات تحت قدمي الله أعطاني سلطانا عليه..هؤلاء بمركبات وهؤلاء بخيل ونحن باسم الرب ندعو هم عثروا وسقطوا ونحن قمنا واستقمنامز20:8,7. نحن مثل جيش بألوية كل فرد منا كأنهفرس في مركبات فرعون. إن النفس القوية المرهبة كجيش بألوية يفتخر بها الرب. وهكذا قال الرب للشيطان هل جعلت قلبك علي عبدك أيوب؟فإنه ليس مثله:رجل كامل ومستقيمأع1:8أتستطيع أن تقوي عليه؟!..فحاربه الشيطان بأنواع حروب عنيفة جدا ولكنه وجده طاهرا كالشمس مرهبا كجيش بألوية قويا كفرس في مركبات فرعون. أين هذا من النفوس الضعيفة التي تقول:يئست تعبت تعقدت!! تلك النفوس التي لأتفه الأسباب ترتبك وتضطرب وتحتار..!ليست هذه صفات الجبابرة المتعلمين الحرب ولا هذا كلام الأقوياء الذين يلبسون سلاح الله الكامل ويصارعون أجناد الشر الروحيةأف6. إن القديسين كانت تخافهم الشياطين وترتعب أمامهم وتصرخ! نذكر أنه عندما ذهب القديس أبا مقار الكبير إلي جزيرة فيلا أن الشياطين فزعت منه وصرخت قائلةويلاه منك يا مقاره أما يكفيك أننا تركنا لك البرية حتي جئت إلي هنا لتزعجنا؟!. نذكر أيضا قصة ذلك القديس الذي جاءت الشياطين لتحاربه فربطهم خارج القلاية فظلوا يصرخون:لا يستطيعون دخول قلايته ولا أن يتحركوا من مواضعهم فقال لهم امضوا واخزوا وصرفهم. إن الله ينظر إلي هذه النفس التي ربطت الشياطين ثم صرفتهم ويقول لها شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون.. أيضا النفس القوية تكون قوية في كل شيء.. ليست في حياتها الروحية فقط,بل في خدمتها أيضا: كل كلمة تخرج من الفم تكون قوية وفعالةعب4:12فيها قوة الروح لاترجع فارغة بل تعمل ما يسر الرب بهأش55:11وهكذا يتشبه المتكلم بالسيد المسيح الذي كان يتكلم كمن له سلطانمت7:29. القديس بولس الرسول كان أسيرا وكان يتحدث عن الإيمان بالمسيح أمام فيلكس الوالي وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ارتعب فيلكس الواليأع24:25. هنا أمير يرتعب أمام أسيره بسبب قوة هذا الأسير وتأثيره. ومن الناحية الأخري هناك إنسان تشعر أنه قوي يقدر أن يحملك ويحمل متاعبك وضعفاتك ومشاكلك وإنسان آخر تجده يتعثر في الطريق ويحتاج أن تحمله طول الطريق علي كتفيك. خذوا قوة من الروح القدس قوة في الصلاة قوة في الخدمة قوة في السلوك قوة في التواضع الذي يغلب الشياطين وتصبح به النفس مرهبة كجيش بألوية. ليست القوة قوة عالمية كما في جليات قوة سلاح وجسم إنما هي قوة في الروح هي قوة الله العاملة في الإنسان,كما تغني بها داود النبي فقال:أحاطوا بي مثل النحل حول الشهد والتهبوا كنار في شوك وباسم الرب انتقمت منهم..يمين الرب صنعت قوة يمين الرب رفعتني فلن أموت بعد بل أحيامز118هذه أغنية فرس في مركبات فرعون. تغني داود أيضا فقالقوتي هي الرب. إن كانت قوتك هي الرب فحلول روحه فيك يعني حلول القوة. كان الشهداء يقدمون لألوان من التعذيب ويتعرضون للتهديد وللإغراء ولم يفقدوا قوتهم قط..بل كانوا أقوياء في تحملهم. فاطلب من الرب قوة:القوة التي تقيم المسكين من التراب والبائس من المزبلة ليجلس مع رؤساء شعبهمز113:8,7..قل له:ارفعني يارب من التراب وألبسني سلاحك الكامل وأعطني قوة.. أنا لاشيء قدامك ولكنني بك أستطيع كل شيءفي4:13. إن أولاد الله لهم قوة حتي في علاقتهم مع الله نفسه. إنها قوة الدالة.. الدالة التي بها يعقوب أبو الآباء جاهد مع الله وغلب وجرؤ أن يقول للهلا أتركك..لا أتركك حتي تباركني..وفعلا أخذ البركة وأخذ اسما جديداتك32:24-28. نفس الصراع والدالة كانا بين موسي النبي ورب المجد نفسه بعد أن عبد الشعب العجل الذهب وقال الرب لموسي اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم فأصيرك شعبا عظيماوبعد حوار بينهما قال موسي للربوالآن إن غفرتلهذا الشعبخطيتهم وإلا فأمحني من كتابك الذي كتبتخر32:32,1. وكما تشفع موسي في الشعب تشفع أبونا إبراهيم في أهل سادوم وعاتب الرب في قوة قائلاأديان الأرض كلها لايصنع عدلا؟!حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيمتك18:25. هذه أمثلة من أشخاص كانت لهم قوة في الحوار مع الله.. يدخلون في محاجية مع الله ويجادلونه في دالة..ويكون الله فرحا بذلك لأنه يجد راحته فيهم. إن المؤمنين يصيرون جيشا بألوية حينما يتحولون إلي صورة الله ويكونون أبناء حقيقيين له,فكل ابن حقيقي لله له قوته. عيشوا إذن في حياة النصرة الروحية ولايكن لكم روح الفشل ولا روح الخوف واليأس..إنك تخاف حقا إذا ما ارتفع قلبك وظننت أنك قوي بذاتك..!حينئذ تخاف.. قل:أنا أضعف الناس..لكن الله سيعطيني قوته. وحينما يعطيني قوته أصير فرسا في مركبات فرعون. أنا لا أملك سلاحا ولكني بسلاح الله الكامل سوف أنتصر. إن الذين عاشوا مع الرب تركوا قوتهم وأخذوا من قوته. مثل موسي الذي ترك قوته كأمير ورفض أن يدعي ابن ابنة فرعون..وقال أنا لست صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس..أنا ثقيل الفم واللسانخر4:10. حينئذ أخذ قوة من الرب وصار كليم الله.وأعطاه الرب فما وحكمة لو21:15. كن قويا إذن:بالمعني السليم وليس بالمعني العلماني. لأن هناك من يظن أنه قوي بالذكاء والحيلة والسياسة والعمل البشري ..ولكن هذه ليست قوة حقيقية.إنها عملة زائفة..!لا تستطيع بها أن تشتري ذهبا مصفي بالناررؤ3:18 فلتكن لك قوة الانسحاق أمام الله وقوة الجهاد ضد الشياطين.. ليست القوة أن تبرر ذاتك وإنما القوة في اعترافك بخطئك. ليس القوي من يهزم عدوه إنما القوي من يحول العدو إلي صديق. ليست القوة في أن ترد الكلمة بكلمتين,إنما القوة هي أن تحول الخد الآخر وأن تمشي الميل الثانيمت5:41,39وأن تحتمل كل شيء1كو13:7وأن تغفر الإساءة وأن تنسي.. وكما قال الرسوليجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنارو15:1. بهذا تصير كفرس في مركبات فرعون, يصل في قوة إلي هدفه دون أن يتعثر في الطريق.
| |
|