mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: اكاليل لمكافأة حياة الفضيلة و البر الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 16:59 | |
| حياة الفضيلة والبر(14) أكاليل لمكافأة حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة :البابا شنودة الثالث وطني 12-9-2010
حياة الفضيلة والبر, هي حياة جهاد مع النفس, وجهاد ضد المادة والعالم والشيطان. والغالبون أو المنتصرون يكللون في الأبدية بأكاليل والسيد المسيح في رسائله إلي الكنائس السبع التي في آسيا, يقول لملاك كنيسة فيلادلفيا تمسك بما عندك,لئلا يأخذ أحد إكليلك (رؤ3:11) . وتود اليوم أن نتحدث عن هذه الأكاليل...لكيما تسأل نفسك أي إكليل ستحصل عليه أو أيه أكاليل. إكليل البر يقول القديس بولس الرسولجاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي, حفظت الإيمان وأخيرا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل, وليس لي فقط, بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا (2تي4:8). فما هو إكليل البر هذا؟ما معني أن نتكلل بالبر؟ معناه أننا نحيا في البر الدائم في الأبدية. لا نعود نخطئ معناه, تتكلل طبيعتنا البشرية بالبر, فتنتهي علاقتها تماما بالخطية. ونصير كالملائكة الذين جازوا فترة الاختبار وانتصروا, فتكللت طبيعتهم بالبر, وما عادت تخطئ بعكس الشياطين الذين سقطوا ومازالوا يخطئون. الأبرار في الأبدية, ليسوا فقط لا يقعون في خطية إنما حتي مجرد معرفة الخطية تزول من ذاكرتهم تماما. كان آدم في الفردوس بارا. ,كان بسيطا طاهرا لا يعرف شرا. وكذلك حواء ولكنهما لما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر, تعكر صفو الطبيعة البشرية, وبدأت تعرف الشر ثم تطورت إلي أن صارت تشتهي الشر, ودخلت محبة الخطية إلي النفس البشرية. فهل ستظل الخطية قائمة أو سائدة إلي الأبد؟ طبعا لا الأبرار في الأبدية, ستنتهي علاقتهم بالخطية سوف لا يعرفون سوي الخير فقط, وتنتهي الخطية من معرفتهم ومن ذاكرتهم ومن عقولهم.يعود المنتصرون إلي البساطة الأولي التي كانت للبشرية حينما كانت علي صورة الله ومثاله.قبل الخطية بل يصيرون في بساطة ونقاوة أسمي من حالة آدم وحواء... أبوانا الاولان كانا في حالة بساطة كاملة ونقاوة كاملة ولكنها معها حرية قابلة للسقوط. أما حرية الأبرار في الأبدية فهي حرية غير قابلة للسقوط إنهاحرية مجد أولاد الله(رو8:21) لأن الخليقة ستعتق من الفساد وتتكلل بالبر. هذا العتق من الفساد يشمل القلب والفكر والإرادة يشمل الحياة كلها..وبالبر نحيا في المتعة بالله باستمرار. هنا إكليل آخر وهو: إكليل الحياة إنه الذي وعد به السيد ملاك كنيسة سميرنا, حينما قال لهكن أمينا إلي الموت, فسأعطيك إكليل الحياة(رؤ2:10). إكليل الحياة يعني أن يحيا الإنسان إلي الأبد. ويحيا في الرب ففي الأبدية تنتهي الخطية, وينتهي أيضا الموت وكما قال الرسول في الإصحاح الخاص بالقيامةآخر عدو يبطل هو الموت(1كو15:26) .وهذا طبيعي لأنه مادامت أجرة الخطية هي موت(رو6:23). فحينما تبطل الخطية في الأبدية, يبطل معها الموت ولا يعني (إكليل الحياة) مجرد الخلود, أو الحياة الدائمة, التي يشتهيها الكل ولا يعني فقط مجرد انتهاء الموت, الذي يخافه كل إنسان مهما علا قدره في العالم. إنما إكليل الحياة, يعني أيضا الحياة في الله, ومعه لأنفيه كانت الحياة(يو1:4). وهو الذي قال أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات,فسيحيا(يو11:25). حقا ما أجمل قول الرسوللي الحياة هي المسيح(في1:21)المسيح يحيا في(غل2:20). حقا, إن الحياة في الأبدية, حياة غير عادية إنها إكليل كيف تكون هذه الحياة؟هذا سر لم يعلن لنا بعد...إنهاما لم تره عين, ولم تسمع به أذن, ولم يخطر علي بال إنسان, ما أعده الله للذين يحبونه(1كو2:9). إنها حياة للذين تعبوا هنا واحتملوا.يقول في ذلك معلمنا يعقوب الرسولطوبي للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه إن تزكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب الذين يحبونه(يع2:12). إذن إكليل الحياة, هو للذين يحبون الرب. الذين كانوا من أجل محبته يسلمون دائما للموت, والموت يعمل فيهم(2كو4:11, 12) ولكنهم بالموت ههنا من أجله يحيون معه إلي الأبد...ولن تمحي أسماؤهم من سفر الحياة(رؤ3:5) بل يأكلون من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله(رؤ2:7) ننتقل إلي الكلام عن إكليل آخر وهو: إكليل المجد في الواقع أن الله حينما خلق الإنسان إنما خلقه للمجد فجعله علي صورته, وجعل له سلطانا علي الطبيعة(تك1:26). وعن هذا قال المزموربالمجد والكرامة كللته, وعلي أعمال يديك أقمته, أخضعت كل شئ تحت قدميه(عب2:7, 8)(مز8:5) فكانت لآدم خشية علي كل الكائنات وهكذا كان نوح أيضا في الفلك. الإنسان فقد كرامته بالخطية ولكن الله في الأبدية سيرده إلي رتبته الأولي يعيد إليه الصورة الإلهية, ويكلله بالمجد. قد يعترض البعض ويقول المجد لله وحده ونحن نقول في صلواتنالأن لك المجد والقوة...فنجيب:إن مجد الله شئ آخر, مجد غير محدود, ولا ينطق به. ومع أن الله له المجد, إلا أنه من محبته للإنسان منحه أيضا مجدا: الذين سبق فعرفهم, سبق فعينهم وهؤلاء دعاهم أيضا وبررهم ومجدهم أيضا(رو8:30) بل ما أروع وأجمل قول السيد المسيح لله الآب: وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني(يو17:22). نعم,إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضا معه(رو 8:17). وفي ذلك يقول الرسول أيضاإن آلام الزمان الحاضر,لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا(رو8:18) لأن خفة ضيقتنا الأرضية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا(2كو4:17). كان عربون هذا المجد علي جبل التجلي (مر9:3-5). وهناك أيضا مجد القيامة ومجد الأبدية. فعن القيامة يقول الرسولنزرع في هوان, ونقام في مجد. ويشرح ذلك بأن الجسد سيقام جسدا روحيا, وجسدا سماويا(1كو 15:43-50) علي صورة جسد مجده(في3:21). ويقول القديس بطرس الرسول للرعاةومتي ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلي(1بط5:4). ويقول الكتاب أيضاالفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين-إلي البر, كالكواكب إلي أبد الدهور (دا 12:3). ويشبه الأبرار في السماء بالنجوم ويقوللأنه نجما يمتاز عن نجم في المجد(1كو15:41). ومن المجد الذي يهبه الله لمحبيه, أنهم يجلسون علي عروش معه في مجده! قال لرسله القديسينمتي جلس ابن الإنسان علي كرسي مجده,تجلسون أنتم أيضا علي اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر(متي19:28). والقديس يوحنا في رؤياه, رأي عرش اللهوحول العرش أربعة وعشرون عرشا, ورأي عليها أربعة وعشرين قسيسا جالسين متسربلين بثياب بيض, وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب(رؤ4:4) أي أكاليل مجد هذه؟! ولكن لئلا يظن البعض أن هذا المجد هو للرسل فقط ومن في مستواهم هوذا الرب يقول: من يغلب, فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي, كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشه (رؤ3:21). وهذا المجد أيضا سيكون في المجئ الثاني,حينما يأتي الربعلي سحاب السماء بقوة ومجد كثير(متي 24:30) وجميع الملائكة القديسين معه(متي 25:31). وليس مع هؤلاء فقط, بل سيأتي في ربوات قديسيه(يه14) والقديسون سيلبسون ثيابا بيضا(رؤ3:9) رمزا لبرهم... حقا عن مجد الأبدية قال المرتل وبعد إلي مجد تأخذني(مز73:24) وماذا غير إكليل المجد؟ إكليل البهاء(الجمال) الذين لم ينالوا جمالا علي الأرض سينالونه في الأبدية ففي الأبدية كل شئ جميل...جمال في الجسد الروحاني النوراني السماوي وجمال في الروح أيضا-وليس فقط في الأبدية بل حتي علي الأرض يقول الرب للخاطئة أورشليم في عمل نعمته معهاوضعت تاج جمال علي رأسك.فصلحت لمملكة وخرج لك اسم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك,يقول السيد الرب(حز16:12, 13). ما أعجب أن بهاء الله يجعله علي إنسان! ولعل هذا يذكرنا بعبارة عجيبة قالها إشعياء النبي في ذلك اليوم يكون رب الجنود إكليل جمال, وتاج بهاء, لبقية شعبه (1ش28:5) ولعله يذكرنا بالثياب التي أمر الرب بصنعها لهارون رئيس الكهنة إذ قال لموسي النبي اصنع ثيابا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء(خر 28:2) وكذلك لبنيه تصنع لهم قلانس للمجد والبهاء(خر2:40). ماذا أيضا غير أكاليل المجد والبهاء؟ أكاليل أخري لعل شخصا كبولس الرسول قد تحلي بأكاليل كثيرة:منها إكليل الرسولية, إكليل الكهنوت, وإكليل البتولية, وإكليل الجهاد, وإكليل الشهادة, بالإضافة إلي إكليل البر. إن القديس بولس الرسول يعتبر خدمته إكليله, فيقول لشعبه في فيلبييا سروري وإكليلي (في 4:1) ولعل أول إكليل يناله الإنسان يكون في المعمودية حينما يخرج منها في بر وقد لبس المسيح (غل 3:27) وهكذا يلبس المعمدون أكاليل. ويقول الأب الكاهن وهو يصلي لهمأكاليل ذهب, أكاليل فضة, أكاليل حجر كريم, وضعها الرب علي المعمدين الأطهار... إن أجمل إكليل قد لبس, هو إكليل الشوك الذي لبسه السيد المسيح له المجد(مر15:17). وبهذا الإكليل في الألم والبذل يمنحنا كل الأكاليل الأخري. | |
|
ptr اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 2360 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اكاليل لمكافأة حياة الفضيلة و البر الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 23:07 | |
| | |
|