mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: حياة البر او الفضيلة 2 وطني 14-6-2010 الإثنين 14 يونيو 2010 - 14:19 | |
| سلسلة الفضيلة والبر2 حياة الفضيلة أو البر قداسة البابا شنودة الثالث وطني 13-6-2010
ماهي؟وما نوعياتها ومستوياتها؟ تحدثنا في العدد الماضي عن تعريف الفضيلة,وعن مصادرها ونضيف هنا,فنقول عنها إنها: شركة الروح القدس الروح القدس يسكن فينا1كو3:16.وهو يعمل فينا وفي نفس الوقت يعمل بنا.ولذلك لابد أن نشترك معه في العمل.ولايمكن أن نأخذ من عمل الروح فينا موقفا سلبيا. لذلك فالفضيلة هي شركة مع الروح القدس. هي نتيجة لقوة عمل الله,الذي يقابله تجاوب من إرادة الإنسان,لأنه إن كان الإنسان لايريد فلايمكن أن تتم الفضيلة وهكذا وبخ الرب مرة شعب أورشليم وقال لهم كم مرة أردت..ولم تريدوا.هوذا بيتكم يترك لكم خرابامت23:83,37. محبة الخير: الفضيلة ليست مجرد عمل الخير,إنما هي بالأكثر محبة الخير. لأن بعض الناس قد يعملون الخير خوفا من العقوبة أو من أجل السمعة وتجنبا لكلام الناس.أو يعملون الخير حبا في المديح,أو رغبة في نوال مكافأة أو مجاراة لجو معين..ولكن ليس في كل ذلك فضيلة.. إنما الفضيلة هي حب الخير ,حتي إن لم تفعله لسبب خارج عن إرادتك..ولذلك نقول في أوشية القرابين ضمن من نطلب لهم بركة العطاء والذين يريدون أن يقدموا وليس لهم. ولكن إن وجدت إمكانية لعمل الخير,لابد أن تعمله وهكذا تجتمع نية القلب,مع الإرادة مع العمل لأن النية وحدها لاتفيد الآخرين والعمل هو التعبير عما في القلب من مشاعر طيبة. الفضيلة لاتقف عند حد,إنما هي سعي نحو الكمال سعي نحو الكمال فالذي يعمل الفضيلة يود أن ينمو فيها.ويستمر في النمو حتي يصل إلي الكمال الممكن له كإنسان أعني الكمال النسبي وذلك كما قال الرب في العظة علي الجبلفكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كاملمت5:48. والسعي إلي الكمال قد يحتاج إلي التدرج والآباء الروحيون كثيرا ما يدربون أولادهم في نطاق هذا التدرج لأن الطفرات السريعة كثيرا ما تؤدي إلي المجد الباطل والافتخار وأحيانا تكون لها نتائج عكسية لكن الآباء الروحيين يحبون أن يتثبت أولادهم جدا في كل خطوة يخطونها حتي إذا ما صارت طبيعة عندهم يتدرجون منها إلي خطوة أخري,ولايصبحون في خطر من نكسة ترجعهم إلي الوراء. إما إذا أرادت النعمة أن ترفع الإنسان مرة واحدة إلي فوق فهذه هبة إلهية غير عادية. وتأتي هذه الفضيلة بالممارسة في الحياة,وإنما يتحدث الكتاب عن السلوك فيقول لا دينونة علي الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد إنما حسب الروحرو8:1 وأيضا من قال إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا1يو2:6... إذن الفضيلة هي سلوك بالروح. قد يبدأ بالحب وقد يبدأ بالمخافة,ويتحول إلي الحب ولكنه في كلتا الحالتين حب لله,وحب للخير,وحب للغير,يظهر في سلوك الإنسان وفي حياته العملية والحياة في الفضيلة هي حياة جهاد. حياة جهاد لأنه كما أن النعمة تحب أن ترفعك إلي فوق,كذلك قوي الشر لاتريد أن تتركك في راحة إنما تحاول أن تجذبك إلي أسفل. وكما قال الرسول إنإبليس خصمكم كأسد يزأر,يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان1بط5:9,8 من هنا كانت الفضيلة صراعا ضد الخطية ولذلك قال القديس بولس الرسولالبسوا سلاح الله الكامل,لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد أبليس فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم علي ظلمة هذا الدهر,مع أجناد الشر الروحية..أف6:10-12 وبمناسبة هذا الصراع يمكن أن نقسم الفضيلة إلي نوعين: نوعان من الفضيلة: وذلك من الناحية السلبية ومن الناحية الإيجابية فمن الناحية السلبية مقاومة الخطية ورفضها. ومن الناحية الإيجابية السلوك الطيب في عمل الخير.. فليست الفضيلة هي فقط البعد عن الخطية إنما أيضا في حياة البر. لايكفي فقط أنك لاتكره إنسانا إنما يجب أن تحب الكل لايكفي أنك لاتقول كلمة شريرة إنما يجب إيجابيا أن تقول كلاما للبنيان ينفع آخرين ليست الفضيلة هي أنك لا تضر الناس بل هي بالأكثر أن تخدمهم وتعينهم وتتعب لأجلهم. يعرف البعض الفضيلة بأنها وضع متوسط بين رذيلتين: فالشجاعة مثلا هي الوضع المتوسط بين الخوف والتهور والتربية السليمة هي الوضع المتوسط بين القسوة والتدليل. والتدبير الحكيم في مالك هو الوضع المتوسط بين البخل والتبذير. ويمكننا أن نضرب أمثلة عديدة لهذا الوضع المتوسط الفضيلة لها مستويات في حياة الإنسان. مستويات: مستويات في الحس,والفكر,والقلب,والعمل.. المستوي الجسدي للفضيلة والمستوي النفسي والمستوي الروحي. وعلي الإنسان أن يحفظ نفسه في كل مستوي ويحترس من السقوط في غيره فمثلا الحواس هي أبواب الفكر فما تراه وتسمعه وتلمسه قد يجلب لك أفكارا.. فلكي تحفظ فكرك احفظ حواسك وإن أخطأت بالحواس لاتجعل الخطأ يتطور بك إلي فكرك فإن وصل إلي الفكر اطرده بسرعة وإن وصل الخطأ إلي الفكر لاتجعله يتحول إلي مشاعر في قلبك.. وإن تحول إلي مشاعر لاتجعله يتطور إلي الفعل والعمل. واعلم أن جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض وربما يصير البعض منها سببا ونتيجة. فخطأ القلب يسبب خطأ للفكر وخطأ الفكر يسبب مشاعر للقلب وربما الاثنان يدفعان إلي العمل. والعمل يسبب خطأ للحواس وكذلك الحواس تقود إلي العمل..إنها دائرة ,أية نقطة تدور فيها توصل إلي باقي النقاط وكما في الشر كذلك في الخير تتعاون المستويات معا. وكما تحدثنا عن هذه النوعيات نتحدث عن نوعيات أخري وهي: من الداخل والخارج في الداخل ,في القلب والروح والفكر وفي الخارج في الجسد والممارسة. الحب مثلا فضيلة في القلب ولكن لابد أن يتحول إلي عمل محبة في الخارج وفي ذلك يقول القديس يوحنا الرسول لا نحب بالكلام ولا باللسان,بل بالعمل والحق1يو3:18..وهنا تظهر المحبة التي فيها عطاء وبذل وتضحية. فضيلتك التي في فكرك,لايشعر بها أحد.فيجب أن تعبر عنها بعملك.محبتك لابنك التي في داخل قلبك,تعبر عنها بالعطايا بالاهتمام ,بالحنو.وهنا نتذكر عبارة جميلة في نشيد الأناشيد وهي: اجعلني كخاتم علي قلبك,كخاتم علي ساعدكنش8:6 كخاتم علي قلبك بالمشاعر الداخلية: كخاتم علي ساعدك بالعمل. يدك تمتد وتعمل وتساعد ..كخاتم علي قلبك بالإيمان وعلي ساعدك بالأعمال بطرس الرسول جعل الرب خاتما علي قلبه حينما قال لو أنكرك الجميع فأنا لا أنكركأنا مستعد أن أمضي معك حتي إلي السجن وإلي الموتلو22:33..ولكنه مع ذلك لم يجعل الرب خاتما علي ساعده حينما أنكره ثلاث مرات,وحينما سب ولعن وقال لا أعرف هذا الرجلمت26:70-75 ولذلك بعد القيامة سأله الرب ثلاث مراتأتحبني أكثر من هؤلاء؟!يو21:15-17..إن كنت تحبني لايكفي بالقلب بل بالعمل :ارع خرافي ,ارع غنمي.. الله نفسه عبر عن مشاعر القلب بالعمل. فقيل هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد,لكي لايهلك كل من يؤمن به,بل تكون له الحياة الأبديةيو3:16..أحب العالمهذا من جهة القلب..وبذل ابنه الوحيد,هذا من جهة العمل. والله يعبر عن محبته لنا برعايته وعنايته وحفظه لنا ومن هنا كان الحب فضيلة القلب.. والفداء هو العمل والتعبير. إذن لانكتفي بأن نقول محبة الله في قلوبنا,إنما ينبغي أن نعبر عن هذه المحبة ,وأن نبذل لأجله ونتألم لأجله..ولانكتفي بإيمان بغير أعمال,لأن الإيمان بغير أعمال ميتيع2:20,17. خشوع القلب من الداخل,نعبر عنه بخشوع الجسد من الخارج. وهكذا نجد في الصلاة :الوقوف والركوع والسجود ورفع الأيدي ,والنظر إلي فوق وثبات النظر بلا تشتت والجسد بلا حركة والفكر بلا طياشة ..ولا تقل في كل ذلك الله إله قلوب!ويكفي أن قلبي مع الله!!مثال ذلك من يصلي علي المائدة وهو جالس!! وفي كل ذلك نذكر قول المرتل في المزمورأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك,وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتكمز5. نعبرعن المخافة والخشوع والسجود وما أجمل قول الرسول: مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله1كو6:20 لايكفي إذن التمجيد بالروح إنما بالجسد أيضا المشاعر الداخلية تحتاج إلي التعبير الخارجي فيشترك الجسد مع الروح وتكون الفضيلة من الداخل ومن الخارج أيضا ما يجري في عروقك من مشاعرك يكون له ثمر من الخارج. ومن ثمارهم تعرفونهممت7:20 حياة الشجرة في داخلها,تعبر عن وجودها من الخارج,بالخضرة ,بالزهر,بالثمرةوكل شجرة لاتصنع ثمرا تقطع وتلقي في النارمت3:10 نريد إذن الفضيلة المثمرة. بالعمل الطيب,بالكلمة الطيبة,بالسلوك الحسن,بالقدوة بالنور الذي يضيء للآخرين,بالمحبة العملية نقطة أخري أقولها وهي تكامل الفضائل. تكامل الفضائل: الفضائل تتكامل معا,ولاتتعارض وإن سلكت في فضيلة ما فلابد ستقودك إلي فضائل أخري كثيرة وإن فقدت إحدي الفضائل,فما أسهل أن يجرك هذا السقوط إلي فقد فضائل أخري عديدة..إنها سلسلة مترابطة إن انفك عقد إحدها,انفرط الباقي. فاحترس من الاهتمام بفضيلة واحدة,تفقد معها باقي الفضائل. وبعد,ألست تري معي أن الموضوع هنا سيطول بنا فلنرجئه إذن إلي عدد مقبل,إن أحبت نعمة الرب وعشنا. | |
|