Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Net for God

منتدى مسيحى أرثوذكسى يجمع مسيحى العالم عند قدمى السيد المسيح
 
الرئيسيةWelcomeأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مخافة الله فى الكنيسة الاولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ghada
فنانـــــة المنتــــدى
Ghada


انثى
عدد الرسائل : 16804
مخافة الله فى الكنيسة الاولى Amauo6
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

مخافة الله فى الكنيسة الاولى Empty
مُساهمةموضوع: مخافة الله فى الكنيسة الاولى   مخافة الله فى الكنيسة الاولى Icon_minitimeالسبت 1 نوفمبر 2008 - 7:21

ونعني الكنيسة في العصر الرسولي ، وفي القرون الأربعة الأولي للمسيحية ، حيث كانت الكنيسة تحرص علي مخافة الله ، وعلي التمسك حياة القداسة ، قداسة المؤمنين وقداسة الكنيسة . وكانت حازمة جداً في حفط الوصايا الإلهية .
لذلك تميزت الكنيسة بالعقوبات الشديدة التي كنت توقعها علي الخطاة في ذلك الزمان حتي يعيشوا في خوف الله .
ونحن لا ننسي العقوبة الشديدة التي أوقعها القديس بولس الرسول علي خاطئ كورنثوس ، إذ قال قد حكمت .. أن يسلم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد ، لكي تخلص الروح في يوم الرب " ( 1 كو 5 : 5 ) . ونذكر أيضاً حكمة الشديد علي عليم الساحر ، إذ ضربه بالعمي ( 1 كو 13 : 11 ) … ونذكر أيضاً قوله لتلميذه تيموثاوس الأسقف :
" الذين يخطئون ، وبخهم أمام الجميع ، لكي يكون عند الباقين خوف " ( 1 تي 5 : 20 ) . لأن هذا الخوف يحمي الآخرين من تكرار نفس الخطأ ، أو ما يشبهه . وهناك قصة في بدء الكنيسة الأولي لا ننساها : وهي معاقبة القديس بطرس لحنانيا وسفيرا اللذين كذبا عليه ، أو كذبا ً علي روح الله الذي فيه ، فعاقبهما أشد عقوبة حتي دون أن يعطيهما فرصة للتوبة . وقال سفر الأعمال في ذلك :
" فصار خوف عظيم علي جميع الكنيسة "( أع 5 : 11 ) .
وكان ذلك الخوف نافعاً لردع الناس عن الخطأ … ومن العقوبات التي كانت مشهورة في الكنيسة الأولي ، هي عقوبة عزل المخطئ من جماعة المؤمنين Excommunication والتي ذكر بها القديس بولس أهل كورنثوس بقولة :
" اعزلوا الخبيث من بينكم "( 1 كو 5 : 13 ) .
وكانت هناك عقوبات أخري خاصة برجال الإكليروس .. قد تصل إلي تصل إلي العزل من الرتبة الكهنوتية Deosal . ومن مخافة الله كان البعض يعترف بخطاياه علانبة ، ولا ننسي اعترافات القديس أوغسطينوس التي كتبها في كتبها في كتاب يمكن أن تقر أه جميع الأجيال … إذ كانت مخافة الله في قلبه . فإراد أن يعاقب نفسه بذكر خطاياه أمام الكل .
إن الله القدوس لا يمكن أن يرضي بالخطية ولا الشر . وهكذا كان وكلاؤه علي الأرض أيضاً ( 1 كو 4 : 1 ) ( تي 1 : 7 ) .
كانت الكنيسة مملوءة بالقديسين ، ولا يدخلها إلي القديسون . وكانت الكنيسة مقسمة إلي خوارس ، إلي مناطق وصفوف خورس الباكين ، وخورس الراكعين ، وخورس الموعوظين .. إلي أن يصلوا إلي خورس القديسين الذين يسمح لهم بالتناول .
ولم يكن كل أحد يصرح له بدخول الكنيسة . إذ كما يقول المزمور " ببيتك تليق القداسة يارب "( مز 93 ) . لذلك كان الخطاة يقفون خارج الكنيسة ، يتضرعون إلي الداخلين و الخارجين أن يصلوا لأجلهم . وكثيراً ما كانت الكنيسة تحكم بسنوات من الحرمان علي مقترفي الخطية . ونظراً لأن الكنيسة كانت شديدة في أحكامها ، كان الناس يسلكون في قداسة وحرص .
كانت توجد وظيفة هي وظيفة الإيبدياكون
أي مساعد الشماس . وهذا كان يحرس أبواب الكنيسة من دخول الخطاة ، فلا يدخلها أشخاص محكوم عليهم بسبب خطاياهم . والكنيسة في عقوباتها لم تكن تعرف المحابة . فكان يحكم علي الشخص بالحرمان من الكنيسة ، إذا أخطأ خطية تستوجب ذلك مهما كان مركزه أو شهوته ..

أنت توجد إمرأة من مشاهير الراقصات . ولشهرتها الكبيرة ما كان يصادقها إلا الأثرياء وكبار الموظفين . هذه المرأة ذهبت في إحدي المرات إلي الكنيسة بزينتها فأوقفها الإيبوذياكون ومنعها من الدخول قائلاً لها " لا يحق لك أن تدخلي الكنيسة لأنك امرأة خاطئة " وقال ذلك لأنه خادم بالكنيسة ومكلف بهذا الأمر . ولا يسمح لأي شخص خاطئ بالدخول إلي الكنيسة كما يقول الكتاب " اعزلوا الخبيث من وسطكم " . ظلت المرأة تتناقش معه بصوت مرتفع إلي أن وصل صوتها إلي الأسقف . فخرج الأسقف مستفسراً ، فقالت له :" يا سيدي أريد أن أدخل الكنيسة " ، فقال لها الأسقف : " لا تستحقين الدخول إلي الكنيسة لأنك أمرأة خاطئة قالت له : يا سيدي ما عدت أخطئ مرة أخرى " . فقال لها الأسقف :" إن كنت صادقة في توبتك فأذهبي أحضري كل أملاكك إلي هنا فذهبت وأحضرت جميع غناها إلي فناء الكنيسة - التحف والملابس والزينات وكل حاجة تملكها أحضرتها إلي فناء الكنيسة فإمر الأسقف أن يحرق كل هذا ، لأنه حسب قوانين الكنيسة لا يدخل في مالية الكنيسة أجرة زانية . فلما نظرت المرأة كل هذا قالت لنفسها : إن كانوا قد فعلوا بك هكذا علي الأرض فماذا يفعل بك في السماء ؟! وتخشعت وسمح لها بالدخول إلي الكنيسة … مجرد سماح فقط . وهكذا دخلت مخافة الله إلي قلبها وتابت . وفيما بعد صارت إحدي القديسات .



قصة أخرى حدثت في عهد القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية ، أتت إلي القديس إمرأة وقالت له " إن الأمبراطورة قد إظلمتها " فطلب القديس إلي الإمبراطورة أن تنصف المرأة ، ولكنها لم تنصفها . وفي يوم جاءت الامبراطورة إلي الكنيسة في موكبها مع العبيد و الحاشية وارادت الدخول ، فخرج القديس يوحنا إلي الباب وأوقف الإمبراطورة ومنعها قائلاً :" لا تدخلي الكنيسة لأنك إمرأة ظالمة ". إن الأمبراطورة سببت فيما بعد للقديس يوحنا مشاكل كثيرة ولكن الكنيسة لا يدخلها إلا القديسون ، وليتحمل بعد ذلك ما يحدث ولذلك كان القديس يوحنا يقول " إن هيروديا مازالت ترجوا الملك مرة أخري لكي يعطيها رأس يوحنا علي طبق " . متذكراً ما حدث لسميه القديس يوحنا المعمدان . ولقد احتمل ذهبي الفم كثيراً لكي تثبت مخافة الله داخل الكنيسة . ولا فرق في ذلك بين الملكة وأي فرد من الشعب …

قداس الموعوظين في الكنيسة هو الجزء الأول من القداس الحالي الذي تقرأ فيه الرسائل و السنكسار والإنجيل وتلقي العظة وكانت الكنيسة في العصور الأولي ، قبل أن يرفع الأبرسفارين ويبدأ قداس القديسين ، كان يقف الشماس ويقول " لا يقف هرطوقي ها هنا ، لا يقف موعوظ ، لا يقف غير مؤمن ". فيخرج هؤلاء ولا يبقي في الكنيسة إلا المؤمنون القديسون الذين يتناولون من الأسرار الإلهية . ثم يغلق الباب فلا يدخل بعد ذلك أحد ، ولا يخرج أحد . لأنه غير جائز ان يدخل إلي الكنيسة إنسان متأخر بعد رفع الأبروسسفارين ، كذلك أيضاً لا يجوز من الكنيسة أحد في اللحظات المقدسة . لقد كانت الكنيسة شديدة في أحكامها ، ولأجل ذلك كانت مملوءة من المؤمنين القديسين .. نحن الآن نتهاون ونسمح بدخول الأشرار و الظالمين ، وتحدث أخطاء داخل الكنيسة ، قد يتشاجر بعض الأشخاص أو يتشاتمون وهذا طبعاً لا يليق بقداسة بيت الله . يعقوب أب الآباء عندما أسس بيت إيل ، عندما ظهر له الله في ذلك المكان قال " ما أرهب هذا المكان ، ما هذا إلي بيت الله ، وهذا المكان قال " ما أرهب هذا المكان ، ما هذا إلي بيت الله ، وهذا باب السماء " ( تك 28 : 17 ) . وفي بعض الكنائس توجد هذه الآية مكتوبة علي الجدران . لأن الكنيسة لا يدخلها إلي القديسون أما الخطاة فغضب الله معلن عليهم .


• في الكنيسة الأولي التي تميزت بمخافة الله ، لم يكن الحل سهلاً من فم الكاهن . فلم يكن الأب الكاهن يقرأ التحليل لإنسان إلا بعد أن يتأكد من توبته ، ومن إصلاح نتائج خطيئته بقدر الإمكان ، كان يرجع الحق لمن قد ظلم منه ، كما فعل زكا العشار ( لو 19 : 8 ) . وكان الخاطئ التائب يتحمل عقوبة كنسية شديدة لأن العقوبة تشعره بثقل الخطأ الذي ارتكبه .
لم تكن الكنيسة تقبل تبرعاً إلا من مال حلال .
• حسب قول المرنم في المزمور " زيت الخاطئ لا يدهن رأسي وأيضاً حسب تعليم الكتاب " لا تدخل أجرة زانية إلي بيت الرب إلهك عن نذر ما " (تث 23 : 18 ) . وفي قوانين الآباء الرسل توجد قائمة بالعطايا المرفوضة التي لا تقبلها الكنيسة ، إذا كان مصدرها غير سليم … وكما كانت مخافة الله قائمة بالنسبة إلي الخطايا الشخصية …
كذلك كانت مخافة الله قائمة في التعامل مع الهراطقة .
• وهكذا يقول بولس الرسول " إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرنكم به ، فليكن أناثيما " ( أي محروماً) ( غل 1 : 8 ) . ويقول القديس يوحنا الحبيب " أن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، ولا تقولوا له السلام . لأن من يسلم عليه ، يشترك في أعماله الشريرة "( 2 يو 10 : 11 ) .
وهكذا بمخافة الله كانت الكنيسة مدققة جداً في أمور التعليم .
• وما كانت تقبل أي تعليم غريب . وفي تدقيقها كان كل تعليم غريب ، وكل خطأ ، يقابل بكل حزم وصرامة وتعقد بسببه المجامع المكانية أو المسكونية ، لتقاومه بتحديد الإيمان السليم ، وعزل أصحاب ذلك التعليم الخاطئ وقطعهم من جسم الكنيسة مهما كانت رتبتهم …
ليتنا نأخذ درساً في مخافة الله من الكنيسة الأولي …
تلك المخافة التي دعتهم إلي التدقيق في كل شئ ، وإلي الجدية في الرعاية و الخدمة ، وإلي الأمانة في القليل وفي الكثير ، ، حتى حفظوا لنا الإيمان نقياً ، وسلموه ( 2 تي 2 : 2 ) وأخيراً ، بعد كل المقدمات التي كتبناها أيها القارئ العزيز ،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ghada
فنانـــــة المنتــــدى
Ghada


انثى
عدد الرسائل : 16804
مخافة الله فى الكنيسة الاولى Amauo6
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

مخافة الله فى الكنيسة الاولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مخافة الله فى الكنيسة الاولى   مخافة الله فى الكنيسة الاولى Icon_minitimeالسبت 1 نوفمبر 2008 - 7:22

لكي نصل إلي مخافة الله ، لابد أن نعرف ما هي حالة الخطية أو ما هي حالتنا أثناء ارتكبنا للخطية :
الخطية تفصلنا عن الله ، وعن الملائكة و القديسين …
بل تفصلنا عن الحياة الروحية كلها … الإنسان البار هو إنسان ثابت في الله ، والله ثابت فيه . هو هيكل للروح القدس ، وروح الله ساكن فيه ( 1 كو 3 : 16 ) . أما الإنسان الخاطئ ، فهو بارتكابه للخطية يحزن روح الله ( أف 4 : 30 ) وينفصل عن الله ، وعن كل ما يتعلق به ، لأنه " أية شركة للنور الظلمة ؟! " ( 2كو 6 : 14 ) . فالله نور ، والخطية ظلمة و الخاطئ هو شخص قد أحب الظلمة أكثر من النور ، لأن أعماله شريرة "( يو 3 : 19 ) .
ألا يخيفك أذن أن تكون منفصلاً عن الله ؟! وأن تحيا خارجاً منه ، في الظلمة الخارجية ؟!
الإبن الضال أنفصل عن أبيه " في كورة بعيدة "( لو 15 : 13 ) وأبونا آدم حينما أخطأ ، أنفصل عن عشرة الله ، واختبأ وراء الأشجار ( تك 3 : 8 ) . فالخطية توجد حاجزاً وحجاباً بين الإنسان و الله ويبقي عليه أن يختار إما الله ، وإما الخطية التي تفصله عن الله !
لذلك فالخطية تخيف الإنسان ، حينما يتذكر أنه من أجلها ، فضل أن ينفصل عن الله ويختار الخطية … الخاطئ يعرف تماماً أنه بعيد عن الله . ولكنه بالتوبه يشعر أنه يقترب من الله ويتلامس معه . اما إذا دخل في حياة القداسة فحينئذ يثبت في الله ، والله فيه . وهكذا يقول الرب " أنا الكرمة وأنتم الغصان .. الذي يثبت في ، وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير " ( يو 15 : 1 ، 5 ) . والذي لا يثبت ، يطرح خارجاً كالغصن ، فيجف ويحترق "( يو 15 : 6 ) . أليس هذا مخيفاً ؟! لعله يخيف الخاطئ أيضاً ، أنه في خصومة مع الله
لذلك فإن القديس بولس الرسول يدعو الخطاة قائلاً " تصالحوا مع الله "( 2 كو 5 : 20 ) . والأمر ليس مجرد خصومة ، بل هو أخطر من هذا بكثير فالقديس يعقوب الرسول يقول إن محبة العالم عداوة لله ويؤيد هذا القديس يوحنا الرسول فيقول " إن أحب أحد العالم ، فليس فيه محبة الآب "( 1 يو 2 :15 )… إذن فالخطية موقف يتخذه الخاطئ من الله : عدم محبة خصومه ، عداوة …
بل الخطية هي حرمان من الله . هي حالة إنسان يطرده من حضرته .
نعم ، ما أبشع حالة أولئك الذين يقول لهم الرب " إني لم أعرفكم قط . أذهبوا عني يا فاعلي الإثم "( مت 7 : 23 ) . من يحتمل عبارة اذهبوا عني " … ولا يخاف ؟! إنه نفس موقف العذاري الجاهلات اللائي أغلق الرب بابه في وجوههن ، وقال لهن " الحق أقول لكم إني ما أعرفكن "( مت 25 : 12 ) . وهو نفس موقف قايين الذي صرخ قائلاً لله " ذنبي أعظم من أن يحتمل إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ، ومنى وجهك اختفي .."( تك 4 : 13 ) . إلا يخاف هذا الذي يطرده الله من حضرته ؟!
ويقول له " اذهب عني يا فاعلي الإثم . لا أعرفك " ولماذا ؟ لأنه إنسان يحب العالم أكثر من الله ، ولأنه يحزن روح الله الذي فيه بل أيضاً يعاند ويقاوم الروح مثلما قال القديس اسطفانوس لليهود ( أع 7 : 51 ) بل هو ينفصل عن الله ويخاصمه ويعدية …
إذا استيقظ ضمير هذا الإنسان ، ألا يخاف ويقول : من حتي أعادي الله و
أقاومه ؟!
من أنا التراب و الرماد ، حتي أحزن روح الله ، واعصي الله وأتحده ، وأخاف وصاياه وأثور عليه ؟! وأقف ضد سلطانه و ملكوته …. من انا ؟! لذلك يخاف ، لنه ليس كفئواً لهذه العداوة وهذا التحدي . ولو تعرض لغضب الله ، سيهلك …
إنه يخاف أيضاً من نتائج الخطية .
الخطية التي تجلب له القلق و الخوف وعذاب الضمير ، والتي تفقده سلامه الداخلي … ما أكثر الذين جربوا متعب الخطية وآلامها . ومنهم داود النبي ، الذي قال : في كل ليلة أعوم سريري ، وبدموعي أبل فراشي " ( مز 6 ) " أشفني يارب ، فإن عظامي قد اضطربت ، ونفسي قد انزعجت جداً "… هذا الذي قال " مزجت شرابي بالدموع " .. هذا الذي قال " مزجت شرابي بالدموع " انصت إلي دموعي ". وكما بكي داود، بكي بطرس أيضاً . قيل إنه خرج خارجاً ، وبكي بكاء مراً ( مت 26 : 75 ) .
وكما تألم القديسون بسبب الخطية ، هكذا تألم الأشرار أيضاً
ومثال لذلك يهوذا الخائن : الذي أتعبته نفسيته بسبب تسليمه لسيده ومعلمه ، فإرجع المال إلي رؤساء الكهنة قائلاً" أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً ". ولما وجد أن الأمر قد خرج من يده " مضي وخنق نفسه "( مت 27 : 5 ) . وهكذا مات هالكاً …
وبيلاطس البنطي قيل عنه في بعض القصص إنه عاد إلي منزله ، وظل يغسل يديه وهو يقول " أنا برئ من دم هذا البار ( مت 27 : 24 ) . وإذ يجدهما ما زالتا ملوثتين ، يعود فيغسلهما مكرراً نفس العبارة … وهناك أشخاص بسبب خطاياهم قاسوا قصاصات علي الأرض لكي تذكرهم بخطاياهم وتوصلهم إلي مخافة الله .
كإنسان يصاب بفشل في حياته ، أو تتوالي عليه ألوان من الفشل فيقول " هذا بسبب خطاياي ".. او يصاب بعد هذا هو ، أو أحد أفراد أسرته بمرض ، يتذكر خطاياه أيضاً ويقول هو السبب … ثم يع بعد هذا في مشكلة أو في عدة مشاكل متتابعة ، فلا يجد أمامه إلا عبارة " كل هذا بسبب خطاياي ". ويوصله ذلك إلي مخافة الله
كل هذه نتائج أرضية للخطية ، غير العقوبة الأبدية .
إنها تذكرنا بلعنات الناموس التي وردت في سفر التثنية ، حينما قال الله لمن يعصي وصاياه " يجعلك الرب منهزماً أمام اعدائك في طريق واحدة تخرج عليهم ، وفي سبع طرق تهرب امامهم ولا تنجح في طرقك ، بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام ولا مخلص " ( تث 28 : 25 ، 29 ). ويكررها الرب مرة أخري فيقول " ولا تكون إلا مظلوماً ومسحوقاً كل الأيام "( تث 28 : 33 ) .
طوبي لمن يستفيد من هذه العقوبات ويصل إلي مخافة الله . إذا يوصله كل هذا إلي الندم و التوبه ، ويعيش في المخافة التي تقودة إلي نقاوة القلب . اما الذي لا يبالي ، بل يستهتر ، فإنه يصل إلي قساوة القلب التي تهلكه تماماً .. إن كل العقوبات التي ننالها علي الأرض ، أو كل المشاكل و الضيقات التي نتعرض لها إنما هي تحمل في داخلها صوت الرب يقول " ارجعوا إلي فأرجع إليكم "( ملا 3 : 7 ) . أترانا نلبي صوته هذا ؟! هوذا الرسول يقول لنا " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم " ( عب 3: 15 ) . أن الرسول يقول أيضاً .
" لا تستكبر بل خف … فهوذا لطف الله وصرامته " ( رو 11 : 20 ، 22 )
أما الصرامة فعلي الذين سقطوا . وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف . وإلا فأنت أيضاً ستقطع "( رو 11 : 22 ) . لماذا إذن تعرض نفسك لصرامة الله ، ولحكم القطع ؟! أليس من الأفضل أن تحيا في مخافة الله ، ولا تخطئ ؟..
إن كنت تختبئ وراء محبة الله ، فتذكر قداسة الله وعدله .
تذكر أن الله قدوس ، وقداسته لا حدود لها ولا قياس . وإن كان البشر في برهم المحدود يشمئزون من الخطية ، فكم بالأولي الله الذي قداسته لا تحد !! كم تكون الخطية إذن بشعة في نظر الله ؟! هوذا يوسف الصديق - لما عرضت عليه الخطية - قال وهو يهرب منها :" كيف أخطئ ، وافعل هذا الشر العظيم أمام الله ؟!" ( تك 39 : 9 ). ولم يعتبر أنها شر عادي ، وإنما هي شر عظيم …
إنك تخجل أن تفعل الخطية امام شخص بار . وتخجل أكثر وأكثر إن كان ملاك أمامك . فكم بالأولي أمام الله ؟!
عيبك إذن أنك لا تشعر بوجود الله أمامك ، حينما ترتكب الخطية . كاولئك الذين قال عنهم المزمور " لم يجعلوا الله أمامهم ( مز 54 : 3 ) . لذلك لا تخاف الله . وترتكب الخطية ، والله ليس في ذهنك ، وكأنه لا يراك !!
ليتك تخاف الله كما تخاف الناس …
وليتك تخجل من الله ، كما تخجل من الناس … وكما تعمل حساباً لفكرة الناس عنك ، وحكم الناس عليك ، ليتك تعمل ألف حساب لحكم الله عليك .
الخطية التي تعملها أمام الناس ، لأنك تحب أن تكون لك سمعة طيبة أمامهم . أما الله الذي يري كل ما تفعله أمامه في الخفاء ، فلا تعمل له حساباً ، وتفقد مخافة الله !!
لماذا تدقق كثيراً في تصرفاتك أمام الناس ولا تدفق في تصرفاتك أمام الله ؟!
لسبب واحد ، هو أنك تخاف الناس ولا تخاف الله … لأنك شخصان : أحدهم أمام الناس في مظهرية بارة ، وأمام الله في حقيقتك الخاطئة . وهكذا تري أن عدم مخافتك لله قد أوصلتك إلي الرياء … وإلي تعدد الشخصية ، وإلي خداع الناس بمظهر زائف هو غير حقيقتك !!
وبينما تعمل الخطية أمام الله بلا خوف ، نراك تخاف أن طفلاً صغيراً يراك !
بل تخاف أن خادمك أو أحد مرؤوسيك يراك ! وتخاف في بعض المواقف أن تؤخذ لك صورة ، أو تسجل لك كلمة ، إن كان في شئ من هذا ما ينقص قدرك أمام الناس ، أو ما يظهر عيباً فيك … لذلك تحترس جداً في وجود الناس احتراساً لا تهتم به مطلقاً ، حينما تشعر أنه لا توجد عين تراك . وهذا دليل علي عدم مخافة الله ، ؟لأن عين الله تراك في الوقت الذي لا يراك فيه الناس …
لذلك من التداريب الهامة التي يجب عليك أن تتدرب عليهما لتصل إلي مخافة الله : أنك لا تعمل في الخفاء ، ما تخجل أن تعمله أمام الناس . . ولا تفكر في ذهنك فكراً لا تقدر أن تعلنه للناس . وقل لنفسك : ينبغي أن أخجل من الله الذي يراني ، والذي يفحص أفكار عقلي ، ونيات نفسي ، وشهوات قلبي . وقل لنفسك أيضاً :
لا يصح أن أكون كالقبور المبيضة من الخارج ، وفي الداخل عظام نتنه !!
لأن الرب بهذا الوصف قد وبخ أولئك الكتبة و الفريسيين المرائين ( مت 23 : 27 ) . حاول إذن أن تكون في داخل نفسك حريصاً علي عمل البر علي الأقل كما تحرص أمام الناس . والفكر الذي يخجلك أن يعرفه الناس ، لا تفكر . وكذلك بالنسبة إلي العمل و المشاعر . واقصد بالناس هنا الأبرار منهم الذين يراعون القيم .
ولذلك أدعوك إلي معاشرة الأبرار من الناس الأبرار ، حتي تتعلم مخافة الله منهم …
وأيضاً حتي يتحول حرصك في وجودهم إلي عادة عندك تمارسها حتي وأنت وحدك في عدم وجودهم معك … وفي نفس الوقت ابتعد عن عشرة المستهترين الذين لا توجد مخافة في قلوبهم ، لئلا تقلدهم دون أن تشعر .. أو قد يستهزئون بتدقيقك وحرصك ، فتظن أنه مبالغة ومغالاة ، وتزول بشاعة الخطية من تفكيرك ، وتصل مثلهم إلي اللامبالاة و تفقد مخافة الله .

الخوف من العقوبة طبيعة في الإنسان . ولولا هذا الخوف ، لا نتشر الشر في كل مكان . إنه نوع من الردع ، يمنع وقوع الشر .
بدأ الخوف من العقوبة منذ أيام أبينا آدم :
لقد خاف حينما أخطأ ، واختبأ هو وحواء خلف الشجر . واستمر الخوف في الأنبياء و القديسين . واستمر الخوف في نسلها .. حتي في الأنبياء و القديسين . واستمر الله في فرض عقوباته علي المخطئين ليقودهم إلي المخافة و التوبة
وقد سجل لنا الكتاب المقدس عقوبات كثيرة :
ولست أقصد فقط التي وردت في العهد القديم ، ولا لعنات الناموس التي كانت تقال علي جبل عيبال ( تث 27 : 13 ) ولا حتي الضربات و العقوبات التي وردت في سفر الرؤيا ( رؤ 8 )في العهد الجديد ، عهد النعمة و الحق . ولا العقوبات التي صدرت من فم السيد المسيح له المجد ، ومن أفواه تلاميذه القديسين ، إنما أقول :
حتي الوصية الإلهية الأولي ،كانت مصحوبة بعقوبة .
نعني وصيه الله لأبوينا الأولين في الجنة . كانت مصحوبة بعقوبة في حالة المخالفة :" موتاً تموتا " ( تك 2 : 17 )…بينما كانت الوصية موجهة إلي نوعية ممتازة جداً ، هي آدم وحواء في حالتهما السامية الأولي ، التي كانت فائقة جداً لحالة الطبيعة البشرية الحالية . إذ كانا في منتهي البراءه و البساطة لا يعرفان شرا ، حيث كانا عريانين ولا يخجلان 0
وقد نفذ الله عقوبته علي هذا الإنسان المخلوق علي صورة الله ومثاله
الله المحب ، الذي كان يتكلم في محبة مع ادم الطاهر البريء ، هو نفسه الذي خافه أدم بعد الخطية ، وهو الذي عاقب أدم وحواء ، وطردهما من الجنة ، وفرض عليهما التعب والوجع 0 والحية التي كانت خاضعة للإنسان ، أعطاها سلطان أن تسحق عقبه ( تك 3 : 15 -19 ) وقال الله للإنسان - وهو يعاقبه - ط لأنك تراب ، وإلي التراب تعود " ( تك 3 :19 ) ولعل فكرا دار في عقل أبينا أدم : " هل أنا يارب تراب ؟! ألست صورتك ومثالك ؟! 0 وكأن الله يرد عليه قائلا : لست أن صورتي ولست مثالي 0 لقد كنت صورتي ، حينما كنت نقيا بسيطا ولكنك لما أخطأت فقدت هذه الصورة ، وأصبحت ترابا ، مجرد تراب كما كنت 0 وإلي التراب تعود 000
إن العقوبة لأزمة للإنسان 0 شرعها لازمة للإنسان . شرعها الله لفائدته 0
حتي الخطايا التي تبدو بسيطة ، وضع الله لها عقوبات
هي كلمة (رقا ) ، أبسط كلمة تبدو فيها علامة من عدم التوقير (مت 5 : 22 ) 0 بل كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس ، يعطون عنها حسابا في يوم الدين (مت 12 : 36 ) 0 وما اخطر قول القديس باسيليوس الكبير :
ماذا أستفيد أن فعلت كل البر ثم قلت لأخي يا أحمق وصرت بهذا مستحقا نار جهنم حسب المكتوب ( مت 5 : 22 ) ؟!
أن مجرد كلمة واحدة يخطيء بها الإنسان ، تسبب له دينونة لأن الإنجيل يقول " وبكلامك تدان ( مت 12 : 37 ) 0 وكلمة شتيمة يمكن يسببها أن يفقد الإنسان الملكوت ، لأن الكتاب يقول " لا شتامون يرثون ملكوت الله " ( 1كو 6 : 10 ) ووضع هؤلاء الذين يشتمون في قائمة واحدة مع الزناة وعبدة الأوثان والفاسقين ( 1كو6 : 9 ) وكلمة قسم (حلفان ) يمكن أن تقعوا بها تحت الدينونة ( يع 5 : 12 ) 0 إذن فلتكن مخافة الله في قلوبنا . لأن خطية واحدة يمكن أن تكون سبباً في هلاك الإنسان . و الكتاب يقول :
" لأن من حفظ كل الناموس ، وعثر في واحدة ، فقد صار مجرماً في الكل "( يع 2 : 10 ) . إذن يجب أن نخاف من دينونة الله لنا . ومن يوم الدينونة الرهيب ، الذي يسميه الرسول أحياناً يوم الغضب ، فيقول " ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب ، تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله " ( رو 2 : 5 ،6 ) . ويقول أيضاً عن الذين يطاوعون الإثم " سخط وغضب ، شدة وضيق ، علي نفس إنسان يفعل الشر .." ( رو 2 : 8 ، 9 ) . وقد تحدث السيد المسيح نفسه عن الخوف من الدينونة .
فقال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس المهم ما يفعلونه أكثر . بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذين بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم أقول لكم من هذا خافوا "( لو 12 : 4 ، 5 ) . وهكذا كرر نصيحة الخوف ثلاث مرات في عبارة واحدة
وعلمنا أن نخاف من الدينونة ، ومن جهنم ، وأن نخاف الله الذي له سلطان هذه العقوبة
وخوف الدينونة وفقد الخلاص ، يتحدث عنه القديس بولس فيقول " فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلي إلي راحته ، يري أحد منكم أنه قد خاب منه "( عب 4 : 1 ) . إنه يخاف أن نفقد الدخول إلي الراحة الأبدية ، مع وعد الله لنا بها . وهو هنا يكلم أخوة مؤمنين لهم المواعيد ، يخاطبهم رسالته بقوله " أيها الأخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية ( عب 3 : 1 ) . إنهم قديسون حقاً . ولكن من الممكن أن يخطئوا ولذلك فهناك خوف عليهم …! ومع أن الرسول يقول لهولاء الأخوة القديسين " فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلي الأقداس بدم يسوع .." الثقة من جهة كمال الكفارة إلي قدمها الرب عنا .. ولكن ماذا من جهتنا نحن ؟! يتابع الرسول حديثة فيقول :
" فإن أخطأنا باختيارنا ، بعدما أخذنا معرفة الحق ، لا تبقي بعد ذيبح ة عن الخطايا ، بل قبول دينونة مخيف ، وغيره نار عتيدة أن تأكل المضادين "( عب 10 : 26 ، 27 ) .
وإذ يذكر خوف الدينونة ، يشرح خطورة السبب ( الخطية ) فيقول : من خالف ناموس موسي ، فعلي شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بغير رأفة . فكم عقاباً أشر ، تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله ، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً ، وازدري بروح النعمة " ( عب 10 : 28 ، 29 ) . حقاً إنه كلام خطير ، يجعل الذي لا يخاف الله ، يفيق من غفلته … ويكمل الرسول حديثة قائلاً :
مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي ( عب 10 : 31 ) . والوقوع المخيف في يد الله ، هو في يوم الدينونة . يقول القديس يوحنا في سفر الريا " ثم رأيت ملاكاً طائراً في وسط السماء ، معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين علي الأرض وكل أمه وقبيله ولسان وشعب ، قائلاً بصوت عظيم " خافوا الله وأعطوه مجداً "( رؤ 14 : 7 ) .. لماذا هذا الخوف ؟ أو ما مناسبته ؟ يقول الملاك " لأنه قد جاءت ساعة الدينونة "….
رهيبة هي ساعة الدينونة …. كل حياتنا نعدها لذلك اليوم وتلك الساعة ….
أنظروا ماذا يقول الكتاب عن ذلك اليوم :
يقول عنه سفر ملاخي النبي يوم الرب العظيم المخوف "( ملا 4 : 5 ) . ونقول عنه في القداس الإلهي " وظهوره الثاني 1 تي من السموات المخوف و المملوء مجداً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ghada
فنانـــــة المنتــــدى
Ghada


انثى
عدد الرسائل : 16804
مخافة الله فى الكنيسة الاولى Amauo6
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

مخافة الله فى الكنيسة الاولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مخافة الله فى الكنيسة الاولى   مخافة الله فى الكنيسة الاولى Icon_minitimeالسبت 1 نوفمبر 2008 - 7:23

إذا وقفت لتصلي ، تذكر أمام من أنت واقف ؟ 00 أنت واقف أمام ملك الملوك ورب الارباب أمام هذا الإله المهوب ، الذي تقف أمامه الملائكة بخشية الشاروبيم والسارافيم : بجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم 000 والأربعة والعشرون كاهنا الجلوس علي عروشهم ، يطرحون أكاليلهم أمام عرشه ، ويسجدون للحي إلي ابد الأبدين ، وهم يقولون : أنت مستحق إيها الرب أن تاخذ المجد والكرامة والقدرة ، لأنك أنت خلقت كل الأشياء ، وهي بإرادتك كائنة ( رؤ 4 : 10 ،11 )
وانت أين مخافة الله في قلبك أثناء صلاتك ؟! ليتك تقف أمامه بالهيبة التي تقف بها أمام رؤسائك ! يقول مارإسحق عن مخافة الله أثناء الصلاة 0
قف أمام الله في الصلاة ، كما لو كنت واقفا أمام لهيب نار 0
أن أبانا ابراهيم حينما وقف أمام الله ، " شرعت أن أكلم المولي ، وأنا تراب ورماد " ( تك 18 : 27 ) 0 أتقول إنك في صلاتك تكلم أبا ؟00 نعم ؟ ولكنه ليس أبا عاديا ، وإنما علمنا الرب أن نقول " أبانا الذي في السموات " تذكر إذن عبارة (السموات ) هذه ، التي هي عرش اله (مت 5 : 34 ) 0 لذلك نحن حينما نصلي ، نرفع أعيننا إلي فوق ، متذكرين عرش الله في السماء 0 مار إسحق يتحدث عن الزي الحسن في أثناء الصلاة 00 الذي من أهم مظاهره : جمع الحواس ، وجمع الفكر 00
قف في صلاتك بتوقير ، في مهابة ، عالمنا أمام من أنت وأقف 0 قف منتصب القامة 0 لا تحرك يديك ولا رجليك 0 ولا تسمح لحواسك أن تتشغل بشىء أخر ، ولا أن تقطع صلاتك بأي شيء يستلفت حواسك ، فتلتفت إليه وتسرح بعيدا عن الله 0 وبين الحين والأخر ، تبرهن علي إحترامك لله 0 بالإنحناء أو الركوع أو السجود ، وأنت مركز الفكر في حديثك مع الله 00
سألني البعض : لماذا أصلي ، وأفكاري تطيش في موضوعات أخري ؟ فقلت له : لأنها صلاة خالية من مخافة الله 0
حقا لو مخافة الله ثابتة في قلبك ، لكنت تصلي بفكر مركز ، ولا يسرح عقلك في شيء أخر أثناء حديثك مع الله 0 ولا تظن أن بنوتك لله تنسيك مهابته !! وإن حاول فكرك أن يطيش ، ارجعه بسرعة 00 ربما لم يتعود التركيز بعد 000 لذلك دربه علي الثبات في الرب 000
كذلك الذي يصلي بلا فهم ، وبلا مبالاة ، أو ينسي ما يقول 00 هذا أيضا يصلي ، وليست مخافة الله في قلبه 00
إنه ليس أحتراما لله ، أن تتحدث معه هكذا ، بلا خشوع ، وبلا فهم 00 أو أن تنشغل بغيره أثناء حديثك معه ، أو أن تكلمه وأنت لا تدري ماذا يقول ! أو أن تسرع في صلاتك لكي تنتهي منها بسرعة ، كأنك قد مللت من الحديث مع الله !! أو لديك أمور أخري أهم تريد أن تنشغل بها !! أو أسوأ من هذا ، أن تقول : ليس لدي وقت للحديث مع الله !! وكل هذا يدل علي عدم المخافة 0
إن مخافة الله تمنحك إحترام الله في صلاتك 0 وأيضا الخشوع في الصلاة يوصلك إلي مخافة الله 0 وتدخل في هذا الخشوع ، ألفاظ الإتضاع التي تستخدمها في الصلاة 0 كأن تبدأ صلاتك بعبارات التمجيد والتسبيح ، وتقول " من أنا يارب حتي أتحدث إليك ؟! أنا التراب والرماد ، أنا الخاطيء المتدنس 000 كذلك تذكر إسم الرب بكل إجلال ، وليس مثل الذين يقولون " قدوس ، قدوس ، رب الجنود 0 مجده ملء كل الأرض " (أش 6 : 3 ) فتهتز الأساسات لصلواتهم 0
وكما تظهر مخافة الله في صلاتك ، تظهر أيضا في علاقتك بكتاب الله وبيت الله ، وكل ما يتعلق بالله 000
فتدخل إلي الكنيسة بكل إحترام ، وأنت تصلي في قلبك وتقول للرب " أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك ، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك " ( مز 5 : 7 ) اشعر وأنت في الكنيسة ، أن هذا هو بيت الله وبيت الملائكة ، وبيت العبادة 0 واذكر قول المزموز :
" لبتك ينبغي التقديس يارب كل الأيام " ( مز 93 : 5 )
هذا التقديس يمنحك مهابة للكنيسة ، ومهابة للهيكل ، ومهابة للأسرار المقدسة والصلاوات ولا تتكلم في الكنسة مع أحد في الصلاوات ، فهذا يدل علي عدم إحترامك للكنيسة ، وعدم أحترامك للصلاة 0 وانشغالك عنها بالكلام ، ودم إشتراكك في الصلاة 0 وكل هذا يدل علي أنك قد دخلت إلي الكنيسة بغير مخافة الله ! ليتك تذكر قول أبينا يعقوب أبي الآباء :
" ما أرهب هذا المكان 0 ما هذا الا بيت الله ، وهذا باب السماء " (تك 28 :17 )
نعم رأه مكانا رهيبا ، وخاف ، علي الرغم من محبة الله التي أظهرها له في ذلك المكان ، وافتقاده بالسلم السمائي ، وينظره للملائكة 0 لا شك أن المكان الذي يحل فيه الرب ، هو مكان رهيب والمكان الذي يحل فيه الروح القدس عاملا في الأسرار المقدسة ، هو مكان رهيب 0 من أجل هذا ، لما أقترب موسي من موضع يكلمه فيه الله قال له الرب ، ليدخل الخشية إلي قلبه :
أخلع حذائك من رجليك 0 لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة " ( خر 3 : 5 ) 0
ونفس الكلام قيل أيضا ليشوع النبي ( يش 5 :15 ) 0 إن خلع الحذاء يرمز أيضا إلي خلع كل الأمور المادية والأرضية ، أثناء وجودك في بيت الله 000 كما يدل علي إحترام المكان المقدس 0 علي الأقل نقف في الكنيسة بمخافة الله ، ونجلس فيها - وقت الجلوس - بمخافة الله ، لا نتكلم مع من يجلس إلي جوارنا ونحكي !! ونعلق علي ما نسمعه وما نراه !! إن الذي يفعل هكذا ، ليست فيه مخافة الله 0 وكذلك الذي يدخل إلي الكنيسة وفي يده مجلة ، أو في جيب قميصه علبة سجاير !!
الذي لا يوقر بيت الله ، طبيعي لا يوقر الله نفسه 0 فإن وقر الله ، سيوقر بيته 0
نقول هذا ونحن نأسف لبعض المسئولين في الكنيسة من خدامها ، الذين يدخلون إلي الكنيسة بسلطان ، بغير هيبة للمكان ، يامرون وينهون ، ويرفعون صوتهم ، ويمشون في عظمة !! ولا يفرقون بين بيت الله وبيوتهم الخاصة !!
أما الذي يهاب الكنيسة ، فمن الطبيعي أن يهاب الهيكل بالأكثر 0 ولذلك فنحن في كنيستنا القبطية لا ندخل إلي الهيكل مطلقا بأحذيتنا ، كما تفعل كنائس الغرب !! ولا نسمح بالدخول إلي الهيكل ، إلا لخدام المذبح فقط 0 ونحن نسجد أمام الهيكل 0 والأب الكاهن يبخر الهيكل ونحيط الهيكل بلون كبير من المهابة ، وبالأكثر مذبح الله الذي يوجد داخله ، والذي نرفع حوله البخور 000 أما الذين لا يهابون الهيكل ولا المذبح ، فسيأتي وقت عليهم لا يهابون فيه الأسرار المقدسة أيضا !!
المهابة أيضا ينبغي أن تشمل الكتاب المقدس 0
لذلك فعند قراءة الإنجيل في الكنيسة المقدسة ، يصيح الشماس قائلا " قفوا بخفوا بخوف من الله ، وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس " فيقف الشعب كله احتراما ، ورئيس الكهنة ينزع تاجه من فوق رأسه خشوعا أمام كلمة الله 0 بل قبل قراءة الإنجيل ، يصلي الكاهن أوشية يقول فيها للرب " أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ، بطلبات قديسيك "0 ويرفع البخور ونقبل الإنجيل 0
فهل بنفس الاحترام نتعامل مع الكتاب في بيوتنا ؟
هناك أشخاص قد يضعون الكتاب المقدس في أي مكان في بيوتهم 0 وقد يكون تائها وسط الكتب !أما الإنسان الروحي الذي يخاف الله ، فلا يضع شيئا فوق الكتاب المقدس 0 الكتاب المقدس لا يوضع فوقه الا الصليب أو كتاب مقدس أخر هكذا نحترمه ونوقره 0 كذلك نقرأ الكتاب في توقير داخل بيوتنا 0 وبقدر ما نهاب الكتاب ، نهاب أيضا الوصايا المكتوبة فيه ، وتدخل مخافة الله في قلوبنا 0
ينبغي أن يفرق كل إنسان بين قراءة الكتاب المقدس وقراءة أي كتاب أخر 0
فلا تقرأ الكتاب وأنت نائم ، أو وأنت مستلق في استرخاء ، أو وأنت تشرب كوبا من الشاي 0 كل هذه الأخطاء تطرد مخافة الله من قلبك 0هناك من بدأون قراءة الكتاب بصلاة 0 وهذا افضل 0 كما يصلي الكاهن قائلا " أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة " مجرد السماع يحتاج إلي صلاة وإلي استحقاق ، وإلي رفع بخور في الكنيسة 0 فلنأخذ من هذا دروسا 0
تلزمنا أيضا المخافة في كل ما يتعلق بالله 0
المخافة أثناء حضور القداس الألهي 0 هذه المخافة التي يفقدها البعض ، وهم يستمعون إلي القداس المذاع أو إلي القداس المسجل علي شريط كاسيت أو شريط فيديو 0 فيستمعون وهم منشغلون ببعض أمور البيت ، أو وهم في العربة مركزين في قواعد المرور وهم جلوس !! يستحسن في العربة أستبدال القداسات المسجلة ، بألحان أو عظات أو تراتيل 000
كذلك من احترام القداس أن تحضر إليه مبكرا ، ولا تخرج أثناءه ، بل بعد سماع البركة والتسريح 0 وكذلك كل أنواع المخافة التي تتعلق بالتناول : مثل الإستحقاق للتناول من توبة وصلح وصوم ، والهيبة أثناء التناول وعدم التزاحم ، والصلاة قبل التناول وبعده ، والحرص الجسدي أيضا 000
إن الذي يهاب الكنيسة والهيكل والتناول ، لابد أن مخافة الله تسكن في قلبه 0
كذلك الذي يهاب رجال الله من ملائكة وبشر 0 فيهاب الملاك الحارس له ، ويستحي من أن يخطي أمامه ، ويهاب ملائكة المذبح والذبيحة ،و ملائكة الكنيسة0 كذلك الذي يهاب أرواح الذين أنتقلوا ، ويخاف أن ينظروا إليه وهو في حالة خطية ، أو يروا أي منظر له يعمله في الخفاء ، أو أي رياء يظهر به أمام الناس ! كذلك الذي يهاب رجال الكهنوت عموما ، و أيضا الأب الروحي الإرشاد الروحي ، عالما أنهم وكلاء لله علي الأرض ( تي 1 : 7 ) ووكلاء سرائر لله (1كو 4 : 1 )
لاشك أن الذي يهاب ملائكة الله ، ورجال الله ، وقديسي الله ، لابد أن مخافة الله تدخل إلي قلبه 0
بل أن كثيرين يحترمون مجرد أيقونة القديس 0 والكنيسة تبخر أمام أيقونات القديسين المدشنة ، وترتل الألحان تمجيدا للملائكة والقديسين 0 فكم بالاولي خالقهم وكما نوقر رجال الرب ، نوقر أيضا يوم الرب 0 فالذي بكل مخافة ، يخشي أن يكسر تقديس يوم الرب ، لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه0 من الأسباب ، ولا يتهاون في ذلك ، لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه 0
كذلك يصل إلي مخافة الله من يحرص علي عهوده مع الله ، ويوفي للرب نذره 0
ولا يحاول أن ينذر نذرا ، أن يتفاوض في الأمر ، من حيث الوفاء بالنذر ، أو تغيره أو تأجيله ،غير واضع في قلبه أن نذره هو اتيفاق بينه وبين الله واجب الاحترام والهيبة ، كما قال الكتاب " خير لك أن تنذر ، من أن تنذر ولا تفي " ( جا 5 : 5 )
إن الإلتزام بالنذور والعهود ، توصل الإنسان إلي مخافة الله 0 وكسر النذر يطرد مخافة الله من القلب 0

لكي نصل إلي مخافة الله ، حاول أن تسلك في التداريب الأتية :
ضع الله أمام عينيك باستمرار ، وتذكر ان أعمالك كلها مكشوفة أمامه 0
إنه يري كل ما تفعله ، ويسمع كل ما تقوله 0 وكما قال القديس مقاريوس الكبير " فلنعلم أن كل ما نعمله عريان ومكشوف لديه ، ولا تخفي عليه خافية "
قال القديس الأنباء أشعياء المتوحد " إذا قمت باكر كل يوم ، تذكر أنك ستعطي جوابا عن أعمالك 0 فإنك بذلك لن تخطيء ، ومخافة الله تسكن فيك 000
مشكلتنا أننا لا نضع الله أمام أعيننا أثناء ارتكاب الخطية 0 لذلك نشرب الخطية كالماء ، ولا نتذكر الله ! لذلك ليس عبثا قال داود النبي عن الخاطئ في المزمور :
" اللهم إن الناموس قاموا علي - ولم يجعلوك أمامهم " ( مز 86 : 14 ) 0 ضع الله أمامك إذن ، فتخاف ولا تخطئ 0
ماأجمل عبارة كان يقولها إيليا النبي وهي :
" حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه " ( 1مل 18 :14 )
ولكي نصل إلي مخافة الله ، ضع أمامك باستمرار مجد الله وعظمته ، فتملك ك هيبته فتخاف 0
الله الذي هو ملك الملوك ورب الأرباب ( رؤ 19 :16 ) 0 الله العالي ، خالق الكل وسيد الكل الذي نحن أمامه مجرد تراب 00 كيف نتحداه ؟!
ضع أمامك أيضا عدل الله ، الذي سيجازي كل واحد حسب عمله (مت 16 :27 ) (رؤ 22 :12 ) 0 وقل لنفسك : أين أهرب من عدل الله ، أنا المضبوط في الخطايا ؟!
ضع أمامك أيضا صلاح الله وقدسية الله الذي يشمئز من الخطية 0
إن كنت أمام أصحابك الأتقياء لا تجرؤ أن تفعل خطية ، أو تتلفظ بكلمة غير لأئقة ، فكم بالأولي أمام الله الكلي القداسة 0 لذلك أمام صلاحه تخاف أن تخطئ ويملكك الإستحياء
وأذكر أن الخطية موجهة إلي الله ذاته فتخاف 0
كما قال داود النبي في مزمور التوبة " إليك وحدك أخطأت ، والشر قدامك صنعت " ( مز 50 ) أو كما قال يوسف الصديق " كيف افعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله ؟! (تك 39 : 9 ) 0 ليتك تحفظ هذه الأية ، وترددها كلما حوربت بالخطية 0 حينئذ تدخل مخافة الله غلي قلبك 000 شعورك أنك بالخطية تجرح قلب الله المحب ، وتحزن روح الله القدوس في داخلك ( أف 4 : 30 ) ، وترفض شركته معك 00 كل ذلك يجعلك تخاف
بكت نفسك كهيكل لله يحل الله فيك 000
قل لنفسك هل سوف أظل هيكلا لله ، ويسكن روح الله في ، إن تدنست بالخطية ؟! هوذا الرسول يقول " إن كان أحد يفسد هيكل الله ، فسيفسده الله 0 لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم فيه هو " (1 كو 3 : 16 ، 17 ) وتذكر أيضا قول الرسول " ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح ، وأجعلها أعضاء زانية ؟! حاشا " ( 1 كو 6 : 15 )
أيضا تأتيك مخافة الله أن سلكت في حياة التوبة 0
التوبة توصلك إلي مخافة الله 0 ومخافة الله توصلك إلي التوبة 0 الذي يسلك في التوبة ، يشعر ببشاعة الخطية ، وكيف أنها تفصله عن الله وتعرضه للدينونة الرهيبة فيخاف 0
والذي يسير في طريق التوبة ، يخاف علي نفسه من السقوط 0 ويخاف إن سقط ، أن يتطور معه المر إلي أسوا ، من الحواس إلي الفكر ، إلي القلب إلي العمل ، إلي أن تصبح الخطية عادة عنده تستعبد إرادته لها ، فيخاف 000 ويقول """"": أن بدأت الخطية وأنا أظن أني مسيطر علي الخطية أستطيع أن أتركها في أي وقت !! فلابد سيأتي الوقت الذي تصبح فيه الخطية مسيطرة علي 000
لذلك تصل إلي المخافة ، بالمواضبة علي محاسبة النفس 0
ومع الدقة في ذلك 0 وكما قيل في بستان الرهبان : يجب أن نحاسب أنفسنا في كل بكرة وعشية : ماذا عملنا مما يحبه الله ، وماذا عملنا مما لا نحبه 0 ونفتقد أنفسنا بالتوبة 0 وبهذه السيرة عاش القديس الأنبا أرسانيوس 0
قال القديس العظيم الأنبا موسي الأسود :
" إذا قمت باكر كل يوم بالغداة ، تذكر انك سوف تعطي لله حسابا عن سائر أعمالك في هذا اليوم " وبهذا تدخل مخافة الله إلي قلبك 000
نعم ، نحن محتاجون أن نراجع أنفسنا كل يوم ، لكي نصل إلي المخافة 00 نحن محتاجون أن يفحص كل إنسان قلبه ، ويري هل فيه عنصر التهاون ، أو فيه شئ من اللامبالاة وعدم الإكتراث وعدم الحرص وعدم مخافة الله 000
لنرجع إلي بداية الطريق يا أخوتي ، أن كنا قد ضللنا علامات الطريق 0 نرجع إلي المخافة ، ومنها نبدا 0 ونتدرج منها حتي نصل إلي الحب 0
ولندرك علامات عدم المخالفة ، ونبعد عنها :
فالذي يسرح مع الخطية ويتفاوض معها ، مخافة الله ليست في قلبه 0 والذي يتكبر ويتعجرف ويقسو علي غيره ، واضح أنه ليست في داخله مخافة الله 0 وكذلك من لا يضع يوم الدينونة أمام عينه علي الدوام ، ويعمل من اجل رهبة ذلك اليوم ، هذا أيضا بعيدا عن مخافة الله 0 والذي يستغل طول أناة الله استغلالا رديئا ، فيصل إلي الإستهتار بدلا من التوبة ، هذا أيضا لاتوجد مخافة الله في قلبه 0 أعطيك تدريجا أخر سهلا تصل به إلي مخافة الله ، وهو :
حاول أن تخاف الله ، كما تخاف الناس 00 !
الشئ الذي تخاف أن تعمله أمام الناس ، خف أيضا أن تعمله أمام الله 0 والفكر الذي تخاف أن يعرفه الناس ، لا تفكر فيه أمام الله 0 لأن الله يعرفه ويفحصه 0 كل ما تخاف ان يعرفه الناس ، خف أيضا أن يراه الله فيك 0 الخطايا الخفية ، التي تعملها في الخفاء ، وتخشي من إرتكابها أمام الناس ، اخجل من إرتكابها أمام الله والا فأن الله يقول لك غنك لم تجعل لي هيبة عندك 0 مثل هيبتك لباقي الناس !! لم أتساو في اعتبارك مع إنسان من تراب ورماد ! هذا التراب والرماد تعمل له ألف حساب ، وأنا لا تعمل لي حسابا أبدا 000 !
درب نفسك علي مخافة الله في حجرتك المغلقة 000
لأنك أن كنت في الخفاء ، حيث لا يراك أحد ، تسلك في مخافة الله ، ففي العلن ، في محيط الناس ، ستكون مخافتك أكثر 0 إذن فالإنسان الذي يخاف الله ، يحترس من كل الخطايا الخفية 0
تصوروا فتاة مثلا لا تتصرف في حجرتها الخاصة باستهتار ، وتسلك بكل إحتشام في حجرتها المغلقة عليها حيث لا يراها أحد 000
هذه من غير الممكن أن تستهتر خارج بيتها 00 أن كانت مع نفسها تحتفظ بحيائها وبمخافة الله ، فطبيعي وسط الناس سيكون حياؤها أكثر 000
إن كانت وهي وحدها في بيتها ، إن نظرت ملابسها قد انكشفت قليلا ، تسرع بتغطية نفسها في خوف الله ، بينما لا أحد يراها ، ولكنها تخجل من ذلك أمام الملائكة وأرواح القديسين 0 فهل تظنونها تفقد حشمتها ومخافة الله في وسط الناس ؟! مستحيل 000
بل الإنسان الذي يخاف الله ، يستحي حتي من الفكر الذي لا يراه أحد 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مخافة الله فى الكنيسة الاولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مخافة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأولي
» مخافة الله.. وروحانية الخوف
» يمكنك‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏مخافة‏ ‏الله
» مخافة‏ ‏الله‏ ‏في‏صلوات‏ ‏الأجبية ‏4-10
» مخافة الله 7 مقال 27-9-2009 وطني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Net for God :: المنتديات الكنيسية و الروحية :: منتدى قداسة البابا شنودة :: كتب ومقالات وعظات مكتوبة وتأملات روحية لقداسة البابا-
انتقل الى: