mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: حياة البر او الفضيلة مقال وطني 6-6-2010 الإثنين 7 يونيو 2010 - 14:56 | |
| حياة البرأو الفضيلة ما هي؟وكيف تكون؟وما مصادرها؟ بقلم قداسة البابا شنودة الثالث وطني 6-6-2010
تعريفات: ما هي الفضيلة؟وما معني عبارةإنسان فاضل؟ ربما عبارة إنسان فاضلتعني أنه إنسان خير,يحب الخير ويعمله ويحب البر. والفضيلة قد تعني النقاوة,أو السير في طريق الله. وقد تعني قوة في النفس,تمكنها من الانتصار علي كل نوازع الشر وإغراءاته..وتمارس الحياة البارة. وربما تعني الفضيلة الارتفاع فوق مستوي الذات. بحيث يخرج الإنسان عن دائرة ذاته,ويعيش لغيره.. يخرج من الاهتمام بنفسه أو التركيز علي نفسه للاهتمام بالآخرين..من محبته لنفسه إلي محبته لله وللناس.. نقول هذا لأن الخطيئة كثيرا ما تكون انحصارا حول الذات..إنسان يريد أن يرفع ذاته,يمنع ذاته يشبع رغبات ذاته . الفضيلة أيضا هي ارتفاع فوق مستوي اللذة: لأن غالبية الخطايا قد تكون مصحوبة بلذة حسية أو لذة نفسية.. فتدور حول ملاذ الجسد أو الفكر أو النفس ,وتصبح لونا من إشباع الذات وبطريقة خاطئة فالذي يحب المال أو المقتنيات إنما يجد لذة في المال وفي المقتنيات,وكذلك من يحب الزينة ومن يحب الطعام ..ومن يحب المناصب أو الشهرة إنما يجد لذة في كل هذا ومن يحب الجسد يجد لذته في الجسد ومن يحب الانتقام لنفسه يجد لذة في ذلك. الخطيئة إذن هي سعي وراء اللذة.. والفضيلة هي ارتفاع فوق مستوي اللذة إلي أن تجد إشباعا لها في السعادة الروحية. والسعادة غير اللذة,والفرح غير اللذة,اللذة غالبا مرتبطة بالحس ,بالجسد والمادة. أما السعادة والفرح فيرتبطان بالروح..ولذلك الفضيلة إذن تكون ارتفاعا فوق مستوي المادة أيضا.. مصادر الفضيلة: 1- أول مصدر هو الحكمة والإفراز والمعرفة. وهكذا علمنا أبونا القديس الأنبا أنطونيوس: والعلماء والفلاسفة يركزون علي كلمةالمعرفةوالمقصود بها المعرفة الحقيقية وهي المعرفة التي تميز بين الخير والشر ويسميها البعض Gnosticism الغنوسيةوهكذا يقول الكتاب: الحكيم عيناه في رأسه.. أما الجاهل فيسلك في الظلامجا2:14 وهكذا نري في مثل العذاري الحكيمات والجاهلاتمت25أن الحكيمات كن يرمزن إلي حياة البر بعكس الجاهلات.. لأن الحكيم الحقيقي بالضرورة يسلك في حياة الفضيلة.بينما لابد أن نصف الخاطيء بأنه جاهل مهما كان من العلماء! إنه جاهل بطبيعة الأشياء, جاهل بطبيعة الخير والشر.. جاهل بمصيره الأبدي جاهل بما تجلبه الخطيئة من نتائج جاهل لايعرف خيره من شره ولا نفعه من ضره! ولانقصد المعني السطحي من كلمةجاهلالتي تعني إنه لم يتعلم في مدارس أو علي أساتذة..إنما هو جاهل من جهة الحكمة الإلهية وجاهل من جهة المعرفة الحقيقية..ومثل هذا الإنسان يحتاج إلي توعية وإلي إرشاد.. وقد قال السيد المسيح عن الذين صلبوه إنهملايدرون ماذا يفعلونلو23:34وهكذا وصفهم بالجهل..وقال الرسول عنهملأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد1كو2:8 حتي الإلحاد يصفه الكتاب بالجهل فيقول: قال الجاهل في قلبه ليس إلهمز14:1 حتي لو كان هذا الإنسان من فلاسفة عصره إنه جاهل! الحكمة تدعو الإنسان من فلاسفة عصره إنه جاهل! الحكمة تدعو الإنسان إلي السير في الطريق السوي. فتاة مثلا تحب شابا من غير دينها محبة تؤدي بها إلي الزواجمنه..فيأتي مرشد ليقول لها:أنت تسيرين في طريق مسدود,لا تعرفين إلي أين ينتهي بك..إنك تضيعين نفسك وعائلتك وأخواتك البنات وربما إخوتك الأولاد أيضا!!المسألة تحتاج إلي معرفة وحكمة.. معرفة بنوع الحياة وبالنتائج.. وكلما يتعمق الإنسان في الحكمة علي هذا القدر يتعمق في فهم الأمور ويعرف ما ينبغي أن يكون. غير أن مصادر الفضيلة ليست هي مجرد الحكمة والمعرفة. فقد يعرف الإنسان الخير ولايسلك فيه!هنا نتعرض للمصدر الثاني من الفضيلة وهو: 2- قوة الإرادة والعزيمة: قد لايستطيع إنسان أن يسلك في طريق الفضيلة لأنه مغلوب من نفسه لأنه ضعيف الإرادة.. وكما يقول الكتاب لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده إياه أفعلرو7:19 ولهذا فإن كثيرين لكي يحيوا في الفضيلة-يسلكون تداريب روحية لتقوية إرادتهم. إن الضعف يسبب الوقوع في الخطية. والوقوع في الخطية يؤدي إلي مزيد من الضعف, كل منهما يكون سببا ونتيجة للآخر.. ولذلك نقول عن الإنسان الفاضل إنه إنسان قوي..قوي في الروح وفي الفكر وفي العزيمة وفي التنفيذ وفي التدريب إنه قوي في الانتصار علي الحروب الخارجية وفي الانتصار علي النزعات الداخلية. الذي تستعبده عادة رديئة هو إنسان ضعيف والذي لايستطيع التحكم في لسانه ولا التحكم في أعصابه ولا التحكم في فكره هو إنسان ضعيف وبسبب هذا الضعف يبعد عن الفضيلة..حتي إن تاب عن الخطية يعود إليها مرة أخري 3- من مصادر الفضيلة أيضا:المباديء والقيم الإنسان الروحي المتمسك بالمباديء والقيم يحيا حياة الفضيلة لأن القيم التي يؤمن بها تحصنه فلا يستطيع أن يخطيء مهما حورب بالخطية يقول لك:لا أستطيع أن أفعل هذا الشيء ولو كان السيف علي رقبتي لا أستطيع أن أكسر مبادئي. أما الإنسان الخاطيء فلا قيم عنده. أي أن الفضائل لاقيمة حقيقية لها في نظره حتي يحافظ عليها!!إنه يكذب لأن الصدق لاقيمة له في نظره ويزني لأن العفة لاقيمة لها في نظره ويخون لأن الأمانة لاقيمة لها في نظره..وهكذا مع باقي الفضائل. وبسبب ضياع القيم,يقع في الاستهتار واللامبالاة. لا الوقت له قيمة,ولا المواعيد لها قيمة ولا الواجبات لها قيمة,ولا النظام العام ولا القانون ولا التقاليد ولاشيء علي الإطلاق..! 4- من مصادر الفضيلة أيضا مخافة الله. الإنسان الذي توجد مخافة الله في قلبه,لايخطيء..ولهذا قال الكتاب بدء الحكمة مخافة الربأم9:10.ونجد في هذه الآية الحكمة والمخافة معا. الإنسان الروحي,يخاف أن يكسر وصايا الله.ويخاف اليوم الذي يقف فيه أمام الديان العادلعب10:31ويخاف العقوبة..بل يخاف أن يفقد طهارته,وأن يفقد الصورة الإلهية ويخاف أيضا علي سمعته ويخاف أن يكون عثرة لغيره. وبالمخافة يسلك في طريق الفضيلة وبممارسة الفضيلة يحبها وهكذا يسلك فيها حبا لاخوفا. غير أن البعض من الذين لايفهمون الترتيب الطبيعي للفضائل يبعدون عن المخافة بفهم خاطيء للآية التي تقوللا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج1يو4:18. فمن من الناس قد وصل إلي هذه المحبة الكاملة لله, التي تطرح الخوف إلي خارج؟علينا أن نبدأ بالمخافة أولا والكتاب يقولسيروا زمان غربتكم بخوف1بط1:17ويقول أيضا تمموا خلاصكم بخوف ورعدةفي2:12 ولنثق أن هذه المخافة هي التي ستوصلنا إلي المحبة . 5- مصدر آخر للفضيلة هو الموهبة الإلهية فالفضيلة علي نوعين نوع يولد الإنسان به,بطبع هاديء طيب..ونوع يجاهد الإنسان لكي يصل إليه.. أما عن النوع الذي يولد الإنسان به فهو كمثال يوحنا المعمدان الذي قيل عنه إنهمن بطن أمه يمتليء من الروح القدسلو1:15ومثال أرميا النبي الذي قال له الله قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوبأر1:5وكما يقول المثل العاميمالك متربي؟قال من عند ربي..ومن الذين جاهدوا حتي يصلوا إلي الفضيلة القديس موسي الأسود.. والذي يجاهد ينال بلا شك أجرا سماويا علي جهاده وانتصاره وهؤلاء وضعهم السيد الرب في سفر الرؤيا تحت عنوانمن يغلب..رؤ3,2 حتي الذي يولد بالفضيلة يحتاج أيضا إلي جهاد لكي يغلب.. لأن عدو الخير لايشاء أن يتركه في راحة بل يحاربه محاولا أن يفقده فضائله, فالذي ولد بالفضيلة يلزمه أن يثبت فيها ويصمد أمام حروب العدو,وكما قال الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلكرؤ3:11 وأيضا الذي يجاهد حتي يصل إلي الكمال في فضيلته. إنه جهاد للنمو وجهاد يدخل به من الباب الضيق حسب وصية الربمت7:13 6- من مصادر الفضيلة:النعمة: نعمة الله التي تساعد الإنسان وتقويه لكي يسلك ويثبت في طريق الله,كما قال بولس الرسولبنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي1كو15:10ولأهمية هذه النعمة. فإن الكنيسة المقدسة تطلبها لنا في كل اجتماع قائلةنعمة ربنا يسوع المسيح,ومحبة الله وشركه الروح القدس,تكون مع جميعكم آمين2كو13:14 علي أننا يجب أن نتجاوب مع عمل النعمة ونشترك مع الروح القدس في العمل. ذلك لأن نعمة الله العاملة معنا لا تهبنا الفضيلة إلا باشتراكنا معها وقبولنا لها ولذلك يقول الرسولالنعمة العاملة معيوليست العاملة وحدها. الروح القدس يعمل فينا ونحن نعمل معه نشترك معه في العمل.ويتحد عمل الله مع إرادة الإنسان وعمله ونصل إلي الفضيلة بالشركة مع الروح القدس. 7- قال بعض الآباء :الفضيلة بطبيعتها مغروسة في النفس. وهكذا تكون الخطية مجرد مقاومة لهذا الغرس الإلهي.. ولهذا تجد ضمير أي إنسان أيا كان من أي دين من الأديان بوذي ,براهمي,كنفوشيوسي.. من أي دين تجد الفضيلة مغروسة فيه..إنها الشريعة الطبيعية غير المكتوبة,التي وضعها الله فينا. توضح لنا الخير وتدفعنا إليه,وتبكتنا إن لم نسلك في طريق الفضيلة. لذلك نجد الذي يخطيء,يشعر بالخجل والخوف والارتباك. هذا هو الذي يحدث للطفل حينما يخطف شيئا ليس له أو حينما يرتكب خطأ لاتوافق عليه القيم المغروسة فيه بالفطرة.. وهذا ما يحدث للكبار أيضا لهذا يحبون أن يرتكبوا الخطية في الخفاء في الظلمة دون أن يلاحظهم أحد..لأنهم يقاومون شيئا مغروسا في أعماقهم,ولذلك قيل عنهم: أحب الناس الظلمة أكثر من النور,لأن أعمالهم كانت شريرةيو3:19. بقي أن أحدثك عن نوعية الفضائل: السلبية والإيجابية الداخلية والخارجية وكذلك تكامل الفضائل وأمور أخري.. فإلي اللقاء في العدد المقبل بمشيئة الرب إن أحبت نعمة الرب وعشنا. | |
|
kokomina اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5026 العمر : 47 Localisation : cario تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: حياة البر او الفضيلة مقال وطني 6-6-2010 الإثنين 14 يونيو 2010 - 2:59 | |
| مقالة حلوة لقداسة البابا شنودة الثالث ربنا يديم حياته سنين عديدة مديدة بصحة جيدة
ميرسى يا قلب المنتدى الطيب ربنا يعوضك | |
|